رسالة فان جوخ، وهدوء الأمواج
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
قررت قضاء اجازتي الأسبوعية رفقةً أمام البحر، وبينما كان الظلام يحيط بنا سوى ضوء القمر، كنت استمتع بصوت الأمواج الهادئة على الشاطئ، وأفكر في رسالة فان جوخ لشقيقة ثيو، كانت رسالة انتحار بها كم هائل من الألوان والحياة، تساءلت حينها بصوت عالِ، ما الذي لم يلاحظه فان حتى وصل لتلك المرحلة من الحزن والاكتئاب؟، أردفت حينها أنني حقًا ممتنة لضوضاء المدينة، وكركبة الحياة العملية، والحياة اليومية، فلولاها لما شعرت بمتعة قضاء ساعات أمام البحر بصورة هادئة أطرد من رأسي كل المشاكل والتعب وأعود لاستقبال اسبوع بمزاج هادئ وسعيد، وهذا أمر نشعر أنه بعيد المنال أحيانًا نتيجة كل ذلك.
لكن هل حقًا الشعور بالهدوء واعتدال المزاج أمر بعيد المنال؟ في الحقيقة قد يكون ذلك، إن كنا نفكر بصورة زائدة، فالتفكير المفرط قد يكون قاتلًا حقيقيًا للسعادة، فغالبًا نحن نعيد التفكير في قصص الماضي، متسائلين عما كان من الممكن أن نفعله بشكل مختلف، أو نشعر بالتوتر بشأن المستقبل، ممّا يوجد عددًا كبيرًا من سيناريوهات “ماذا لو” التي قد لا تتحقق أبدً.
وليس التفكير الزائد سببًا في انتكاس المزاج غالبًا بل كذلك عندما نقارن أنفسنا بالآخرين خصوصًا في عصر وسائل التواصل الاجتماعي اليوم، فإن ذلك قد يتسبَّب بتعكيره، والشعور بالحزن، كذلك عدم وضع الحدود بينك وبين من حولك خصوصًا في بيئة العمل، أمر بالغ الأهمية للحفاظ على سلامتنا النفسية، وسعادتنا، فهناك من يستغل هذا الأمر بطريق سيئة، ممّا يسبب الإجهاد، وبالتالي تفقد مزاجك السعادة، منّ أبسط الأشياء، حتى لو كان كوب قهوة.
ليس هذا فحسب، فالخوف من التغيير، سبب قد يجعلنا نشعر بعدم السعادة، رغم أنه جزء من من الحياة، ومع ذلك يخافه الكثير منا. هذا الخوف قد يمنعنا من السعي وراء الفرص، التي قد تؤدي إلى مزاج سعيد.
وبالعودة إلى أمواج البحر، ورسالة فان جوخ، والهدوء الذي كان يحفّ المكان، فقد عرفت السبب الذي يشعرني بمزاج سيء، وهو السعي نحو إثبات شيء لا أعرفه، وهذا ما يجعلني دائمة اللاحق بسراب لم يتشكَّل أمامي لهدف، ممّا تسبب بتشتت أفكاري واجهادي فحين شعرت بالهدوء، عرفت أن كل الأفكار التي كانت تملأ رأسي قد اختفت، نتيجة قضاء وقت فعلت فيه ما أحب، تحدثت طويلًا عن مدى شعوري بالرضا، نتيجة هذا اليوم، عادت أفكاري لمسارها الصحيح، وبدأت بترتيب أولوياتي، لذلك -عزيزي القارئ- حين ترهقك حياة المدينة، والوظيفة، عليك أن تفعل ما تحب لتهدئة مزاجك، وطرد ما يشعرك بالسوء -كما فعل صوت الموج بي-، حينها ستقرر ما هو سبب ذلك التعب، وتصل لمزاج معتدل، وسعيد، وتعرف حينها أن رسالة فان جوخ مملوء بالألوان بدل الموت.
i1_nuha@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
مجلس قضاء الجزائر ينظم يوما دراسيا حول حماية الحياة الخاصة في الفضاء السيبراني
نظم مجلس قضاء الجزائر، اليوم الأربعاء، يوما دراسيا تحت عنوان “حماية الحياة الخاصة في الفضاء السيبراني. بين حرية التعبير وحماية المعطيات الشخصية”، وذلك بمشاركة أساتذة جامعيين ومختصين في القانون وعلم الاجتماع.
وفي كلمة لها بالمناسبة هذا اليوم الدراسي الذي جرى بحضور المفوضة الوطنية لحماية الطفولة، مريم شرفي، أوضحت رئيسة مجلس قضاء الجزائر. دنيازاد قلاتي، أن هذا اللقاء يهدف إلى “رفع التحديات المتعلقة بحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، وكذا الأمن الرقمي والسيبراني للأفراد والمؤسسات”.
وأشارت في نفس السياق إلى أن “الأطفال من خلال الشبكة العنكبوتية, قد يتعرضون لأفعال مشينة كالابتزاز والتشهير، وقد يرتكبون كذلك أفعالا خطيرة تمس بالتشهير بالأفراد”. كما ذكرت بأن القانون “يفرض عقوبات شديدة على مثل هذه الجرائم”. داعية الأولياء في هذا الصدد إلى “فرض رقابة ذكية على أطفالهم بخصوص مواقع التواصل الاجتماعي”.
ولتجسيد حماية فعلية في الفضاء الرقمي، دعا القاضي بمحكمة حسين داي، بلال جابري، من جانبه، إلى “تخصيص باب خاص في قانون العقوبات. يتضمن جميع الجرائم المتعلقة بحماية الحق في الحياة الخاصة”. مؤكدا على “ضرورة تجريم انتهاك الحق في حرمة الحياة الخاصة”.
من جهته، ذكر ضابط الشرطة القضائية وإطار بالهيئة الوطنية للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات الإعلام والاتصال، مؤمن أيوب. بأن “تسجيل المحادثات أو المكالمات. دون إذن و نشر معلومات أو صور شخصية دون موافقة صاحبها،يعد عملا مجرما يعاقب عليه القانون”.