المشروعُ القرآني في وجه أمريكا القبيح
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
د. محمد شرف الدين
منذ غزا شذاذُ الآفاق الأُورُوبيون أمريكا تجرَّعَ العالَمُ ويلات الفساد والإجرام؛ فمنذ الوهلة الأولى أبادوا ملايين السكان الأمريكيين الأصليين (أصحاب الأرض)، مع إمْكَانية التعايش معهم، فالأرض واسعة جِـدًّا تتسع للجميع وبفائض؛ لكن أيدولوجيا القبح اللامتناهي يمتزج بالأكسجين الذي يسري في دمائهم؛ ولذا لو حتم الأمر إبادة آلاف من أبناء جلدتهم؛ مِن أجلِ تغذية قبحهم؛ لبادروا، كما فعلوا في أحداث الـ ١١ من سبتمبر ٢٠٠١م، فكان أدق توصيف لهم، وأحصف وأحكم تقييم لهم قولة الإمام الخميني- رحمه الله-: (أمريكا الشيطان الأكبر).
نعم؛ إبليس هو أبو الشياطين، وقائد لوائهم في الدنيا، وقائد لوائهم إلى النار؛ لكن المهمة الشيطانية التي أوكلت لأمريكا في هذا العصر فاقت بشاعتها مجموع الأعمال الشيطانية فتكًا بالبشرية، بل هي عصارة تجارب الشياطين السابقين، فقال تعالى: {يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}، [سُورَةُ الأَنعَامِ: ١١٢]، فهم يتناقلون التجارب، ويستفيد اللاحق من الخبرات الشيطانية المتراكبة عبر العصور، ناهيك عن الإمْكَانيات المهولة للشيطان الأكبر، ومخلفاتها المأساوية التي رشحَّته بامتيَاز لهذا المنصب الشيطاني.
وفي المقابل النقيض تتراءى المكانةُ العظيمة، والمنزلة الكبيرة لشهيد القرآن السيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-؛ إذ انطلق بالمشروع القرآني لمواجهة الشيطان الأكبر في زمن طغا عليه الصمت والخنوع، والاستسلام، بل بايع الجميع، وقلَّد السوادُ الأعظم العالمي قيادةَ العالم للشيطان الأكبر، فانبرى رضوانُ الله عليه؛ ليقولَ لأمريكا: (لا)، وأطلق شعار الصرخة: (الله أكبر- الموت لأمريكا- الموت لإسرائيل- اللعنة على اليهود- النصر للإسلام)، مع المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، وتصيير قضية فلسطين قضيةً مركَزيةً، ومواكبته ذلك بتوعية قرآنية شاملة، وبناء أُمَّـة على مستوى المواجهة.
لقد أدرك الشيطانُ الأكبر خطرَ المشروع القرآني على كيانه القبيح؛ فأسرع -عبرَ أدواته النفاقية- لوأد المشروع، وخسرت الأُمَّــة في ٢٠٠٤م قائدًا عظيمًا؛ لكن راية الله تعالى لم تتهاوَ، فالله غالب على أمره.
استمر الشيطان الأكبر في ممارساته الإجرامية، فاحتل أفغانستان، والعراق، وتحالف ضد سورية، وبعثر ليبيا، وحاصر إيران، ونهب ثرواتِ المسلمين، وسعى بكل ثقله السلطوي في سبيل تصفية القضية الفلسطينية، أما اليمن، وما أدراك ما اليمن؟! فقد كانَ المشروعُ القرآني بقيادة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- تتسارعُ خطواتُه الحضارية النهضوية في سباق محموم مع الشيطان الأكبر وجلاوزته، حتى حقّق الله تعالى، وبتوفيقه وعونه، إنجازات للمشروع القرآني كان يتطلع لها شهيد القرآن -رضوان الله عليه-، ويتطلع لها كُـلّ شهيد ارتقى في ظل هذا المشروع.
تسارعت الأحداث برومانتيكية عالية، حَيثُ فشلت الأدوات النفاقية في ست حروب، وسرعان ما فر الشيطان الأكبر من صنعاء، حتى صاح المجرم نتنياهو من خطر المشروع القرآني على كيانه المغتصب، وتكلل صراخُه بتقهقر تحالف العدوان السعوأمريكي إماراتيإسرائيلي، وهزيمته في اليمن على مدى تسع سنوات من العدوان الإجرامي.
خرج اليمن بمشروعه القرآني من بين براثن الذئاب سالمًا غانمًا قويًّا بأعظم مما قبل، وتوجّـه مباشرة، وبفاصل زمني صفري إلى مساندة الشعب الفلسطيني في طوفانه المبارك، فصفّر العائداتِ الاقتصادية في ميناء أم الرشراش، وهتك عِرضَ الكيان الزائل في معقله الأول (يافا)، ومنع مرور سفن العدوّ الإسرائيلي في بحار اليمن ومضيقه، بل تعدَّى ذلك إلى البحر المتوسط، والمحيط الهندي، ولاحق المشروعُ القرآني سفنَ الشيطان الأكبر، حتى أصبحت تتخفَّى عند مسيرها، ومع ذلك لم يسلم.
لقد وقف رئيس الشيطان الأكبر (ترامب) خلال أربع سنوات منذهلًا عاجزًا عن كبح جماح المشروع القرآني في مرحلة أشدَّ وطأة أثناء التسع العجاف العدوانية على اليمن، فما عساه أن يفعل اليوم؟!!
البُعبُع الشيطاني هو بعبع على أوليائه، فقد قال تعالى: {إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}، [سُورَةُ آلِ عِمرَانَ: ١٧٥]، أما نحن؛ فقد رأى منا -اليمانيين- الشجاعةَ والإقدام في أكثر من أربعين جبهة، وليس ببعيد عنه قبيل وصوله مطارَ الرياض صواريخُ الغضب تدك المطار، في رسالة عاجلة استوعبها بعبعهم، وحفرت في ذاكرته أربعَ سنوات كابوسية مخيفة، وبارتدادات نفسية واضطرابات لازمته طيلةَ أربع سنوات لاحقة؛ ولذا، فبمُجَـرّد إعلان فوزه في الانتخابات، أسرع معلنًا عبر المواقع الإلكترونية التابعة له فبركةً وتزويرًا: إعلان الناطق الرسمي للجيش اليمني توقيف العمليات في البحر!!!
فعلًا؛ هذا الإعلان هو ما يتمناه الشيطان الأكبر والغدة السرطانية؛ لكنه ضربٌ من المُحال لدى المشروع القرآني، كيف لا يكون مستحيلًا؛ والله تعالى يقول لنا أمرًا: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}، [سُورَةُ التَّوبَةِ: ١٤]، وبإذن الله، كما طُرِدوا من المياه؛ سيُطردَون من اليابسة.
واليوم في الذكرى السنوية للشهيد، نعاهد اللهَ تعالى، ورسوله، وأهل البيت، وكل الشهداء؛ بأننا متمسكون بأوثق العُرَى بالمشروع القرآني، عقيدةً وممارسةً، وبعون الله، وتوفيقه لن نلقاهم جميعًا إلا بوجوه مبيضة مسفرة مسبشرة، ونسأل الله تعالى أن يثبِّتَنا، فهو القائلُ عز وجل: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ، وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ، وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}، [سُورَةُ إِبرَاهِيمَ: ٢٧].
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المشروع القرآنی الشیطان الأکبر الله تعالى
إقرأ أيضاً:
ما ثواب ذكر اللهم إني أشهدك؟.. انتبه لـ10 أسرار تحقق المعجزات
ثواب ذكر اللهم إني أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك، وجميع خلقك، أنَّك أنت الله، لا إله إلا أنت؟، ينبع من كثرة وصايا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - به وحرصه عليه، حيث إنه -صلى الله عليه وسلم- دائما يرشدنا إلى كل ما فيه خير وفلاح في الدنيا والآخرة، لذا ينبغي أخذ وصاياه بعناية واهتمام، ومن بينها هذا الذكر، ولعل معرفة ما ثواب ذكر اللهم إني أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك، وجميع خلقك، أنَّك أنت الله، لا إله إلا أنت؟، تكون دافعًا وسببًا قويًا لمزيد من الحرص عليه واتباع هذه السُنة النبوية الشريفة.
دعاء الليلة الرابعة من شهر شعبان.. بـ15 كلمة تستيقظ على فرج مذهلما ثواب ذكر اللهم إني أشهدكقال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن أي ذكر يردده العبد له ثواب كبير جدًا وله نفع عظيم، أوله أن الإنسان الذي يذكر الله سبحانه وتعالى يجد ذكر الله عز وجل له، لما ورد في كتابه العزيز أنه يقول تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) الآية 152 من سورة البقرة.
وأوضح “شلبي” في إجابته عن سؤال: (ما ثواب ذكر اللهم إني أشهدك وأشهد حملةَ عرشك، وملائكتك، وجميع خلقك، أنَّك أنت الله، لا إله إلا أنت؟)، أن الله سبحانه وتعالى يذكر الإنسان بأن يوفقه ويعينه ويهديه إلى الخير وييسر أموره، ويكون الله تعالى مع العبد، أي أن بالذكر يكون العبد في معية الله جل وعلا.
واستشهد بما جاء في الحديث القدسي عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال النبي صلي الله عليه وسلم (( يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ؛ ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلى شبراً ، تقربت إليه ذراعاً ، وإن تقرب إلى ذراعاً ؛ تقربت إليه باعاً ، وإن أتاني يمشي؛ أتيته هرولة )).
ما ثواب ذكر اللهم إني أشهدك وأشهد حملةَ عرشك، وملائكتك، وجميع خلقك، أنَّك أنت الله، لا إله إلا أنت؟ ، أضاف بأنه حتى أهل الله يقولون إن من كانت له حاجة ويريد أن يقضيها الله تعالى له، فلديه طريقتين أولهما الدعاء بأن يطلب حاجته من الله عز وجل، وثانيهما الذكر ، وقيل أن ذكر الله تعالى أقوى من الدعاء في تحقيق الأمنيات.
وتابع: فمثلا في سورة الأنبياء قصة سيدنا يونس الذي خرج من أهله وركب في السفينة وحدث ما حدث والتقمه الحوت ، وخرج ونجي بالذكر ، فقال تعالى: ( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)) من سورة الأنبياء، فقد استجاب الله تعالى له الذكر ونجاه.
وعن ما ثواب ذكر اللهم إني أشهدك وأشهد حملةَ عرشك، وملائكتك، وجميع خلقك، أنَّك أنت الله، لا إله إلا أنت؟ ، أفاد بأن هذا الذكر ثوابه المعونة والتوفيق وأن يحقق للإنسان ما يرجوه، كما أن هذا الذكر يجعل الإنسان في دائرة الأحياء، فالحي ليس الشخص الذي يتنفس ، وإنما هو الذي يذكر الله سبحانه وتعالى ، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( مَثَلُ الذي يَذْكُرُ رَبَّهُ والذي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الحَيِّ والمَيِّتِ).