أم المختار مهدي
قال تعالى: (إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ أنفسهُمْ وَأموالهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالقرآن وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، في صراعات الحقي مع الباطل والخير مع الشر يبرز العظماء في الساحة، حاملين راية الدفاع عن الأهل والوطن في سبيل الله تعالى، انطلقوا بعتادهم البسيط وعددهم القليل متوكلين على الله تعالى غير آبهين بما يملك عدوهم اللدود من إمْكَانيات هائلة وعتاد ضخم وجيوش من مختلف الجنسيات، ثبتوا في وقت زلزلة العالم، وصرخوا في وقت تكميم الأفواه، وتحَرّكوا في وقت التراجع والسكون، وبذلوا أرواحهم ودمائهم في سبيل الله تاركين أهلهم وديارهم؛ مِن أجلِ حرية وكرامة الشعب واستقلال الأرض، تحملوا في الميدان أشد المعاناة: من صقيع البرد وشدة الحر في الجبال والصحاري، تجسدت فيهم أرقى درجات الإيمان والولاء الصادق والإخلاص، فكانوا خير حاملين لواء الدين وخير ناصرين للحق.
الشهداء هم من عبدوا طريق الأمن والسكينة وضحوا بحياتهم لنعيش بحرية واستقلال، لم يبحثوا وراء منصب، ولم يطلب أجر جهادهم إلا من الله سبحانه وتعالى، توحدت بهم مسيرة الحق وأثمرت دماؤهم نصرًا وعزًا وقوة، وما نعيش فيه اليوم من الأمان والاطمئنان وما تنعم به أرضنا هو بفضل الله وبفضل تضحياتهم العظيمة.
نصروا الدين وكسروا شوكة المستكبرين وافشلوا مخطّطات الظالمين في السيطرة على الأرض والإنسان ونهب الثروات واستعباد الناس وإذلالهم، لم يفضلوا الحياة بين الأهل والولد على المتراس عندما رأوا أرضهم تفيض بالدماء، وشعبهم يُحاصر ويُقتل ويُرتكب بحقه أبشع الجرائم، وثروات أرضهم تُنهب وتُؤخذ لمن لا يستحق، لم يتحملوا صراخ الأطفال والنساء، وأنين الجرحى، وامتلاء المقابر بالشهداء، ومشاهدة الأسر المشردة والبيوت المدمّـرة والدماء كشلالات ماء في الشوارع والطرقات؛ فوثبوا إلى الساحة كالأسود متعطشين لخوض غمار الموت في سبيل الله تعالى.
واليوم في أصعب المواقف كانوا هم السابقون إلى المجد، والأولون في البذل والعطاء والتضحية من القادة والأفراد من دول المحور المقاوم؛ حتى اختلط الدم وتوحدت القضية وتراصت الصفوف بفضل دمائهم الزكية في طريق الحق ونصرة المظلومين.
في ذكرى الشهيد نستذكر مآثرهم وسيرهم وتاريخهم المشرف؛ لنستلهم منهم القوة والصبر والشجاعة، فنجاهد كما جاهدوا ونضحي كما ضحوا، فمدرسة الشهداء هي أعظم مدرسة لبناء النفوس وتهيئتها للجهاد في سبيل الله، ولا ننسى في هذه الذكرى أسرهم المضحية من الزيارة والرعاية والاحترام والتقدير، “إن كُـلّ أسرة قدمت شهيدًا قد بنت لبنة في بناء الإسلام وصرحه الشامخ”.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی سبیل الله
إقرأ أيضاً:
كيفية تحصين النفس من الفتن؟.. الإفتاء تجيب
أجابت دار الإفتاء المصرية عن تساؤل حول كيف أهذب نفسي وأحفظها من الفتنة في هذا العصر؟
قائلة عبر فتوى تحمل رقم “8395”: لكي يقوى الإنسان على مقاومة الفتن، وحفظ نفسه من مكائد النفس والشيطان، عليه أن يسعى ليكون عبدًا طائعًا مخلصًا لله تعالى، مستعينًا به في كل أموره، ومتوكلًا عليه، ولا يغتر بنفسه أبدًا مهما أكثر من الطاعات، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [آل عمران: 101].
ومن الأمور المعينة على تهذيب النفس وتزكيتها: الإكثار من ذكر الله تعالى، وترسيخ محبته ومحبة النبي صلى الله وهليه وآله وسلم في القلب، ومنها: قراءة القرآن الكريم وتدبره، والتفقه في الدين، ومصاحبة أهل الخير والصلاح، والحرص على أداء الفرائض واجتناب المعاصي لا سيما الكبائر، ومحاسبة النفس، وعدم اليأس من الاستقامة مهما وقع الإنسان في الذنوب أو تكررت فليحسن الظن في عفو الله ومغفرته،وليبارد بترك الذنب وتجديد التوبة منه، قال تعالى: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ [العنكبوت: 45].
ومما سبق يُعلم الجواب عما جاء بالسؤال.
والله سبحانه وتعالى أعلم.