بعد مرور 400 يوم على بدء الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ترتفع حصيلة ضحايا العدوان إلى أرقام غير مسبوقة، إذ أودت العمليات العسكرية بحياة 53،552 شخصًا، بينهم 17،385 طفلًا، و11،891 امرأة، فيما بلغ عدد المفقودين 10،000 شخص. وقد فقدت 1،367 عائلة بأكملها إثر المجازر التي أسفرت عن محوها من السجل المدني.

وتشير الإحصاءات إلى أن 398 صحفيًا و10،000 من الطواقم الطبية والصحية وقعوا بين ضحية ومصاب، مما يعكس انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني الذي يحمي الصحفيين والعاملين في القطاع الطبي. كما أن تدمير البنى التحتية للمرافق الصحية والتعليمية والدينية يعكس منهجية متعمدة لإبادة مقومات الحياة الأساسية في غزة.

دمار شامل للبنية التحتية والخدمات الأساسية

أدت الهجمات الإسرائيلية إلى تدمير أكثر من 86% من قطاع غزة، حيث تم تدمير 159،000 وحدة سكنية بالكامل و83،000 وحدة سكنية غير صالحة للسكن، فضلًا عن تضرر 193،000 وحدة بشكل جزئي. وتجاوزت خسائر البنية التحتية مستويات غير مسبوقة، إذ تم تدمير 330،000 متر من شبكات المياه، و655،000 متر من شبكات الصرف الصحي، و2،835،000 متر من شبكات الطرق والشوارع.

وقد أدى تدمير 717 بئرًا للمياه و80 مركزًا صحيًا و34 مستشفى إلى شلل شبه كامل في خدمات الصحة العامة، مما أدى إلى حرمان 12،000 جريح من تلقي العلاج، مع تعرض حياة 12،500 مريض بالسرطان و350،000 مريض مزمن للخطر، بالإضافة إلى تأثير مباشر على النساء الحوامل اللاتي يواجهن مخاطر جسيمة لانعدام الرعاية الصحية.

تدهور الأوضاع الإنسانية وسط تصاعد المعاناة

أصبح الوضع الإنساني في غزة كارثيًا، حيث يعيش أكثر من 2 مليون شخص كنازحين في ظروف صعبة بسبب استهداف الاحتلال لمراكز الإيواء. ويعاني ما يقرب من 35،055 طفلًا من فقدان أحد والديهم أو كليهما، بينما تواجه 3،500 طفل خطر الموت بسبب سوء التغذية.

ومع إغلاق كافة المعابر المؤدية إلى القطاع منذ أكثر من 186 يومًا، يتعذر وصول الإمدادات الغذائية والدوائية الأساسية، مما أدى إلى تسجيل 71،338 حالة إصابة بالتهابات كبد وبائي. كما أسفر العدوان عن تدمير ما يزيد عن 206 مقرًا حكوميًا و129 مدرسة وجامعة، إلى جانب تحويل عشرات المؤسسات الدينية إلى ركام، مما يجعل إعادة إعمار القطاع تحديًا غير مسبوق يتطلب جهدًا دوليًا كبيرًا.

خسائر اقتصادية ضخمة تقدر بعشرات المليارات

تشير التقديرات الأولية إلى أن الخسائر الاقتصادية المباشرة الناجمة عن العدوان وصلت إلى 37 مليار دولار، نتيجة الأضرار الواسعة التي لحقت بالممتلكات العامة والخاصة. ويأتي هذا في ظل استهداف الاحتلال للشركات المحلية ومرافق الكهرباء ومحطات المياه، مما أدى إلى تدمير 125 محولًا كهربائيًا و3،130 كيلومتر من شبكة الكهرباء، ليترك قطاع غزة في ظلام دامس معظم ساعات اليوم.

ختامًا، تعكس هذه الأرقام حجم المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة نتيجة الحرب المستمرة، والتي ألحقت دمارًا واسعًا في مختلف نواحي الحياة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: حرب الإبادة في غزة غزة أرقام حرب الإبادة في غزة العدوان الإسرائيلي اسرائيل

إقرأ أيضاً:

رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد يكشف عن معطيات مختلفة لخسائر الحرب

كشف رئيس الأركان الإسرائيلي المعين إيال زامير، عن معطيات جديدة تتعلق بخسائر الحرب في قطاع غزة، وتختلف عن الإحصائيات الرسمية التي أعلنها جيش الاحتلال في وقت سابق.

جاء ذلك في أول كلمة لزامير منذ تعيينه رئيسا للأركان من قبل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مطلع شباط/ فبراير الجاري، خلفا لـ"هيرتسي هاليفي" الذي أعلن عزمه الاستقالة الشهر الماضي.

وقال زامير إنّ "عدد أفراد العائلات الثكلى في إسرائيل جراء الحرب، بلغ 5942 فردا، في حين تجاوز عدد المصابين 15 ألف جندي".

وتختلف تصريحات زامير الذي من المقرر أن يشغل رسميا منصب رئيس الأركان في 6 مارس/ آذار المقبل، بصورة واضحة، عن معطيات الجيش الإسرائيلي المعلنة لخسائر جنوده في حرب الإبادة الجماعية بغزة.

إذ يظهر الموقع الإلكتروني للجيش الإسرائيلي إن عدد قتلاه منذ بداية حرب الإبادة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 844 ضابطا وجنديا بينهم 405 منذ بدء الاجتياح البري لغزة.

ويوضح أن عدد مصابيه يبلغ 5696 ضابطا وجنديا بينهم 2572 منذ بدء الاجتياح البري لغزة.

بينما وفق زامير، فإنه "تم استيعاب أكثر من 15 ألف جندي تعرضوا لإصابات جسدية وعقلية في منظومة إعادة التأهيل (بوزارة الدفاع)، وانضم 5942 فردا إلى العائلات الثكلى"، أي أهالي الجنود الذين قُتلوا في الحرب (الوالدان والأشقاء والأبناء).



وطوال حرب الإبادة التي استمرت أكثر من 15 شهرا، لفت مراقبون دوليون إلى أن إسرائيل تعلن جانبا فقط من خسائرها البشرية والمادية، بينما تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على حجم الخسائر الحقيقية.

وفي نفس الخطاب، قال "زامير": "سيظل عام 2025 عام قتال. يجب على وزارة الدفاع أن تستمر في العمل على تحسين قدراتها القتالية، وبناء القوة ودعم احتياجات الجيش الإسرائيلي ومهام الأمن الوطني".

وأردف: "اشترت وزارة الدفاع الإسرائيلية خلال 2024 أسلحة ولوجستيات بقيمة 220 مليار شيكل (61.5 مليار دولار)، أي أكثر من أربعة أضعاف المبلغ في عام عادي".

وذكر رئيس الأركان الإسرائيلي المعين أنه "تم استثمار أكثر من 150 مليار شيكل (42 مليار دولار) في عمليات الشراء المحلية، بهدف تعزيز الصناعات الدفاعية الإسرائيلية وتقليل الاعتماد على الخارج".

وفي 30 يناير/ كانون الثاني الماضي، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن تكاليف حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة بلغت 42 مليار دولار، بمعدل 83.8 مليون دولار يوميا.

وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة "حماس" والاحتلال، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.

وبدعم أمريكي، ارتكب الاحتلال بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • الشعب الفلسطيني يدحر العدوان الإسرائيلي برفض مخططات الاستيطان على أرضه
  • «غزة تنهض من الركام».. الحياة تعود لمنازل الفلسطينيين «فيديو»
  • عمرو خليل: الإبادة الجماعية للفلسطينيين هدف حكومة الاحتلال الإسرائيلي
  • تفاقم أزمة المياه في قطاع غزة بعد تدمير الاحتلال الإسرائيلي البنى التحتية
  • صحيفة عبرية: الجيش الإسرائيلي “أخطأ” في إعلان اغتيال قادة “حماس” دون التأكد
  • تفاقم أزمة المياه في قطاع غزة بعد تدمير الاحتلال الإسرائيلي البُنى التحتية
  • رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد يكشف عن معطيات مختلفة لخسائر الحرب
  • رغم تدمير القطاع..سكان غزة يرفضون خطة ترامب لتهجيرهم
  • حماس: العدوان الإسرائيلي خلف دمارا كبيرا في شمال القطاع وأعدم مظاهر الحياة فيه
  • آليات الاحتلال الإسرائيلي تواصل تدمير البنية التحتية في مدينة طولكرم