يمانيون:
2025-04-27@23:00:52 GMT

المشروعُ القرآني في وجه أمريكا القبيح

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

المشروعُ القرآني في وجه أمريكا القبيح

د. محمد شرف الدين

منذ غزا شذاذُ الآفاق الأُورُوبيون أمريكا تجرَّعَ العالَمُ ويلات الفساد والإجرام؛ فمنذ الوهلة الأولى أبادوا ملايين السكان الأمريكيين الأصليين (أصحاب الأرض)، مع إمْكَانية التعايش معهم، فالأرض واسعة جِـدًّا تتسع للجميع وبفائض؛ لكن أيدولوجيا القبح اللامتناهي يمتزج بالأكسجين الذي يسري في دمائهم؛ ولذا لو حتم الأمر إبادة آلاف من أبناء جلدتهم؛ مِن أجلِ تغذية قبحهم؛ لبادروا، كما فعلوا في أحداث الـ ١١ من سبتمبر ٢٠٠١م، فكان أدق توصيف لهم، وأحصف وأحكم تقييم لهم قولة الإمام الخميني- رحمه الله-: (أمريكا الشيطان الأكبر).

نعم؛ إبليس هو أبو الشياطين، وقائد لوائهم في الدنيا، وقائد لوائهم إلى النار؛ لكن المهمة الشيطانية التي أوكلت لأمريكا في هذا العصر فاقت بشاعتها مجموع الأعمال الشيطانية فتكًا بالبشرية، بل هي عصارة تجارب الشياطين السابقين، فقال تعالى: {يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}، [سُورَةُ الأَنعَامِ: ١١٢]، فهم يتناقلون التجارب، ويستفيد اللاحق من الخبرات الشيطانية المتراكبة عبر العصور، ناهيك عن الإمْكَانيات المهولة للشيطان الأكبر، ومخلفاتها المأساوية التي رشحَّته بامتيَاز لهذا المنصب الشيطاني.

وفي المقابل النقيض تتراءى المكانةُ العظيمة، والمنزلة الكبيرة لشهيد القرآن السيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-؛ إذ انطلق بالمشروع القرآني لمواجهة الشيطان الأكبر في زمن طغا عليه الصمت والخنوع، والاستسلام، بل بايع الجميع، وقلَّد السوادُ الأعظم العالمي قيادةَ العالم للشيطان الأكبر، فانبرى رضوانُ الله عليه؛ ليقولَ لأمريكا: (لا)، وأطلق شعار الصرخة: (الله أكبر- الموت لأمريكا- الموت لإسرائيل- اللعنة على اليهود- النصر للإسلام)، مع المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، وتصيير قضية فلسطين قضيةً مركَزيةً، ومواكبته ذلك بتوعية قرآنية شاملة، وبناء أُمَّـة على مستوى المواجهة.

لقد أدرك الشيطانُ الأكبر خطرَ المشروع القرآني على كيانه القبيح؛ فأسرع -عبرَ أدواته النفاقية- لوأد المشروع، وخسرت الأُمَّــة في ٢٠٠٤م قائدًا عظيمًا؛ لكن راية الله تعالى لم تتهاوَ، فالله غالب على أمره.

استمر الشيطان الأكبر في ممارساته الإجرامية، فاحتل أفغانستان، والعراق، وتحالف ضد سورية، وبعثر ليبيا، وحاصر إيران، ونهب ثرواتِ المسلمين، وسعى بكل ثقله السلطوي في سبيل تصفية القضية الفلسطينية، أما اليمن، وما أدراك ما اليمن؟! فقد كانَ المشروعُ القرآني بقيادة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- تتسارعُ خطواتُه الحضارية النهضوية في سباق محموم مع الشيطان الأكبر وجلاوزته، حتى حقّق الله تعالى، وبتوفيقه وعونه، إنجازات للمشروع القرآني كان يتطلع لها شهيد القرآن -رضوان الله عليه-، ويتطلع لها كُـلّ شهيد ارتقى في ظل هذا المشروع.

تسارعت الأحداث برومانتيكية عالية، حَيثُ فشلت الأدوات النفاقية في ست حروب، وسرعان ما فر الشيطان الأكبر من صنعاء، حتى صاح المجرم نتنياهو من خطر المشروع القرآني على كيانه المغتصب، وتكلل صراخُه بتقهقر تحالف العدوان السعوأمريكي إماراتيإسرائيلي، وهزيمته في اليمن على مدى تسع سنوات من العدوان الإجرامي.

خرج اليمن بمشروعه القرآني من بين براثن الذئاب سالمًا غانمًا قويًّا بأعظم مما قبل، وتوجّـه مباشرة، وبفاصل زمني صفري إلى مساندة الشعب الفلسطيني في طوفانه المبارك، فصفّر العائداتِ الاقتصادية في ميناء أم الرشراش، وهتك عِرضَ الكيان الزائل في معقله الأول (يافا)، ومنع مرور سفن العدوّ الإسرائيلي في بحار اليمن ومضيقه، بل تعدَّى ذلك إلى البحر المتوسط، والمحيط الهندي، ولاحق المشروعُ القرآني سفنَ الشيطان الأكبر، حتى أصبحت تتخفَّى عند مسيرها، ومع ذلك لم يسلم.

لقد وقف رئيس الشيطان الأكبر (ترامب) خلال أربع سنوات منذهلًا عاجزًا عن كبح جماح المشروع القرآني في مرحلة أشدَّ وطأة أثناء التسع العجاف العدوانية على اليمن، فما عساه أن يفعل اليوم؟!!

البُعبُع الشيطاني هو بعبع على أوليائه، فقد قال تعالى: {إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}، [سُورَةُ آلِ عِمرَانَ: ١٧٥]، أما نحن؛ فقد رأى منا -اليمانيين- الشجاعةَ والإقدام في أكثر من أربعين جبهة، وليس ببعيد عنه قبيل وصوله مطارَ الرياض صواريخُ الغضب تدك المطار، في رسالة عاجلة استوعبها بعبعهم، وحفرت في ذاكرته أربعَ سنوات كابوسية مخيفة، وبارتدادات نفسية واضطرابات لازمته طيلةَ أربع سنوات لاحقة؛ ولذا، فبمُجَـرّد إعلان فوزه في الانتخابات، أسرع معلنًا عبر المواقع الإلكترونية التابعة له فبركةً وتزويرًا: إعلان الناطق الرسمي للجيش اليمني توقيف العمليات في البحر!!!

فعلًا؛ هذا الإعلان هو ما يتمناه الشيطان الأكبر والغدة السرطانية؛ لكنه ضربٌ من المُحال لدى المشروع القرآني، كيف لا يكون مستحيلًا؛ والله تعالى يقول لنا أمرًا: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}، [سُورَةُ التَّوبَةِ: ١٤]، وبإذن الله، كما طُرِدوا من المياه؛ سيُطردَون من اليابسة.

واليوم في الذكرى السنوية للشهيد، نعاهد اللهَ تعالى، ورسوله، وأهل البيت، وكل الشهداء؛ بأننا متمسكون بأوثق العُرَى بالمشروع القرآني، عقيدةً وممارسةً، وبعون الله، وتوفيقه لن نلقاهم جميعًا إلا بوجوه مبيضة مسفرة مسبشرة، ونسأل الله تعالى أن يثبِّتَنا، فهو القائلُ عز وجل: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ، وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ، وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}، [سُورَةُ إِبرَاهِيمَ: ٢٧].

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المشروع القرآنی الشیطان الأکبر الله تعالى

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: تعظيم النبي أمر إلهي وليس اختراعا بشريا

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، إن تعظيم النبي محمد ليس اختراعًا بشريًا، ولا بدعة أحدثها الناس، بل هو تعظيم أمر الله به، بل إن الله تعالى هو الذي عظّم نبيه قبل أن يأمرنا بتوقيره، قال تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾، وكلمة "على" تفيد التمكن والتمكين، مما يؤكد أن مكانة النبي من الله تعالى مكانةٌ عظيمةٌ رفيعة.

علي جمعة: كل ما في الكون يسبح للهعلي جمعة: التوكل على الله من مفاتيح النجاة

وأضاف علي جمعة، في تصريح له، أن حقيقة تعظيم النبي تتمثل أولًا وأساسًا في تعظيم ما جاء به من أوامر ونواهٍ، مؤكدًا أن الإسلام ربط المحبة بالطاعة، حيث قال تعالى: ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾، مشددًا على أن تعظيم النبي لا يكون بالكلمات فقط، بل بالاتباع الكامل والاقتداء الصادق.

وأشار إلى أن القرآن الكريم يفيض بآيات تعزز هذا المعنى، ومنها قول الله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾، وأمره جل وعلا: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾، وأيضًا قوله: ﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾.

وأوضح أن النبي كان قمةً في التواضع رغم علو مقامه، حتى إنه قال: "لا تفضلوني على يونس بن متى" [رواه البخاري]، مع أن الله هو الذي فضله وجعله خاتم النبيين، وأمرنا باتباعه واتباع سنته، مؤكدًا أن هذا التواضع من النبي لا ينفي أن الله رفعه واصطفاه، فقال له: ﴿ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ ﴾، وقال: ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾، وأعطاه الكوثر، واختاره إمامًا للأنبياء يوم الإسراء والمعراج.

وتابع: "نحن لا نعظم النبي من أنفسنا بل الله هو الذي أمرنا بذلك، وهو الذي رفع مقامه، وجعله رحمةً للعالمين، وأسوةً حسنةً لكل من أراد سلوك طريق الحق والنجاة".

ولفت إلى أن العرب قديمًا كانت إذا أحبت شيئًا أو خافته أكثرت من ذكر أسمائه، فكان للأسد نحو سبعمئة اسم، وللخمر نحو تسعين اسمًا، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى أكثر من أسمائه الحسنى وصفاته العلى ليعرّف عباده بنفسه، وليبني في قلوبهم عقيدةً راسخةً قائمةً على الجلال والجمال والكمال.

وأكد أن تعظيم النبي تعظيمٌ للرسالة، وإحياءٌ للدين، ومظهرٌ من مظاهر الإيمان الحقيقي، وأن الأمة لا تصلح ولا تستقيم إلا بتعظيم رسولها الكريم واتباعه ظاهرًا وباطنًا.

طباعة شارك علي جمعة تعظيم النبي حقيقة تعظيم النبي القرآن التواضع

مقالات مشابهة

  • دعاء زوال الفقر وقلة الرزق.. احفظه وداوم عليه يوميا
  • علي جمعة: تعظيم النبي أمر إلهي وليس اختراعا بشريا
  • حرب أمريكا الثانية على اليمن!!
  • ما هي مفاتيح النجاة؟.. علي جمعة يكشف عنها
  • علي جمعة: التوكل على الله من مفاتيح النجاة
  • أذكار الصباح اليوم الأحد 27 أبريل 2027
  • أمنيات أمريكا لا تتحقق في اليمن
  • ترامب ظاهرة الرئيس الصفيق الذي كشف وجه أمريكا القبيح !
  • وزارة الخارجية: محاولة أمريكا التنصل عن جرائمها في اليمن تهدف للتغطية على فشلها الذريع
  • أذكار المساء رددها 3 مرات لتحصن نفسك من وساوس الشيطان