صحيفة الخليج:
2025-03-13@20:11:31 GMT

الدكتور القاسمي يكتب: حكاية قصيدة

تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT

الدكتور القاسمي يكتب: حكاية قصيدة

في بداية شهر سبتمبر عام 1953م، وصلت البعثة التعليمية الكويتية، إلى الشارقة، وكانت من المدرسين: مصطفى طه ناظراً للمدرسة ومدرساً، وأحمد قاسم البيروني، مدرساً، كما وصلت إلى المدرسة القاسمية بالشارقة، وكانت شبه نظامية، شحنة من الكتب والأدوات الرياضية.
بدأت الدراسة للعام الدراسي 1953م-1954م، وكانت في صورة أربعة فصول، من الأول الابتدائي إلى الرابع الابتدائي، كان إلى جانب مدرسي البعثة، اثنان من مدرسي المدرسة القاسمية بالشارقة غير النظامية، هما عبد الله القيواني وجاسم بن سيف المدفع.


كانت حصة اللغة العربية، يدرسها أحمد قاسم البيروني، أما حصة علوم الدين فكان يدرسها عبد الله القيواني.
في حصة اللغة العربية، كان أحمد قاسم البيروني، إذا أخطأ الطالب، ينهره، بقوله: «يخرب بيتك».
وصل ذلك القول إلى عبد الله القيواني، مدرس علوم الدين، وفي حصته، قال لنا: لماذا لا تردون عليه؟ فوقفت وقلت: أنت مدرس مثله، وعندما علمت بذلك القول الواجب عليك أن تخبره أن ذلك القول لا يجوز في بلادنا، أما نحن فلا يصح أن نلاسن المدرس، رد عبد الله القيواني عليّ قائلاً: الذي لا يرغب في الرد على ذلك المدرس، دعوه يخربون بيته.
في اليوم التالي لم أذهب إلى المدرسة، ورافقت والدي بالذهاب معه إلى السوق، حيث لديه معاملات تجارية، وبينما نحن نمر بالسوق، وصل سعود بن سلطان القاسمي إلى هناك، وشدني من ثوبي إلى الخلف، ليقول لي، بأن الناظر يريدني، فطلبت منه أن يرجع إلى المدرسة وأني سأرجع إلى المدرسة على أثره.

أول فريق لكرة القدم للمدرسة القاسمية للعام الدراسي 1953م-1954م.. وفي الصف الأول: الطالب سعود بن سلطان القاسمي، الأول من اليسار.. وفي الصف الثاني: المدرسون، من اليسار:
عبد الله القيواني، (مدرس)، مصطفى طه، (ناظر المدرسة)، وجاسم بن سيف المدفع، (مدرس)،
وأحمد قاسم البيروني، (مدرس).. وفي الصف الثالث: الطالب سلطان بن محمد القاسمي، الثاني من اليسار.


التفت والدي على ذلك الحديث وسأل سعوداً عن الموضوع، فأجاب سعود بأن الناظر يريد سلطاناً، فالتفت والدي إليّ، وسألني عن سبب تغيبي عن المدرسة.
قلت لوالدي: دع سعوداً يرجع إلى المدرسة وأنا سأخبرك عن الموضوع، شرحت لوالدي، ما قاله عبد الله القيواني عليّ، هنا غضب والدي من ذلك الكلام، وقال: لنذهب إلى المدرسة، وعند دخولنا المدرسة أرشدت والدي إلى غرفة الناظر، وهناك انفجر والدي في وجه ناظر المدرسة قائلاً: من عبد الله القيواني الذي يتلفظ على سلطان وعلى خراب بيته؟ ووقف والدي وهو يهزّ عصاه قائلاً:«أنا الذي بخرب بيته !!! بهذه العصا أمام طلاب المدرسة !!!، أنا أستطيع أن أبني مدرسة خاصة بسلطان، ولن يدخل ابني هذه المدرسة التي بها هذا المدرس»، هنا بكيت، من ذلك الموقف الذي تسببت في صنعه.
التفت والدي وشاهد الدموع التي تنهمر من عينيّ، وسألني: ما يبكيك؟طلبت من والدي أن يترك المسألة للناظر، وأي قرار يتخذه، فإني سأقبله.
قال والدي: إذا كان ذلك يرضيك، فإني راضٍ بذلك.
خرج والدي من المدرسة بعد أن ودّعه ناظر المدرسة مصطفى طه، والذي أخذني إلى غرفة الناظر، وطمأنني بأنه سيتولى الأمر بنفسه.
سألني الناظر مصطفى طه عن مكتبتي الخاصة، وعن الكتب التي بها، فأخبرته عن أهم الكتب التي بها قائلاً: بها كتاب نهج البلاغة، وكتاب جواهر الأدب والشوقيات لأحمد شوقي.
سألني الناظر قائلاً: هل تحب الشعر؟ فأجبته بأنني أحب الشعر، كثيراً، قال الناظر: «استمع إليّ».
وأخذ يعدّ من ذاكرته قصيدة شعرية بعنوان: عليا وعصام.
فتهللت فرحاً، وقلت: أين أجد تلك القصيدة.
قال الناظر: إذا أنا كتبت لك فهل ترضى بحكمي عن موضوع عبد الله القيواني؟ قلت: نعم، قال: غداً أحضرها معي صباحاً.
فشكرته على ذلك، لكنه قال: إنك لم تسمع بحكمي على عبد الله القيواني.
قلت: اُحكم وأنا أنفذ ما تقوله.
قال: سأطلب عبد الله القيواني إلى غرفة الناظر وأصلح بينكما.
فقلت: أنا طوع أمرك.
حضر عبد الله القيواني إلى غرفة الناظر، وتم الصلح بيننا، أما موضوع أحمد قاسم البيروني، فسيعالجه ناظر المدرسة.
في اليوم التالي حضر الناظر مصطفى طه، ومعه القصيدة فكانت أغلى هدية.
احتفظت بقصيدة «عليا وعصام» منذ شهر سبتمبر عام 1953م إلى يومنا هذا، وما القصيدة المنشورة مع المقالة إلّا تلك القصيدة.

الدكتور سلطان بن محمد القاسمي

الصورة

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة إلى المدرسة مصطفى طه

إقرأ أيضاً:

سلطان بن أحمد القاسمي يتوِّج أبطال دورة الشارقة الرياضية

الشارقة (وام)

أخبار ذات صلة هداية الظاهري.. «حكواتية» إرث الجدات لوان بيريرا: الحلم أصبح حقيقة مع «الأبيض»

توَّج سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، مساء أمس الأول، المنتخب الإيراني بطلاً لسداسيات كرة القدم، وفريق مجلس ضاحية سهيلة بطل منافسات كرة الطائرة الشاطئية لدورة الشارقة الرياضية الرمضانية، وذلك على شاطئ الحيرة بالشارقة.
وشهد سموه منافسات المباراة النهائية، التي أُقيمت بين المنتخبين الإندونيسي والإيراني، ضمن منافسات سداسيات كرة القدم، وفاز الإيراني بنتيجة 3-2، واتسمت المباراة بالإثارة والندية والتنافسية بين الفريقين، وحضرها عدد كبير من الجماهير ومشجعي المنتخبين، وكان منتخب الإمارات قد احتّل المركز الثالث بتغلبه على نظيره العُماني بركلات الترجيح 4-1.
جاءت منافسات المباراة النهائية لكرة الطائرة الشاطئية، والتي حصد لقبها فريق مجلس ضاحية سهيلة بعد الفوز على فريق ضاحية مويلح بواقع شوطين دون مقابل، وأُقيمت هذه الدورة على مستوى مجالس الضواحي في إمارة الشارقة، وشهدت مشاركة 6 مجالس وهي ضاحية الرقة، وضاحية واسط، وضاحية مويلح، وضاحية سهيلة، وضاحية الرحمانية، وضاحية مغيدر.
كما تابع سموه الفعاليات المصاحبة للدورة التي خُصصت للجماهير الحاضرة مثل شد الحبل وسباق القفز بالأكياس وغيرها من الفعاليات التي شارك فيها الكبار والصغار من الحضور.
وتفضل سمو رئيس مجلس الشارقة للإعلام بتكريم الجهات الراعية والداعمة للنسخة الأولى من دورة الشارقة الرياضية الرمضانية، مهدياً سموه إياهم الدروع وملتقطاً الصور التذكارية.
وشهدت الدورة الأولى لسداسيات كرة القدم، مشاركة 8 منتخبات آسيوية هي الإمارات والعراق وعمان والهند واليابان وإيران وباكستان وإندونيسيا تنافسوا في مجموعتين من 4 منتخبات، وتأهل من كل مجموعة منتخبان للدور نصف النهائي وصولاً إلى الدور النهائي بمجموع 20 مباراة، ولعبت كل مباراة بشوطين مدة كل منهما 25 دقيقة.
ووفّرت الدورة للمشجعين والحضور مدرجات تتسع  لـ1700 مشجع، كما تم إنشاء قرية ترفيهية متكاملة توفر أنشطة وألعاباً ومرافق رياضية وعربات طعام، إضافة إلى مساحات مخصّصة للرعاة بهدف منح الجماهير تجربة متكاملة.
حضر التتويج بجانب سمو رئيس مجلس الشارقة للإعلام، كل من الشيخ ماجد بن سلطان القاسمي رئيس دائرة شؤون الضواحي، وحمد علي المحمود رئيس دائرة التنمية الاقتصادية، ومحمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وحسن يعقوب المنصوري، أمين عام مجلس الشارقة للإعلام، وعدد من كبار المسؤولين ومديري القنوات والإذاعات في هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وجمع كبير من محبي كرة القدم.

مقالات مشابهة

  • الدكتور أحمد علي سليمان يزور الفرع الثاني من دار النجاح في بوجور بإندونيسيا
  • عبد الله بن سالم القاسمي وسلطان بن أحمد القاسمي يشهدان الجلسة الثانية للمجلس الرمضاني لنادي الشارقة للصحافة
  • برعاية وحضور عبد الله بن سالم القاسمي ..الوسط الكروي يحتفل بسلامة عيسى وابراهيم مير
  • الدكتور شاهر الربابعه في ذمة الله
  • برلماني: مصر وضعت الخطوط الحمراء من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية
  • والدي الذي لم يلدني.. او قصة حياتي..
  • بكاء وتأثر في احتفالية يوم الشهيد.. مدحت صالح يغني والجخ يلقي قصيدة مؤثرة
  • المدرسة الرمضانية
  • الدكتور السعودي هاني الجهني ينهي معاناة مقيم سوداني
  • سلطان بن أحمد القاسمي يتوِّج أبطال دورة الشارقة الرياضية