يمانيون – متابعات
على مدى أربعة عشر شهراً متواصلاً، تشهد الساحات اليمنية خروجاً مليونياً أسبوعياً تأكيداً على ثبات الموقف الإيماني والأخلاقي المساند لغزة ولبنان وانتصاراً لمظلوميتهما.

وبالرغم من مرور تلك المدة الطويلة، إلا أن الساحات اليمنية لازالت تشهد حضورا شعبياً كبيراً متصاعداً في الساحات، الأمر الذي يثبت مدى جسارة الشعب اليمني وارتباطه الوثيق بقضايا الأمة الإسلامية، والتي تتقدمها القضية المركزية الأقصى الشريف.

وفي خطابه الأخير حول آخر مستجدات العدوان الصهيوني على غزة ولبنان، وصف السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه اللهالخروج المليوني إلى الساحات بأنه غزوة من أهم الغزوات، داعياً الشعب اليمني كافة للاهتمام بالخروج إلى الساحات؛ لما له من أهمية بالغة ودلالات كبرى في الميدان.

وكعادته لبّى الشعب اليمني دعوة السيد القائد, حيث تقاطر ملايين اليمنيين إلى ساحات التظاهر, وشهدت الساحات زخماً كبيراً واسعاً وغير مسبوق, في لوحة فنية كبرى جسّدت مدى الارتباط الوثيق بين الشعب اليمني وقضيته المركزية فلسطين, وعكست مدى التناغم والتوافق الكبير بين القيادة الثورية ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – والشعب اليمني العظيم, مجسدة مقولة الرسول الأكرم محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم: (الإيمان يمان والحكمة يمانية).

استعداد شامل
وبحسب عميد كلية التربية بجامعة صنعاء الأستاذ الدكتور سعد العلوي أن وصف السيد القائد خروج يوم الجمعة بالغزوة بدلاً عن المظاهرة يعتبر انتقال نوعي في مستوى الخطاب, وله دلالاته الإيمانية والجهادية والنفسية والعسكرية.

ويوضح في حديث خاص لموقع أنصار الله أن مصطلح الغزوة نموذج للاستعداد الشامل, والجهوزية الكاملة لخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس من قبل الشعب اليمني وجيشه الأشاوس وقائده المفدّى, ضد قوى الاستكبار العالمي أمريكا و”إسرائيل” وحلفائهما.

ويؤكد العلوي أن وصف مظاهرات الجمعة بالغزوة استحضار لتاريخ الأمة الإسلامية بقيادة الرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم, وهي تواجه تحالف اليهود وقوى الشرك والطاغوت ومعسكر النفاق, وتسطر ملاحم الانتصار ضد هذا التحالف الذي يعيد نفسه بعد 1400 عام.

ويصف العلوي مسيرة مع “غزة ولبنان جهوزية واستنفار ضد قوى الاستكبار” بغزوة الأحزاب التي برز فيها الإيمان والإسلام كله للشرك كله، موضحاً أنه كما حدث ذلك التحول للمسلمين وللرسالة الإلهية في غزوة الأحزاب سيحدث ذلك التحول والنصر في غزوة اليوم.

ويقول العلوي: ” دعوة السيد القائد للشعب اليمني بالخروج المليوني هي دعوة لربط الأمة برسولها الأعظم, وبالبطولات الجهادية للأمة, لاسيما وأن تلك الدعوة تتزامن مع المتغيرات الحاصلة في معسكر الاستكبار الأمريكي بصعود المعتوه ترامب إلى الحكم, وأن ذلك لن يزيد الشعب اليمني وقواته المسلحة إلا قوةً وصموداً وتصعيداً وإصراراً على بلوغ النصر الإلهي والفتح الموعود”.

ويضيف ” لقد عكس الخروج المليوني اليوم والغير مسبوق مستوى الاستعداد والجهوزية لدى الشعب اليمني لمواجهة قوى الشر والطغيان أمريكا و”إسرائيل”, ومستوى الوعي والبصيرة التي بلغها الشعب اليمني, ومدى الاستجابة القوية والتسليم المطلق لتوجيه السيد القائد, وأوصل رسالة قوية بأن اليمن حاضر بالتوكل على الله والاعتماد عليه لأي منازلة قادمة سواء كانت إقليمية أو دولية”.

واختتم عميد كلية التربية بجامعة صنعاء الأستاذ الدكتور سعد العلوي حديثه بالقول: ” وقد أعد لذلك ما استطاع وأبدع من قوة نوعية صاروخية برية بحرية جوية لتحقيق نصرٍ استراتيجي ضد الأعداء من اليهود والأمريكان, وهذا الخروج المليوني اليوم هو رسالة بأن الشعب اليمني بقيادته الثورية يظل على الوعد والعهد في الوقوف والمساندة والجهاد الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني واللبناني حتى النصر.

معركة فاصلة بين الحق والباطل

ويؤكد وكيل محافظة صنعاء الأستاذ حميد عاصم أن التجمهر المليوني الواسع في مسيرة مع غزة ولبنان استنفار وجهوزية ضد قوى الاستكبار العالمي, دليل على الارتباط الإيماني الكبير بين الشعب اليمني وقضايا الأمة الإسلامية, والتي تأتي في مقدمتها القضية الفلسطينية.

ويوضح في تصريح خاص لموقع أنصار الله “أن التجمهر الواسع دليل على الاستجابة الشعبية للسيد القائد – يحفظه الله -, والذي أكد على ضرورة الخروج الكبير ,باعتبارها غزوة من الغزوات التي يخوضها اليمنيون ضد قوى الاستكبار العالمي أمريكا و”إسرائيل”.

ويشير عاصم إلى أن السيد القائد وصف الخروج المليوني بالغزوة؛ وذلك نظراً لحساسية المرحلة التي نمر بها, والتي تعتبر معركة فاصلة بين الإسلام والكفر، موضحا أن الخروج اليمني الكبير في الساحات نموذج لتكامل الموقف الإيماني والأخلاقي المساند لغزة.

ويلفت إلى أن التجمهر المليوني الواسع في الساحات يعزز العمليات العسكرية النوعية التي تقوم بها القوات المسلحة اليمنية ضد قوى الاستكبار العالمي أمريكا و”إسرائيل”, والتي أذلت أساطيل وترسانة الغرب بقيادة أمريكا وبريطانيا.

ويرى عاصم أن التجمهر في الساحات يوصل رسائل واضحة للعالم أن اليمن العزيز مستمر وثابت في موقفه المساند والمناصر لغزة ولبنان, ولن يتخلى عن هذا القرار الإيماني وإن تخلى العالم أجمع.

ويجزم وكيل محافظة صنعاء أن ملامح النصر الكبير وزوال الكيان الصهيوني بات يلوح في الأفق, مستدلاً بالعمليات البطولية التي يصدرها أبطال المقاومة اللبنانية وأبطال المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، إضافة إلى عمليات الإسناد التي تأتي من اليمن والعراق، مؤكداً أن الكيان الصهيوني بات عاجزاً عن حماية المستوطنات وتأمين المستوطنين, الأمر الذي يوحي بقرب زواله المحتم.

ويشدّد وكيل محافظة صنعاء الأستاذ حميد عاصم بأننا في مرحلة إما أن نكون مع الحق المتمثل في مساندة فلسطين, أو مع الباطل المتمثل في مساندة الكيان الصهيوني، معتبراً ما دون ذلك تواطؤاً وخذلاناً لغزة, ونصرة وخدمة للكيان الصهيوني المجرم النازي.

موقف ثابت لا يتزحزح
لعام كامل وشهرين والشعب اليمني مستمر في الخروج الجماهيري الأسبوعي في الساحات نصرة لغزة ولبنان, في رسالة متجددة للعالم أجمع, وللعدو الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي ومن تحالف معهم أن اليمن العظيم لن يتخلى عن الأقصى الشريف وعن نصرة المستضعفين, وأن عظمة التحديات والتضحيات بحسب ما يؤكده رئيس الهيئة العامة للزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان.

ويوضح في تصريح خاص لموقع أنصار الله أن اليمنيين سيواصلون الخروج المليوني الكبير في الساحات دون كلل ولا ملل ولا فتور, بل بحماس متصاعد يواكب الإجرام الصهيوني المتوحش في غزة ولبنان.

ويبين رئيس الهيئة العامة للزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان أن اليمنيين سيستمرون في التجمهر المليوني الكبير والواسع حتى يتحقق النصر ويتوقف العدوان الصهيوني على غزة ولبنان، مؤكداً أن اليمنيين واثقون بوعد الله بحتمية زوال الكيان الصهيوني المؤقت, والذي سيزول معه كبرياء وغطرسة وعنجهية الغرب بقيادة أمريكا و”إسرائيل”، مبيناً أن الحشود الجماهيرية الغفيرة توصل رسائلها للأمريكي والصهيوني بأن اليمن حاضر في الميدان وثابت ثبوت الجبال الرواسي لا يتزحزح مهما هبت العواصف والمخاطر.

زخم غير مسبوق
بدوره يقول محافظ عدن الأستاذ طارق سلّام: فيما يتعلق بإطلاق السيد القائد على الخروج الأسبوعي هذه الجمعة بمسمى غزوة على غير العادة لابد أنها تحمل في طياتها العديد من المعاني والدلالات والرسائل الهامة, التي يجب أن تصل للأعداء والمجرمين والمطبعين, ويسمعها البعيد قبل القريب”.

ويضيف في تصريح خاص لموقع أنصار الله ” ولا شك أنها كانت رسالة هامة وصفعة مدوية تلقاها ترامب قبل وصوله إلى البيت الأبيض، بعد أن توهم الأعداء واستبشروا بصعود هذا العاهة إلى سدة الحكم في أمريكا, وظنوا بأنه هو من سيخلق تأثير اً على أداء ونشاط المقاومة القتالي والعسكري والميداني”.

ويتابع ” الملفت للنظر أن الوقائع والأحداث بينت عكس ذلك فعلاً, حيث أن مستوى الأداء تضاعف, وازدادت وتيرة الجبهات والتصعيد مع صعود ترامب, وهي رسالة موجهة للعملاء والمطبعين ومن خلفهم أمريكا وإسرائيل بأن حضور ترامب أو غياب بايدن لا يؤثر في أداء المقاومة, أو يقلل من سير المعارك مع الأعداء, كما حدث مع المطبعين والعملاء الذين بمجرد ذكر اسم ترامب خارت قواهم, ووهنت عزائمهم واهتز كيانهم”.

وعن الخروج الجماهيري الواسع والكبير وغير المسبوق التي شهدتها مختلف الساحات اليمنية في مسيرة مع غزة ولبنان جهوزية واستنفار ضد قوى الاستكبار، يؤكد محافظ عدن سلّام أن الزخم الجماهيري الأعظم على الإطلاق يجسد روح الانتماء والولاء للسيد القائد عبد الملك الحوثي – رضوان عليه – وتفويضه باتخاذ القرارات والتوجهات التي تساند الشعبين الفلسطيني واللبناني, وتعزز من مكانة الأمة وقيمتها بين الأمم.

ويجزم بأن الشعب اليمني سيظل على خطى قائده, ولن ينحاز أو يتزحزح عن المنهج القرآني والجهادي الذي حدده قائد الثورة يحفظه الله .
——————————————-
موقع أنصار الله – محمد المطري

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: أمریکا و إسرائیل الخروج الملیونی الکیان الصهیونی صنعاء الأستاذ السید القائد الشعب الیمنی یحفظه الله غزة ولبنان فی الساحات أن الیمن

إقرأ أيضاً:

من صفقة القرن إلى جريمة القرن.. قراءة في كلمة القائد السيد عبدالملك الحوثي

 

 

ليست حربًا عادية، بل جريمة إبادة منظمة! قطاع غزة يشهد اليوم واحدة من أبشع الجرائم في التاريخ الحديث، حيث يتعرض الشعب الفلسطيني لعدوان همجي غير مسبوق، يستهدف وجوده بالكامل، لم يعد الاحتلال الإسرائيلي يكتفي بالقصف والتدمير، بل يسعى إلى فرض التهجير القسري كأمر واقع، في ظل دعم أمريكي غير محدود، وصمت دولي وعربي مخزٍ.
في كلمته يوم الخميس 15 شعبان 1446هـ / 13 فبراير 2025م، قدّم قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي تحليلًا دقيقًا لهذا العدوان، مشيرًا إلى أن ما يجري اليوم في غزة ليس مجرد حرب، بل “جريمة القرن”، حيث انتقل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من مشروع “صفقة القرن” في ولايته الأولى، الذي كان يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية سياسيًا، إلى تنفيذ “جريمة القرن” في ولايته الثانية، عبر دعم الإبادة الجماعية والتهجير القسري للشعب الفلسطيني.
أوضح القائد السيد عبدالملك الحوثي أن هذا العدوان ليس فقط مخططًا إسرائيليًا، بل هو مشروع أمريكي صهيوني متكامل، يهدف إلى إعادة رسم خريطة فلسطين عبر إبادة شعبها أو تهجيره قسرًا، وأكد أن هذه الجريمة تُنفذ تحت غطاء أمريكي مباشر، حيث لم تكتفِ واشنطن بالدعم السياسي والمالي، بل وفرت الغطاء العسكري والدبلوماسي الكامل لجرائم الاحتلال.
لأكثر من خمسة عشر شهرًا، شنّ الاحتلال الإسرائيلي حربًا شاملة على قطاع غزة، لم تكن مجرد رد عسكري، بل حملة إبادة جماعية متكاملة، استهداف المدنيين كان ممنهجًا، وقصف الأحياء السكنية جرى بشكل متعمد، وفرض الحصار والتجويع كان سياسة مقصودة تهدف إلى كسر إرادة الفلسطينيين وإجبارهم على الرحيل، كل ذلك تم وفق رؤية واضحة، هدفها إفراغ الأرض الفلسطينية من سكانها الأصليين، وفرض معادلة جديدة في المنطقة قائمة على الإرهاب والقتل الجماعي.
لفت القائد السيد عبدالملك الحوثي في كلمته إلى أن هذه الجرائم لم تكن لتستمر لو لا تواطؤ بعض الأنظمة العربية التي خضعت للإملاءات الأمريكية، وأشار إلى أن الولايات المتحدة لم تعد تستخدم أسلوب الحوار والإقناع، بل انتقلت إلى فرض الأوامر المباشرة، حيث قال ترامب بصراحة: “عليهم أن يفعلوا، وسيفعلون”، وهذا يكشف أن ما يجري ليس فقط حربًا على فلسطين، بل هو مخطط أمريكي لإعادة ترتيب المنطقة وفق رؤية تخدم مصالح واشنطن وتل أبيب.
رغم كل هذا الإجرام، ورغم الدعم الأمريكي غير المحدود، لم ينجح الاحتلال في تحقيق أهدافه.. خمسة عشر شهرًا من الحرب الشرسة لم تُضعف إرادة الفلسطينيين، ولم تدفعهم إلى التخلي عن أرضهم، بل على العكس، زادتهم صلابة وإصرارًا، غزة اليوم ليست مجرد مدينة محاصرة، بل رمز للمقاومة والتحدي في وجه أكبر مشروع استيطاني استعماري في العصر الحديث.
شدد السيد عبدالملك الحوثي على أن صمود الشعب الفلسطيني هو أكبر عائق أمام نجاح هذا المخطط، مشيرًا إلى أن ما يحدث اليوم هو اختبار حقيقي لمصداقية الشعوب والأنظمة العربية والإسلامية، فإما أن تتحرك الأمة لوقف هذه المجازر، أو أن تكون شريكة في الجريمة بصمتها وتواطؤها.
لقد حاول الاحتلال بكل وسائله أن يمحو الوجود الفلسطيني، لكنه فشل، حاول أن يُجبر الفلسطينيين على الرحيل، لكنهم بقوا، واليوم، يحاول فرض التهجير القسري بمساعدة بعض الأنظمة المتواطئة، لكنه لن ينجح، فكما فشلت “صفقة القرن”، ستسقط “جريمة القرن”، وسيبقى الفلسطينيون في أرضهم، يدافعون عنها بدمائهم وصمودهم الأسطوري.
المعادلة اليوم واضحة.. إما أن يكون العالم جزءًا من العدالة، أو شريكًا في أكبر جريمة تطهير عرقي في القرن الحادي والعشرين، لكن الحقيقة الوحيدة التي لا يمكن إنكارها هي أن فلسطين باقية، والاحتلال إلى زوال.

مقالات مشابهة

  • الشهيد السيد حسن نصر الله في دروس ومحاضرات الشهيد القائد
  • نسيان الإنسان لله وآثاره السلبية.. تحليلٌ للأزمة العربية والنموذج اليمني
  • بن يحيى: “عبد اللاوي أخطأ ولا يجب تضخيم القضية”
  • لقاء موسع لعلماء إب وتعز تحت شعار “الموقف الشرعي من العدو الأمريكي الإسرائيلي”
  • لماذا يخافون كلمة عَمالة ،، قيّادة الجيش الكيزانية وحلفاء المليشيا “عُملاء”
  • الصوفي يؤكد اهتمام السيد القائد بالأكاديمية العليا للقرآن ومنتسبيها
  • من صفقة القرن إلى جريمة القرن.. قراءة في كلمة القائد السيد عبدالملك الحوثي
  • “كتائب القسام” تنعى القائد محمد شاهين وتؤكد دوره البارز في طوفان الأقصى
  • وزير الشباب يُكرم بطل دوري “طوفان الأقصى” في مديرية أرحب بصنعاء
  • احتمال تأجيل قمة القاهرة بشأن غزة .. وخيار خروج “حماس” من “المشهد” مطروح