يمانيون:
2024-12-22@18:29:12 GMT

على درب الشهداء ماضون

تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT

على درب الشهداء ماضون

أم الحسنين الزايدي

من بذل أغلى ما يملك في سبيل الله وتحرير هذه الأرض لينعم أبناء شعبنا بالأمن والأمان والحرية والعدالة والاستقلال سيبقى على درب من سبقوه من أحبته، الشهادة عظيمة جِـدًّا فـنرى أنه عندما يستشهد شخص يقتفي أثره آلاف الأشخاص، عندما يستشهد فرد من أسرة نرى الأسرة بأكملها تعاهده على المضي على دربه فـنرى الشهيد يتبعه عدة شهداء ويلتحق بالجبهات من تبقى.

الشهادة كالشجرة الكبيرة والشهداء كـأوراقها فـعندما يستشهد شهيد تخضر الشجرة وتصبح أجمل لنستظل بها من فتن الدنيا ومصائبها؛ عندما يغوينا الشيطان لاقتراف ذنب نرى وجوه الشهداء تنهانا عن كُـلّ شيء؛ نستذكر كلماتهم عندما وعدونا بانتظارنا في الجنة فـنحاول الابتعاد عن كُـلّ ما سـيبعدنا عن رؤيتهم في دار المقر فـالفراق ليس فراقنا في هذه الدنيا الزائلة، بل إننا نخشى أن تبعدنا غفلتنا وتفرقنا عن أغلى أحبابنا هنالك في دار الخلود؛ عندها ندعو الله دائماً بعظيم شهادتهم ودمائهم الطاهرة أن لا يفرقنا عنهم في مستقر رحمته.

الشهادة كالبذرة تغرس في نفوس الأحرار تنمو فيهم لتثمر جهاداً واستبسالاً فلا يقبلون ظلماً ولا يرضون بالفساد؛ تراهم إلى الله أقرب وإلى الدنيا أبعد، سيماهم في وجوههم المشرقة وابتساماتهم التي تشفي القلوب من أوجاعها، عندما كانوا بيننا كانوا ينشرون السعادة بوجودهم وعندما غابوا عنا غابت تلك السعادة لتسكن محلها غصة لن تزول إلَّا بلقائهم، لكن ما يهدئ أوجاع قلوبنا على فراقهم أنهم شهداء؛ ذكرهم ليس كـذكر باقي البشر بل عندما نستذكرهم نزداد شرفاً ورفعة وعزة وكرامة بما قدموه.

في الشهادة لا تمييز بين أفرادها فـكلهم شهداء في منزلة واحدة؛ ليس كـهذه الدنيا شهادات تميز شخص عن آخر فـترفع شخصاً قائداً وتضع آخر جندياً، ولربما ذلك الجندي الأدنى رتبه عند الله أعظم من قائده بقربه من الله وأمانته وصدقه وإخلاصه ووفائه؛ لذلك عندما منح الله الشهادة وعرضها على عباده لم يذكر بـأن هنالك تمييزاً أَو أفضلية بين شخص وآخر من عباده إلَّا بالتقوى، تلك التقوى التي ما خلت من شهيد من شهدائنا، اتقوا الله حق تقاته وجاهدوا في الله حق جهاده حتى استخلصهم فـأخذ منهم الصفوة ورفعهم إليه شهداء ليبقوا على مر العصور مصدر فخر وكرامة ودروس تبقى للأجيال.

الشهادة شرف عظيم ليس للشهيد فقط بل لأسرته المعطاءة تلك الأسرة التي قدمت للإسلام قرباناً وضحت؛ مِن أجلِ الوطن بأغلى ما تملك، تلك الأسر التي لو كشف على قلوب أهلها لوجدوها تبكي دماً على فراق أحبتها، لكنها لا تظهر إلا القوة والثبات وذلك من عظيم الشرف الذي منحه الله لأسر الشهداء بأن اصطفى منهم روحاً أَو أرواحاً فأعطى القلوب صبراً والوجوه بشاشة والمعنويات قوة؛ كذلك أنهم يبقون على خط شهدائهم مهما كانت التضحيات فلا وهن ولا تراجع عما مضوا إليه، بل إنهم يسعون للشهادة واللقاء بالأحبة كما يسعى غيرهم ممن يريد الدنيا إلى الحياة والبقاء فيها، ولو كان ذلك البقاء خنوعاً وذلة وجبناً؛ لذلك نحن جميعاً بداية بنا نحن أسر الشهداء وكل المجاهدين والأحرار في هذا العالم من يأبون الذل ويواجهون الطغاة ويتصدون للظلم من واجبنا وأقل ما نقوم به أن نسخر أقلامنا في نشر ثقافة الشهادة لأن فيها القوة والعزة والكرامة والإنسانية لأن في ثقافة الشهادة خطين لا ثالث لهما إما العيش بعزة أَو الموت بشرف الشهادة وهذا ما يريده الله سبحانه لنا فقد خلقنا أعزاء ويريدنا أن نبقى كذلك.

فـنحن ليس فقط في أسبوع الشهيد نستذكر الشهداء بل إن كُـلّ أيامنا لا تخلو منهم ونقرأ بشغف عنهم، وكل شهيد ولو كان من أطراف الأرض عندما نرى له صورة أَو نسمع له وصية كأنه شخص نعرفه فـهم مكرمون وأكرمهم الله بأن جعل حبهم في قلوب عباده؛ كذلك لأنهم مضوا لنفس الهدف نرى أغلب وصاياهم متشابهة فيوصونا بالبقاء على دربهم وإحياء نهجهم ومواجهة جبابرة الأرض؛ فلهم منا العهد والوفاء بأن نبقى على دربهم وخطهم، لن نميل حتى نلتحق بهم شهداء وسنبقى دائماً على درب الشهداء ماضون.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي أودت بحياة مئات الآلاف

استحضارا لما حدث قبل 20 عاما، قرر الإندونيسيون إحياء ذكرى تسونامي الذي ضرب دولا آسيوية، وراح ضحيته أكثر من 230.000 شخص. وخشية من تكرار الكارثة، باتت السلطات تهتم بالتوعية، ولا تكتفي بعرض لافتات كُتب عليها (باللغة الإندونيسية) "أنت في منطقة معرضة للتسونامي"

اعلان

شاركت مجموعة متنوعة من طلاب المدارس الثانوية في تدريبات التأهب للزلازل، ضمن الأنشطة المخلدة لذكرى واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ البشرية. وخرج الطلاب والطالبات من المدارس، وكأنهم يستجيبون فعلاً لتحذير داعٍ ينذرهم بوقوع تسونامي جديد، فمثلوا الدور وكأن الحادث وقع فعلا.

فنانون يؤدون عرضا فنيا خلال عرض مسرحي يصور كارثة تسونامي خلال إحياء ذكرى مرور 20 عاما، في أتشيه في باندا أتشيه بإندونيسيا، السبت 14 ديسمبر/كانون الأول 2024.Achmad Ibrahim/AP

ويستحضر السكان هناك تلك الطامة الكبرى، حينما هاجت الأمواج العاتية في المحيط الهندي، إبان عيد الميلاد، عام 2004، ووقع زلزال تجاوز قوته 9 درجات على مقياس ريختر، ضرب سواحل جزيرة سومطرة الأندونسية، وهاجت الأمواج، وحلقت في الهواء، في ارتفاع تجاوز 17 مترا، واجتاح المد شواطئ دول عديدة في المنطقة، كان أكثرها تضررا، بعد إندونيسا: تايلاند والهند وسريلانكا.

لقطة جوية باستخدام طائرة بدون طيار، تُظهر مسجد رحمة الله في قرية لامبوك، إحدى أكثر المناطق تضررا من تسونامي 2004، في أتشيه بيسار، إندونيسيا، الخميس 12 ديسمبر/كانون الأول 2024.Achmad Ibrahim/Copyright 2024 The AP. All rights reserved.

وتُظهر الصور مدى تمسك السكان بأرضهم ووطنهم، واستعدادهم للعيش في تلك المناطق، رغم أن قرى بكاملها قد سُويت بالأرض جراء الأمواج العاتية التي قتلت أكثر من 150 ألفا في أندونيسيا وحدها.

Relatedزلزال بقوة 7.1 درجة يهز جنوب اليابان: تحذيرات من تسونامي وتفتيش للمفاعلات النوويةفيضانات وانهيارات أرضية في إندونيسيا.. وفاة 27 واستمرار عمليات الإنقاذتغير المناخ أحدث موجات تسونامي هزت الأرض 9 أيامإندونيسيا: عمليات إجلاء مستمرة مع استمرار ثوران بركان جبل ليوتوبي "لاكي لاكي"

كما تظهر الفيديوهات مناطق أعيد بناؤها، وصارت تتزين بعشرات آلاف المباني السكنية والتجارية والحكومية، فضلا عن بناء المدارس في المنطقة التي شهدت فعليا دمارا شاملا في 2004.

واستذكارا لذلك اليوم الأليم، تقول السيدة تريا أسناني، مدرسة ثانوية في إندونيسيا: ”عندما يسألني الناس كيف نجوت، أقول لهم: الله وحده يعلم. فأنا لا أجيد السباحة. وكان اعتمادي على الدعاء وذكر الله، لأنني آمنت بأننا إذا كنا مع الله فالله أكبر“.

ومن اللافت أن الكارثة تسببت في توحيد الناس، بغض النظر عن دياناتهم ومعتقداتهم، فصار إحياؤها يشمل الصلوات عند كثير من أتباع الملل والنحل، وخصوصا: المسلمين والمسيحيين والبوذيين.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعية خلابة إل ألتو البوليفية: "المنازل الانتحارية" مهددة بالانهيار والسكان يصرون على البقاء احتفال بالريادة في مجال الاستدامة في إندونيسيا.. شركات في خدمة المجتمع والبيئة عيد الميلادإندونيسياتسوناميذكرىاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next إسرائيل تواصل قصف غزة موقعة قتلى وجرحى والحوثيون يستهدفون تل أبيب بصاروخ باليستي يعرض الآن Next ألمانيا: الشرطة تفتش منزل المشتبه به في تنفيذ هجوم سوق الميلاد بماغديبورغ يعرض الآن Next صاروخ باليستي من اليمن يسقط في تل أبيب ويصيب 16 شخصاً بجروح طفيفة يعرض الآن Next هجوم بطائرات مسيّرة يستهدف مدينة قازان الروسية ويتسبب بأضرار مادية يعرض الآن Next من التشويق إلى الدراما.. أفضل أفلام عام 2024 عليك أن تشاهدها قبل نهاية العام اعلانالاكثر قراءة القيادة المركزية الأمريكية تعلن عن تصفية "أبو يوسف" زعيم داعش في سوريا آيتان على سقف قصر السيسي ومُلْك فرعون الذي لا يفنى.. صورة الرئيس المصري تشعل مواقع التواصل عاجل. ألمانيا: 5 قتلى على الأقل وإصابة 200 شخص بعملية دهس بسوق عيد الميلاد واعتقال مشتبه به سعودي الجنسية إصابة شاب بنيران الجيش الإسرائيلي خلال مظاهرة في ريف درعا السورية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.. هل تعلم أن للأسد 348 اسمًا؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومضحاياسورياهيئة تحرير الشام قطاع غزةبشار الأسدألمانياأبو محمد الجولاني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعتداء إسرائيلقصفإسرائيلروسياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • حزب الله يكشف عن المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان
  • ارتفاع عدد الشهداء إلى 37 بغارات الاحتلال على قطاع غزة
  • مسيرة وفاء لتضحيات شهداء الدفاع المدني في دورس
  • تشييع جثامين 9 شهداء العدوان الإسرائيلي على موانئ الحديدة
  • المطران رحمة ترأس قداسا على نية شهداء الدفاع المدني في دورس
  • معاوية عوض الله: العقوبات التي تصدر تجاه قادة الجيش لن تزيدنا إلا قوة وصلابة
  • إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي أودت بحياة مئات الآلاف
  • الدفاع المدني الفلسطيني: الاحتلال يترك جثامين شهداء غزة في الشوارع لتنهشها الكلاب الضالة
  • حزب الله يحاذر الرد على الخروقات الإسرائيلية وانتشال جثث الشهداء متواصل
  • جماهير فلسطينية غفيرة تشيع أربعة شهداء في مخيم طولكرم