صحيفة الخليج:
2025-03-18@02:35:55 GMT

الدكتور سلطان القاسمي يكتب: حكاية قصيدة

تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT

الدكتور سلطان القاسمي يكتب: حكاية قصيدة

في بداية شهر سبتمبر عام 1953م، وصلت البعثة التعليمية الكويتية، إلى الشارقة، وكانت من المدرسين: مصطفى طه ناظراً للمدرسة ومدرساً، وأحمد قاسم البيروني، مدرساً، كما وصلت إلى المدرسة القاسمية بالشارقة، وكانت شبه نظامية، شحنة من الكتب والأدوات الرياضية.
بدأت الدراسة للعام الدراسي 1953م-1954م، وكانت في صورة أربعة فصول، من الأول الابتدائي إلى الرابع الابتدائي، كان إلى جانب مدرسي البعثة، اثنان من مدرسي المدرسة القاسمية بالشارقة غير النظامية، هما عبد الله القيواني وجاسم بن سيف المدفع.


كانت حصة اللغة العربية، يدرسها أحمد قاسم البيروني، أما حصة علوم الدين فكان يدرسها عبد الله القيواني.
في حصة اللغة العربية، كان أحمد قاسم البيروني، إذا أخطأ الطالب، ينهره، بقوله: «يخرب بيتك».
وصل ذلك القول إلى عبد الله القيواني، مدرس علوم الدين، وفي حصته، قال لنا: لماذا لا تردون عليه؟ فوقفت وقلت: أنت مدرس مثله، وعندما علمت بذلك القول الواجب عليك أن تخبره أن ذلك القول لا يجوز في بلادنا، أما نحن فلا يصح أن نلاسن المدرس، رد عبد الله القيواني عليّ قائلاً: الذي لا يرغب في الرد على ذلك المدرس، دعوه يخربون بيته.
في اليوم التالي لم أذهب إلى المدرسة، ورافقت والدي بالذهاب معه إلى السوق، حيث لديه معاملات تجارية، وبينما نحن نمر بالسوق، وصل سعود بن سلطان القاسمي إلى هناك، وشدني من ثوبي إلى الخلف، ليقول لي، بأن الناظر يريدني، فطلبت منه أن يرجع إلى المدرسة وأني سأرجع إلى المدرسة على أثره.

أول فريق لكرة القدم للمدرسة القاسمية للعام الدراسي 1953م-1954م.. وفي الصف الأول: الطالب سعود بن سلطان القاسمي، الأول من اليسار.. وفي الصف الثاني: المدرسون، من اليسار:
عبد الله القيواني، (مدرس)، مصطفى طه، (ناظر المدرسة)، وجاسم بن سيف المدفع، (مدرس)،
وأحمد قاسم البيروني، (مدرس).. وفي الصف الثالث: الطالب سلطان بن محمد القاسمي، الثاني من اليسار.


التفت والدي على ذلك الحديث وسأل سعوداً عن الموضوع، فأجاب سعود بأن الناظر يريد سلطاناً، فالتفت والدي إليّ، وسألني عن سبب تغيبي عن المدرسة.
قلت لوالدي: دع سعوداً يرجع إلى المدرسة وأنا سأخبرك عن الموضوع، شرحت لوالدي، ما قاله عبد الله القيواني عليّ، هنا غضب والدي من ذلك الكلام، وقال: لنذهب إلى المدرسة، وعند دخولنا المدرسة أرشدت والدي إلى غرفة الناظر، وهناك انفجر والدي في وجه ناظر المدرسة قائلاً: من عبد الله القيواني الذي يتلفظ على سلطان وعلى خراب بيته؟ ووقف والدي وهو يهزّ عصاه قائلاً:«أنا الذي بخرب بيته !!! بهذه العصا أمام طلاب المدرسة !!!، أنا أستطيع أن أبني مدرسة خاصة بسلطان، ولن يدخل ابني هذه المدرسة التي بها هذا المدرس»، هنا بكيت، من ذلك الموقف الذي تسببت في صنعه.
التفت والدي وشاهد الدموع التي تنهمر من عينيّ، وسألني: ما يبكيك؟طلبت من والدي أن يترك المسألة للناظر، وأي قرار يتخذه، فإني سأقبله.
قال والدي: إذا كان ذلك يرضيك، فإني راضٍ بذلك.
خرج والدي من المدرسة بعد أن ودّعه ناظر المدرسة مصطفى طه، والذي أخذني إلى غرفة الناظر، وطمأنني بأنه سيتولى الأمر بنفسه.
سألني الناظر مصطفى طه عن مكتبتي الخاصة، وعن الكتب التي بها، فأخبرته عن أهم الكتب التي بها قائلاً: بها كتاب نهج البلاغة، وكتاب جواهر الأدب والشوقيات لأحمد شوقي.
سألني الناظر قائلاً: هل تحب الشعر؟ فأجبته بأنني أحب الشعر، كثيراً، قال الناظر: «استمع إليّ».
وأخذ يعدّ من ذاكرته قصيدة شعرية بعنوان: عليا وعصام.
فتهللت فرحاً، وقلت: أين أجد تلك القصيدة.
قال الناظر: إذا أنا كتبت لك فهل ترضى بحكمي عن موضوع عبد الله القيواني؟ قلت: نعم، قال: غداً أحضرها معي صباحاً.
فشكرته على ذلك، لكنه قال: إنك لم تسمع بحكمي على عبد الله القيواني.
قلت: اُحكم وأنا أنفذ ما تقوله.
قال: سأطلب عبد الله القيواني إلى غرفة الناظر وأصلح بينكما.
فقلت: أنا طوع أمرك.
حضر عبد الله القيواني إلى غرفة الناظر، وتم الصلح بيننا، أما موضوع أحمد قاسم البيروني، فسيعالجه ناظر المدرسة.
في اليوم التالي حضر الناظر مصطفى طه، ومعه القصيدة فكانت أغلى هدية.
احتفظت بقصيدة «عليا وعصام» منذ شهر سبتمبر عام 1953م إلى يومنا هذا، وما القصيدة المنشورة مع المقالة إلّا تلك القصيدة.

الدكتور سلطان بن محمد القاسمي

الصورة

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة إلى المدرسة مصطفى طه

إقرأ أيضاً:

قرقاش: إرث زايد لا يزال يشع نوراً ويلهم الأجيال لمواصلة العطاء

أكد أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة: «أن إرث المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، لا يزال يشع نوراً يلهم الأجيال لمواصلة البناء والعطاء».
وقال قرقاش في تغريدة على منصة «إكس»: «لم يكن الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، قائداً عادياً، بل كان نبعاً للخير يتدفق في كل زوايا الحياة، غرس أسس النهضة بعزيمته ورؤيته، فصار اسم الإمارات رمزاً للتقدم والإنسانية، إرث زايد لا يزال يشع نوراً يلهم الأجيال لمواصلة البناء والعطاء».
وأضاف قرقاش: «رحم الله زايد الخير».

مقالات مشابهة

  • كريم خالد عبد العزيز يكتب: رسالة تقوية وتشجيع: ذكريات خالدة وحب متجدد
  • سلطان بن أحمد القاسمي يشهد افتتاح معرض “روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية” في المتحف الوطني العماني
  • السيد القائد مخاطباً الشعب اليمني: نتوجه إليكم بالشكر والإشادة ونسأل الله أن يكتب أجركم وأن يبيض وجوهكم (إنفوجرافيك)
  • الدكتور فضل مراد يوضح سبل النجاة من شرك النفس والهوى
  • سلطان بن أحمد القاسمي يشهد افتتاح معرض «روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية»
  • برلماني: كلمة الرئيس السيسي في أكاديمة الشرطة تحمل رسائل طمأنة للمصريين
  • الدكتور أسامة الجندي يفسر اشتياق سيدنا زكريا لإنجاب الولد.. فيديو
  • عبد الله مشنون يكتب..إستفحال مظاهر العنصرية في الجزائر ضد ذوي البشرة السمراء
  • قرقاش: إرث زايد لا يزال يشع نوراً ويلهم الأجيال لمواصلة العطاء
  • ليه ربنا حطنا في اختبار وهو عارف نتيجته.. رد حاسم من الدكتور علي جمعة