تحالف إسرائيل الاستخباراتي مع العيون الخمسة
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
تتميز العلاقات بين إسرائيل والدول الغربية بشراكة إستراتيجية تتجاوز الاعتبارات التقليدية للسياسات الدولية. هذه العلاقات مدفوعة بمصالح مشتركة تتعلق بالأمن، الاقتصاد، التكنولوجيا، والاعتبارات الإستراتيجية، وهي تزداد عمقًا رغم الانتقادات المتزايدة والمتعلقة بانتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان وارتكابها جرائم إبادة.
تعود هذه العلاقة المتجذرة إلى عدة أسباب رئيسية تجمع بين التأثير السياسي، والمصالح الاقتصادية، والتعاون الأمني الإستراتيجي. إليكم أهم الأسباب:
التأثير السياسي الداخلي: يلعب اللوبي المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة، مثل لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (AIPAC)، دورًا كبيرًا في التأثير على السياسة الأميركية، حيث تساهم هذه اللجان في تعزيز الدعم المالي والسياسي لإسرائيل داخل المؤسسات الأميركية. ووفقًا لتقارير عام 2023، تقدم لجان اللوبي الداعمة لإسرائيل تمويلًا سنويًا يقدر بحوالي 4 مليارات دولار لدعم الحملات السياسية، مما يعزز تأثيرها المباشر على عملية صنع القرار في الولايات المتحدة. المصالح الاقتصادية: يشمل التعاون الاقتصادي الغربي مع إسرائيل مجالات متنوعة، مثل: التكنولوجيا، الدفاع، والبحث والتطوير، مما يعود بالفائدة على الاقتصادات الغربية ويخلق فرص عمل هائلة ويوفر مصالح كبيرة. مواجهة التهديدات المشتركة: يرى الغرب في إسرائيل حليفًا أساسيًا في مواجهة التحديات الإستراتيجية، ويسهم التعاون الاستخباراتي والعسكري بين الطرفين في تعزيز قدرة إسرائيل على مواجهة هذه التحديات بشكل مشترك. ثانيًا: مؤشرات وأرقام حول حجم العلاقةتشير المؤشرات والأرقام إلى عمق وحجم العلاقة بين إسرائيل والغرب، مما يعكس تضافر الجهود في مجالات متعددة لتحقيق المصالح المشتركة. وفيما يلي أبرز المؤشرات التي تبرز أهمية هذا التعاون:
الاستثمار في البحث والتطوير: وفقًا لأحدث الإحصاءات الصادرة عن وزارة الاقتصاد الإسرائيلية، تخصص إسرائيل ما يقارب 4.9% من ناتجها المحلي للبحث والتطوير، وهي النسبة الأعلى عالميًا، مع استثمارات غربية تدعم شركات إسرائيلية بنسبة 60% من إجمالي الاستثمارات. الدعم العسكري الأميركي: في عام 2016، تم توقيع اتفاقية دعم عسكري بمبلغ 38 مليار دولار؛ لتغطية السنوات العشر حتى 2026، مما يجعل إسرائيل من أكثر الدول استفادة من الدعم العسكري الأميركي. الأمن السيبراني: تؤكد تقارير مركز أبحاث "سايبري سكوب" أن التعاون الإسرائيلي الغربي في مجال الأمن السيبراني يمثل حوالي 30% من العمليات الهجومية العالمية، مع تزايد الاعتماد على إسرائيل في هذا المجال منذ عام 2021. التعاون في الأقمار الصناعية: مشروع "Starshield" المزمع اكتماله بحلول عام 2029 سيضيف 100 قمر صناعي لزيادة قدرات إسرائيل في جمع المعلومات. ثالثًا: تطور العلاقة بعد أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأولشهد التحالف الإستراتيجي بين إسرائيل والدول الغربية نقلة نوعية بعد أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حيث تعززت الشراكة في مجالات: الدفاع، التكنولوجيا، والاستخبارات؛ لمواجهة التحديات المتزايدة، بناءً على معطيات وتقارير صادرة عن: Carnegie Endowment for International Peace، ووزارة الدفاع الأميركية، ومجلس العلاقات الخارجية.
1- الدعم العسكري البريطاني المتزايدبعد أكتوبر/ تشرين الأول 2023، زادت بريطانيا من دعمها لإسرائيل بإرسال قوات بحرية وطائرات استطلاع إلى البحر الأبيض المتوسط، إضافةً إلى تقديم دعم مالي يُقدر بـ 200 مليون دولار؛ لتعزيز التعاون العسكري.
كذلك، وفرت بريطانيا معدات عسكرية متقدمة تشمل أنظمة دفاع جوي وطائرات بدون طيار؛ لتعزيز القدرات الدفاعية الإسرائيلية، وفقًا لتقرير وزارة الدفاع الأميركية في أكتوبر/ تشرين الأول 2023. كما أظهرت تقارير المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI) أن هذه الخطوات تهدف إلى تأمين استقرار الحلفاء، وتثبيت التواجد العسكري البريطاني في المنطقة لحماية أمن الطاقة والتجارة.
2- التعاون التكنولوجي المتقدمكشفت وزارة الدفاع الأميركية في تقريرها الصادر في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 عن تعاون مع شركات إسرائيلية؛ لتطوير نظام ذكاء اصطناعي مشترك لتحليل بيانات المراقبة في الوقت الفعلي بتكلفة 500 مليون دولار سنويًا.
وأكدت مجلة National Defense أهمية هذا التعاون في ظل تزايد التهديدات الإلكترونية، حيث تشمل التقنيات الجديدة الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة لتحليل البيانات، مما يعزز من قدرات الدولتين في الكشف السريع عن مصادر التهديدات الأمنية.
3- المساعدات العسكرية الأميركية الموسعةمنذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شهد الدعم الأميركي لإسرائيل تصاعدًا كبيرًا. وافقت الولايات المتحدة على تقديم ما لا يقل عن 12.5 مليار دولار كمساعدات عسكرية، تشمل 3.8 مليارات دولار تمت الموافقة عليها في مارس/ آذار 2024، و8.7 مليارات دولار في أبريل/ نيسان 2024، وفقًا لتقرير مجلس العلاقات الخارجية (CFR).
تتضمن هذه المساعدات تحديثات متقدمة لأنظمة الدفاع، مثل "القبة الحديدية"، بالإضافة إلى تقنيات جديدة لمواجهة تهديدات الطائرات بدون طيار، وأخيرًا إرسال نظام الدفاع الصاروخي "ثاد" إلى إسرائيل في أكتوبر/ تشرين الأول 2024، لتعزيز الدفاعات الجوية ضد التهديدات الباليستية طويلة المدى، خاصةً من إيران.
يعد نظام "ثاد" ذا أهمية إستراتيجية؛ لأنه يوفر طبقة دفاعية إضافية بقدرته على اعتراض الصواريخ الباليستية في طبقات عالية من الغلاف الجوي، مما يزيد من قدرة إسرائيل على التعامل مع التهديدات بعيدة المدى ويعزز الأمن القومي ضد الهجمات الباليستية.
هذا الدعم الموسع يندرج ضمن إستراتيجيات واشنطن لتعزيز التفوق العسكري لحليفتها الرئيسية إسرائيل، وبما يسهم في حماية أمنها وحدودها، ويؤكد التزام الولايات المتحدة بمواجهة التحديات الأمنية الإقليمية المتزايدة.
4- التعاون الاستخباراتي المعمقشهد التعاون الاستخباراتي بين إسرائيل والدول الغربية زيادة كبيرة بفضل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات في الوقت الفعلي، وهو ما أوضحته وكالة الأمن القومي الأميركية (NSA) في تقريرها.
يعتمد التعاون الجديد على تفعيل آليات تبادل الاستخبارات؛ لمواجهة تهديدات من جهات غير حكومية، مثل: المقاومة الفلسطينية، وجهات إقليمية كإيران. هذا التحالف الاستخباراتي أصبح محوريًا في الكشف المبكر عن التهديدات، وتحديد الأهداف المحتملة وفق أساليب الحروب الحديثة.
5- التطورات الأمنية المشتركةأشارت مجلة Foreign Affairs إلى أن التنسيق العسكري والأمني بين إسرائيل والولايات المتحدة يتضمن تدريبات مشتركة بين القوات الخاصة من الطرفين؛ بهدف تعزيز الجاهزية الفورية للتصعيدات المحتملة. تشمل هذه التدريبات، التي تُركز على الأمن السيبراني وتحليل البيانات، تحسينَ التنسيق في العمليات وتطوير إستراتيجيات دفاعية أكثر تطورًا وفاعلية.
تعكس هذه التطورات عمق التحالف بين إسرائيل والدول الغربية بعد أحداث أكتوبر/ تشرين الأول، مما يجعل منه شراكة إستراتيجية متزايدة الأهمية لحماية المصالح الأمنية والاقتصادية المشتركة في المنطقة.
رابعًا: مستوى العلاقة مع دول "العيون الخمسة" Five eyesيشير مصطلح "العيون الخمسة" (Five Eyes) إلى تحالف استخباراتي تأسس بين خمس دول ناطقة بالإنجليزية، هي: الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، كندا، أستراليا، ونيوزيلندا. تأسس هذا التحالف بعد الحرب العالمية الثانية بموجب اتفاقية UKUSA للتعاون في مجال الاستخبارات الإشاراتية (SIGINT)، ويعمل كشبكة رئيسية لتبادل المعلومات الاستخباراتية. يلعب هذا التحالف دورًا حاسمًا في دعم إسرائيل على عدة مستويات، بما في ذلك التعاون الاستخباراتي والأمني.
الولايات المتحدة: تُعتبر الولايات المتحدة شريكًا رئيسيًا لإسرائيل، حيث تتلقى دعمًا عسكريًا واستخباراتيًا كبيرًا منها. منذ عام 1946، قدمت الولايات المتحدة ما يزيد عن 310 مليارات دولار من المساعدات الاقتصادية والعسكرية لإسرائيل، مما يجعلها المستفيد الأكبر من الدعم الأميركي. تشمل هذه المساعدات أنظمة دفاع متقدمة مثل "القبة الحديدية"، وغيرها من أنظمة الدفاع الصاروخي. بريطانيا: يعكس التعاون بين إسرائيل وبريطانيا شراكة إستراتيجية عميقة. تعد "خارطة الطريق 2030" إحدى أبرز أوجه التعاون، حيث تستثمر بريطانيا ما يقارب 7 مليارات جنيه إسترليني لتعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا والأمن السيبراني. بعد أحداث أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قامت بريطانيا بإرسال قوات بحرية وطائرات استطلاعية إلى المنطقة، بالإضافة إلى تزويد إسرائيل بمعدات عسكرية متقدمة تشمل أنظمة دفاع جوي وطائرات بدون طيار. كندا، أستراليا، ونيوزيلندا: تسهم هذه الدول بشكل متنوع في دعم إسرائيل من خلال الأمن السيبراني، والتعاون البحثي والفضائي. تستثمر كندا نحو 1.2 مليار دولار سنويًا في التكنولوجيا الإسرائيلية، بينما تقدم أستراليا دعمًا بحثيًا وتدريبيًا لتكنولوجيا الأقمار الصناعية وأنظمة الدفاع. وتعتبر كندا وأستراليا شريكين رئيسيين في مشاريع الفضاء المشتركة مع إسرائيل، مما يعزز تبادل المعلومات والتكنولوجيا في إطار الجهود المشتركة لتعزيز القدرات الدفاعية.وبعد أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، تعزز هذا التعاون ليشمل المزيد من تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتكثيف التنسيق في مجالات الأمن السيبراني، وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
لماذا العلاقة عميقة مع هذه الدول؟تعمّق العلاقة بين إسرائيل ودول "العيون الخمسة" ينبع من تلاقي مصالح إستراتيجية تشمل الأمن الإقليمي، ومكافحة حركات التحرر الوطني الفلسطينية (تسميه مكافحة الإرهاب)، والدفاع السيبراني، والتعاون التكنولوجي.
تساهم إسرائيل، بفضل موقعها وقدراتها في الأمن السيبراني، في تعزيز أمن هذه الدول ضد التهديدات المشتركة، بينما يستفيد الجميع من الأبحاث المشتركة في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الدفاعية. يشمل التحالف أيضًا حماية الممرات البحرية، وضمان استقرار الطاقة، مما يدعم المصالح الاقتصادية والأمنية لدول "العيون الخمسة"، ويجعل من إسرائيل شريكًا أساسيًا.
خامسًا: هل يمكن حل عُرَى هذه العلاقة؟يعكس تقرير عن الخارجية الأميركية حول العلاقات الإسرائيلية الأميركية أن تفكيك هذه العلاقات الاقتصادية سيكلف الولايات المتحدة وحدها خسائر تتجاوز 50 مليار دولار سنويًا، مما يجعل إنهاء هذا التحالف غير عملي اقتصاديًا، فضلًا عن ذلك تعتبر إسرائيل قاعدة غربية متقدمة في موقع جيوستراتيجي هام، يصعب التخلي عنه بسهولة.
ورغم الدعوات المتزايدة من المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي لوقف الدعم العسكري والسياسي لإسرائيل، يبدو أن التفكك الفعلي لهذا التحالف شبه مستحيل في الوقت الحالي.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات التعاون الاستخباراتی الولایات المتحدة الذکاء الاصطناعی الأمن السیبرانی تشرین الأول 2023 ملیارات دولار الدعم العسکری هذا التحالف ملیار دولار إسرائیل فی فی مجالات بعد أحداث سنوی ا
إقرأ أيضاً:
الرسوم الجمركية الأميركية.. فرصة مصرية ومخاوف خليجية
دخلت التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضتها الإدارة الأميركية حيز التنفيذ، وفي وقت تتفاوض فيه دول كثيرة على تعديلات بخصوصها، زاد التوتر مع الصين بعد رفع تلك الرسوم إلى 104 بالمئة.
مع هذا التصعيد، هبطت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها خلال أربع سنوات، بسبب مخاوف بشأن الطلب وسط التوترات التي تشهدها العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، الصين والولايات المتحدة.
في ظل هذه السلبيات، يبدو أن هناك دول ربما تكون مستفيدة من قيمة التعريفات الجمركية الأميركية، مقارنة بالمفروضة على دول أخرى.. فكيف تتأثر دول الخليج ومصر؟
الخليج ومخاوف نفطية
مع إعلان الرسوم الجمركية، الأسبوع الماضي، هبطت أسواق الأسهم في الخليج بشكل كبير، قبل أن تبدأ الثلاثاء في استعادة تعافيها من من عمليات البيع العالمية على أمل أن تكون الولايات المتحدة على استعداد للتفاوض بشأن بعض الرسوم الجمركية.
وصعد المؤشر القياسي السعودي واحدا بالمئة، بعدما هوى 6.8 بالمئة يوم الأحد مسجلا أكبر انخفاض يومي له منذ الأيام الأولى لجائحة كوفيد-19 في 2020.
وارتفع المؤشر الرئيسي في دبي 1.9 بالمئة مدعوما بصعود سهم إعمار العقارية 1.3 بالمئة وسهم بنك دبي الإسلامي 2.2 بالمئة. وفي أبوظبي، صعد المؤشر 0.5 بالمئة.
يرى الخبير الاقتصادي السعودي علي الحازمي، أن تأثير الرسوم الجمركية على دول الخليج لن يكون كبيرا.
وقال في حديثه لموقع الحرة: “زيادة التعريفات الجمركية يعني تباطؤ الاقتصاد العالمي وانخفاض الطلب على النفط ما ينعكس سلبا على الأسعار، وهو ما حدث فعلا في ظل الارتباك الذي نشهده حاليا”.
كما أشار المحلل الاقتصادي الأردني عامر الشوبكي، إلى أن “التأثير الأكبر على الدول الخليجية هو انخفاض أسعار النفط لمستويات هي الأدنى منذ أربع سنوات”.
وتابع: “الأمر سيكون صعب على السعودية والإمارات وعمان، وسيكون أقل وطأة على الإمارات وقطر”، موضحا أن “قطر ستكون الأقل تأثرا لأنها تعتمد على تصدير الغاز المرتبط بعقود طويلة المدى ولن يتأثر بالأسعار الفورية”.
تضارب خليجي أميركي
بحلول الساعة الواحدة صباح الأربعاء بتوقيت جرينتش، خسرت العقود الآجلة لخام برنت 2.13 دولار بما يعادل 3.39 بالمئة لتصل إلى 60.69 دولار للبرميل.
كما نزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.36 دولار، أو 3.96 بالمئة إلى 57.22 دولار.
ولامس برنت أدنى مستوياته منذ مارس 2021، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط أدنى مستوياته منذ فبراير2021.
وانخفضت أسعار الخامين القياسيين على مدى خمس جلسات متتالية منذ أن أعلن الرئيس ترامب فرض الرسوم الجمركية على معظم الواردات إلى الولايات المتحدة، مما أثار مخاوف حيال تأثير الحرب التجارية العالمية على النمو الاقتصادي والإضرار بالطلب على الوقود.
يقول الحازمي:” السؤال هنا هل تتجه أوبك مستقبلا لخفض الإنتاج؟ ربما أوبك بلس تتجه لذلك بسبب انخفاض الطلب مستقبلا”.
ربما يكون هنا تعارض في المصالح بين الولايات المتحدة ودول خليجية، حيث قال الشوبكي أن “أساس سياسة ترامب هو معالجة أي خلل سيطرأ على المستهلك الأميركي بخفض سعر النفط. ما يوازن السوق ولا يتسبب في تضخم”.
بشكل عام لا يعتقد الحازمي “أن هناك تأثيرات قوية مباشرة لأن الرسوم الجمركية التي فرضت هي الأقل وهذا ليس بالرقم الكبير مقارنة بالدول الأخرى”.
وتابع: “النفط لايزال عماد الاقتصاديات الخليجية، وفي النهاية هي سلعة يدخل فيها مبدأ العرض والطلب، وهو منتج خام ولا أعتقد أنه سيكون هناك رسوم جمركية عليها”.
وتابع: “بالنسبة للمنتجات غير النفطية، السعودية على سبيل المثال تصدر للولايات المتحدة منتجات بتروكيماويات وسيطة، والرسوم الجمركية في الغالب على المنتجات النهائية”.
وحول خفض أسعار الطاقة نتيجة تباطؤ اقتصادي محتمل، يقول الشوبكي أنه سوف “يفيد دول مثل مصر وسوريا والأردن والمغرب ولبنان”.
ماذا عن مصر؟
بالحديث عن القاهرة، فقد فرضت الإدارة الأميركية عليها تعريفة جمركية بنسبة 10 بالمئة، وهي النسبة الأقل المفروضة على الدول.
قال الشوبكي للحرة إن ذلك ربما يحقق فائدة لمصر بحصولها على نصيب من سوق الصادرات التي كانت تصل أميركا من دول عانت من تعريفات جمركية بقيمة أكبر، وبالتالي صادراتها ستكون أرخص في السوق الأميركي.
وأوضح: “باستطاعتها تصدير منتجات مثل الملابس والمنسوجات برسوم أقل مقارنة بالمفروضة على دول أخرى مثل بنغلاديش وفيتنام وكمبوديا، وهي دول كانت تصدر كميات ضخمة من الملابس”.
وكانت وكالة رويترز نقلت الثلاثاء عن مجدي طلبة، رئيس مجلس إدارة “تي اند سي” للملابس الجاهزة، وهي شركة مصرية تركية، قوله: “لم تفرض الولايات المتحدة رسوما جمركية على مصر وحدها… فقد فرضت رسوما أعلى بكثير على دول أخرى. ويمنح ذلك مصر فرصة واعدة للنمو”.
وأشار إلى الصين وبنجلادش وفيتنام باعتبارهم منافسين رئيسيين لمصر في مجال المنسوجات.
وقال “الفرصة سانحة أمامنا… علينا فقط اغتنامها”.
وفي وقت بدأت فيه القاهرة في رفع تدريجي للدعم على الوقود، سيصل قريبا إلى مئة بالمئة، ربما يمثل انخفاض أسعار الطاقة أمرا إيجابيا.
أوضح الخبير الاقتصادي الشوبكي أن “مصر تستورد أكثر من نصف حاجتها من الطاقة، وانخفاض الأسعار سيساعدها في خطتها المقبلة لرفع الدعم عن المشتقات النفطية. سيهدئ ذلك من أي احتجاجات محتملة”.
لكن بالنهاية يبقى الأمر السلبي، وفق الشوبكي، هو احتمال حدوث ركود اقتصادي عالمي ستتأثر به مصر، كما أنها ربما تتأثر “من احتمال تأخير خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة ما سيقود إلى ضعف دخول الأموال الساخنة والاستثمارات”.
الحرة
إنضم لقناة النيلين على واتساب