إعلام إسرائيلي: لدينا مخاوف شديدة جدا من إعلان حالة مجاعة في غزة
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
ناقش الإعلام الإسرائيلي مسألة الإعلان المحتمل عن حالة مجاعة في شمال قطاع غزة، وأشار محللون إلى أن هذا الأمر لو حدث سيضر بإسرائيل، وقد يؤدي ببعض الدول الغربية إلى فرض عقوبات عليها.
وأشارت القناة "كان 11" إلى وجود مخاوف شديدة في إسرائيل من إعلان حالة مجاعة في شمال قطاع غزة، إثر العملية العسكرية للجيش الإسرائيلي.
وقال مراسل الشؤون السياسية في قناة "كان 11″ سليمان مسودة إن عددا من المنظمات الدولية -وإحداها تدعى " آي بي سي" (ipc- التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي) وهي هيئة رسمية معتمدة لدى الولايات المتحدة والغرب مخولة بالإعلان عن وجود حالة تجويع في مناطق معنية- حذرت من الوضع الغذائي في شمال القطاع.
وأضاف أن هذه المنظمة نشرت تقريرا خطيرا جدا يقول إن "في شمال القطاع، خاصة في منطقة جباليا، وضعا خطيرا جدا بسبب عدم الحصول على الغذاء".
وأشار المراسل إلى أنهم في إسرائيل يخشون من أن يلحق ذلك الضرر بهم، "فإذا أعلنت هذه المنظمة عن حالة تجويع، فإن ذلك سيجبر كثيرا من الدول، بما فيها الولايات المتحدة والدول الغربية، على الإعلان عن فرض عقوبات على إسرائيل، بل قد يصل الأمر إلى مجلس الأمن الدولي".
ودعا قائد سلاح الجو سابقا إيتان بن إلياهو -في تصريح لقناة الـ12- إلى بقاء الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وقال إن "الوضع في غزة لا نهاية له، فهناك مليونا شخص توجد احتمالية أن يصبحوا إرهابيين.. وهذا يعني أننا يجب أن نبقى هناك".
وفي موضوع الصفقة مع المقاومة الفلسطينية، قال مراسل الشؤون السياسية في صحيفة "هآرتس" ميخائيل هوزر توف إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لديه إستراتيجية معروفة جدا، ففي كل مرة يقول إن "هناك شيئا قادما سيحل كل المشاكل".
وأضاف -في جلسة نقاش على القناة الـ12- أن "نتنياهو إذا قرر أنه يجب التوصل إلى صفقة، وأنه مستعد لدفع الثمن الذي تتضمنه هذه الصفقة.. فستكون هناك صفقة".
وحسب رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت، "هناك إمكانية للتوصل لصفقة اليوم إذا رغبت حكومة إسرائيل في التوصل لها. والادعاء أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هي التي تمنع الصفقة قائم على افتراض أن حماس تطالب بوقف الحرب.. وهذا صحيح".
وأكد أولمرت -في حديث لوسائل إعلام إسرائيلية- أنه من دون انتهاء الحرب ودون قرار الانسحاب من قطاع غزة، فلن تكون هناك صفقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات ترجمات قطاع غزة فی شمال
إقرأ أيضاً:
ما وراء خبرٍ “إسرائيلي”؟
قبل أيام، أعلنت مصادر في الجيش “الإسرائيلي” أن العمليات العسكرية على منطقة جباليا قد استنفدت نفسها، وعلى الرغم من “قدرة الجيش على التقدم نحو أهداف أخرى”، إلا أن أي توغل عسكري جديد في مناطق أخرى “قد يعرّض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر.
فهل الجيش الإسرائيلي ينتظر الأوامر من المستوى السياسي لينسحب من شمال قطاع غزة؟ هذا ما يقوله منطوق التصريح، وهو يؤكد على ربط الجيش “الإسرائيلي” بين حياة الأسرى “الإسرائيليين” في غزة، وبين الاعتداء على مناطق أخرى في قطاع غزة، وهذه تصريحات “إسرائيلية” أمنية لها ما بعدها من خديعة، لا سيما أن مصادر في الجيش “الإسرائيلي” عادت الأربعاء الماضي للتمويه على مخططاتها، لتقول: أمام الجيش “الإسرائيلي” عدة أسابيع لاستكمال مهماته في شمال قطاع غزة.
تجربتنا مع الإعلام “الإسرائيلي” تؤكد أن لا خبر يصدر من فراغ، وأن وراء كل خبر قصة وحكاية، وهدف أمني أو عسكري يسعى العدو لتحقيقه، وهذا الذي استوقفني من تعارض الخبرين الصادرين عن مصدر عسكري “إسرائيلي” في غضون يومين.
إن قراءتي للخبر الذي يقول: إن الجيش “الإسرائيلي” بحاجة إلى عدة أسابيع لاستكمال مهماته في شمال قطاع غزة، يضعنا أمام احتمالين:
الاحتمال الأول: أن الجيش الإسرائيلي سينسحب قريباً جداً من شمال قطاع غزة، وقد استنفد مهماته فعلا ً كما يقول، أو فشل في استنفاد مهماته كما الميدان، ولكن، ولأسباب أمنية، أعلن مصدر عسكري “إسرائيلي” عكس ذلك، مستدركاً الخطر الأمني من الإعلان عن استكمال المهمات، والاستعداد للانسحاب.
الاحتمال الثاني: أراد العدو “الإسرائيلي” أن يلفت نظر رجال المقاومة إلى أنه باقٍ في شمال قطاع غزة لعدة أسابيع، في عملية تمويه أمنى على خطط الجيش، وهو يستعد لاقتحام مناطق أخرى في قطاع غزة، ويخطط للمفاجأة.
وفي تقديري أن المنطقة المرشحة للاقتحام هي محافظة خان يونس. لا سيما بعد استهداف العدو منطقة المواصي بأكثر من غارة على خيام النازحين، في رسالة طمأنة لمن عادوا إلى بيوتهم المدمرة في خان يونس، وفي رسالة تشتيت لمن ظن أن منطقة المواصي قد صارت مستهدفة، وأن المدينة والمخيم قد صارت أكثر أمناً، بعد أن عجّت بمئات آلاف النازحين إليها سواء كانوا من سكانها، أو من شمال قطاع غزة ومن رفح.
أنا قارئ للخبر، ولست خبيراً عسكرياً، ولا خبيراً استراتيجياً، فقط أنا أقرأ الخبر، وأقرأ ما وراء الخبر “الإسرائيلي”، وأضع احتمالات، وأقدر موقف، وذلك يرجع إلى تجربتي الطويلة مع الإعلام “الإسرائيلي”، وبالتحديد طوال سنوات انتفاضة الأقصى، التي أعطتنا فكرة جيدة عن التصريحات “الإسرائيلية” المتشددة، وما ينجم عنها من مفاجآت مغايرة لما جاء في الإعلام.
كاتب ومحلل سياسي فلسطيني .