لكبيرة التونسي (أبوظبي) 
فعاليات ثقافية وتراثية وترفيهية تحتفي بالموروث الشعبي والقيم والعادات والتقاليد المجتمعية لدولة الإمارات، تظهر ضمن المشاركة المتنوعة والثرية لمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية في «مهرجان الشيخ زايد»، الحدث التثقيفي والتراثي والترفيهي العالمي المتواصل في منطقة الوثبة حتى 28 فبراير 2025 تحت شعار «حياكم».

ضمن تصميم يحاكي الحَي الإماراتي القديم، يزخر جناح مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية بأنشطة تفاعلية وأسواق شعبية، وساحات داخلية وخارجية تنبض بالحياة.. حرف يدوية واستعراضات تراثية وأسواق شعبية ومأكولات تقليدية تجعل الزوار يعيشون أجواء الماضي وأسلوب حياة الأجداد الذين أبدعوا وأوجدوا منتجات أعانتهم على صعوبة الحياة. لوحات بصرية تُمتع الزائر وتصطحبه إلى حقبة كان فيها الأولون ركيزة أساسية في بناء الوطن ورخاء مجتمعه بفعل عطائهم اللامحدود.

الحياة قديماً
يعكس جناح مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية عبر مختلف أقسامه، جوانب متعددة من الثقافة والموروث الشعبي والحياة الإماراتية قديماً، ومنها: «السوق الشعبي» ضمن «القرية التراثية». ويضم 50 محلاًّ، وحضانة يستمتع الأطفال فيها بأوقاتهم أثناء تواجد أهلهم في المهرجان ومسابقة الأكلات الشعبية، والمعرض الحَي للحرفيات ضمن «مركز الحرف» وورش عمل فنية خاصة بالعطور والأكسسوارات التي تدمج بين القديم والحديث، وسواها من الفعاليات التي تستقطب الزوار من مختلف الجنسيات، وتحث النشء على التمسك بالتراث وتربطه بتفاصيل الحياة الإماراتية القديمة التي عاشها الأجداد، ما يؤكد على غنى التراث الإماراتي.

أخبار ذات صلة الإمارات نحو الجيل التالي من الرقمنة الحكومية الشركات العائلية تسهم في صياغة مستقبل اقتصاد أبوظبي

صون الموروث
قال علي محمد السويدي من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، إن المؤسسة تحتفي بالموروث الغني والعادات الأصيلة والقيم النبيلة للمجتمع، وجاءت المشاركة كالمعتاد ثرية من حيث الحرف اليدوية والسوق الشعبي ومسابقات الأكلات الشعبية وسواها من الأنشطة التفاعلية التي تستقطب الأطفال والشباب في إطار استدامة الموروث ونقله للأجيال. وأضاف: سعداء بالمساهمة في الاحتفاء بالتراث الشعبي ورعايته وحمايته والحفاظ عليه عبر «مركز الحرف» بالمؤسسة، ونركز في هذا المحفل العالمي على 5 حرف، وهي: «التلي، السدو، الخوص، الغزل والفخار»، إلى جانب الورش الفنية التعليمية العصرية، كما يضم الجناح «مسابقة الأكلات الشعبية» بحيث تعمل المُحكِّمات على تحكيم أكلات المتسابقات طوال فترة المهرجان، ويبرز الجناح هذا الجانب كموروث تراثي شعبي في أبهى تجلياته. وأضاف علي السويدي: يزخر جناح المؤسسة بالعديد من الفعاليات والأنشطة الداخلية والخارجية، بحيث يوفر «السوق الشعبي» خيارات واسعة من التسوق، وينقل زوار المهرجان إلى حياة «الفرجان» قديماً. ويضم 50 محلاًّ للأسر المواطنة، ويندرج ذلك في إطار المشاركة الفاعلة والحضور الكبير في المهرجان، حيث تعرض منتجات متنوعة تجسد التراث الإماراتي، منها المشغولات اليدوية، ودلال القهوة، والأواني، والدخون، والعطور، والملابس التراثية، والبهارات، والقهوة الإماراتية، والأكسسوارات، والشيلة، والعباءة، والأزياء التراثية الجاهزة والأقمشة القديمة والبهارات وأطقم الضيافة المتنوعة، والمفارش، والحلوى. ويتضمن السوق جانباً من الإبداعات وورش تلوين للأطفال ومنتجات تراثية تلبي مختلف الأذواق، كما تنبض الساحة الخارجية بالعديد من الحرف التراثية لجزيرة سقطرى التي تجمعها قواسم مشتركة مع الحرف التراثية الإماراتية من «سدو، وسف الخوص، وغزل الصوف» وسواها من الصناعات، ضمن عروض يومية حية، حيث تمارس الحرفيات مجموعة من الحرف التراثية أمام الجمهور. 

دعم
تحظى مشاركة محافظة سقطرى في «مهرجان الشيخ زايد» بأهمية كبيرة، حيث يتوافد الزوار على قسمها ضمن جناح مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية تحت اسم «مركز سقطرى للإبداع». ويُعرف المركز العالم بالجزيرة وما تمتلكه من تاريخ وتراث وطبيعة وعادات وتقاليد مميزة، ومقومات سياحية وثقافية وبيئية، وما تمتلكه النساء من مهارات حرفية. وأكدت المشاركات أهمية دور الدعم الذي يقدمه المهرجان في نشر هذه الحرف والحفاظ عليها من الاندثار، حيث يعكفن على العمل في ورش حية على «سف الخوص وغزل الصوف ونقش الفخار»، وسواها. وقالت أمل عبدالحكيم المشرفة على قسم «سقطرى» في المهرجان: إن المشاركة جاءت للتعريف بما تزخر به الجزيرة من طبيعة خلابة ومنتجات طبيعية متفردة ونشر الحرف التقليدية والتعريف بها.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية التراث الإماراتي التراث الشعبي الإمارات مهرجان الشيخ زايد الوثبة مؤسسة خليفة الإنسانية

إقرأ أيضاً:

شاهد.. إغلاق المخابز يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة

غزة- بعد أن علم بإغلاق مخابز قطاع غزة أبوابها، سارع المُسن زكريا شاهين إلى المخبز الأوتوماتيكي القريب من منزله علّه يتمكن من شراء القليل من الأرغفة لإطعام أسرته المكونة من 18 فردا. لكن سعيه باء بالفشل.

وبعد أن سأل بعض عمال المخبز عن موعد استئناف العمل، أجابوه أن الأمر مرتبط بفتح الاحتلال الإسرائيلي للمعابر المغلقة منذ نحو شهر.

وعلى بوابة المخبز، قال شاهين للجزيرة نت إنه لم يتوقع هذا القرار المفاجئ، والذي سينعكس سلبا على حياة أسرته، مضيفا "لا نعرف ماذا سنأكل؟". وذكر أنهم كانوا يعتمدون على شراء الخبز من المخابز، لكن بعد إغلاقها لم يعد لديهم أي مصدر للحصول عليه.

وأضاف بحسرة "لا نملك المال لشراء الدقيق، ولا نعرف كيف سنوفر لقمة العيش لأطفالنا.. نناشد أصحاب القلوب الرحيمة في كل العالم أن ينظروا إلى شعبنا الفلسطيني بعين الرأفة".

زكريا شاهين: أسرتي مكونة من 18 شخصا ولا نعرف كيف سنتدبر أمورنا بعد إغلاق المخابز (الجزيرة) مجاعة وشيكة

وحذر رئيس "رابطة مخابز قطاع غزة" عبد الناصر العجرمي، من كارثة إنسانية تهدد سكان القطاع بعد قرار إغلاق المخابز نتيجة لاستمرار إغلاق المعابر، ما أدى إلى توقف إمدادات الغذاء والوقود بشكل تام.

إعلان

وقال العجرمي، في تصريح خاص للجزيرة نت، إن جميع المخابز العاملة في غزة أغلقت أبوابها بسبب نفاد كافة مستلزمات الإنتاج.

وأوضح أن برنامج الأغذية العالمي، الذي كان يموّل 23 مخبزا بالطحين والوقود والخميرة والملح والسكر، اضطر إلى تعليق عمله بسبب نفاد مخزونه وعدم القدرة على إدخال الإمدادات.

وأضاف "البرنامج كان يُدخل مواد الإنتاج عبر المعابر، لأن الاحتلال يمنع التجار والمخابز من الاستيراد المباشر، ومع استمرار إغلاق المعابر، لم يعد هناك أي أفق للحل".

المخابز أغلقت أبوابها بعد نفاد مخزون الدقيق والوقود (الجزيرة)

ويحتاج قطاع غزة يوميا، وفق العجرمي، إلى نحو 450 طنا من الدقيق، محذرا من أن المخزون المتبقي داخل القطاع لن يكفي سوى لأيام قليلة.

وختم حديثه بالقول إن "استمرار الوضع الحالي سيقود غزة نحو مجاعة محققة".

وأغلقت إسرائيل معابر قطاع غزة، بداية فبراير/شباط الماضي بعد أن تنصلت من تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" نهاية يناير/كانون الثاني الماضي.

بائع خبز الصاج نسيم الصوص: أعداد كبيرة من الناس تقبل علينا بعد إغلاق المخابز (الجزيرة) بدائل شحيحة

وبعد انتشار نبأ إغلاق المخابز، سارع الكثير من السكان لمحاولة شراء بدائل الخبز، كأرغفة الطابون أو المعجنات، والتي لا تعد بديلا عمليا نظرا لارتفاع أسعارها.

ويقول نسيم الصوص، وهو بائع خبز "فراشيح" (خبز الصاج)، إن الطلب ارتفع بشكل كبير على الشراء من محله، ما اضطره إلى إغلاقه عند منتصف الليلة الماضية بسبب الضغط الشديد.

وأضاف للجزيرة نت "رغم ذلك، فإن هذا الخبز لا يعد بديلا حقيقيا للخبز العادي، لأنه أغلى سعرا ولا يستطيع الجميع شراءه".

وأشار الصوص إلى أن الخبز أصبح يباع في السوق السوداء بأسعار باهظة، وسط حالة من العجز التام عن إيجاد حلول.

أفران الطين تشكو من قلة الحطب وغلاء أسعاره (الجزيرة)

وأمام محل لبيع خبز الطابون، كانت أنديرا قنديل تنتظر دورها لشراء القليل منه لإطعام أسرتها المكونة من 9 أفراد. وقالت للجزيرة نت إنها تحتاج يوميا إلى 40 رغيفا (من الخبز العادي صغير الحجم) وبعد إغلاق المخابز تضطر للوقوف لفترات طويلة في طوابير للحصول على خبز الطابون كبديل.

وتتابع "منذ بداية الحرب ونحن نكافح للحصول على الخبز، والآن عدنا إلى نقطة الصفر بعد إغلاق المخابز. لم يعد لدينا دقيق، وسعره (الكيس بوزن 25 كيلوغراما) ارتفع من 50 إلى 300 شيكل (الدولار: 3.7 شواكل)، بينما لا يوجد لدينا نقود أصلا".

إعلان

وتضيف بحسرة "كل شيء أصبح أغلى 10 أضعاف.. لا خضروات، لا طعام، لا خبز.. ولا نعرف ماذا سنفعل غدا".

أفران الطين تواجه أيضا مشكلة قلة توفر الدقيق في المنازل (الجزيرة) عودة لأفران الطين

ومع استمرار إغلاق المخابز الأوتوماتيكية في قطاع غزة، لجأ المواطنون إلى أفران الطابون الطينية بحثا عن بديل للخبز، ما أدى إلى ازدحام شديد وطوابير طويلة أمام هذه الأفران.

يقول هشام الزيتونية، مالك أحد أفران الطابون، للجزيرة نت، إن الإقبال على الأفران زاد بشكل كبير، حيث يحاول الجميع خبز العجين يدويا بعد انعدام توفر الخبز في الأسواق. لكن الزيتونية أوضح أن الأفران الطينية تعاني أيضا من نقص الحطب اللازم لتشغيلها، مما يعيق استمرار العمل.

وأضاف "فرن الطابون يحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد، والناس تعاني في انتظار دورها وسط زحام شديد".

ألفت أبو شنب: إغلاق المخابز يأتي في توقيت سيئ جدا ويزيد من معاناة أهل غزة (الجزيرة) "لا خبز ولا مال"

وتقول أُلفت أبو شنب، وهي أم لـ5 أطفال، إن إغلاق المخابز ترك العائلات في مواجهة أزمة خانقة، حيث لم يعد بإمكانهم توفير الخبز، بينما ارتفع سعر كيس الدقيق بشكل كبير.

وأضافت بينما كانت تنتظر دورها لطهي خبزها في فرن الطين "الناس تعاني، لديها أطفال صغار، ولا تستطيع شراء الدقيق لأنه ببساطة لا يوجد مال ولا عمل. الله يكون في عون الجميع".

وختمت قائلة "وضع الناس سيئ، إغلاق المخابز في هذا الوقت سيئ جدا، الله يكون في عون الناس".

مقالات مشابهة

  • مهرجان أبوظبي.. فعاليات وأنشطة فنية تحتفي بعلاقات الإمارات واليابان
  • السوداني يوجه بإنشاء مركز بلدي للمناطق التراثية في بغداد
  • السوداني يوجّه بإنشاء مركز بلدي خاص بالمناطق التراثية في بغداد
  • إيلام الفيلية.. مبيعات الحرف اليدوية تقارب مليوني دولار خلال عيد نوروز (صور)
  • شاهد.. إغلاق المخابز يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة
  •  بعد مسيرة حافلة بالعطاء.. الموت يغيب أحد أعمدة «الموروث الثقافي» 
  • هيئة التراث تنفذ مبادرة استقبال ومعايدة زوار قرية ذي عين التراثية
  • الحكومة السودانية تستعين بـ”الإنتربول” ومنظمات دولية لاستعادة المنهوبات التراثية
  • حزب المؤتمر الشعبي يزور منطقة الشجرة العسكرية
  • بطابع الموروث والتقاليد أهالي منطقة حائل يحتفون بعيد الفطر