«خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية».. منصّة لصَون الموروث
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
فعاليات ثقافية وتراثية وترفيهية تحتفي بالموروث الشعبي والقيم والعادات والتقاليد المجتمعية لدولة الإمارات، تظهر ضمن المشاركة المتنوعة والثرية لمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية في «مهرجان الشيخ زايد»، الحدث التثقيفي والتراثي والترفيهي العالمي المتواصل في منطقة الوثبة حتى 28 فبراير 2025 تحت شعار «حياكم».
ضمن تصميم يحاكي الحَي الإماراتي القديم، يزخر جناح مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية بأنشطة تفاعلية وأسواق شعبية، وساحات داخلية وخارجية تنبض بالحياة.. حرف يدوية واستعراضات تراثية وأسواق شعبية ومأكولات تقليدية تجعل الزوار يعيشون أجواء الماضي وأسلوب حياة الأجداد الذين أبدعوا وأوجدوا منتجات أعانتهم على صعوبة الحياة. لوحات بصرية تُمتع الزائر وتصطحبه إلى حقبة كان فيها الأولون ركيزة أساسية في بناء الوطن ورخاء مجتمعه بفعل عطائهم اللامحدود.
الحياة قديماً
يعكس جناح مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية عبر مختلف أقسامه، جوانب متعددة من الثقافة والموروث الشعبي والحياة الإماراتية قديماً، ومنها: «السوق الشعبي» ضمن «القرية التراثية». ويضم 50 محلاًّ، وحضانة يستمتع الأطفال فيها بأوقاتهم أثناء تواجد أهلهم في المهرجان ومسابقة الأكلات الشعبية، والمعرض الحَي للحرفيات ضمن «مركز الحرف» وورش عمل فنية خاصة بالعطور والأكسسوارات التي تدمج بين القديم والحديث، وسواها من الفعاليات التي تستقطب الزوار من مختلف الجنسيات، وتحث النشء على التمسك بالتراث وتربطه بتفاصيل الحياة الإماراتية القديمة التي عاشها الأجداد، ما يؤكد على غنى التراث الإماراتي.
صون الموروث
قال علي محمد السويدي من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، إن المؤسسة تحتفي بالموروث الغني والعادات الأصيلة والقيم النبيلة للمجتمع، وجاءت المشاركة كالمعتاد ثرية من حيث الحرف اليدوية والسوق الشعبي ومسابقات الأكلات الشعبية وسواها من الأنشطة التفاعلية التي تستقطب الأطفال والشباب في إطار استدامة الموروث ونقله للأجيال. وأضاف: سعداء بالمساهمة في الاحتفاء بالتراث الشعبي ورعايته وحمايته والحفاظ عليه عبر «مركز الحرف» بالمؤسسة، ونركز في هذا المحفل العالمي على 5 حرف، وهي: «التلي، السدو، الخوص، الغزل والفخار»، إلى جانب الورش الفنية التعليمية العصرية، كما يضم الجناح «مسابقة الأكلات الشعبية» بحيث تعمل المُحكِّمات على تحكيم أكلات المتسابقات طوال فترة المهرجان، ويبرز الجناح هذا الجانب كموروث تراثي شعبي في أبهى تجلياته. وأضاف علي السويدي: يزخر جناح المؤسسة بالعديد من الفعاليات والأنشطة الداخلية والخارجية، بحيث يوفر «السوق الشعبي» خيارات واسعة من التسوق، وينقل زوار المهرجان إلى حياة «الفرجان» قديماً. ويضم 50 محلاًّ للأسر المواطنة، ويندرج ذلك في إطار المشاركة الفاعلة والحضور الكبير في المهرجان، حيث تعرض منتجات متنوعة تجسد التراث الإماراتي، منها المشغولات اليدوية، ودلال القهوة، والأواني، والدخون، والعطور، والملابس التراثية، والبهارات، والقهوة الإماراتية، والأكسسوارات، والشيلة، والعباءة، والأزياء التراثية الجاهزة والأقمشة القديمة والبهارات وأطقم الضيافة المتنوعة، والمفارش، والحلوى. ويتضمن السوق جانباً من الإبداعات وورش تلوين للأطفال ومنتجات تراثية تلبي مختلف الأذواق، كما تنبض الساحة الخارجية بالعديد من الحرف التراثية لجزيرة سقطرى التي تجمعها قواسم مشتركة مع الحرف التراثية الإماراتية من «سدو، وسف الخوص، وغزل الصوف» وسواها من الصناعات، ضمن عروض يومية حية، حيث تمارس الحرفيات مجموعة من الحرف التراثية أمام الجمهور.
دعم
تحظى مشاركة محافظة سقطرى في «مهرجان الشيخ زايد» بأهمية كبيرة، حيث يتوافد الزوار على قسمها ضمن جناح مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية تحت اسم «مركز سقطرى للإبداع». ويُعرف المركز العالم بالجزيرة وما تمتلكه من تاريخ وتراث وطبيعة وعادات وتقاليد مميزة، ومقومات سياحية وثقافية وبيئية، وما تمتلكه النساء من مهارات حرفية. وأكدت المشاركات أهمية دور الدعم الذي يقدمه المهرجان في نشر هذه الحرف والحفاظ عليها من الاندثار، حيث يعكفن على العمل في ورش حية على «سف الخوص وغزل الصوف ونقش الفخار»، وسواها. وقالت أمل عبدالحكيم المشرفة على قسم «سقطرى» في المهرجان: إن المشاركة جاءت للتعريف بما تزخر به الجزيرة من طبيعة خلابة ومنتجات طبيعية متفردة ونشر الحرف التقليدية والتعريف بها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية التراث الإماراتي التراث الشعبي الإمارات مهرجان الشيخ زايد الوثبة مؤسسة خليفة الإنسانية
إقرأ أيضاً:
جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية تنظّم حفل توقيع كتاب “الهُويّة الوطنيّة” لجمال السويدي
نظّمت جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية في أبوظبي، اليوم الثلاثاء، ندوة “قراءة في كتاب.. الهُويّة الوطنيّة في دولة الإمارات العربية المتحدة.. بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير” لمؤلفه معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
وحضر الندوة التي عُقدت في مسرح الجامعة، سعادة الدكتور خليفة الظاهري مدير الجامعة وعدد من الأكاديميين وأساتذة الجامعة، وجمهور غفير من طلبة الجامعة والقرّاء، ووقّع معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي على نُسخ من كتابه، الصادر عن الأرشيف والمكتبة الوطنية، والذي يستعرض التجربة الفريدة لدولة الإمارات العربية المتحدة في بناء هويتها الوطنية، التي تقوم على دعائم عديدة أبرزها التسامح والتعايش السلمي.
وقدّم الدكتور جمال السويدي الشكر إلى منظمي الحفل والحضور، معرباً عن سعادته البالغة لإقبال الجمهور والقرّاء على الحفل واقتناء الكتاب، قائلاً: إن كتابه محاولة بحثية جادة تهدف إلى إثراء النقاش حول الهوية الوطنية، والجدل الدائر حولها، في ظل التحولات العالمية والتحديات المحلية والإقليمية، كما يسلّط الضوء على كيفية تفاعل دولة الإمارات العربية المتحدة مع تلك التحولات، دون المساس بملامحها الثقافية والاجتماعية المميزة.
وأضاف السويدي أن الكتاب يتضمن رؤية مستقبلية للهُوية الوطنية في مرحلة ما بعد النفط، مشيداً بالجهود التي يبذلها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بالتعاون مع إخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات، في بناء مجتمع متماسك، يتجاوز الولاءات القَبَلية والعائلية، ويصون الهوية الوطنية للبلاد، ويجمعهم حول إرثهم الوطني وتاريخهم ومكتسباتهم في بوتقة الوطن الإماراتي الموحّد، لافتاً إلى أن الكتاب يستعرض نظريات الهوية، ويبرز الخصوصية الثقافية والاجتماعية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويناقش كيفية استجابة الدولة للتحديات الحديثة، عبر تهيئة الأجيال للمواطنة الإيجابية في مجتمع رقمي آمن.
وألقى الدكتور رضوان السيد، عميد كلية الدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، كلمة تعريفية عن الكتاب والمؤلف، أشاد خلالها بموضوع الكتاب وفكرته، وأثنى على المسيرة البحثية والعملية للسويدي، ووصفه بالمفكر الموسوعي، مشيراً إلى أن الكتاب يوثّق التجربة الفريدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، في بناء هويتها الوطنية، التي تقوم على دعائم عديدة أبرزها التسامح والتعايش السلمي.
وقال عبد الهادي الأحبابي، الذي أدار جلسة القراءة في الكتاب، إن معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نجح من خلال كتابه في سرد جهود القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، في تعزيز مفهوم المواطَنة، التي ترتكز على عدد من الأُسس هي: الهُويّة الوطنيّة، والوحدة، والسيادة، والاستقلال، والعدالة.
وتحدثت الدكتورة فاطمة الدهماني، رئيس قسم التسامح والتعايش، عضو هيئة التدريس، بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، عن دور الكتاب في برامج الجامعة، مؤكدةً أن الكتاب سوف يثري المكتبات الجامعية، لأنه يتناول مسألة في منتهى الأهمية، وهي مسألة الهوية الوطنية، ويوضح أن المواطَنة في دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر من أهم التجارب العربية، ويستند في ذلك إلى عمق فكرة المواطَنة ورسوخها لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تفوق العديد من الدول التي سبقتها في التأسيس بعقود عديدة.
وناقشت الدكتورة مريم الزيدي، رئيس قسم الفلسفة والأخلاق، الأستاذ المساعد بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، قيمة الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، موضحةً دور الهوية الوطنية في دعم وتقوية التماسك المجتمعي، مضيفة أن المؤلف كشف مراحل تشكيل الهوية الإماراتية على مدار مئات السنين، كهوية مشتركة لأبناء هذه المنطقة، بحكم الجغرافيا والدين والعادات والتقاليد والتاريخ المشترك، مشيرة إلى أن الكتاب يوثّق كيف أن تلك الهوية استقرّت بشكل تام، وتبلورت بصورة واضحة مع إقامة اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أصبح هناك وطن يضم الجميع، تشكّلت معه وبه هوية وطنية واحدة، يؤمن بها كل أبناء الإمارات، ويدركون من خلالها أنهم شعب واحد، ومصيرهم واحد.
فيما تحدّث الأستاذ سعيد الكتبي عن مضمون الكتاب، مشيراً إلى أن الكتاب يتناول بحيادية وموضوعية دور القيادة الرشيدة في ترسيخ ركائز الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، مضيفاً أن الكتاب يسعى إلى إبانة مدى انسجام نموذج الهُويّة الوطنيّة في دولة الإمارات العربية المتحدة، من حيث الحقوق المدنيّة والسياسية والاجتماعية، مع مسارات التطور التي مرّت بها المفاهيم التقليدية والقانونية للمواطنة في التاريخ الحديث.
وتناول الأستاذ عبدالمعين المنصوري باحث في الدراسات الإسلامية في جامعة محمد بن زايد، التعريف بالمؤلف معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، وأهم مؤلفاته، فيما تحدثت الطالبة فاطمة المالود عن أهمية الكتاب، أما الطالبة بيّنة الكربي فتناولت آفاق الكتاب العملية والثقافية.
وفي ختام الندوة، أجمع الحضور على أن كتاب “الهُويّة الوطنيّة في دولة الإمارات العربية المتحدة.. بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير” يقدم تأصيلاً تاريخياً لنموذج الهويّة الوطنية الإماراتية، ويسعى إلى إعادة بناء مفهومها، بهدف استيعاب التطورات العالمية والتكنولوجية والاجتماعية، بشكل متزامن ومتوازن في ظل التحديات الجديدة، وهو ما قد يمكّن المجتمعات الخليجية من الاستفادة بالخبرات والمقومات، التي تمتاز بها تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة، لتعزيز الثقافة المشتركة والتلاحم الاجتماعي.