يمانيون:
2024-11-13@06:26:16 GMT

المشروعُ القرآني في وجه أمريكا القبيح

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

المشروعُ القرآني في وجه أمريكا القبيح

د. محمد شرف الدين

منذ غزا شذاذُ الآفاق الأُورُوبيون أمريكا تجرَّعَ العالَمُ ويلات الفساد والإجرام؛ فمنذ الوهلة الأولى أبادوا ملايين السكان الأمريكيين الأصليين (أصحاب الأرض)، مع إمْكَانية التعايش معهم، فالأرض واسعة جِـدًّا تتسع للجميع وبفائض؛ لكن أيدولوجيا القبح اللامتناهي يمتزج بالأكسجين الذي يسري في دمائهم؛ ولذا لو حتم الأمر إبادة آلاف من أبناء جلدتهم؛ مِن أجلِ تغذية قبحهم؛ لبادروا، كما فعلوا في أحداث الـ ١١ من سبتمبر ٢٠٠١م، فكان أدق توصيف لهم، وأحصف وأحكم تقييم لهم قولة الإمام الخميني- رحمه الله-: (أمريكا الشيطان الأكبر).

نعم؛ إبليس هو أبو الشياطين، وقائد لوائهم في الدنيا، وقائد لوائهم إلى النار؛ لكن المهمة الشيطانية التي أوكلت لأمريكا في هذا العصر فاقت بشاعتها مجموع الأعمال الشيطانية فتكًا بالبشرية، بل هي عصارة تجارب الشياطين السابقين، فقال تعالى: {يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}، [سُورَةُ الأَنعَامِ: ١١٢]، فهم يتناقلون التجارب، ويستفيد اللاحق من الخبرات الشيطانية المتراكبة عبر العصور، ناهيك عن الإمْكَانيات المهولة للشيطان الأكبر، ومخلفاتها المأساوية التي رشحَّته بامتيَاز لهذا المنصب الشيطاني.

وفي المقابل النقيض تتراءى المكانةُ العظيمة، والمنزلة الكبيرة لشهيد القرآن السيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-؛ إذ انطلق بالمشروع القرآني لمواجهة الشيطان الأكبر في زمن طغا عليه الصمت والخنوع، والاستسلام، بل بايع الجميع، وقلَّد السوادُ الأعظم العالمي قيادةَ العالم للشيطان الأكبر، فانبرى رضوانُ الله عليه؛ ليقولَ لأمريكا: (لا)، وأطلق شعار الصرخة: (الله أكبر- الموت لأمريكا- الموت لإسرائيل- اللعنة على اليهود- النصر للإسلام)، مع المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، وتصيير قضية فلسطين قضيةً مركَزيةً، ومواكبته ذلك بتوعية قرآنية شاملة، وبناء أُمَّـة على مستوى المواجهة.

لقد أدرك الشيطانُ الأكبر خطرَ المشروع القرآني على كيانه القبيح؛ فأسرع -عبرَ أدواته النفاقية- لوأد المشروع، وخسرت الأُمَّــة في ٢٠٠٤م قائدًا عظيمًا؛ لكن راية الله تعالى لم تتهاوَ، فالله غالب على أمره.

استمر الشيطان الأكبر في ممارساته الإجرامية، فاحتل أفغانستان، والعراق، وتحالف ضد سورية، وبعثر ليبيا، وحاصر إيران، ونهب ثرواتِ المسلمين، وسعى بكل ثقله السلطوي في سبيل تصفية القضية الفلسطينية، أما اليمن، وما أدراك ما اليمن؟! فقد كانَ المشروعُ القرآني بقيادة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- تتسارعُ خطواتُه الحضارية النهضوية في سباق محموم مع الشيطان الأكبر وجلاوزته، حتى حقّق الله تعالى، وبتوفيقه وعونه، إنجازات للمشروع القرآني كان يتطلع لها شهيد القرآن -رضوان الله عليه-، ويتطلع لها كُـلّ شهيد ارتقى في ظل هذا المشروع.

تسارعت الأحداث برومانتيكية عالية، حَيثُ فشلت الأدوات النفاقية في ست حروب، وسرعان ما فر الشيطان الأكبر من صنعاء، حتى صاح المجرم نتنياهو من خطر المشروع القرآني على كيانه المغتصب، وتكلل صراخُه بتقهقر تحالف العدوان السعوأمريكي إماراتيإسرائيلي، وهزيمته في اليمن على مدى تسع سنوات من العدوان الإجرامي.

خرج اليمن بمشروعه القرآني من بين براثن الذئاب سالمًا غانمًا قويًّا بأعظم مما قبل، وتوجّـه مباشرة، وبفاصل زمني صفري إلى مساندة الشعب الفلسطيني في طوفانه المبارك، فصفّر العائداتِ الاقتصادية في ميناء أم الرشراش، وهتك عِرضَ الكيان الزائل في معقله الأول (يافا)، ومنع مرور سفن العدوّ الإسرائيلي في بحار اليمن ومضيقه، بل تعدَّى ذلك إلى البحر المتوسط، والمحيط الهندي، ولاحق المشروعُ القرآني سفنَ الشيطان الأكبر، حتى أصبحت تتخفَّى عند مسيرها، ومع ذلك لم يسلم.

لقد وقف رئيس الشيطان الأكبر (ترامب) خلال أربع سنوات منذهلًا عاجزًا عن كبح جماح المشروع القرآني في مرحلة أشدَّ وطأة أثناء التسع العجاف العدوانية على اليمن، فما عساه أن يفعل اليوم؟!!

البُعبُع الشيطاني هو بعبع على أوليائه، فقد قال تعالى: {إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}، [سُورَةُ آلِ عِمرَانَ: ١٧٥]، أما نحن؛ فقد رأى منا -اليمانيين- الشجاعةَ والإقدام في أكثر من أربعين جبهة، وليس ببعيد عنه قبيل وصوله مطارَ الرياض صواريخُ الغضب تدك المطار، في رسالة عاجلة استوعبها بعبعهم، وحفرت في ذاكرته أربعَ سنوات كابوسية مخيفة، وبارتدادات نفسية واضطرابات لازمته طيلةَ أربع سنوات لاحقة؛ ولذا، فبمُجَـرّد إعلان فوزه في الانتخابات، أسرع معلنًا عبر المواقع الإلكترونية التابعة له فبركةً وتزويرًا: إعلان الناطق الرسمي للجيش اليمني توقيف العمليات في البحر!!!

فعلًا؛ هذا الإعلان هو ما يتمناه الشيطان الأكبر والغدة السرطانية؛ لكنه ضربٌ من المُحال لدى المشروع القرآني، كيف لا يكون مستحيلًا؛ والله تعالى يقول لنا أمرًا: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}، [سُورَةُ التَّوبَةِ: ١٤]، وبإذن الله، كما طُرِدوا من المياه؛ سيُطردَون من اليابسة.

واليوم في الذكرى السنوية للشهيد، نعاهد اللهَ تعالى، ورسوله، وأهل البيت، وكل الشهداء؛ بأننا متمسكون بأوثق العُرَى بالمشروع القرآني، عقيدةً وممارسةً، وبعون الله، وتوفيقه لن نلقاهم جميعًا إلا بوجوه مبيضة مسفرة مسبشرة، ونسأل الله تعالى أن يثبِّتَنا، فهو القائلُ عز وجل: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ، وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ، وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}، [سُورَةُ إِبرَاهِيمَ: ٢٧].

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المشروع القرآنی الشیطان الأکبر الله تعالى

إقرأ أيضاً:

كيف كثفت أمريكا وبريطانيا غارتهما على مواقع الحوثي في اليمن؟

تعرضت مواقع تابعة لميليشيات الحوثي الإرهابية لغارات أمريكية بريطانية على صنعاء ومحافظة عمران.

حيث تشن القوات الأمريكية والبريطانية منذ يناير الماضي ضربات ضمن تحالف عسكري يهدف إلى تحجيم قدرات الحوثيين والحد من هجماتهم ضد خطوط الملاحة الدولية المارة في البحر الأحمر وخليج عدن.

انتهاكات مروعة ضد المدنيين.. كيف يواصل الحوثي مخالفة القوانين الدولية باليمن؟ عبر أجنداتهم المشبوهة.. كيف ضاعف الحوثيون الأعباء الاقتصادية باليمن؟

يأتي ذلك بالتزامن مع تصعيد حوثي جديد في عدّة جبهات خاصة بمحافظة تعز والساحل الغربي، ما يسقط خارطة الطريق الأممية ويضرب فرص إحلال السلام في اليمن بمقتل.

وبعد أن قامت مليشيات الحوثي خلال الفترة الماضية بالتصعيد في جبهات محافظات لحج ومأرب والضالع، لجأت في الأيام الأخيرة لحشد قواتها إلى الحديدة وتعز.


ونفذت المليشيات الحوثية في الأيام القليلة الماضية مناورات عسكرية، ومحاولات تسلل وقصف مواقع المقاومة الوطنية في الساحل الغربي.

وكعادتها تقوم مليشيات الحوثي بين الحين والآخر بتصعيد هجماتها العسكرية في مختلف جبهات القتال، وتركزت تلك الهجمات على محافظات الحديدة وتعز وأبين وشبوة والضالع ولحج.

وتستغل المليشيات المساعي الأممية للهدنة، ومن خلال تصعيدها العسكري تهدف إلى عرقلة جهود إحلال السلام في اليمن.

وفشلت المليشيات في إحراز أي تقدم ميداني مؤخرا بأكثر من جبهة، بعد أن حاولت القيام بعدة هجمات واستهداف بالطيران المسير لمواقع قوات الحكومة اليمنية.

هل تؤثر العقوبات الأمريكية على قدرات الحوثيين العسكرية؟

وفي ضربة جديدة تلقتها مليشيات الحوثي تمثلت بالعقوبات الأمريكية الأخيرة، التي تستهدف تجفيف منابع تمويلها، وتعطيل خطوط تهريب الأسلحة إليها.

ومؤخرًا، فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات ضد أفراد وشركات وكيانات وسفن مكّنت الحوثيين من الحصول على تمويل مالي وعسكري لدعمهم في استهداف السفن التجارية والنفطية في البحر الأحمر وخليج عدن، بالصواريخ المطورة والطيران المسيّر.

ويرى مراقبون أن تلك العقوبات لها تأثيرات عديدة على الحوثيين المدعومين من إيران، إذ ستصب في مصلحة الحد من قدراتهم العسكرية، وقطع شبكات التمويل والتسليح.

ودفعت هجمات الحوثيين على سفن الشحن والملاحة الدولية منذ نوفمبر 2023، الولايات المتحدة لتكثيف ضرباتها ضد منابع تمويل الجماعة، وأبرزها شبكة "الجمل" عبر عدة جولات من العقوبات، التي طالت عشرات الشركات والأفراد والسفن والوسطاء.

باحثة اقتصادية تكشف لـ "الفجر" كيفية احتواء شبح انهيار الريال اليمني والقضاء على تضخم السلع والمواد الغذائية (حوار) أكاديمي بجامعة عدن يُجيب لـ "الفجر".. كيف حاصر جحيم حرب الحوثي الاقتصادية اليمنيين؟

مقالات مشابهة

  • الشيطان بيغلبنى وبعمل معاصي كتير هل ربنا مش بيحبني؟.. أمين الفتوى يجيب
  • أمريكا تقرع طبول الحرب في اليمن ..
  • دوامة من الفشل والتخبط.. أمريكا تقرع طبول الحرب في اليمن
  • كيف كثفت أمريكا وبريطانيا غارتهما على مواقع الحوثي في اليمن؟
  • كيفية التخلص من وساوس الشيطان؟.. الإفتاء توصي بـ7 أمور فيها النجاة
  • لماذا جبل الطور الوحيد الذي تجلى الله عليه ؟
  • تفاصيل جديدة حول معركة أمريكا مع اليمن
  • ناشيونال انترست : قوة أمريكا الضاربة فشلت في اليمن
  • الشيطان لا ينسى