يمانيون:
2024-12-22@11:37:27 GMT

المشروعُ القرآني في وجه أمريكا القبيح

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

المشروعُ القرآني في وجه أمريكا القبيح

د. محمد شرف الدين

منذ غزا شذاذُ الآفاق الأُورُوبيون أمريكا تجرَّعَ العالَمُ ويلات الفساد والإجرام؛ فمنذ الوهلة الأولى أبادوا ملايين السكان الأمريكيين الأصليين (أصحاب الأرض)، مع إمْكَانية التعايش معهم، فالأرض واسعة جِـدًّا تتسع للجميع وبفائض؛ لكن أيدولوجيا القبح اللامتناهي يمتزج بالأكسجين الذي يسري في دمائهم؛ ولذا لو حتم الأمر إبادة آلاف من أبناء جلدتهم؛ مِن أجلِ تغذية قبحهم؛ لبادروا، كما فعلوا في أحداث الـ ١١ من سبتمبر ٢٠٠١م، فكان أدق توصيف لهم، وأحصف وأحكم تقييم لهم قولة الإمام الخميني- رحمه الله-: (أمريكا الشيطان الأكبر).

نعم؛ إبليس هو أبو الشياطين، وقائد لوائهم في الدنيا، وقائد لوائهم إلى النار؛ لكن المهمة الشيطانية التي أوكلت لأمريكا في هذا العصر فاقت بشاعتها مجموع الأعمال الشيطانية فتكًا بالبشرية، بل هي عصارة تجارب الشياطين السابقين، فقال تعالى: {يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}، [سُورَةُ الأَنعَامِ: ١١٢]، فهم يتناقلون التجارب، ويستفيد اللاحق من الخبرات الشيطانية المتراكبة عبر العصور، ناهيك عن الإمْكَانيات المهولة للشيطان الأكبر، ومخلفاتها المأساوية التي رشحَّته بامتيَاز لهذا المنصب الشيطاني.

وفي المقابل النقيض تتراءى المكانةُ العظيمة، والمنزلة الكبيرة لشهيد القرآن السيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-؛ إذ انطلق بالمشروع القرآني لمواجهة الشيطان الأكبر في زمن طغا عليه الصمت والخنوع، والاستسلام، بل بايع الجميع، وقلَّد السوادُ الأعظم العالمي قيادةَ العالم للشيطان الأكبر، فانبرى رضوانُ الله عليه؛ ليقولَ لأمريكا: (لا)، وأطلق شعار الصرخة: (الله أكبر- الموت لأمريكا- الموت لإسرائيل- اللعنة على اليهود- النصر للإسلام)، مع المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، وتصيير قضية فلسطين قضيةً مركَزيةً، ومواكبته ذلك بتوعية قرآنية شاملة، وبناء أُمَّـة على مستوى المواجهة.

لقد أدرك الشيطانُ الأكبر خطرَ المشروع القرآني على كيانه القبيح؛ فأسرع -عبرَ أدواته النفاقية- لوأد المشروع، وخسرت الأُمَّــة في ٢٠٠٤م قائدًا عظيمًا؛ لكن راية الله تعالى لم تتهاوَ، فالله غالب على أمره.

استمر الشيطان الأكبر في ممارساته الإجرامية، فاحتل أفغانستان، والعراق، وتحالف ضد سورية، وبعثر ليبيا، وحاصر إيران، ونهب ثرواتِ المسلمين، وسعى بكل ثقله السلطوي في سبيل تصفية القضية الفلسطينية، أما اليمن، وما أدراك ما اليمن؟! فقد كانَ المشروعُ القرآني بقيادة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- تتسارعُ خطواتُه الحضارية النهضوية في سباق محموم مع الشيطان الأكبر وجلاوزته، حتى حقّق الله تعالى، وبتوفيقه وعونه، إنجازات للمشروع القرآني كان يتطلع لها شهيد القرآن -رضوان الله عليه-، ويتطلع لها كُـلّ شهيد ارتقى في ظل هذا المشروع.

تسارعت الأحداث برومانتيكية عالية، حَيثُ فشلت الأدوات النفاقية في ست حروب، وسرعان ما فر الشيطان الأكبر من صنعاء، حتى صاح المجرم نتنياهو من خطر المشروع القرآني على كيانه المغتصب، وتكلل صراخُه بتقهقر تحالف العدوان السعوأمريكي إماراتيإسرائيلي، وهزيمته في اليمن على مدى تسع سنوات من العدوان الإجرامي.

خرج اليمن بمشروعه القرآني من بين براثن الذئاب سالمًا غانمًا قويًّا بأعظم مما قبل، وتوجّـه مباشرة، وبفاصل زمني صفري إلى مساندة الشعب الفلسطيني في طوفانه المبارك، فصفّر العائداتِ الاقتصادية في ميناء أم الرشراش، وهتك عِرضَ الكيان الزائل في معقله الأول (يافا)، ومنع مرور سفن العدوّ الإسرائيلي في بحار اليمن ومضيقه، بل تعدَّى ذلك إلى البحر المتوسط، والمحيط الهندي، ولاحق المشروعُ القرآني سفنَ الشيطان الأكبر، حتى أصبحت تتخفَّى عند مسيرها، ومع ذلك لم يسلم.

لقد وقف رئيس الشيطان الأكبر (ترامب) خلال أربع سنوات منذهلًا عاجزًا عن كبح جماح المشروع القرآني في مرحلة أشدَّ وطأة أثناء التسع العجاف العدوانية على اليمن، فما عساه أن يفعل اليوم؟!!

البُعبُع الشيطاني هو بعبع على أوليائه، فقد قال تعالى: {إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}، [سُورَةُ آلِ عِمرَانَ: ١٧٥]، أما نحن؛ فقد رأى منا -اليمانيين- الشجاعةَ والإقدام في أكثر من أربعين جبهة، وليس ببعيد عنه قبيل وصوله مطارَ الرياض صواريخُ الغضب تدك المطار، في رسالة عاجلة استوعبها بعبعهم، وحفرت في ذاكرته أربعَ سنوات كابوسية مخيفة، وبارتدادات نفسية واضطرابات لازمته طيلةَ أربع سنوات لاحقة؛ ولذا، فبمُجَـرّد إعلان فوزه في الانتخابات، أسرع معلنًا عبر المواقع الإلكترونية التابعة له فبركةً وتزويرًا: إعلان الناطق الرسمي للجيش اليمني توقيف العمليات في البحر!!!

فعلًا؛ هذا الإعلان هو ما يتمناه الشيطان الأكبر والغدة السرطانية؛ لكنه ضربٌ من المُحال لدى المشروع القرآني، كيف لا يكون مستحيلًا؛ والله تعالى يقول لنا أمرًا: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}، [سُورَةُ التَّوبَةِ: ١٤]، وبإذن الله، كما طُرِدوا من المياه؛ سيُطردَون من اليابسة.

واليوم في الذكرى السنوية للشهيد، نعاهد اللهَ تعالى، ورسوله، وأهل البيت، وكل الشهداء؛ بأننا متمسكون بأوثق العُرَى بالمشروع القرآني، عقيدةً وممارسةً، وبعون الله، وتوفيقه لن نلقاهم جميعًا إلا بوجوه مبيضة مسفرة مسبشرة، ونسأل الله تعالى أن يثبِّتَنا، فهو القائلُ عز وجل: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ، وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ، وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}، [سُورَةُ إِبرَاهِيمَ: ٢٧].

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المشروع القرآنی الشیطان الأکبر الله تعالى

إقرأ أيضاً:

ماذا يفعل المسلم عند الغضب؟.. آيات تطفئ النار الملتهبة

نصحت دار الإفتاء المصرية، مَن يتعرّض لما يُغضبه عليه أن يتوضأ؛ فإن الوضوء يطفئ لهيب الغضب، ويقضي على شرارته.

ماذا يفعل المسلم عند الغضب؟

واستشهدت دار الإفتاء في إجابتها عن سؤال: ماذا يفعل المسلم عند الغضب؟ بما ورد عن عبد الله بن بجير الصنعاني قال: دخلنا على عروة بن محمد السعدي، فكلَّمه رجل، فأَغضبه، فقام فتوضأ، فقال: حدَّثني أبي عن جدي عطية، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الْغَضَبَ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنَ النَّارِ، وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ، فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ» رواه أبو داود في "سننه"، والإمام أحمد في "مسنده".

كما أن ذكر الله يبعث في القلب خشية تُعِينُ الإنسان على التأدب والتحكم في الغضب؛ قال الإمام الماوردي [واعلم أن لِتَسْكِينِ الغضب إذا هجم أسبابًا يُستعان بها على الْحِلْمِ؛ منها: أن يذكر الله عز وجل؛ فَيَدْعُوهُ ذلك إلى الخوف منه، وَيَبْعَثُهُ الخوف منه على الطاعة له، فَيَرْجِعُ إلى أدبه ويأخذ بِنَدْبِهِ؛ فعند ذلك يزول الغضب؛ قال الله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ﴾ [الكهف: 24]] اهـ.

دعاء الغضب من شخص

“أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم.

اللهم اجعل لي من كل ما أهمني و كربني من أمر دنياي وآخرتي فرجًا ومخرجًا، وارزقني من حيث لا أحتسب، واغفر لي ذنوبي وثبت رجاك في قلبي، و اقطعه ممن سواك حتى لا أرجو أحدًا غيرك.”

“يا من يكتفي من خلقه جميعًا ولا يكتفي منه أحد من خلقه يا أحد من لا أحد له انقطع الرجاء إلا منك أغثني..أغثني يا عزيز يا حميد يا ذا العرش المجيد أصرف عني شر كل جبار عنيد..اللهم إنك تعلم أني على إساءتي وظلمي وإسرافي أني لم أجعل لك ولدًا ولا ندًا ولا صاحبة ولا كفوًا فإن تعذب فأنا عبدك وإن تغفر فإنك العزيز الحكيم.”

“اللهم إني أسألك يا من لا تغلطه المسائل ويا من لا يشغله سمع عن سمعيا من لا يبرمه إلحاح الملحين.. اللهم أني أعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاءوسوء القضاء وشماتة الأعداء دعاء الحزن والضيق يا لطيف.. يا لطيف.. يا لطيف الطف بي بلطفك الخفي و أعني بقدرتك.”

“اللهم إني أنتظر فرجك وأرقب لطفك فالطف بي ولا تكلني إلى نفسي ولا إله غيرك لا إله إلا الله الرحمن الرحيم

اللهم إني أنزلت بك حاجتي كلها الظاهرة والباطنة والدنيوية والأخروية، اللهم اكفني ما همني وما لا أهتم له.. اللهم زودني بالتقوى واغفر لي ذنبي ووجهني للخير أينما توجهت اللهم يسرني لليسرى وجنبني للعسرى.”

آيات تطفئ الغضب

قال الله تعالى: “وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ” الآية 134 من سورة آل عمران.

قال تعالى: “وإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ” الآية 36 من سورة فصّلت

قال تعالى: « َنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ»

روي في صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنهأنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: “ليس الشّديد بالصّرعة، إنّما الشّديد الّذي يملك نفسه عند الغضب”

روي في سنن أبي داود والتّرمذي وابن ماجة عن معاذ بن أنس الجهني الصحابيّ رضي الله تعالى عنهأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم قال:“من كظم غيظًا وهو قادر على أن ينفّذه دعاه الله سبحانه وتعالى على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتّى يخيّره من الحور ما شاء “

روي في صحيحي البخاري ومسلم عن سليمان بن صرد الصحابي رضي الله تعالى عنهقال: “كنت جالسًا مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ورجلان يستبّان،وأحدهما قد احمرّ وجهه وانتفخت أوداجه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم”:” إنّي لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجهد، لو قال: أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم،ذهب منه ما يجد، فقالوا له: إنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: تعوّذ بالله من الشّيطان الرجيم، فقال: وهل بي من جنون؟ “

مقالات مشابهة

  • من هو النبي الذي قتل جالوت؟.. تعرف على القصة كاملة
  • ماذا يفعل المسلم عند الغضب؟.. آيات تطفئ النار الملتهبة
  • حكم صبر الإنسان عند الإبتلاء بالفقر أو الغنى
  • ذكر نبوي لقضاء الديون: دعاء يعينك على التوفيق
  • أذكار المساء يوم الجمعة.. سلاح ضد الشيطان
  • حكم تأجيل العمل وقت الدوام ليكون إضافيًّا.. الإفتاء توضح
  • كيف تتوب إلى الله توبة نصوحًا؟ دليل عملي للعودة إلى الخالق
  • لـمـاذا أنـا هـنـا؟
  • الرد على من زعم أن الإمام البخاري ليس فقيهًا
  • معنى الأهلة قوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ﴾