في فيلم "One Life" والذي نال إعجاب العالم ويحكي قصة حقيقية جرت في الأيام الأخيرة قبل أن يحتل أدولف هتلر الزعيم الألماني تشيكوسلوفاكيا وقبل اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939م، عندما قرر شاب بريطاني في مبادرة إنسانية المساعدة في نقل مئات الأطفال اليهود إلى بريطانيا لإنقاذ أرواحهم من ويلات الحرب.
والحقيقة أنني قارنت بين أحداث الفيلم الذي لاقى رواجا عالميا وبين صمت العالم المخزي والمذل تجاه أطفال قطاع غزة الذين قتلت وذبحت إسرائيل منهم حتى الآن ما يفوق عشرات الآلاف، وتركت عشرات الآلاف من الجرحى بلا مستشفى، وأيتاما بلا مأوى ولا مأكل ولا مشرب.
فيما قالت منظمة "انقذوا الأطفال البريطانية" إن عدد الأطفال الذين قضوا نحبهم أكثر من 24 ألف طفل، لا نريد من أحد المنة علينا وعليهم ونقل أطفالنا إلى خارج وطنهم، وإنما نريد وقف الحرب والإبادة الجماعية الممنهجة، وإتاحة الفرصة لحماية الأطفال ومساعدتهم لإكمال حياتهم بشكل طبيعي، أن نضمد جراحهم ونجد مأوى لهم ولذويهم، ولاحقا تقديم الدعم النفسي لهم، لا أن تتبرع وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيرلوك وتبرر المجازر الوحشية والإبادة الجماعية للكيان الصهيوني اللقيط.
من عملوا على إنقاذ الأطفال اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، كان شعارهم "أنقذ طفلا تنقذ حياة كاملة" وآنذاك لم يخرج حاكما عربيا أو مسلما ليبرئ ساحة هتلر أو المتعاونين معه، وبالفعل من تم انقاذهم في الحرب العالمية الثانية كانوا أساسا لجيل جديد، من يساعدون الكيان الصهيوني الآن هم دعاة الحرية وحقوق الاإنسان بالغرب هم من طنطنوا رؤوسنا بميثاق الأمم المتحدة بقواعد العدالة.
من هنا نتساءل هل نعمل الآن بما يكفي لإنقاذ حياة أطفال غزة؟ وإذا كان الجواب لا فكيف يمكن أن ننقذهم من يد المجرمين الذين كانوا وما يزالون يدفنون الأحياء تحت ركام المنازل بفعل آلة الحرب الجهنمية التي يصولون ويجولون بها على مرأى ومسمع من شاشات العالم؟ هل نحاول إخراج الجرحى منهم لرعايتهم ومن ثم إعادتهم للحياة؟ لكن لا أحد من هؤلاء قام بجهد حقيقي لإنقاذ طفل واحد من غزة، على العالم أجمع أن يجمع قوانينه ومؤسساته الدولية ويلقي بها في جهنم وبئس المصير، لا حاجة لنا في الأمم المتحدة ولا قوانينها ما دام الأمر هكذا.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: غزة قضية فلسطين العدوان على غزة
إقرأ أيضاً:
%65 من ضحايا الحرب على غزة أطفال ونساء وكبار سن
غزة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن 65% من ضحايا الحرب الإسرائيلية هم من فئات الأطفال والنساء وكبار السن.
وأوضح المكتب، في بيان، أن «جيش الاحتلال يواصل ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بصورة ممنهجة ومتعمدة عبر استهداف المدنيين العزل بشكل مباشر ومقصود، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف الأربع».
وذكر المكتب أن «65 بالمئة من ضحايا الإبادة هم من فئات الأطفال والنساء وكبار السن».
ولفت إلى أن «الاحتلال ارتكب جريمة قتل بحق أكثر من 18 ألف طفل، وأكثر من 12 ألفاً و400 امرأة».
وفي السياق، أعلنت السلطات الصحية في قطاع غزة أمس، عن مقتل 71 فلسطينياً وإصابة 153 آخرين في عدة مجازر ارتكبها الجيش الإسرائيلي في عدة مناطق بالقطاع خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وقالت السلطات في تصريح صحفي إن «هؤلاء الشهداء والمصابين وصلوا إلى مستشفيات القطاع في الـ 24 الماضية»، مشيرةً إلى أن من بينهم نساء وأطفالاً ورضعاً فيما لا يزال عدد من المفقودين تحت الركام.
وترتفع بذلك حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 إلى 52314 قتيلاً و117792 مصاباً.