صحيفة البلاد:
2025-02-23@12:30:29 GMT

تسلق الجبل الثاني.. رحلة نحو حياة ذات هدف

تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT

تسلق الجبل الثاني.. رحلة نحو حياة ذات هدف

لقد وجدت في كتاب ديفيد بروكس”الجبل الثاني”، رسالة عميقة مفادها، (أنت مُحاط بالإنجازات، ولكن في الداخل، هناك فراغ !).

ففي كثير من الأحيان، بعد الوصول إلى القمة، يشعر الكثيرون، وكأن شيئًا ما مفقود! وهنا تبدأ الرحلة نحو الجبل الثاني، وهي رحلة لا تتعلق بالنجاح الفردي، بل تتعلق بالهدف، والخدمة، والالتزام بشيء أعظم من الذات.

تخيل أنك تقف على قمة أول جبل في حياتك المهنية المزدهرة، وقد تحقَّقت أهدافك، وحقَّقت ما حددَّته المجتمعات، على أنه “نجاح”، لقد حققت الثروة، والتقدير، وربما حتى تكّوين أسرة، ولكن عندما تنظر حولك من هذه القمة، يحدث شيء غير متوقع، (في الداخل، هناك فراغ !)

يصف بروكس الجبل الأول، بأنه السعي وراء النجاح الفردي، حيث يستثمر معظمنا طاقته. إنه الصعود إلى قمة الإنجازات الشخصية، والسعي من الرضا عن الوصول، إلى المعالم التي يخبرنا المجتمع أنها مهمة كالنجاح المهني، والاستقرار المالي، والمكانة الإجتماعية.

قبل سنتين تقريباً، حقّقت هدفي المتمثل في تسلُّق جميع القمم السبع، الأعلى في العالم. كان انتصارًا بلا شك، ولكن مع تلاشي الاحتفالات، نشأ شعور غريب بالفراغ. لقد وصلت إلى قمة أحد أكبر طموحات حياتي، لكن ذلك الانتصار الداخلي الذي اعتقدت أنه سيأتي بعد ذلك، لم يصل أبدًا. نعم حققت الاستقلال المالي والاستقرار الأسري، لكن هذا الشعور بالفراغ استمر. لقد نجحت رؤية بروكس للجبلين “الأول” و”الثاني” في التقاط تجربتي تمامًا ، كنت أركِّز على التسلُّق لدرجة أنني لم أدرك أن هناك جبلًا آخر ينتظر اكتشافه.

يصف بروكس “الجبل الثاني”، بأنه حياة راسخة في التزامات عميقة تجاه مهنة، وعائلة، وفلسفة، أو عقيدة، ومجتمع. هذه الالتزامات تخرجنا من أنفسنا، وتقيِّدنا بشيء أعظم. لا يتعلق الجبل الثاني بالتخلّي عن الطموح، أو الإنجازات، بل بإعادة تعريف النجاح، من حيث الخدمة المجتمعية، وثقافة العطاء. هنا نجد الهدف الحقيقي، والذي ليس في الإشادات التي نجمعها، بل في المساهمات التي نقدمها للعالم من حولنا.

لأي شخص يشعر بالإرهاق، أو الإحباط، على الرغم من تحقيق النجاح التقليدي، يقدم لنا كتاب “الجبل الثاني” خريطة طريق لاستعادة المعنى. فهو يتحدَّانا لتحويل تركيزنا من “ماذا يمكنني أن أحصل؟”، إلى “ماذا يمكنني أن أعطي؟”، وهو سؤال، على الرغم من بساطته، يغيِّر كل شيء. يقترح بروكس أن السعادة لا تأتي من النجاح المادي، أو الملذات العابرة، بل من التزاماتنا العميقة تجاه الناس وقضاياهم.

وعلى الصعيد المهني، هذه الرسالة قوية بنفس القدر. ففي عالم يمجِّد الإنجازات الفردية والتنافسية، يحثّ بروكس القادة، على إعادة تعريف القيادة، باعتبارها خدمة. ويزعم أن القيادة الحقيقية، لا تتعلق بتجميع القوة، بل بتمّكين الآخرين، وتعّزيز النمو، وبناء مجتمع داعم. ومن خلال تبنّي هذه العقلية، يُمكن للقادة، خلق أماكن عمل متجذِّرة في التعاطف، والتعاون، والغرض المشترك. ولا يعمل هذا التحوُّل على تحسين الروح المعنوية في مكان العمل فحسب، بل يخلق بيئات، حيث يزدهر الجميع.

سواء كنت تعمل في مجال الرعاية الصحية، أو التدريس، أو الأعمال التجارية، فإن كتاب “الجبل الثاني” يؤكد بأن أعمق المكافآت في الحياة، لا تأتي من تسلُّق أعلى قمم النجاح الشخصي، بل من المساهمة في الرفاهية المجتمعية للآخرين. هذا المنظور هو عامل تغيير لقواعد اللعبة بالنسبة للمهنيين، الذين يكافحون لإيجاد معنى لعملهم. إنه دعوة لبناء مهن ليست ناجحة فحسب، بل وذات مغزى أيضًا.
إن المنظر من الجبل الثاني أكثر مكافأة، ليس بسبب الإنجازات التي يمكننا الإشارة إليها، ولكن بسبب الحياة الغنية، ذات المعنى التي نعيشها في خدمة الآخرين.

ولا ننسى أن ديننا الحنيف، يحثّ على ذلك، وفي الحديث: أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله” أيّ الناس أحب إليك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله، سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كُربة، أو تقضي عنه، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة، أحبّ إليّ من أن اعتكف في هذا المسجد ( مسجد المدينة) شهراً ، ومن كفّ غضبه، ستر الله عورته، ومن كظم غيظه، ولو شاء أن يمضيه، أمضاه، ملأ الله قلبه، رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتّى يثبتها، ثبَّت الله قدميه يوم تزل الأقدام”.

jebadr@

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الجبل الثانی

إقرأ أيضاً:

كلاسيكو الجيش والرجاء يحبس الأنفاس…بين تسلق الصدارة والتنافس على مركز أفريقي

زنقة 20. الرباط

تتواصل منافسات البطولة الاحترافية (إنوي) للقسم الأول،أيام الجمعة والسبت والأحد، بإجراء مباريات الدورة الـ22، وفي الواجهة كلاسيكو مثير يجمع فريق الجيش الملكي بالرجاء الرياضي.

وهكذا، يستضيف فريق الجيش الملكي (الثالث بـ37 نقطة) الرجاء الرياضي (السابع بـ31 نقطة)، في رابع كلاسيكو يجمعهما خلال هذا الموسم، بعد مواجهتي عصبة الأبطال الإفريقية ومباراة ذهاب البطولة الاحترافية التي انتهت بالتعادل بدون أهداف .

ويدخل الجيش الملكي هذه المباراة برغبة أكيدة في استعادة توازنه، بعد عثراته الأخيرة، وآخرها هزيمته أمام جاره الفتح الرياضي، مما كلفه التنازل عن مركزه الثاني في سلم الترتيب.

وسيكون زملاء العميد ربيع حريمات أمام حتمية تحقيق الانتصار إن أرادوا الاستمرار ضمن كوكبة المقدمة، بعد أن تقلص هامش إمكانية الخطأ لديهم في ما تبقى من مباريات هذا الموسم.

وفي المقابل يعول الرجاء الرياضي على الدينامية الجديدة التي خلقها تعيين مدربه الجديد/القديم لسعد الشابي، التي أثمرت تحقيق فوزين على التوالي، وتحسين مكانة الفريق الأخضر ضمن سبورة الترتيب، والأكيد أنه مع توالي الانتصارات سيكبر طموح الفريق البيضاوي في التنافس على احتلال مركز مؤهل إلى المسابقات الخارجية.

ولن تخلو باقي مباريات هذه الدورة من إثارة وتشويق، مع استمرار أندية المقدمة في الدفاع عن حظوظها في محاولة لتضييق الخناق عن المتصدر نهضة بركان الذي يبتعد بفارق مريح عن أقرب منافسيه الوداد الرياضي (13 نقطة)، في رهان مزدوج يتأرجح بين لقب أضحى، دورة بعد أخرى، صعب الافتكاك من الفريق البركاني، ومركز ثاني يعد بمثابة تذكرة عبور لعصبة الأبطال الإفريقية.

كما ستواصل أندية أسفل الترتيب مساعيها للهروب من المنطقة المكهربة، وانتزاع نقاط ثمينة قد تجنبها حسابات البقاء أو لعب مباريات السد، رغم أن شبح مغادرة قسم الأضواء أصبح أقرب من أي وقت مضى لأندية بعينها.

ويقص فريق نهضة بركان، المتصدر برصيد 52 نقطة شريط مباريات الدورة الـ22، حين يحل ضيفا ثقيلا على الشباب السالمي (الـ14 بـ22 نقطة)، بطموح إضافة نقاط جديدة تقربه من لقبه الأول في البطولة الاحترافية، في حين تبدو خيارات الفريق السالمي خلال هذه المباراة صعبة للغاية في مسعاه للهروب من منطقة الخطر.

بدوره يسعى الوداد الرياضي (الثاني بـ 39 نقطة)، إلى تأكيد نتائجه القوية خصوصا خلال مرحلة الإياب بعد أن حقق 5 انتصارات متتالية، وتأمين مركزه الثاني في انتظار “تعثرات” من متزعم الترتيب، وفي المقابل سيحاول النادي المكناسي (التاسع بـ26 نقطة) العودة بنتيجة إيجابية تزكي صحوته خلال المباريات الأخيرة وتثبت مكانته ضمن أندية وسط الترتيب.

وفي أسفل الترتيب، وضمن ما قد يوصف بمباريات الفرص الأخيرة خلال ما تبقى من منافسات هذا الموسم، سيحل شباب المحمدية (الأخير بأربع نقاط) ضيفا على المغرب الفاسي (السادس بـ 33 نقطة)، ويستقبل المغرب التطواني (الـ15 بـ12 نقطة) الدفاع الحسني الجديدي (الـ11 بـ25 نقطة)، ويرحل حسنية أكادير (الـ13 بـ22 نقطة) لمواجهة اتحاد تواركة (الـ12 بـ24 نقطة).

وفي ما يلي برنامج مباريات الدورة الـ22:

الجمعة 21 فبراير:

الشباب السالمي – نهضة بركان (السادسة مساء)

المغرب الفاسي – شباب المحمدية (الثامنة ليلا)

السبت 22 فبراير:

الوداد الرياضي – النادي المكناسي (الرابعة عصرا)

المغرب التطواني – الدفاع الحسني الجديدي (السادسة مساء)

أولمبيك آسفي – الفتح الرباطي (الثامنة ليلا)

الأحد 23 فبراير:

نهضة الزمامرة – إتحاد طنجة (الرابعة عصرا)

الجيش الملكي – الرجاء الرياضي (السادسة مساء)

إتحاد تواركة – حسنية أكادير (الثامنة ليلا)

مقالات مشابهة

  • اعترافات لصوص المساكن فى الغربية: نفذنا 4 جرائم بأسلوب تسلق الجدران
  • دعاء اليوم الثاني من رمضان 2025
  • المحافظات العراقية التي عطلت الدوام يوم الأحد
  • المحافظات العراقية التي عطلت الدوام يوم غد الأحد
  • المحافظات العراقية التي عطلت الدوام يوم غد الأحد - عاجل
  • بيان من بلدية ميس الجبل... هذا ما جاء فيه
  • رئيس جامعة الأزهر: بني إسرائيل لم يؤمنوا رغم كل المعجزات «فيديو»
  • للعام الثاني على التوالي.. قطاع الطيران المدني في المملكة يسجل نموًا استثنائيًا
  • لو فاتك أيام من شعبان.. عبادات مستحبة بالنصف الثاني بادر بفعلها
  • كلاسيكو الجيش والرجاء يحبس الأنفاس…بين تسلق الصدارة والتنافس على مركز أفريقي