وصلت إلى “طريق مسدود”، هكذا وصف عبدالكريم شيبان رئيس فريق الحكومة اليمنية، المفاوضات مع  جماعة الحوثي بشأن فتح طرقات محافظة تعز جنوب غربي البلاد.

شيبان، وهو أيضا نائب في البرلمان اليمني، قال في مقابلة مع الأناضول، إن “المفاوضات مع الحوثيين بشأن فك الحصار عن تعز متوقفة تماما، ووصلنا إلى طريق مسدود”.

وأضاف: “الحوثي لديه طلبات كثيرة جدا، فهو يتاجر بمعاناة الناس، والملف الإنساني ليس له أي اعتبار بالنسبة إليه”، على حد تعبيره.

وتابع: “الحوثيون يتخذون من ملف تعز الإنساني وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية، بما في ذلك فتح الموانئ والمطارات الخاضعة لسيطرتهم، والتحكم بالضرائب والجمارك”.

ويتقاسم الجيش والحوثيون السيطرة على تعز، وتتهم منظمات حقوقية إنسانية جماعة الحوثي بفرض حصار على مركز المحافظة (يحمل الاسم نفسه) منذ اندلاع النزاع في 2015، ومنع قوافل الإغاثة الإنسانية من الوصول إلى السكان، الأمر الذي تنفيه الجماعة.

وتغلق جماعة الحوثي معظم الطرق المؤدية إلى مناطق سيطرة الحكومة في تعز، حسب منظمات حقوقية وإنسانية باليمن.

ويعاني اليمن حربا بدأت عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات نهاية 2014، بإسناد من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي قتل في 2017 بمواجهات مع مسلحي الجماعة إثر انتهاء التحالف بينهما.

واشتد النزاع منذ مارس/ آذار 2015، بعد أن تدخل تحالف عسكري عربي بقيادة السعودية لإسناد قوات الحكومة الشرعية في مواجهة جماعة الحوثي المدعومة من إيران.

ملف إنساني

ولفت شيبان إلى أنه “في كل حوار مع الحوثيين، يقدمون طلبات جديدة، ما يعرقل حل ملف تعز الإنساني”.

وأوضح أن “ملف تعز لم يعد في يد الشرعية فقط، بل أصبح يناقش إقليميا ودوليا.. هناك مبعوث أممي (هانس غروندبرغ) يعمل من أجل ذلك، وإقليميا ثمة حوار مباشر بين السعودية والحوثيين”.

وفي مايو/ أيار الماضي، شدد غروندبرغ على أنه “يجب فتح الطرق الرئيسية في تعز والمحافظات الأخرى، إضافة إلى دفع رواتب موظفي القطاع العام بشكل منتظم وشفاف ومستدام في جميع أنحاء البلاد”.

اقرأ أيضاً

قوات مدعومة إماراتيا تحاصر مقر الحكومة اليمنية في عدن.. لماذا؟

وقال شيبان إن “الحوثيين يطرحون بأن قضية تعز ستحل في إطار الحل الشامل لليمن.. هم يريدون اعترافا دوليا بهم، مع صرف رواتب الموظفين في المناطق الخاضعة لهم من خزينة الحكومة الشرعية رغم الإيرادات الضخمة التي يحصلون عليها سواء من ميناء الحديدة أو الضرائب والجمارك والاتصالات”.

ويشدد الحوثيون مرارا على أن أي حل مستقبلي للأزمة يجب أن يشمل “إنهاء عمليات التحالف العربي، وحل جميع الملفات الإنسانية بما في ذلك تسليم رواتب الموظفين في المناطق الخاضعة لهم، وفتح مطار صنعاء الدولي بشكل كلي”.

مجتمع دولي

وأشار المسؤول اليمني إلى أنه “من الممكن أن يتم فتح الطرق في تعز قريبا إذا تكثفت الضغوط الدولية على الحوثيين، خصوصا مع تواصل النقاشات بين الجماعة والجانب السعودي، فمن غير المنطقي أن يتم التوصل إلى أي اتفاق دون التوصل إلى فتح الطرق في تعز كون القضية إنسانية بحتة”.

وتتكثف منذ فترة مساعٍ إقليمية ودولية لتحقيق حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفود سعودية وعمانية إلى صنعاء، وجولات خليجية للمبعوثين الأمريكي تيم ليندركينغ والأممي جروندبرج.

وتتصاعد بين اليمنيين آمال بإحلال السلام منذ أن وقَّعت السعودية وإيران بوساطة الصين في 10 مارس/آذار الماضي، اتفاقا لاستئناف علاقتهما الدبلوماسية، ما ينهي قطيعة استمرت 7 سنوات بين البلدين.

وقال شيبان: “على المجتمع الدولي أن لا يكيل بمكيالين، وأن يعرف أن هناك ملايين البشر محاصرون داخل مدينة تعز، لديهم معاناة إنسانية كبيرة بفعل الحصار الحوثي الذي يتاجر بالقضية لتحقيق مكاسب عسكرية وسياسية على حساب معاناة الناس” على حد تعبيره.

ولم يتسن أخذ تعليق من الحوثيين على تصريحات المسؤول اليمني، لكن الجماعة سبق أن نفت فرض الحصار على مدينة تعز.

وحتى نهاية 2021، أسفرت حرب اليمن عن مقتل 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، وفق الأمم المتحدة، فيما لا توجد إحصائية حديثة لإجمالي الضحايا، كما أدت إلى خسارة اقتصاد البلاد 126 مليار دولار، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم.

اقرأ أيضاً

إيكونوميست: التحدي الحوثي وخلافات السعودية والإمارات يهددان وحدة اليمن

المصدر | الأناضول

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: اليمن الحوثي تعز جماعة الحوثی فی تعز

إقرأ أيضاً:

محمد علي الحوثي: أمريكا شريك أساسي في العدوان على اليمن والمقاومة في المنطقة

يمانيون../
علق عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي على تصريحات المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، واصفًا إياها بأنها تأتي ضمن توصيات وزارة الدفاع الأمريكية التي تهدف إلى شيطنة من تتعرض دولهم للعدوان.

وأكد الحوثي في تغريدة على منصة إكس أن تصريحات ليندركينغ ليست سوى امتثال لدوره كجندي يخدم السياسات العدوانية الأمريكية تجاه اليمن. كما أشار إلى أن الإدارة الأمريكية التي يمثلها ليندركينغ قدمت الدعم الكامل للعدوان على غزة والمقاومين في لبنان واليمن، وهو ما يسقط الأقنعة التي تحاول هذه الإدارة التستر خلفها.

وأضاف الحوثي أن هذه التصريحات تكشف الوجه الحقيقي للسياسات الأمريكية، التي تسعى لإدامة الحروب وإضعاف الشعوب المقاومة، مشددًا على أن اليمن سيظل ثابتًا في مواجهة كل محاولات الهيمنة.

مقالات مشابهة

  • محمد علي الحوثي: أمريكا شريك أساسي في العدوان على اليمن والمقاومة في المنطقة
  • باحث يمني يفضح تهريب كنوز اليمن: عقود وعقيق أثري إلى الخارج
  • كيف وصل ''مرتزقة'' من اليمن إلى روسيا؟ ومن هو الحوثي الجابري المتورط في خداعهم وتجنيدهم؟
  • الحوثي تقول إنها جاهزة لعقد صفقة أسرى شاملة مع الحكومة اليمنية
  • مليشيا الحوثي تعلن جاهزيتها لعقد صفقة تبادل أسرى شاملة مع الحكومة الشرعية
  • دهس مسؤول حكومي ومرافقه بطقم تابع للانتقالي جنوبي اليمن ووفاتهمها على الفور
  • خبراء: تعنت الحوثيين أوصل السلام في اليمن إلى المجهول
  • مليشيا الحوثيين تعتدي على مسؤول محلي في محافظة إب رفض جبايات مالية
  • الحكومة تطالب بتصنيف الحوثيين ”منظمة إرهابية عالمية” بسبب انتهاكاتهم
  • ضرب مسؤول محلي وسط اليمن من قبل مسلحي قيادي حوثي بارز