في الذكرى الـ 20 لرحيل ياسر عرفات.. حرب غزة تواصل اختبار صمود الفلسطينيين
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
في وسط تداعيات الحرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، تمر الذكرى السنوية لوفاة رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، الذي رحل في 11 تشرين الثاني / نوفمبر 2004، بعد صراع طويل مع المرض في مستشفى بيرسي في فرنسا.
بدأ عرفات مسيرته كمناضل في حركة فتح، وشهدت فترته حكم السلطة الفلسطينية الكثير من الأحداث والتحولات التي أثرت على القضية الفلسطينية بطرق عدة.
وولد عرفات في 24 آب / أغسطس 1929، في القاهرة، وأسس منظمة فتح في عام 1959، ليكون أحد المؤسسين الرئيسيين لمنظمة التحرير الفلسطينية في عام 1964، خلال حياته، خاض معركة طويلة ضد الاحتلال الإسرائيلي، سواء عبر العمل المسلح أو المفاوضات السياسية ورغم اختلاف الآراء حول نهج عرفات بين التفاوض والمقاومة المسلحة.
أوسلو واختبار الصمود
من أبرز محطات مسيرة عرفات، كانت مفاوضات أوسلو التي جرت في 1993، حيث توصل إلى اتفاق مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي إسحاق رابين، والذي من شأنه إقامة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. ومع ذلك، ورغم أن اتفاق أوسلو شكل بدايةً لمرحلة جديدة من المفاوضات، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي استمر في ممارساته القمعية، مما جعل الفشل في تحقيق السلام الشامل والتقدم نحو حل الدولتين واقعًا مريرًا.
وعلى الرغم من تعقيد صورة عرفات كزعيم سياسي، حيث تولى عرفات رئاسة السلطة الفلسطينية بعد اتفاقات أوسلو في عام 1993، حيث شكلت تلك الفترة نقطة تحول حاسمة في تاريخ القضية الفلسطينية.
وعقب اتفاقات أوسلو، كان أمام عرفات تحدي بناء مؤسسة فلسطينية مستقلة، وهي السلطة الفلسطينية، التي كان من المفترض أن تعمل على تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الاستقلال. وفي ظل حكمه، تم تأسيس مؤسسات الدولة الفلسطينية وبدأت السلطة في تطوير بعض الجوانب الحياتية مثل التعليم والصحة.
طريق الآلام الفلسطينية.. من اتفاقية أوسلو إلى صفقة القرن الأمريكية الإسرائيلية pic.twitter.com/DQCZOc1tD1 — قناة الجزيرة (@AJArabic) May 12, 2018
الانتقادات والسلبيات
وعلى الرغم من الإنجازات التي حققها عرفات في بداية فترة رئاسته، إلا أنه تعرض لانتقادات عديدة، خصوصًا فيما يتعلق بإدارة السلطة وملف الفساد الذي رافق بعض مؤسساتها، والعديد من الفلسطينيين كانوا يعتقدون أن عرفات لم ينجح في تحقيق الاستقلال الكامل لدولة فلسطين، كما أن الصراعات الداخلية بين فتح وحركة حماس كانت أحد التحديات الكبرى التي واجهها في سنواته الأخيرة.
وتوفي ياسر عرفات في 11 تشرين الثاني / نوفمبر 2004، في مستشفى بيرسي في باريس، بعد تدهور مفاجئ في حالته الصحية. وقد أثار موته الكثير من التساؤلات حول سبب وفاته، حيث ربط البعض بين وفاته وحملات إسرائيلية ضده، بل ذهب البعض إلى القول بأنه تعرض للتسمم.
واليوم، وبعد مرور عشرين عامًا على رحيله، نجد أن الحرب على غزة تكشف عن الكثير من الصراع والآلام التي عايشها الفلسطينيون منذ فترة حكمه وحتى اليوم، ويعاني قطاع غزة اليوم من تصعيد غير مسبوق في العمليات العسكرية الإسرائيلية، مما يذكر العديد من الفلسطينيين بحالة التشتت السياسي والعسكري التي نشأت مؤخرا
وتواجه غزة الآن تصعيدا غير مسبوق منذ بداية الحرب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حيث تعرّضت العديد من المناطق للقصف الجوي والمدفعي، مما خلف آلاف الشهداء والجرحى بخلاف المفقودين تحت الأنقاض
ومع تزايد الضغوط الدولية والمواقف السياسية المتباينة، يظل الشعب الفلسطيني يتمسك بنيل حقوقه المشروعة، حيث تواصل حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى مسيرة المقاومة في قطاع غزة، في الوقت الذي تطالب فيه السلطة الفلسطينية في رام الله بموقف دولي حازم تجاه الاحتلال الإسرائيلي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الاحتلال غزة الفلسطينية ياسر عرفات أوسلو فلسطين غزة الاحتلال ياسر عرفات أوسلو المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی السلطة الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
إرثه النضالي باق.. 20 عاما على استشهاد القائد ياسر عرفات
يصادف غدا، الموافق 11نوفمبر، الذكرى الـ20 لاستشهاد الرئيس الفلسطيني والقائد ياسر عرفات "أبو عمار".
وتأتي ذكرى استشهاد "أبو عمار" في ظل استمرار حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسيطيني في قطاع غزة، منذ السابع من شهر أكتوبر 2023 والتي راح ضحيتها حتى اليوم إلى نحو 43,600 شهيد، و102,900 مصاب، غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما لا زال آلاف الشهداء تحت الركام وفي الطرقات، حيث لا يمكن الوصول إليهم.
فيما وصل عدد الشهداء في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة منذ بدء عدوان الاحتلال الشامل على شعبنا في السابع من كتوبر 2023 إلى أكثر من 780 شهيدا، بينهم 167 طفلا.
وسيظل الحادي عشر نوفمبر من كل عام، يشكل ذكرى أليمة تذكر برحيل قائد خاض نضالاً تحررياً في سبيل قضيتنا الوطنية لعشرات الأعوام، وواجه من أجلها معارك عسكرية وسياسية لا حصر لها، حتى انتهت باستشهاده في العام 2004، بعد حصار وعدوان إسرائيلي دام أكثر من ثلاثة أعوام لمقره في مدينة رام الله.
لقد استفادت مختلف مراحل النضال الوطني منذ انطلاقة الثورة المعاصرة من حنكة القائد والشهيد ياسر عرفات الواسعة وإرادته وصموده أمام كل التحديات، إذ إنه حوّل الكثير من الانتكاسات إلى انتصارات سجلها التاريخ وستذكرها الأجيال القادمة الى أمد بعيد.
على هذا النحو، غاب الشهيد ياسر عرفات بجسده عن فلسطين، لكن إرثه النضالي ما زال راسخا لدى أبناء شعبنا وقيادته.
ولد الرئيس الراحل "أبو عمار" في القدس في الـرابع من آب عام 1929، واسمه بالكامل "محمد ياسر" عبد الرؤوف داود سليمان عرفات القدوة الحسيني، وتلقى تعليمه في القاهرة، وشارك بصفته ضابط احتياط في الجيش المصري في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر في 1956.
درس ياسر عرفات في كلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة، وشارك منذ صباه في بعث الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال نشاطه في صفوف اتحاد طلبة فلسطين، الذي تسلم زمام رئاسته لاحقاً.
كما شارك مع مجموعة من الوطنيين الفلسطينيين في تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في الخمسينات، وأصبح ناطقا رسميا باسمها عام 1968، وانتخب رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في شباط 1969، بعد أن شغل المنصب قبل ذلك أحمد الشقيري، ويحيى حمودة.
ألقى أبو عمار عام 1974 كلمة باسم الشعب الفلسطيني، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وحينها قال جملته الشهيرة "جئتكم حاملا بندقية الثائر بيد وغصن زيتون باليد الأخرى، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي".
وبصفته قائدا عاما للقيادة المشتركة لقوات الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، قاد "أبو عمار" خلال صيف 1982 المعركة ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان، كما قاد معارك الصمود خلال الحصار الذي فرضته القوات الإسرائيلية الغازية حول بيروت طيلة 88 يوما انتهت باتفاق دولي يقضي بخروج المقاتلين الفلسطينيين من المدينة، وحين سأل الصحفيون ياسر عرفات لحظة خروجه عبر البحر إلى تونس على متن سفينة يونانية عن محطته التالية، أجاب "أنا ذاهب إلى فلسطين".
وحل الزعيم ياسر عرفات وقيادة وكادر منظمة التحرير ضيوفا على تونس، ومن هناك بدأ استكمال خطواته الحثيثة نحو فلسطين.
وفي الأول أكتوبر 1985 نجا ياسر عرفات بأعجوبة من غارة إسرائيلية استهدفت ضاحية "حمام الشط" بتونس، وأدت إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى من الفلسطينيين والتونسيين، ومع حلول 1987 أخذت الأمور تنفرج وتنشط على أكثر من صعيد؛ فبعد أن تحققت المصالحة بين القوى السياسية الفلسطينية المتخاصمة في جلسة توحيدية للمجلس الوطني الفلسطيني، أخذ عرفات يقود حروبا على جبهات عدة؛ فكان يدعم الصمود الأسطوري لمخيمات الفلسطينيين في لبنان، ويوجه انتفاضة الحجارة التي اندلعت في فلسطين ضد الاحتلال عام 1987، ويخوض المعارك السياسية على المستوى الدولي من أجل تعزيز الاعتراف بقضية الفلسطينيين وعدالة تطلعاتهم.
وعقب إعلان الاستقلال في الجزائر في الخامس عشر من تشرين الثاني عام 1988، أطلق الراحل في الثالث عشر والرابع عشر من كانون الأول للعام ذاته في الجمعية العامة للأمم المتحدة مبادرة السلام الفلسطينية لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط، حيث انتقلت الجمعية العامة وقتها إلى جنيف بسبب رفض الولايات المتحدة منحه تأشيرة سفر إلى نيويورك، وأسست هذه المبادرة لقرار الإدارة الأميركية برئاسة رونالد ريغان في الـ16 من الشهر ذاته، والقاضي بالشروع في إجراء حوار مع منظمه التحرير الفلسطينية في تونس اعتبارا من 30 آذار 1989.
ووقّع ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اسحق رابين عام 1993، اتفاق إعلان المبادئ "أوسلو" بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل في البيت الأبيض، في الثالث عشر من أيلول، حيث عاد ياسر عرفات بموجبه على رأس كادر منظمة التحرير إلى فلسطين.
وفي العشرين من كانون الثاني 1996 انتخب ياسر عرفات رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية في انتخابات عامة، وبدأت منذ ذلك الوقت مسيرة بناء أسس الدولة الفلسطينية.
وبعد فشل مفاوضات كامب ديفيد في 2000 نتيجة التعنت الإسرائيلي وحرص ياسر عرفات على عدم التفريط بالحقوق الفلسطينية والمساس بثوابتها، اندلعت انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من أيلول 2000، وحاصرت قوات ودبابات الاحتلال الرئيس عرفات في مقره، بذريعة اتهامه بقيادة الانتفاضة، واجتاحت عدة مدن في عملية أطلقت عليها اسم "السور الواقي"، وأبقت الحصار مطبقا عليه في حيز ضيق يفتقر للشروط الدنيا للحياة الآدمية.