بوابة الوفد:
2025-06-30@21:55:21 GMT

كيف كانت خديجة مثالاً للمرأة المسلمة الناجحة؟

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

خديجة بنت خويلد، أولى زوجات النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ليست فقط رمزا للإيمان والصبر، بل هي أيضًا أول تاجرة في الإسلام وأحد أركان المجتمع المكي قبل الإسلام.

 

 كانت خديجة نموذجًا للمرأة الناجحة، حيث أدارت تجارة مزدهرة، وصنعت لنفسها مكانةً اجتماعية واقتصادية رفيعة، وقد ساهمت بشجاعتها وحكمتها في دعم الرسالة الإسلامية الوليدة.

في هذا المقال، نستعرض حياتها ونجاحاتها كأول تاجرة في الإسلام.

خديجة بنت خويلد: من هي؟

خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى من قبيلة قريش، ولدت في مكة لعائلة عريقة وذات مكانة. كانت تُعرف بين قومها بألقاب مثل "الطاهرة" و"سيدة قريش"، نظراً لأخلاقها وسمعتها الطيبة. امتلكت خديجة شخصية مميزة، تجمع بين الحكمة والقوة والكرم، ما أهلها لتصبح شخصية استثنائية في عصر لم يكن للمرأة فيه دور كبير على الصعيد الاقتصادي.

بداية طريقها في التجارة

رغم أن قريش كانت معروفة بتجارتها، إلا أن النساء عادةً لم يكن لهن دور في هذا المجال. كانت خديجة استثناءً فريداً، حيث ورثت ثروة كبيرة من والدها، واستثمرتها في التجارة لتصبح من كبار التجار في مكة. كانت تملك قوافل تجارية تخرج من مكة إلى الشام واليمن، وتستخدم وكلاءً لإدارة تجارتها، وهو ما ساعدها على توسيع أنشطتها التجارية بفعالية. كانت تجيد توظيف الرجال وتكليفهم بالمهام، وتختارهم بعناية بناءً على أمانتهم وكفاءتهم، ومن هنا جاء اختيارها للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ليكون أحد وكلائها.

دور النبي محمد في تجارتها

كانت خديجة ذكية في اختيار النبي محمد ليعمل في تجارتها، إذ اشتهر بين قومه بلقب "الصادق الأمين"، وكانت على علم بأخلاقه الحميدة وسيرته العطرة. وعندما أرسلته في رحلة تجارية إلى الشام، عاد برحلة محققة نجاحًا باهرًا، مما زاد إعجابها به. كانت هذه الرحلة نقطة تحول كبيرة، ليس فقط في مجال التجارة، بل في حياتهما الشخصية أيضاً، حيث تقدم النبي محمد للزواج منها بعد ذلك، ليشكلا أحد أبرز الزيجات في التاريخ الإسلامي.

خديجة والرسالة الإسلامية: دعمها الاقتصادي والمعنوي

لم تكن خديجة مجرد زوجة داعمة، بل كانت أيضًا سيدة أعمال سخية، حيث ساهمت بثروتها لدعم الرسالة الإسلامية منذ بدايتها. مع بدء الدعوة واجه النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه شتى أنواع العذاب والحصار الاقتصادي، ولكن خديجة لم تتردد في استخدام أموالها لتأمين احتياجات المسلمين ودعمهم في مواجهة الأزمات. كانت شريكةً له ليس فقط في الحياة، بل في مواجهة كافة التحديات التي واجهتهما، مما جعلها رمزًا للشراكة الحقيقية.

كيف كانت خديجة مثالاً للمرأة المسلمة الناجحة؟

خديجة بنت خويلد تعد نموذجًا للمرأة القوية والناجحة، التي استطاعت أن تجمع بين النجاح المهني والإيمان القوي. كانت حياتها مثالاً للمرأة التي تمتلك حكمة تجارية وإدارية، وتعمل وفق أخلاقيات عالية. بفضل شجاعتها ودورها الريادي، كسرت خديجة الحواجز الاجتماعية والاقتصادية التي كانت تحد من دور المرأة، وأثبتت أن المرأة قادرة على تحقيق النجاح المهني والمساهمة في بناء المجتمع.

إرث خديجة بنت خويلد

تركت خديجة بنت خويلد إرثًا لا يُنسى. لم تكن فقط أول تاجرة في الإسلام، بل كانت أيضًا أولى المؤمنات بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وأول من آزرته ودعمته بلا تردد. يعتبر إرثها اليوم مصدر إلهام للنساء المسلمات في كافة أنحاء العالم، إذ تُذكر سيرتها كتأكيد على قدرة المرأة على المساهمة بفعالية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والدينية.

 

بمبادئها النبيلة ونجاحاتها في التجارة، تُعد خديجة بنت خويلد نموذجًا فريدًا للمرأة في الإسلام، وسيدة أعمال كانت سباقة في تحقيق مكانة اقتصادية مرموقة. لقد جسدت خديجة معاني الصبر، والإخلاص، والحكمة، وبقيت ذكراها حيّة على مر العصور، تروي لنا قصة امرأة تفوقت على تحديات المجتمع وخلقت لنفسها مكانةً خالدة، لتبقى في ذاكرة التاريخ عنواناً للمرأة المسلمة المبدعة والناجحة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: زوجات النبي محمد بنت خويلد اجتماعية واقتصادية عليه وسلم واقتصادية التجار لاقتصاد الشخص صلى الله عليه وسلم على مر العصور النبى محمد صلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسل مجال التجارة محمد صلى الله عليه وسلم في الإسلام زوجات النبي خديجة اجتماعي صلى الله علیه وسلم خدیجة بنت خویلد فی الإسلام کانت خدیجة النبی محمد

إقرأ أيضاً:

القراءة والكتابة في مخيمات النزوح

القراءةُ كما كل الطقوسِ الإنسانية، لها من يرغبها، وهو على أتم الاستعداد لممارستها في كل ظروفه، ولو بالحد الأدنى؛ لأنه يعتبرها الأكسجين الذي يتنفسه، أنا من أولئك الذين يفعلوا ذلك، ولله الفضل والمنة.

القراءةُ فعلٌ بشريٌ ليس كأي فعل آخر، إضافة إلى إنه أمر رباني، فهو له لوازم تسبقه، مثل توفر رغبة نفسية وراحة بال وهدوء، لضمان الخروج بنتائج إيجابية، وهذه الأشياء معدومة بغزة في ظل عدوان 2023 الذي غيّر خريطة حياتنا، فتغيرت الأولويات، وتقلصت، وصار المهم الحصول على الغذاء والأمن، وهنا تتجلى غريزة الإنسان في الحفاظ على ما يعتبره "لا بد منه".

توفر الرغبة يختصر على مُحبِ القراءة نصف الطريق، فلا يكترث بالضجيج أو أزيز الطائرات أو قصف الصواريخ أو بؤس الحياة، أو الجوع الذي ينهش الأجساد، وانعدام أبسط الحقوق البشرية، فهو برغم المعيقات يواصل مسيرة القراءة؛ لأنها تغذي روحه وعقله وتنسيه جوع جسده.

وقدر الله عز وجل لي مواصلة مسيرة القراءة، فقرأتُ ما يزيد عن 60 كتابا منذ بداية 2023 في شتى المجالات، وهذا كان ضمن خطة شخصية أُعدها سنويا وأضمن جزءا منها لقراءة الكتب، إضافة الى مواصلة مسيرة الكتابة.

لماذا نقرأ؟

القراءة في مثل هذه الظروف، خاصة إن كانت القراءة في السيرة النبوية والتجارب البشرية في كيفية التعامل مع مثل الظروف التي نمر بها، تقوي عزائمنا، وتعطينا فهما عميقا لما يدور حولنا، وأن ما حدث هو من قدر الله عز وجل، وما علينا إلا الصبر والاحتساب رغبة في كسب الأجر بانتظار النصر.

ماذا قرأت؟

قرأت كتب في السيرة النبوية، وكلها أخبرتني أن الابتلاء سنة الله في المؤمنين والرسل كلهم قد تعرضوا لذلك، والنصر للصابرين.

قرأت عن تجارب أمم انتصرت بالتضحيات لا بالكلمات، وأن فراعنة العصور كان مصيرهم الويل والثبور، والبقاء للشعوب.

قرأت إنتاجات الدكتور أحمد يوسف التي عبر فيها عن هموم وطنه، وتعرفت من خلاله على شخصيات كتب عنها، منها من قضى نحبه ومنها من ينتظر، وإبداعات الأستاذ حسني العطار الذي يلهمني دوما الجد والنشاط رغم تقدمه في العمر، فقد كتب في مجالات عديدة، وقرأت كثيرا من كتبه، وقضيتُ وقتا مع الدكتور عطا الله أبو السبح، فقرأت "ديوان الغربة" ثم حلقت معه في "خارج النص"، وأمسكت "السنبلة والسيف" وهي رواية تتحدث عن مريم فرحات منذ كانت صغيرة وأولادها صغار حتى كبرت وأنشأت أولادها على حب الجهاد، فصاروا ما صاروا أعلاما في ميدان المقاومة، وسهرت مع "المشعوذ" ليلتين، وتفحصت قصة حياته "طفولتي" بعناية، و"إلى الملتقى" أهدي إعجابي وشكري، ومن "رسائل إلى أساطيل السلطة" تعلمت كيف أقول الحق.

لم أنسَ "قضايا تفسيرية تحت الضوء" و"وعد الآخرة زوال لا إبادة" للدكتور نصر فحجان الذي يقدم لنا وجبة أمل بقرب زوال الكيان الغاضب، مستشهدا ببشريات وردت في القرآن الكريم وأحاديث رسولنا عليه الصلاة والسلام، ومن خلال محمد عبد الواحد حجازي تعرفت على "منهج اليهود في تزييف التاريخ".

ومن أجمل زهرات الكتب التي قرأتها هي رواية "صوت من وسط الظلام" للدكتورة الأديبة زهرة خدرج التي تشاطرنا همومنا وتدافع عنا وتدفع معنا ضريبة الانتماء للوطن وقول الحق، روايتها جرعة أمل تشعل النفوس للمضي نحو الهدف رغم قلة الزاد أملا بفرج وفرح من الله. قرأتُ كتاب "الحقيقة الكونية للحضارات" الذي كتبه الدكتور محمود الزهار، وقرأت كتابه "لا مستقبل بين الأمم" للكيان الغاصب، ففي كتابه هذا يفند مزاعم نتنياهو التي أوردها في كتابه "مكان تحت الشمس"، وقرأت كتاب "محاربة الإرهاب" لطاغية العصر نتنياهو الذي حرّض من خلاله الغرب على كل ما هو مسلم وأن ما يحدث الآن قد ذكره في ذاك الكتاب، وقرأت كتاب فلسطين واللعبة الماكرة للدكتور عدنان رضا النحوي.

وجهتُ قبلتي تجاه إنتاج أسرانا في سجون الاحتلال، وأعجبني انهم رغم القيود يكتبون ويُخرجون لنا تجاربهم الحياتية؛ لتكون لنا نبراسا، فدخلتُ "شريعة الغاب والخرافة" التي كشفها الأسير الدكتور "عبد الله البرغوثي" وفضح خلالها الصهيونية، وحينما انتهت الجولة أهداني "الغراقيد" وقال تفحصها، ففعلت وعرفت أن الأذى الذي أصابنا، أكثره من بني جلدتنا الذين يحفظون أمن عدونا، ومسكت "صدى القيد" الذي خطه بروحه وعقله الأسير القائد أحمد سعدات، وتحدث عن ظروف الحياة في السجون الصهيونية، والتي لا تليق بالبشر، ومع الأسير حسن سلامة قضيتُ عدة أيام، وذهلت مما كتبه في "خمسة آلاف يوم في عالم البرزخ"، وسررت حين رأيت "الحافلات تحترق"، وكتاب "ألفية حماس" الذي رسم فيه الأسير أحمد التلفيتي مسيرة حماس بالشعر.

قرأت كتبا لكتاب غربيين أسلموا وكشفوا عورة الفكر الغربي المشوه القائم على إنكار الآخر، وأنهم هم فقط يحق لهم ما لا يحق لغيرهم، وتعرفت منهم على تفاصيل عن الإسلام لم أكن أعرفها لولاهم، منهم روجيه جارودي، الفيلسوف الفرنسي الذي أسلم وصار مدافعا قويا عن الإسلام والعرب وفلسطين، وكتب "الإرهاب الغربي"، و"وعود الإسلام"، و"محاكمة جارودي"، وقرأت لناعوم تشومسكي وآخرين، وعرفت أن الحضارة الغربية التي نعيش عقدة النقص تجاهها تعيش هي عقدة نقص مع القيم الإنسانية الأصيلة، قرأت "حتى الخليل إبراهيم يريد أن يطمئن" للأمريكي المسلم" للدكتور جيفرى لانج، الذي دافع بقوة عن الإسلام وفند اتهامات الأعداء بالعقل والمنطق الذي يعترفون به.

عرفت من خلال قيس الكلبي "حقيقة محمد في التوراة والإنجيل"، وعشت مع عمر بن العزيز عدة أيام، تعرفت على عبقريته في الحكم والعدل، وأكثر ما أذهلني أن هذا الرجل الذي ملأ العالم عدلا مات ولم يزد عمره عن 40 عاما، قرأت مذكرات مالكوم كس، زعيم المسلمين السود في أمريكا حتى منتصف ستينات القرن العشرين، وعرفت كيف عانى السود من ظلم الرجل الأبيض.

تعرفت على جبل شامخ من أعلام الثورة الفلسطينية "أبو الهول" هايل عبد الحميد الذي كان له دور بارز في العمل النضالي الفلسطيني، واغتاله الموساد.

جلست مع مصطفى الرافعي "تحت راية القرآن" عدة أيام، اكتشفت أنه يفضح المنافقين الذي يتهمون الإسلام بما ليس فيه، ثم دققتُ في الجزء الثاني من نظرات المنفلوطي، فندمتُ أني تأخرت عنه كثيرا، لما فيه من رقّة وإنسانية في التعبير، وجلست يومين تأملت في الحياة مع نوال السعداوي في تأملاتها، أعجبني بعضها.

وفي الأدب، سرحت في مثالية جبران خليل جبران التي تمناها في "والعواصف" والأرواح المتمردة"، وسبحتُ مع حنا مينا في "حكاية بحار" وأعجبتني "المغامرة الأخيرة" رغم ما فيهما من نقائص وجرأة في عرض الفكرة، ومع تمرد سحر خليفة حين "لم نعد جواري لكم" و"عباد الشمس"، و"عقد في زمن الردى". ولى المغرب الحبيب "غواية الشحرور الأبيض"، للكاتب محمد شكري.

وفي التنمية البشرية عرفت "لماذا تتذكر النساء وينسى الرجال" و"الأهداف" و"تنمية الإبداع عند الأطفال"، و"الدليل الكامل للتحكم في الذاكرة"، و"الشخصية الكاريزمية" للكاتب كريم الشاذلي. وتعرفت من ديفيد نينفن على "أبسط 100 سر لإقامة علاقات رائعة"، وتعلمت من طارق سويدان "فن الإلقاء الرائع"، و"التخطيط اليوسفي" للدكتور محمد رمضان الآغا.

لم أنس المرور على التراث العربي القديم، فتعرفت من خلال عدة كتاب عن قصص العرب في عصور خلت في مجالات عدة.

ما سبق هو جزء من الكتب التي قرأتها منذ 2023 حتى الآن، وربما أتطرق لبعض الكتب في مواضع أخرى، إن كتب الله لنا في العمر بقية.

رابط قناتي في يوتيوب وفيها حديثي عن الكتب التي قرأتها:
https://www.youtube.com/shorts/EyCzTnNe3Qc

مقالات مشابهة

  • محمد البدري: 30 يونيو كانت فاصلًا حاسمًا بين الفوضى والاستقرار
  • شاهد.. بول يواصل مسيرته الناجحة في الملاكمة بفوزه على المكسيكي تشافيز
  • القراءة والكتابة في مخيمات النزوح
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (خلق سودان جديد)
  • لجنة البيئة والمناخ بالمجلس القومي للمرأة تعقد اجتماعها الدوري
  • من التهميش إلى التمكين.. كيف استعادت المرأة المصرية مكانتها بعد ثورة 30 يونيو؟
  • اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث تطلق الحملة الإعلامية التوعوية بعنوان احميها من الختان
  • القومي للمرأة يقدم واجب العزاء لأسر ضحايا حادث الطريق الإقليمي
  • درويش: الزمالك يضم عدد ضخم من الكوادر الإدارية الناجحة
  • تيته تستمع لرؤى النساء حول إنهاء الجمود السياسي وتحقيق مشاركة فاعلة