صلاة الفجر تُعد واحدة من أعظم الصلوات في الإسلام، فهي صلاة الفريضة الأولى في اليوم، وتأتي مع بركة بداية يوم جديد. 

 

ورغم هذه الأهمية، قد يجد بعض الناس صعوبة في المواظبة على أدائها بسبب النوم أو التكاسل، وهو ما يجعلهم يشعرون بالذنب ويطرحون تساؤلات عن مكانتهم عند الله. لكن هل عدم صلاة الفجر حقاً يعني أن الله غاضب على الشخص ولا يحبه؟ وهل عدم الالتزام بها يُعد علامة على نقص الإيمان أو عدم محبة الله لعبده؟ سنستعرض هذه التساؤلات ونناقش المفهوم الديني بشكل مبسط.

 

أهمية صلاة الفجر في الإسلام

تحتل صلاة الفجر مكانة عظيمة في الإسلام، وقد وردت آيات وأحاديث تبين فضلها وتحث على المواظبة عليها. قال الله تعالى في كتابه الكريم: "إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا"، ما يدل على أن لصلاة الفجر شأناً خاصاً عند الله، حيث تشهدها الملائكة وتدونها في صحائف الأعمال. وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "من صلى الصبح فهو في ذمة الله"، مما يعكس ما لصلاة الفجر من أهمية في حماية المؤمنين ورضا الله عليهم.

هل عدم أداء صلاة الفجر يعني أن الله غاضب؟

صحيح أن التقصير في أداء الصلاة، سواء كانت الفجر أو غيرها، يعد نقصاً في العبادة، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن الله لا يحب الإنسان أو أن غضبه حتمي عليه. الإسلام دين رحمة، والله سبحانه وتعالى يحب عباده ويريد لهم الخير، وهو غفور رحيم يفتح باب التوبة والتصحيح دائماً. تأخر الإنسان عن صلاة الفجر قد ينشأ من ضعف الإرادة أو غلبة النوم، وهذا شيء يعترف به الشرع ويشجع المسلم على محاربته بالصبر والاجتهاد.

وقد جاء في الحديث النبوي أن من يترك صلاة الفجر بسبب السهو أو النوم يُصليها عندما يستيقظ، وهذا يدل على أن الله يغفر للإنسان زلاته إذا كان غير متعمد، ما دام ينوي الإصلاح ويحاول تحسين التزامه.

الحب الإلهي والمغفرة

يجب أن نُدرك أن حب الله لعباده لا يعتمد فقط على أدائهم لأداء صلاة الفجر في وقتها، وإنما يشمل جوانب أوسع، مثل الإيمان الصادق، وحسن الأخلاق، والنية الطيبة. الله لا ينظر إلى الصلاة كواجب فحسب، بل يقدر أيضًا النية والمحاولة والسعي المستمر للتقرب إليه، وهذا هو المقياس الحقيقي للحب الإلهي.

الله يحب عباده الصالحين الذين يجتهدون في الطاعة، ويحب من يعود إليه تائبًا كلما أخطأ. لذلك، لا ينبغي لمن يترك صلاة الفجر أن يفترض أن الله غاضب عليه أو أنه يكرهه؛ بل عليه أن يعتبر تقصيره فرصة للتوبة والعمل على تحسين عبادته.

كيف نشجع أنفسنا على الالتزام بصلاة الفجر؟

بدلاً من الشعور بالذنب أو الإحباط، يمكن للمسلم الذي يترك صلاة الفجر أحياناً أن ينظر إليها كفرصة للتحسين. وفيما يلي بعض النصائح للمساعدة على الالتزام:

1. ضبط النية: استحضار أهمية الصلاة عند الله، والتفكر في الثواب والراحة الروحية التي تمنحها صلاة الفجر.


2. إعداد خطة للنوم: من المهم الحرص على النوم المبكر والحصول على قسط كافٍ من الراحة، إذ يساعد هذا على الاستيقاظ في وقت الفجر.


3. طلب المساعدة والدعاء: الدعاء بأن يمنح الله الإنسان القوة والعزيمة على أداء الصلاة، وطلب العون منه في التغلب على النفس والتكاسل.


4. الصحبة الصالحة: الانضمام إلى مجموعات تشجع بعضها على الصلاة أو تذكّر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأوقات الصلاة.

 

 التوازن بين التقصير والأمل

صحيح أن ترك صلاة الفجر هو تقصير، ولكن الإسلام دين متوازن، والله يعرف نقاط ضعف الإنسان ويغفر له إذا عاد وتاب بصدق. المطلوب من المسلم هو السعي الدائم نحو التحسين وتجنب الإحساس بعدم المحبة أو اليأس من رحمة الله. فالله يحب من يقترب إليه، ويتوب إليه كلما أخطأ، ويعلم كل المحاولات والسعي الذي يبذله الإنسان في سبيل الالتزام.

لذلك، إذا كنت من الذين يصعب عليهم الالتزام بصلاة الفجر، لا تجعل هذا سببًا للشعور بالبعد عن الله، بل حاول العمل على تقوية إيمانك وعزيمتك، وتأكد أن الله يحب من يحاول ويسعى للخير، ويبقى بابه مفتوحًا دائمًا للجميع.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صلاة الفجر غير متعمد والدعاء بداية يوم جديد وقت الفجر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم رسول الله صلى الله عليه وسل رسول الله صلى الله عليه صلاة الفجر أن الله

إقرأ أيضاً:

صلاة التراويح.. وزير الأوقاف يُعلن إقامة الصلاة بـ20 ركعة بالمساجد الكبرى

صلاة التراويح.. أعلن الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أنّ ضمن خطة الوزارة خلال شهر رمضان، إقامة صلاة التراويح بـ 20 ركعة في المساجد الكبرى، ومنها مساجد سيدنا الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة وغيرها من المساجد الكبرى على مستوى الجمهورية، في حين تقام صلاة التراويح 8 ركعات في باقي المساجد.

ونكشف لكم حكم الشرع الحنيف في صلاة التراويح، وما عدد ركعاتها في شهر رمضان المعظم، وهل تصح صلاتها بثماني ركعات كما هو شائع في المساجد الآن:

مآذن الأزهر تصدح بالقرآن في صلاة التراويح حكم الشرع الحنيف في صلاة التراويح

أجاب الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق على السؤال، وجاء الرد المنشور على صفحة دار الإفتاء كما يلي: «صلاة التراويح سُنَّةٌ نبويَّةٌ في أصلها، وعُمَريَّةٌ في كيفيتها.

وأضاف المفتي السابق، أن ما عليه جماهير العلماء وعامَّة الفقهاء، والاقتصار فيها على ثماني ركَعَات والإيتار بعدها بثلاثٍ -كما عليه الغالب من عادة الناس- مجزئٌ وموافقٌ لأصل السُّنَّة من قيامه صلى الله عليه وآله وسلم، على ما ذهب إليه جماعة من الفقهاء، ويثاب المصلي على ذلك ثواب كونها من التراويح حتى وإن نقص عن الثمانية، على ما ذهب إليه فقهاء الشافعية.

صلاة التراويح من النوافل

يقول الدكتور شوقي علام: من المقرر شرعًا أنَّ الإكثار من النوافل سبب لمحبة الله تعالى، فقد روى الإمام البخاري في «صحيحه» عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ربِّ العزة، أنه قال: «وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ».

ومن هذه النوافل والسنن التي رغَّب سيدنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم في صلاتها والمحافظة عليها: صلاةُ التراويح في شهر رمضان المبارك، وهي سنةٌ مؤكدة للرجال والنساء، وقد سنَّها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله وفعله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» متفقٌ عليه.

صلاة التراويح بالمسجد الأقصى عدد ركعات التراويح

ويضيف مفتي جمهورية مصر العربية السابق أن، عدد ركعات صلاة التراويح، اتفق جمهور الفقهاء، من الحنفية، والمالكية في المشهور، والشافعية، والحنابلة على أن صلاة التراويح عشرون ركعة مِن غير الوتر، وثلاث وعشرون ركعة بالوتر، وهو معتمد المذاهب الفقهية الأربعة، وهناك قول نُقِل عن المالكية خلاف المشهور أنها ستٌّ وثلاثون ركعة، ونُقل في عمل بعض البلاد أنهم يقومون بإحدى وأربعين ركعة، يوترون منها بخمسٍ.

وصرح الحنابلة بأن المختار عند الإمام أحمد أنها عشرون ركعة، وقال مالك: ستٌّ وثلاثون. وزعم أنه الأمر القديم، وتعلق بفعل أهل المدينة، فإن صالحًا مَولى التَّوأَمةِ قال: أدركت الناس يقومون بإحدى وأربعين ركعة، يوترون منها بخمس].

اختيار الفقهاء لعدد ركعات التراويح

وما اختاره الفقهاء من أن الأصل في صلاة التراويح أن تصلى عشرون ركعة، هو الموافق لفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وصحابته رضي الله عنه، وما جرى عليه فعل الخلف والسلف من بعدهم من غير نكير.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي فِي رَمَضَانَ عِشْرِينَ رَكْعَةً وَالْوِتْرَ» أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف»، والطبراني في «معجميه: الأوسط والكبير» بلفظ: «يُصَلِّي فِي رَمَضَانَ عِشْرِينَ رَكْعَةً سِوَى الْوِتْرِ»، وعند حميد في «المنتخب من المسند» بلفظ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يُصَلِّي فِي رَمَضَانَ عِشْرِينَ رَكْعَةً، وَيُوتِرُ بِثَلَاثٍ».

صلاة التراويح في المسجد الأقصى حكم صلاة التراويح بثمان ركعات

يقول الدكتور شوقي علام أنه بالنسبة للغالب من عمل الناس اليوم من الاقتصار في صلاة التراويح على ثماني ركَعَات، والإيتار بعدها بثلاثٍ، فهو صحيحٌ، لأنه وافق أصل السُّنَّة من قيامه صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك على ما ذهب إليه جماعة من الفقهاء من جهة، ومن جهة أخرى فقد نصَّ الشافعيةُ على أن ذلك يجزئه ويُثاب على ما أتى به منها ثوابَ كونها من التراويح، ولا يؤثر في ذلك قصدُ الاقتصار على ثمانيةٍ ابتداءً.

وأضاف أنه ذكر فقهاء المذاهب الأربعة القول بمشروعية صلاتها ثماني ركعات، والأصل في ذلك عموم ما ورد عن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا فلا تَسَل عن حُسنِهنّ وطُولِهنّ، ثم يصلي أربعًا فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا. قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله، أتنام قبل أن توتر؟ فقال: «يَا عَائِشَةُ، إِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ وَلَا يَنَامُ قَلْبِي» رواه البخاري ومسلم.

ويدلُّ على أصل القول بجواز صلاتها ثمان ركعات: ما أخرجه الإمام مالك في «الموطأ» عن محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد أنه قال: «أمر عمر بن الخطاب أبيَّ بن كعب وتميم الداري رضي الله عنهم أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة، قال وكان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنَّا نعتمد على العصي، من طول القيام، وما كنَّا ننصرف إلا في بزوغ الفجر».

وخلص الدكتور شوقي علام في النهاية أن صلاة التراويح سُنَّةٌ نبويَّةٌ في أصلها، وعُمَريَّةٌ في كيفيتها وعدد ركعاتها (الثلاث والعشرين بالوتر)، وهو ما عليه جماهير العلماء وعامَّة الفقهاء، وأن الاقتصار فيها على ثماني ركَعَات والإيتار بعدها بثلاثٍ -كما عليه الغالب من عادة الناس- مجزئٌ وموافقٌ لأصل السُّنَّة من قيامه صلى الله عليه وآله وسلم، على ما ذهب إليه جماعة من الفقهاء، ويثاب المصلي على ذلك ثواب كونها من التراويح حتى وإن نقص عن الثمانية، على ما ذهب إليه الشافعية.

صلاة التراويح في الجامع الأزهر أئمة صلاة التراويح في مسجد الحسين

أوضح وزير الأوقاف، أنه سيجري تنفيذ برنامج صلاة التراويح بمسجد الإمام الحسين -رضي الله عنه- بمشاركة نخبة من القراء، إذ يقرأ الشيخ أحمد أحمد نعينع يوم الجمعة من كل أسبوع، والشيخ عبد الناصر حرك يوم السبت، والشيخ أحمد تميم المراغي يوم الأحد، والشيخ أحمد عوض أبوفيوض يوم الاثنين، والشيخ السيد عبد الكريم الغيطاني يوم الثلاثاء، والشيخ عبد الفتاح الطاروطي يوم الأربعاء، والشيخ طه النعماني يوم الخميس، فيما يؤدي أئمة المسجد صلاة العشاء وركعتي الشفع وركعة الوتر يوميًّا طوال الشهر الكريم.

كما تطلق وزارة الأوقاف -أيضًا- برنامج صلاة التهجد بمسجد الإمام الحسين -رضي الله عنه- وفق رواية قالون بقصر المنفصل مع صلة ميم الجمع، بمشاركة القراء الشيخ محمود على حسن، والشيخ عبد المطلب البودي، والشيخ محمود عبد الباسط الحسيني.

اقرأ أيضاًقبل بدء الشهر الكريم.. ضوابط صلاة التراويح بالمساجد الكبرى رمضان 2025

ضوابط صلاة التراويح في شهر رمضان 2025

الأوقاف: بث صلاة التراويح من مسجد الحسين بمشاركة كبار الأئمة في رمضان.. فيديو

السعودية تمنع بث ونقل صلاة التراويح عبر التلفزيون وتحظر التصوير بهواتف المحمول

مقالات مشابهة

  • دعاء عظيم للتوبة من الذنب.. احرص عليه بعد صلاة الظهر
  • هل النوم قبل الفجر بنصف ساعة حرام؟.. يحرمك من 20 رزقا فانتبه
  • مواقيت الصلاة اليوم السبت 22 فبراير 2025 في المدن والعواصم العربية
  • مواقيت الصلاة غدا السبت 22 فبراير 2025 في القاهرة والمحافظات
  • مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 21 فبراير 2025 في المدن والعواصم العربية
  • موعد أذان الفجر.. مواقيت الصلاة غدا الجمعة 21 فبراير 2025
  • خالد الجندي: الحج لا يمكن تعويضه بالصلاة في المسجد
  • صلاة التراويح.. وزير الأوقاف يُعلن إقامة الصلاة بـ20 ركعة بالمساجد الكبرى
  • موعد أذان الظهر.. مواقيت الصلاة اليوم الخميس 20 فبرايىر
  • مواقيت الصلاة اليوم الخميس 20 فبراير 2025 في المدن والعواصم العربية