استوقفني خبر: (استراليا تعلن رسمياً بأنه قريباً سيتم حظر استخدام كافة مواقع التواصل الاجتماعي لمن هم دون السادسة عشر عاما لأنها أضرت بالصحة النفسية للأطفال). قرأت الخبر في حساب (سعودي بانثر) المتنوع والموثوق في نقل الأخبار إلى حد بعيد، وعموماً، سواء كان الخبر صحيحاً، أو غير ذلك، تبقى الأجهزة الالكترونية، ومواقع التواصل، كارثية على الصغار الذين لم يصلوا حد التمييز بين الصالح والطالح، والمندفعين في تصرفاتهم، وسريعي التأثر بما يسمعون ويشاهدون في هذه المواقع ومن الأصحاب!! وهي بالفعل مؤثرة على نفسياتهم وقدراتهم!! لذلك الصغار المقصودين هم من مرحلة التعليم العام، أي من الابتدائي حتى نهاية الثانوي، هذه المرحلة هي أخطر مراحل التربية، وبناء الشخصية، وغرس القيّم، وتعهدها بين البيت والمدرسة، فكيف تنفصل التربية عن التعليم، فتصبح وزارتنا للتعليم فقط دون التربية؟ فإنما الحقيقة والواقع يوجب أن تكون ( وزارة التربية والتعليم ).

فتعليم بلا تربية لا جدوى منه غالباً، كان في زمن العصور الإسلامية المزدهرة يسمى المعلم ( مؤدباً )، وكان المؤدب يقوم بدور التربية وهي التهذيب والتأديب مع التعليم، ممّا أوجد عباقرة في الفكر والعلوم، ومما أوجد قيّماً ثابتة لا تهزها أية رياح. صحيح أن عبء وزارة التعليم بمهامها الحالية الجسيمة، يفوق الوصف، فهي تنوء بمهام (وزارة التعليم العالي وملحقاتها) سابقاً، والتي لا يناسبهم ضم التربية لمسماهم، فقد اقترب مستفيدوها من النضج – كما يرى الشباب ذلك-، أو هم رجال ناضجون فعلاً في مراحل عليا ماجستير ودكتوراه وأعلى.

كما تضطلع بمهمة (التعليم العام بمراحله الثلاث)، وهذا في حد ذاته المسؤولية الأكبر، ويستحق وزارة مستقلة تندمج ضمن أهدافها التربية مع التعليم، ولا تنفك التربية عنه أبداً، وممّا هو مناط بوزارة التعليم حالياً ( التعليم والتدريب الخاص العام والعالمي والجامعي ). وهذا كيان همومه لاتعد ولا تحصى، ويحتاج جهة مستقلة تتولى شؤونه سواء كانت وزارة أو هيئة مستقلة، إلى جانب الأقسام والوكالات داخل الوزارة.

كان الله في عون من يضطلع بوزارة مترامية الأقسام، متباينة الخطط والأهداف، حسبما تقتضيه المصلحة، ويساهم في نجاح الرؤية ويحقق الأهداف التي ينشدها الوطن ويحلم بها الأهل. طبعاً نتمنى عودة التربية للوزارة، ونتمنى فصل التعليم العام لأنه يستحق التركيز والاهتمام الأكبر، فمن المستحيل تحقيق الأهداف المنشودة وسط فصل يضم من ٤٠ إلى ٦٠ طالبا أو طالبة، واكتشاف احتياجاتهم، وما تنطوي عليه تصرفاتهم. ودعوني أبقى بمحور مقالي عن مرحلة (التعليم العام الهام جدا)ً عمر الأبناء والبنات مابين (الست إلى الستة عشر عاماً)، مرحلة تتدرج في خصائصها بين الرعاية الناعمة والجادة، ولأن المدرسة ذات دور جبار في تربية وبناء شخصيات الطلاب والطالبات في هذه المرحلة، كان لابدّ من عودة التربية لها ليعرف منسوبوها أن التربية العمود الفقري للتعليم في هذه المرحلة.

ودعونا نتذكر كيف كان تحضيرنا للدروس سابقاً: كان يتصدر التحضير الأهداف (الهدف الديني، الهدف التربوي والهدف العلمي). ما من درس إلا ويشتمل على أهداف تربوية دينية إلى جانب المعلومات الخاصة بالدرس. وهنا يبرز دور المعلمين والمعلمات المؤثرين لأن طلاب هذه المراحل الثلاث يتأثرون بمعلميهم ومعلماتهم، وبلا شك للأهل دور فاعل كبير إذا اتحدت جهودهم مع المدرسة من أجل الارتقاء بالمستوى التربوي والتعليمي.

نحن بحاجة للاهتمام بجيل مراحل التعليم العام، والتركيز عليهم، وتسخير جهات خاصة بالإشراف عليهم، وتوجيههم لنحميهم من أنفسهم، ومن وسائل التواصل، ويتم التركيز على سلامتهم الفكرية، والصحية، والنفسية، ثم تأسيس الأندية الترفيهية والرياضية المثيرة للاهتمام، والجاذبة لهم في الأحياء، ومنع دخول الجوالات والانشغال بها، ويأتي دور الأسرة في البيت بألا ينكب الأب والأم على الجوال طوال وقتهما، بل يفردان جلسات عائلية خاصة بلا أجهزة، يقتصر التواصل فيها على العائلة بعضهم ببعض حتى يتعلم الأبناء الصغار أن الحياة ليست حكراً على الأجهزة التي لا تنزل من أيدي الجميع للأسف حتى الخادمات الجوال ملازم لهن! لابد من ضبط إذا أردنا تعليم صغارنا عدم الارتباط بالأجهزة، وبدائل الترفيه النافع كثيرة إذا فكرنا فيها، لكننا للأسف اليوم يعيش صغارنا حالة هوس غير طبيعية بالأجهزة من عمر سنة عند بعض الناس هذا الموضوع يحتاج وقفة قوية وجادة وذكية من (وزارة (التربية) والتعليم) ومن المدارس والأهل. وتقبلوا تقديري ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها فخراً وعشقاً).

almethag@

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: التعلیم العام

إقرأ أيضاً:

السعودية.. ضبط طبيب وافد في الرياض وما فعله مع المرضى يشعل تفاعلا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لطبيب وافد لانتهاكه الأنظمة فيما يتعلق بأسلوب تعامله مع المرضى الأمر الذي أثار تفاعلا واسعا على وسمين حملا اسم "الطبيب السعودي" و "وزارة الصحة".

وزارة الصحة السعودية نشرت بيانا عقّبت فيه قائلة: "إشارة إلى ما تم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي بشأن التصرفات غير المهنية والمسيئة المنسوبة لأحد الممارسين الصحيين العاملين في إحدى المنشآت الصحية الخاصة بالرياض، باشرت وزارة الصحة اتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة حياله، وذلك لمخالفته نظام مزاولة المهن الصحية، ونظام مكافحة جرائم المعلوماتية، ونظرًا لما تضمنه من انتهاك للأنظمة تم إحالته إلى الجهات الأمنية".

وتابعت: "شددت الوزارة على أنها لن تتهاون مع أي إساءة تصدر عن ممارس أو منشأة صحية تمس كرامة المرضى أو المجتمع، داعية المواطنين والمقيمين إلى الإبلاغ عن أي تجاوزات أو ممارسات غير نظامية عبر قنوات الاتصال الرسمية".

ولم تقدم الوزارة تفاصيل إضافية عمّا قام به الطبيب ولا جنسيته في حين لا يمكن لموقع CNN بالعربية التأكد بصورة مستقلة من صور الطبيب التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي.

مقالات مشابهة

  • فيديو التحرش بطفلة يهز لبنان.. والأمن العام يتحرّك
  • التعليم تنفي تأجيل امتحانات شهر ابريل 2025 وتحذر من الشائعات
  • نديم .. التقاعد المُبكّر في وزارة التربية، لا خبرةً أبقى ولا بطالةً عالج!
  • تساؤلات حول تراجع وزارة التربية الوطنية عن اتفاق تسوية وضعية أساتذة "الزنزانة 10"
  • وزيرا التربية والصحة أعلنا استئناف برنامج الكشف الطبي لتلامذة المدارس الرسمية
  • اجتماع في وزارة التربية لمناقشة إقامة دورات لصعوبات التعليم بالتعاون مع ‏هيئة التعلم الكويتي‏
  • "التعليم العالي" تغلق كيانين وهميين بالإسكندرية
  • وزارة التربية تنشر جدولي سير امتحاني الباك والبيام
  • وزارة التربية تنشر جدولا سير امتحاني الباك والبيام
  • السعودية.. ضبط طبيب وافد في الرياض وما فعله مع المرضى يشعل تفاعلا