لماذا السيد القائد يصف خروج الجمعة بـ “الغزوة”؟ وكيف لبّى اليمنيون الدعوة؟
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
يمانيون – متابعات
على مدى أربعة عشر شهراً متواصلاً، تشهد الساحات اليمنية خروجاً مليونياً أسبوعياً تأكيداً على ثبات الموقف الإيماني والأخلاقي المساند لغزة ولبنان وانتصاراً لمظلوميتهما.
وبالرغم من مرور تلك المدة الطويلة، إلا أن الساحات اليمنية لازالت تشهد حضورا شعبياً كبيراً متصاعداً في الساحات، الأمر الذي يثبت مدى جسارة الشعب اليمني وارتباطه الوثيق بقضايا الأمة الإسلامية، والتي تتقدمها القضية المركزية الأقصى الشريف.
وفي خطابه الأخير حول آخر مستجدات العدوان الصهيوني على غزة ولبنان، وصف السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – الخروج المليوني إلى الساحات بأنه غزوة من أهم الغزوات، داعياً الشعب اليمني كافة للاهتمام بالخروج إلى الساحات؛ لما له من أهمية بالغة ودلالات كبرى في الميدان.
وكعادته لبّى الشعب اليمني دعوة السيد القائد, حيث تقاطر ملايين اليمنيين إلى ساحات التظاهر, وشهدت الساحات زخماً كبيراً واسعاً وغير مسبوق, في لوحة فنية كبرى جسّدت مدى الارتباط الوثيق بين الشعب اليمني وقضيته المركزية فلسطين, وعكست مدى التناغم والتوافق الكبير بين القيادة الثورية ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – والشعب اليمني العظيم, مجسدة مقولة الرسول الأكرم محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم: (الإيمان يمان والحكمة يمانية).
استعداد شامل
وبحسب عميد كلية التربية بجامعة صنعاء الأستاذ الدكتور سعد العلوي أن وصف السيد القائد خروج يوم الجمعة بالغزوة بدلاً عن المظاهرة يعتبر انتقال نوعي في مستوى الخطاب, وله دلالاته الإيمانية والجهادية والنفسية والعسكرية.
ويوضح في حديث خاص لموقع أنصار الله أن مصطلح الغزوة نموذج للاستعداد الشامل, والجهوزية الكاملة لخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس من قبل الشعب اليمني وجيشه الأشاوس وقائده المفدّى, ضد قوى الاستكبار العالمي أمريكا و”إسرائيل” وحلفائهما.
ويؤكد العلوي أن وصف مظاهرات الجمعة بالغزوة استحضار لتاريخ الأمة الإسلامية بقيادة الرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم, وهي تواجه تحالف اليهود وقوى الشرك والطاغوت ومعسكر النفاق, وتسطر ملاحم الانتصار ضد هذا التحالف الذي يعيد نفسه بعد 1400 عام.
ويصف العلوي مسيرة مع “غزة ولبنان جهوزية واستنفار ضد قوى الاستكبار” بغزوة الأحزاب التي برز فيها الإيمان والإسلام كله للشرك كله، موضحاً أنه كما حدث ذلك التحول للمسلمين وللرسالة الإلهية في غزوة الأحزاب سيحدث ذلك التحول والنصر في غزوة اليوم.
ويقول العلوي: ” دعوة السيد القائد للشعب اليمني بالخروج المليوني هي دعوة لربط الأمة برسولها الأعظم, وبالبطولات الجهادية للأمة, لاسيما وأن تلك الدعوة تتزامن مع المتغيرات الحاصلة في معسكر الاستكبار الأمريكي بصعود المعتوه ترامب إلى الحكم, وأن ذلك لن يزيد الشعب اليمني وقواته المسلحة إلا قوةً وصموداً وتصعيداً وإصراراً على بلوغ النصر الإلهي والفتح الموعود”.
ويضيف ” لقد عكس الخروج المليوني اليوم والغير مسبوق مستوى الاستعداد والجهوزية لدى الشعب اليمني لمواجهة قوى الشر والطغيان أمريكا و”إسرائيل”, ومستوى الوعي والبصيرة التي بلغها الشعب اليمني, ومدى الاستجابة القوية والتسليم المطلق لتوجيه السيد القائد, وأوصل رسالة قوية بأن اليمن حاضر بالتوكل على الله والاعتماد عليه لأي منازلة قادمة سواء كانت إقليمية أو دولية”.
واختتم عميد كلية التربية بجامعة صنعاء الأستاذ الدكتور سعد العلوي حديثه بالقول: ” وقد أعد لذلك ما استطاع وأبدع من قوة نوعية صاروخية برية بحرية جوية لتحقيق نصرٍ استراتيجي ضد الأعداء من اليهود والأمريكان, وهذا الخروج المليوني اليوم هو رسالة بأن الشعب اليمني بقيادته الثورية يظل على الوعد والعهد في الوقوف والمساندة والجهاد الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني واللبناني حتى النصر.
معركة فاصلة بين الحق والباطل
ويؤكد وكيل محافظة صنعاء الأستاذ حميد عاصم أن التجمهر المليوني الواسع في مسيرة مع غزة ولبنان استنفار وجهوزية ضد قوى الاستكبار العالمي, دليل على الارتباط الإيماني الكبير بين الشعب اليمني وقضايا الأمة الإسلامية, والتي تأتي في مقدمتها القضية الفلسطينية.
ويوضح في تصريح خاص لموقع أنصار الله “أن التجمهر الواسع دليل على الاستجابة الشعبية للسيد القائد – يحفظه الله -, والذي أكد على ضرورة الخروج الكبير ,باعتبارها غزوة من الغزوات التي يخوضها اليمنيون ضد قوى الاستكبار العالمي أمريكا و”إسرائيل”.
ويشير عاصم إلى أن السيد القائد وصف الخروج المليوني بالغزوة؛ وذلك نظراً لحساسية المرحلة التي نمر بها, والتي تعتبر معركة فاصلة بين الإسلام والكفر، موضحا أن الخروج اليمني الكبير في الساحات نموذج لتكامل الموقف الإيماني والأخلاقي المساند لغزة.
ويلفت إلى أن التجمهر المليوني الواسع في الساحات يعزز العمليات العسكرية النوعية التي تقوم بها القوات المسلحة اليمنية ضد قوى الاستكبار العالمي أمريكا و”إسرائيل”, والتي أذلت أساطيل وترسانة الغرب بقيادة أمريكا وبريطانيا.
ويرى عاصم أن التجمهر في الساحات يوصل رسائل واضحة للعالم أن اليمن العزيز مستمر وثابت في موقفه المساند والمناصر لغزة ولبنان, ولن يتخلى عن هذا القرار الإيماني وإن تخلى العالم أجمع.
ويجزم وكيل محافظة صنعاء أن ملامح النصر الكبير وزوال الكيان الصهيوني بات يلوح في الأفق, مستدلاً بالعمليات البطولية التي يصدرها أبطال المقاومة اللبنانية وأبطال المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، إضافة إلى عمليات الإسناد التي تأتي من اليمن والعراق، مؤكداً أن الكيان الصهيوني بات عاجزاً عن حماية المستوطنات وتأمين المستوطنين, الأمر الذي يوحي بقرب زواله المحتم.
ويشدّد وكيل محافظة صنعاء الأستاذ حميد عاصم بأننا في مرحلة إما أن نكون مع الحق المتمثل في مساندة فلسطين, أو مع الباطل المتمثل في مساندة الكيان الصهيوني، معتبراً ما دون ذلك تواطؤاً وخذلاناً لغزة, ونصرة وخدمة للكيان الصهيوني المجرم النازي.
موقف ثابت لا يتزحزح
لعام كامل وشهرين والشعب اليمني مستمر في الخروج الجماهيري الأسبوعي في الساحات نصرة لغزة ولبنان, في رسالة متجددة للعالم أجمع, وللعدو الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي ومن تحالف معهم أن اليمن العظيم لن يتخلى عن الأقصى الشريف وعن نصرة المستضعفين, وأن عظمة التحديات والتضحيات بحسب ما يؤكده رئيس الهيئة العامة للزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان.
ويوضح في تصريح خاص لموقع أنصار الله أن اليمنيين سيواصلون الخروج المليوني الكبير في الساحات دون كلل ولا ملل ولا فتور, بل بحماس متصاعد يواكب الإجرام الصهيوني المتوحش في غزة ولبنان.
ويبين رئيس الهيئة العامة للزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان أن اليمنيين سيستمرون في التجمهر المليوني الكبير والواسع حتى يتحقق النصر ويتوقف العدوان الصهيوني على غزة ولبنان، مؤكداً أن اليمنيين واثقون بوعد الله بحتمية زوال الكيان الصهيوني المؤقت, والذي سيزول معه كبرياء وغطرسة وعنجهية الغرب بقيادة أمريكا و”إسرائيل”، مبيناً أن الحشود الجماهيرية الغفيرة توصل رسائلها للأمريكي والصهيوني بأن اليمن حاضر في الميدان وثابت ثبوت الجبال الرواسي لا يتزحزح مهما هبت العواصف والمخاطر.
زخم غير مسبوق
بدوره يقول محافظ عدن الأستاذ طارق سلّام: فيما يتعلق بإطلاق السيد القائد على الخروج الأسبوعي هذه الجمعة بمسمى غزوة على غير العادة لابد أنها تحمل في طياتها العديد من المعاني والدلالات والرسائل الهامة, التي يجب أن تصل للأعداء والمجرمين والمطبعين, ويسمعها البعيد قبل القريب”.
ويضيف في تصريح خاص لموقع أنصار الله ” ولا شك أنها كانت رسالة هامة وصفعة مدوية تلقاها ترامب قبل وصوله إلى البيت الأبيض، بعد أن توهم الأعداء واستبشروا بصعود هذا العاهة إلى سدة الحكم في أمريكا, وظنوا بأنه هو من سيخلق تأثير اً على أداء ونشاط المقاومة القتالي والعسكري والميداني”.
ويتابع ” الملفت للنظر أن الوقائع والأحداث بينت عكس ذلك فعلاً, حيث أن مستوى الأداء تضاعف, وازدادت وتيرة الجبهات والتصعيد مع صعود ترامب, وهي رسالة موجهة للعملاء والمطبعين ومن خلفهم أمريكا وإسرائيل بأن حضور ترامب أو غياب بايدن لا يؤثر في أداء المقاومة, أو يقلل من سير المعارك مع الأعداء, كما حدث مع المطبعين والعملاء الذين بمجرد ذكر اسم ترامب خارت قواهم, ووهنت عزائمهم واهتز كيانهم”.
وعن الخروج الجماهيري الواسع والكبير وغير المسبوق التي شهدتها مختلف الساحات اليمنية في مسيرة مع غزة ولبنان جهوزية واستنفار ضد قوى الاستكبار، يؤكد محافظ عدن سلّام أن الزخم الجماهيري الأعظم على الإطلاق يجسد روح الانتماء والولاء للسيد القائد عبد الملك الحوثي – رضوان عليه – وتفويضه باتخاذ القرارات والتوجهات التي تساند الشعبين الفلسطيني واللبناني, وتعزز من مكانة الأمة وقيمتها بين الأمم.
ويجزم بأن الشعب اليمني سيظل على خطى قائده, ولن ينحاز أو يتزحزح عن المنهج القرآني والجهادي الذي حدده قائد الثورة يحفظه الله .
——————————————-
موقع أنصار الله – محمد المطري
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: أمریکا و إسرائیل الخروج الملیونی الکیان الصهیونی صنعاء الأستاذ السید القائد الشعب الیمنی یحفظه الله غزة ولبنان فی الساحات أن الیمن
إقرأ أيضاً:
“معادلة الاستباحة” السيد القائد يحذر ويرسم مسار المواجهة
يمانيون ـ تقرير | إسماعيل المحاقري
الخميس الماضي ألقى السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي خطابه الأسبوعي بشأن تطورات العدوان على غزة والمستجدات الإقليمية في طليعتها الحدث الكبير في سوريا، وما تفرّع عنه من عدوان واختراق صهيوني خطير ، مدفوع بدعم أمريكي متوقع وغير مفاجئ، وفي الحقيقة يعد الخطاب واحداً من أهم خطابات السيد القائد منذ بدء عملية طوفان الأقصى المباركة بما تضمنه من رسائل تخاطب شعوب أمتنا، وتلامس تطلعاتهم، وتحذيرات واقعية من مخططات صهيو أمريكية يراد منها تغيير شكل “الشرق الأوسط” برمته.
الخطاب شامل وجامع، ويحمل رؤية سديدة لجميع القضايا، وهو خطاب عميق واستراتيجي بكل ما للكلمة من معنى، حدد فيه السيد القائد الأولويات ووضع الحلول والمعالجات لأم القضايا، من وحي القرآن الكريم والسنن الإلهية التي لا تتبدل ولا تتغير.
فلسطين “القضية الأم”، وحلها مفتاح لحل كل مشكلة
– رغم أهمية الحدث في سوريا، عقب سيطرة الجماعات المسلحة على دمشق وخطورته لناحية التوغل الصهيوني في الأراضي السورية وما صاحب ذلك من تدمير ممنهج لمقدرات الجيش العربي السوري إلا أن السيد القائد بدأ خطابه من حيث ينتهي دائما بالقضية الفلسطينية وتطورات حرب الإبادة الجماعية في غزة، لتأكيد أولوية هذه القضية ومركزيتها بالنسبة لليمن وباعتبار أن حلها هو مفتاح حل كل أزمات المنطقة العربية وعالمنا الإسلامي.
– في الخطاب تذكير مستمر بجرائم العدو الصهيوني، وما يقابلها من تخاذل وتفرّج لمعظم العرب والمسلمين لدرجة الشعور بموت الضمير الإنساني لدى الكثيرين حتى وهم يشاهدون كل يوم وكل لحظة المشاهد المأساوية للمئات من الأطفال والنساء يقتلون بمنتهى التوحش بنيران العدو، وأفتك قنابله الأمريكية والغربية، أو بسبب الجوع وبرد الشتاء، متنكرين بذلك الواجب الديني والأخلاقي في نصرة المظلومين، ومتناسين عناوين العروبة والعقيدة والجهاد التي حركت بعض الأنظمة كالسعودية والإمارات لشن عدوان على اليمن خدمة للأجندة الأمريكية والمصلحة الصهيونية.
سوريا في عين العاصفة، والجماعات المسلحة أمام اختبار التوجهات
مع المأساة الكبرى في فلسطين المحتلة، يغيب الموقف العربي والإسلامي الرادع وحتى المندد والمستنكر إلا من جبهات محدودة، ويحضر معه العدو الإسرائيلي بعدوانه وإجرامه وأطماعه التوسعية التي لا تتوقف عند حدود فلسطين ولا لبنان، وهذا كان المدخل ليقدم السيد القائد تفسيرا دقيقا لما جرى ويجري في سوريا من أحداث ومتغيرات، ويعرض معطيات مؤكدة يجهلها الناس وعناوين يتلاعب بها الأعداء لصرف الأنظار عن العدو الحقيقي للأمة، كما رسم معالم المرحلة المقبلة، وما يجب أن يكون عليه أي نظام ليحظى بالدعم والمساندة والاحترام.
من مضامين خطاب السيد القائد يتضح الشرح المستفيض للخطة الصهيونية المعدة مسبقا لتدمير مقدرات الجيش السوري، وابتلاع المزيد من الأراضي ذات الأهمية الاستراتيجية لتبيين الواضح وإكمال الحجة مع الإشارة إلى السيطرة والاحتلال الأمريكي لمنابع النفط والثروة، وسط صمت مطبق للجماعات المسلحة أثار استغراب إعلام العدو.
العدو الإسرائيلي يكرّس جهوده لتثبيت معادلة “الاستباحة”
ينظر السيد عبدالملك إلى الأحداث في سوريا من زاوية محاولة تثبيت “معادلة الاستباحة” للأرض العربية وثرواتها وهدر الدماء في أي زمان أو مكان؛ لأنها المعادلة التي يصر العدو الإسرائيلي بدعم وشراكة أمريكية على فرضها، ولا تستثني هذه المعادلة حتى الأنظمة التي توالي اليهود وتبدي استعدادها للتعاون معه، وهذا ما حدث بتحرك شهية التدمير والتوغل الصهيوني في سوريا بالرغم من إبداء “السلطة الحالية” استعدادها للتطبيع مع كيان العدو، وما يؤكد ذلك هو قول وزير الخارجية الأمريكي إن الولايات المتحدة بحاجة إلى حكومة سورية تقوم بتفكيك الأسلحة الكيميائية ولا تشكل تهديداً لـ “جيران سوريا”، في إشارة إلى كيان العدو الإسرائيلي بمعنى يجب أن تكون سوريا مستباحة وضعيفة ومجردة من كل وسائل القتال والدفاع، وهذه معادلة أخرى يريد الأمريكي فرضها وتثبيتها على كل الدول العربية وفق ما أشار ولفت إليه السيد القائد.
ما يفعله الأعداء في سوريا، ويريدونه من نظامها سيفعلونه في مصر ويكررونه في الأردن وصولا إلى السعودية، متى ما سنحت لهم الفرصة، وبالاستناد إلى الحقائق القرآنية أكد السيد عبدالملك أن اليهود يعملون على خلق المزيد من الفرص لتحقيق أطماع الضم والإلحاق ومصادرة حرية الشعوب واستقلالها، وهو مخطط قائم ومعلن ضمن “معادلة الاستباحة” في إطار عنوان “الشرق الأوسط الجديد”.
بعد التفسير الواضح والجلي لأحداث سوريا وتبيين أهداف المخطط الصهيوني وأبعاده على الأمة وضع السيد القائد الحلول، لمواجهة العدوان الإسرائيلي، انطلاقا من المسؤولية الدينية التي تضع الجماعات المسلحة التي تسيطر على بلاد الشام أمام اختبار مهم وحقيقي يكشف ما هو حقيقة توجهها، أولا لناحية ما يحصل في بلدها من استباحة صهيونية، وثانيا تجاه القضية الفلسطينية لا سيما والعدو قدّم شاهدا دامغا وواضحا بأن مسألة اعتداءاته ونزعته الحاقدة ضد أي بلد ليست من أجل ملاحقة إيران والموالين لها فهذه الجماعات بسوريا موقفها معروف في عدائها الشديد للجمهورية الإسلامية.
عداء اليهود للمسلمين ثابت مهما اختلفت مذاهبهم وطوائفهم، وأوهام تنفيذ مشروع “اسرائيل الكبرى” لا تخفى على أحد، والشواهد على ذلك كثيرة، استفاض في شرحها السيد القائد؛ ليقطع بذلك الأعذار على المتخاذلين، ويذكر الجميع بواجباته ومسؤولياته في ترسيخ مبدأ الوحدة الإسلامية وحمل راية الجهاد ضد العدو الاسرائيلي، ولتكون الجماعات التي سيطرت على سوريا محل تقدير وترحيب كان يفترض بها أن تظهر قدرا عاليا من الشدة والشراسة ضد اليهود، وأن تواجه الاجتياح الإسرائيلي ببنادقها ودباباتها وبالسكاكين، والصرخات، والهتافات، والتكبيرات، كما فعلت مع أبناء جلدتها، وهذا ما اشار إليه السيد القائد كقاعدة أساسية تفضح المؤمن من المنافق.
اليمن مع سوريا وشعبها لإفشال
مخطط “الشرق الأوسط” الجديد
واستنادا إلى هذه القاعدة حدد السيد عبدالملك موقف اليمن من سيطرة المسلحين على سوريا، بالوقوف معهم ومع الشعب السوري، ضد العدوان الإسرائيلي والاعتداءات الإسرائيلية، بعيدا عن أي اعتبارات أخرى، ولا تسامح مع عدو الأمة وهي مسؤولية تقع على عاتق الأمة جمعاء.
الخطر من وجهة نظر السيد القائد هو عنوان “الشرق الأوسط” الجديد، أو تغيير ملامحه، والأخطر منه هو مساعي الأمريكان والصهاينة لتنفيذه عبر تفعيل أنظمة وجماعات وتيارات إسلامية وعربية؛ لضمانة إنجاعه وتجنيب الأعداء الخسائر والكلفة المالية والبشرية، والشعارات والعناوين التي تلاشت مع الهجمة الوحشية في غزة ولبنان سيتم الاستعانة بها لتعميق الانقسامات وتجزئة وتقسيم المقسم كمرحلة ثانية حذر السيد من تبعاتها، وضرورة مواجهتها بعد فرض حالة “التطبيع مع إسرائيل” وتصفية القضية الفلسطينية.
بالرهان الأمريكي على تحريك دول وجماعات عربية وإسلامية لتنفيذ المخطط الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية، الذي يواجهه محور القدس في الميدان وليس بالبيانات ولا بالتغاضي والتآمر، حدد السيد القائد المسؤوليات ورسم مسرح المواجهة الذي يدرك أنه مقتل أعدائه، ابتداء بالوعي والإيمان المطلق بخطورة الفتنة الداخلية وحتمية زوال كيان العدو، وانتهاء بحرب حاسمة؛ لتحرير أرض فلسطين، والمقدسات، وهذا المسرح هو كلمة سر الانتصار.
ومن المعادلات المترتبة على ما قدّمه السيد عبدالملك من فهم المخطط الصهيوني، خلال مرحلة التطبيع وما بعدها ليست في حرب بين كافر ومسلم، كي يكون فيها النصر الحاسم والحتمي بل هي مقدمة لحروب بينية طويلة الأمد تخدم مشروع التقسيم والتفتيت ولتجلي الحقائق أكثر ومعرفة من يسير في الاتجاه الصحيح لفت السيد إلى المعايير الواضحة، والمقاييس الثابتة القرآنية، في علاقة المؤمن بالمؤمن
والعلاقة بالكافرين القائمة على العزة والمنعة “أذلة على المؤمنين، أعزة على الكافرين” على أن من يسارع ليكون أكثر ولاءً لليهود فهو الخاسر الأكبر، أمَّا الاتجاه الذي رسمه الله، فهو الفوز العظيم، والشرف، والتأييد الإلهي ومن هنا ينطلق الشعب اليمني في مواقفه من قضايا الأمة ومقدساتها بحماس شعبي لا نظير له في العالم.