منظمات دولية وأممية تدق ناقوس الخطر من حدوث مجاعة “وشيكة” شمال غزة
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
يمانيون – متابعات
في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية الصهيونية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023م، وفرض العدو الصهيوني حصاراً وتطهيراً عرقياً في شمال قطاع غزة منذ الخامس من أكتوبر الماضي.. دقت منظمات دولية وأممية وخبراء ناقوس الخطر من حدوث مجاعة “وشيكة” في شمال قطاع غزة.
وفي هذا السياق حذرت مجموعة مستقلة من الخبراء، الأسبوع المنصرم، من أنه من المحتمل أن تكون المجاعة قد بدأت بالفعل في شمال غزة، لكن الحرب بين الكيان الصهيوني وحماس والقيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية أعاقت جمع البيانات لإثبات ذلك.
وقالت المجموعة المعروفة باسم “شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة”، عن المجاعة في غزة: “إنه أمر ممكن، إن لم يكن مُرجحاً”.
وتزايدت المخاوف بشأن الجوع القاتل في الأشهر الأخيرة وتصاعدت بعد تصريح مديرة برنامج الأغذية العالمي، الشهر الماضي، بأن شمال غزة دخل “في مجاعة كاملة” بعد نحو سبعة أشهر من الحرب.
ويُعد التقرير، الصادر عن “شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة” أول تقييم فني تصدره منظمة دولية يقول إن المجاعة ربما بدأت في شمال قطاع غزة بالفعل.
وتعتبر “شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة”، التي تمولها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، هيئة مُعترف بها دولياً في مجال المجاعة، وتوفر معلومات إنذار مبكر قائمة على الأدلة وفي الوقت المناسب بشأن انعدام الأمن الغذائي.. كما تساعد في اتخاذ قرارات متعلقة بالاستجابة الإنسانية في بعض البلدان الأكثر معاناة من انعدام الأمن الغذائي في العالم.
وأعلنت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية منذ أشهر أن الغذاء أو الإمدادات الإنسانية الأخرى التي تدخل إلى غزة غير كافية.
وحذر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، السبت، من احتمال حدوث مجاعة في شمال قطاع غزة الذي يشهد حصاراً وتطهيراً عرقياً صهيونياً منذ الخامس من أكتوبر الماضي، فيما يرفض كيان العدو الصهيوني التحذير من وجود مجاعة.
وأعرب لازاريني عن أسفه من أن احتمال حدوث مجاعة “ليس مفاجئا”.. مشيراً إلى أن “إسرائيل” استخدمت الجوع سلاحاً، إذ تحرم الناس في غزة من الأساسيات، بما في ذلك الطعام للبقاء على قيد الحياة.
وأوضح أن المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة ليست كافية، وهي بمتوسط يزيد قليلا عن 30 شاحنة يوميا، بما يمثل نحو ستة في المائة فقط من الاحتياجات اليومية للفلسطينيين.
وطالب لازاريني بخطوات عاجلة، من بينها وجود إرادة سياسية لزيادة تدفق الإمدادات الإنسانية والتجارية إلى غزة، وبقرارات سياسية للسماح بدخول القوافل إلى شمال غزة بانتظام ودون انقطاع.. داعيا إلى إرادة سياسية لمعالجة أزمة الجوع والقضاء عليها لأن “الأوان لم يفت بعد”.
ويوم الجمعة، حذر تقرير للجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (فريق من كبار الخبراء الدوليين المستقلين في مجال الأمن الغذائي والتغذية) من وجود احتمال قوي بحدوث مجاعة وشيكة في مناطق بشمال غزة، فيما يواصل العدو الصهيوني إبادة شمال قطاع غزة.. مُشدداً على أن الوضع الإنساني في قطاع غزة خطير للغاية ويتدهور بسرعة، ومطالباً بتحرك عاجل خلال الأيام القادمة “وليس خلال أسابيع”.
بدوره قال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في منشور على حسابه عبر منصة “إكس” السبت: إن “تحذير خبراء الأمن الغذائي العالمي من احتمال حدوث مجاعة بشمال قطاع غزة مثير للقلق الشديد”.. داعياً إلى “زيادة فورية في المساعدات الإنسانية بغزة، وتوفير وصول آمن لها، وخاصة الغذاء والأدوية لعلاج سوء التغذية الحاد في غضون أيام وليس أسابيع”.
وشدد المسؤول الأممي على أن “تحذير خبراء الأمن الغذائي العالمي من احتمال حدوث مجاعة بشمال غزة مثير للقلق الشديد”.
وكانت سلطات العدو الصهيوني قد رفضت التقرير الدولي قائلة: “يواصل الباحثون الاعتماد على بيانات جزئية ومُتحيزة ومصادر سطحية لها مصالح خاصة”، وفق وصفها.
وتحدثت وسائل إعلام العدو الصهيوني عن وجود قلق في الكيان الغاصب من فرض عقوبات دولية عليه تشمل حظراً لتوريد الأسلحة، وذلك بعد تحذير تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي من احتمال حدوث مجاعة شمال قطاع غزة.
وفي الأسابيع الماضية، بدأت أزمة حقيقة تلوح في وسط وجنوب قطاع غزة أيضاً، بسبب نفاد الدقيق والمواد الأساسية من الأسواق ومنازل الفلسطينيين، واضطرارهم لاستخدام الدقيق الفاسد لإطعام عائلاتهم، والبحث عن بدائل غير صحية.
ويعاني سكان قطاع غزة والشمال تحديداً من الجوع مع شح الغذاء والماء والدواء والوقود، جراء الحصار الذي يفرضه العدو الصهيوني على المحافظتين منذ بدء عمليته البرية في 27 أكتوبر 2023، ما تسبب في وفاة عدد من الأطفال وكبار السن.
وطالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الجهات الرسمية المعنية والمنظمات الدولية والأممية المختصة إلى إعلان المجاعة رسميًّا في شمال قطاع غزة، مع مرور أكثر من 40 يومًا على منع “إسرائيل” إدخال أي مساعدات أو بضائع لمئات آلاف السكان المحاصرين هناك، والذين يتعرضون لأعنف حملة إبادة جماعية للقضاء عليهم بالقتل والتهجير القسري.
وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان له اليوم الأحد: إن عشرات الآلاف من الفلسطينيين، بمن فيهم عشرات المرضى في ثلاثة مستشفيات شمال قطاع غزة، يواجهون خطرًا محدقًا بالموت جوعًا، أو الخروج بتداعيات صحية دائمة، جراء الحصار الصهيوني غير القانوني.
ونبه إلى أن الفلسطينيين الذين يواجهون حاليًّا أسوأ أيام التجويع والقصف والتهجير لم يكونوا تعافوا أصلًا من موجات التجويع السابقة التي برزت في محطات مختلفة نهاية العام الماضي وعدة مرات في الأشهر السابقة.
ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليات قانونية وأخلاقية لمنع انتشار المجاعة في قطاع غزة واتخاذ قرارات فورية، بما في ذلك تسمية الأشياء بمسمياتها الصحيحة والإعلان رسميًّا عن المجاعة الحاصلة في القطاع.
وكانت المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي سيندي ماكين، قد رجحت في بيان لها، بأن المجاعة موجودة أو وشيكة الحدوث في شمال غزة، وذلك عقب تحذير لجنة من الخبراء في الأمن الغذائي العالمي من وجود احتمال قوي لحدوث مجاعة وشيكة في مناطق شمال قطاع غزة.
وأفادت تقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن ما بين 75,000 و95,000 شخص ما زالوا عالقين في شمال غزة، وسط مخاوف متزايدة من احتمالات تفشي الجوع وسوء التغذية.
وأظهرت بيانات الأمم المتحدة تراجعاً حاداً في حجم المساعدات التي تصل إلى غزة، حيث تواجه منظمات الإغاثة الدولية صعوبات كبيرة في إيصال المساعدات إلى شمال القطاع، متهمة سلطات العدو الصهيوني بعرقلة جهودها، في وقتٍ بلغ فيه الوضع الإنساني “مستويات كارثية” تهدد حياة آلاف المدنيين.
وقال مدير تحليل الأمن الغذائي والتغذية لدى برنامج الأغذية العالمي، جان مارتن باور: إن هناك احتمالا قويا أن المجاعة “تحدث أو أنها وشيكة” في أجزاء من شمال غزة نتيجة للنزوح على نطاق واسع، وانخفاض التدفقات التجارية والإنسانية إلى غزة، وتدمير البنية الأساسية والمرافق الصحية والوضع الصعب المتعلق بعمل أونروا”.. مشددا على أن تصريحات لجنة المراجعة “نادرة جدا، لذا فإن هذا الأمر يستحق الاهتمام”.
كما حذرت مساعدة المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفاني ترمبلي، من “احتمال وقوع مجاعة وشيكة في شمال غزة إن لم يتم التحرك خلال أيام لإنقاذ الأرواح بحسب إنذار صادر للتو عن لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي والتي أصدرت إنذاراً/ تقريراً حول ذلك تعرب فيه عن قلقها”.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفى: إن شمال غزة يخضع للحصار الصهيوني منذ نحو الشهر، وأن الفلسطينيين يموتون من الجوع، بينما العالم يراقب.. مشددًا على “ضرورة وقف هذه الجرائم”.
وأظهر تقريران جديدان عن الأمن الغذائي أنه بالأشهر الماضية أدى الجوع الشديد إلى استشهاد العديد من الفلسطينيين في قطاع غزة، ما تسبب بأضرار دائمة للأطفال من خلال سوء التغذية، وذلك حتى قبل الإعلان الرسمي عن المجاعة.
وقالت صحيفة الغارديان البريطانية: إن “الحرب تؤدي إلى تعقيد عملية جمع البيانات التي من شأنها أن تؤكد انتشار المجاعة، لكن التركيز مُنصب فقط على ما إذا كانت غزة قد تجاوزت اللحظة التي يتحول فيها الجوع الشديد إلى إعلان رسمي للمجاعة”.
وحذر برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة، عن بؤر من الجوع الساخنة حول انعدام الأمن الغذائي العالمي، والخسائر البشرية الناجمة عن الجوع، حتى دون إعلان المجاعة بشكل رسمي.
——————————————-
وكالة سبأ – مرزاج العسل
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الأمن الغذائی العالمی من احتمال حدوث مجاعة فی شمال قطاع غزة العدو الصهیونی الأمم المتحدة فی شمال غزة إلى غزة
إقرأ أيضاً:
الإمارات.. مساعدات متواصلة لتخفيف معاناة “الشتاء” حول العالم
تواصل دولة الإمارات جهودها للتخفيف من تداعيات فصل الشتاء والبرد القارص على شريحة واسعة من البشر حول العالم، لاسيما المهجرين واللاجئين الذين اضطروا لترك منازلهم والسكن في الخيام.
ومع دخول فصل الشتاء هذا العام، باشرت الإمارات بإطلاق مجموعة من الحملات الإنسانية والإغاثية لإيصال المستلزمات والاحتياجات التي تساهم في حماية المتأثرين من تداعيات انخفاض درجات الحرارة في العديد من الدول، وذلك تجسيداً للقيم والروح الإنسانية الأصيلة لدى قيادة دولة الإمارات وشعبها، الذين لم يتأخروا يوماً عن إغاثة المحتاجين والمنكوبين أينما وجدوا.
ونفذت دولة الإمارات، أول أمس، إحدى حملاتها لتوزيع الكسوة الشتوية على سكان مخيمات الإيواء في جنوب قطاع غزة، ضمن المرحلة الأكبر من عملية “الفارس الشهم 3″، المشروع الإغاثي الأضخم في قطاع غزة.
واستهدفت الحملة، أكبر تجمع للنازحين جنوب القطاع بمحيط جامعة الأقصى في خانيونس، واستفاد منها 12 ألفاً و500 شخص.
وحرصت الإمارات، منذ بداية فصل الشتاء الحالي، على إيصال كسوة الشتاء والخيم والأغطية المضادة للماء والستر والبطانيات والقفازات لمساعدة الأطفال الفلسطينيين والأسر المتأثرة من الأوضاع في قطاع غزة، والعمل على رفع المعاناة عن الفئات المتضررة، لمواجهة البرد القارس.
درجت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على تنفيذ برنامج المساعدات الشتوية، لتخفيف معاناة الشرائح الضعيفة في الدول التي تشتهر ببرودة طقسها وتقلباته خلال فصل الشتاء، إلى جانب اللاجئين داخل المخيمات وخارجها، الذين يواجهون الظروف الطبيعية القاسية.
ودشنت الهيئة، في نوفمبر الماضي، حملة مساعدات شتوية يستفيد منها 250 ألف شخص حول العالم، وذلك للحد من تداعيات برودة الطقس، خاصة في الدول المستضيفة للاجئين.
وتتضمن الحملة توزيع كميات كبيرة من الطرود الغذائية والصحية، والملابس الشتوية وأجهزة ومواد التدفئة والبطانيات، ومستلزمات الأطفال ومواد الإيواء الأخرى.
ونفذت الهيئة في 22 ديسمبر الماضي، حملة “كسوة الشتاء” في عدد من المناطق النائية والصحراوية في محافظة شبوة اليمنية، بهدف توفير الملابس والاحتياجات الشتوية الضرورية للأسر الأشد فقراً والنازحين والبدو الرحل الذين تأثروا بموجة البرد القارس التي اجتاحت المحافظة.
وفي 8 يناير الجاري أعلنت الهيئة استكمال استعداداتها لإرسال شحنة جديدة من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، متمثلة في كسوة الشتاء، وذلك في إطار جهود دولة الإمارات لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من خلال عملية “الفارس الشهم 3” الإنسانية.
وفي جمهورية ألبانيا، قامت الهيئة عبر مكتبها بتوزيع معونات شتوية على 2415 مستفيدًا في عدة محافظات، تضمنت مدافئ الحطب والبطانيات لمساعدة المتضررين على مواجهة انخفاض درجات الحرارة وشدة البرودة.
ونفذت الهيئة حملة إغاثة شتوية للمتضررين من موجة البرد القارس والثلوج الكثيفة التي ضربت مناطق واسعة في جمهورية كازاخستان، وقدمت مساعدات إنسانية لـ 7500 مستفيد في عدد من المناطق.
من جهتها بدأت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، في أكتوبر الماضي، تنفيذ مبادرة “حقيبة الشتاء”، حيث ضاعفت أعداد المستفيدين لتصل إلى 50 ألف حقيبة مقارنة بـ 20 ألف حقيبة شتوية في موسم الشتاء الماضي.
وتشمل المبادرة هذا العام 19 دولة حول العالم تتمثل في الأردن ومصر والمغرب والعراق وسوريا وقطاع غزة، وباكستان وأذربيجان وتركمانستان وروسيا وتترستان وكازخستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وتنزانيا ومنغوليا والنيبال وأفغانستان وكسوفو
واشتملت حقيبة الشتاء على البطانيات والملابس وغيرها من الاحتياجات التي تساهم في حماية المتأثرين من تداعيات انخفاض درجات الحرارة وشدة البرودة والحد من تفشي أمراض الشتاء خاصة بين الأطفال.
أطلقت “جمعية دبي الخيرية” حملة “شتاؤهم دافئ بعطائكم” لمواجهة مخاطر شتاء 2024 – 2025 في العديد من البلدان خارج الدولة في آسيا وأفريقيا وأوروبا بالتنسيق مع ممثليها من الهيئات المحلية في هذه البلدان.
وتهدف الحملة إلى توفير الاحتياجات الأساسية للأسر مثل الأغطية والملابس الشتوية والوقود والفحم الحجري والمدافئ وسخانات المياه وشبكات التدفئة للمساجد ومساكن الفقراء وغيرها من الاحتياجات التي تساهم في حماية المتأثرين من تداعيات انخفاض درجات الحرارة والحد من تفشي أمراض الشتاء.
دشنت جمعية الشارقة الخيرية وبتبرع من بنك دبي الإسلامي الشريك الإنساني لمشاريع الجمعية، حملة “دثروني”، في دولتي الجبل الأسود والبوسنة والهرسك.
وتهدف الحملة إلى حماية ما يزيد على 7000 مستفيد من سكان البلدين من الصقيع والبرد الشديد من خلال توزيع الملابس والأغطية الثقيلة إلى جانب وسائل التدفئة المتنوعة التي تقيهم برودة الشتاء.وام