جريدة الوطن:
2024-09-29@06:17:15 GMT

محنة بعض الحكومات مع الكفاءات

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

محنة بعض الحكومات مع الكفاءات

لا يراود المرء أدنى شكٍّ في أنَّ واحدًا من أهمِّ الإشكالات المُحبِطة والمُعوِّقة لخطط التنمية في دوَل العالَم العربي تتشكَّل، بل وتتعاظم بسبب إخفاق هذه الدوَل في المحافظة على ما تصنعه حكوماتها وأموالها من كفاءات علميَّة مؤهلة تأهيلًا أكاديميًّا رفيعًا. إذ غالبًا ما تتسرَّب هذه الكفاءات العلميَّة بعد عودتها لأوطانها التي ابتعثتها للدراسات العُليا في الدوَل المتقدِّمة مِثل دوَل أوروبا وأميركا الشماليَّة.


هي كفاءات تتسرَّب كتسرُّب الماء من بَيْنِ أصابع اليَدِ بعد محاولة الحفاظ عليه. وهنا، للمرء حقُّ التساؤل: هل يكمن الخلل في طرائق تعامل حكوماتنا مع الكفاءات بعد عودتها؟ أم أنَّه يكمن في الفجوة الحضاريَّة والثقافيَّة غير القابلة للردم بَيْنَ بيئات دراسة وتأهيل هذه الكفاءات عَبْرَ العالَم الغربي، من ناحية، وبَيْنَ بيئاتنا الاجتماعيَّة والمادِّيَّة والاعتباريَّة المتخلِّفة نسبيًّا، البيئات التي غالبًا ما تخذل هذه الكفاءات حتى بعد عودتها لأوطانها بإصرارٍ وعن نيَّات حسنة وصادقة «لردِّ الجميل» (جميل الوطن) من خلال الخدمة العامَّة؟
وإذا ما عمدت بعض الحكومات العربيَّة على «العناية الفائقة» بالكفاءات (من حمَلة الشهادات العُليا، كالماجستير والدكتوراه)، وذلك بمنحهم قطع أراضٍ لبناء دَوْر عليها أو السَّماح لهم باستيراد سيَّارات متينة خاصَّة من المناشئ التي يرغبون بها، فإنَّ شكاوى أصحاب الكفاءات لا تطفئها المرتَّبات العالية ولا سيَّارات المرسيدس، ولا التشريعات الخاصَّة، كما يبدو، بل وكما برهنت تجربة العراق على ذلك منذ بداية السبعينيَّات، إذ بقي حمَلة الشهادات العُليا الرفيعة يتطلَّعون ويتوقبون إلى خارج الحدود، إمَّا للعودة إلى حيث درسوا، أو للعمل في مؤسَّسات وجامعات خارج بلادهم طمعًا بالمزيد من المال والميزات، وهكذا.
ويبدو لي الآن أنَّ الأمْرَ أشْبَه بحلقة مفرغة من النَّار التي تحرق خطط التنمية وآمال سراة القوم، إذ تظهر الفجوات تلو الأخرى، كُلَّما حاول أهل الحلِّ والعقد ردم فجوة معيَّنة، فسرعان ما تظهر فجوة أخرى، وهكذا دواليك!
أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

400 قطعة أثرية من بحر الصين الجنوبي تظهر لأول مرة في هاينان

انطلقت في مدينة تشيونغهاي في مقاطعة جزيرة هاينان جنوب الصين، فعاليات معرض يضم أكثر من 400 قطعة أثرية، تم انتشالها من حطام سفينتين قديمتين اكتشفتا في بحر الصين الجنوبي.

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا"، اليوم، أن القطع الأثرية كانت مغمورة في البحر لأكثر من 500 عام على عمق أكثر من 1500 متر.

أخبار ذات صلة الصين تعلن عن «خطة» لإيجاد تسوية سياسية لأزمة أوكرانيا «خروج صادم» في تنس بكين!

ويقع المعرض في متحف الصين (هاينان) في بحر الصين الجنوبي، ويغطي مساحة تقارب 1000 متر مربع؛ حيث يتم عرض ما مجموعه 408 قطعة أثرية من حطام السفينتين القديمتين، إلى جانب 34 قطعة أثرية مستعارة من متحف القصر ومتاحف أخرى، ليصل العدد الإجمالي للقطع المعروضة إلى 442.

وتم اكتشاف حطام السفينتين القديمتين في عام 2022 بالقرب من المنحدر القاري الشمالي الغربي في بحر الصين الجنوبي.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • لماذا لم تظهر وساطة عربية بين إسرائيل وحزب الله
  • 400 قطعة أثرية من بحر الصين الجنوبي تظهر لأول مرة في هاينان
  • بعد خسارة السوبر الإفريقي.. بعثة الأهلي تغادر السعودية فجرًا
  • “قادربوه” يبحث مع الشركات الصينية معوقات عودتها لاستئناف أعمالها في ليبيا
  • الرئيس الإيراني: هجمات الاحتلال على الضاحية الجنوبية تظهر طبيعته الإرهابية
  • ميقاتي: هجمات إسرائيل على الضاحية الجنوبية تظهر عدم اكتراثها بدعوات وقف إطلاق النار
  • الجزائر والمغرب بعد قرار التأشيرة.. محنة جديدة لعائلات عابرة للحدود
  • ‎عبير سندر تكشف لأول مرة عن انفصالها وتوضح سبب عودتها لزوجها
  • المطربة إنيسا تظهر مع ميسي.. صور
  • بعد غموض دام 50 عاماً.. فصيلة دم جديدة تظهر