يمانيون:
2025-04-10@17:59:10 GMT

من ثمار تضحيات الشهداء

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

من ثمار تضحيات الشهداء

أم المختار مهدي

قال تعالى: (إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ أنفسهُمْ وَأموالهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالقرآن وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، في صراعات الحقي مع الباطل والخير مع الشر يبرز العظماء في الساحة، حاملين راية الدفاع عن الأهل والوطن في سبيل الله تعالى، انطلقوا بعتادهم البسيط وعددهم القليل متوكلين على الله تعالى غير آبهين بما يملك عدوهم اللدود من إمْكَانيات هائلة وعتاد ضخم وجيوش من مختلف الجنسيات، ثبتوا في وقت زلزلة العالم، وصرخوا في وقت تكميم الأفواه، وتحَرّكوا في وقت التراجع والسكون، وبذلوا أرواحهم ودمائهم في سبيل الله تاركين أهلهم وديارهم؛ مِن أجلِ حرية وكرامة الشعب واستقلال الأرض، تحملوا في الميدان أشد المعاناة: من صقيع البرد وشدة الحر في الجبال والصحاري، تجسدت فيهم أرقى درجات الإيمان والولاء الصادق والإخلاص، فكانوا خير حاملين لواء الدين وخير ناصرين للحق.

الشهداء هم من عبدوا طريق الأمن والسكينة وضحوا بحياتهم لنعيش بحرية واستقلال، لم يبحثوا وراء منصب، ولم يطلب أجر جهادهم إلا من الله سبحانه وتعالى، توحدت بهم مسيرة الحق وأثمرت دماؤهم نصرًا وعزًا وقوة، وما نعيش فيه اليوم من الأمان والاطمئنان وما تنعم به أرضنا هو بفضل الله وبفضل تضحياتهم العظيمة.

نصروا الدين وكسروا شوكة المستكبرين وافشلوا مخطّطات الظالمين في السيطرة على الأرض والإنسان ونهب الثروات واستعباد الناس وإذلالهم، لم يفضلوا الحياة بين الأهل والولد على المتراس عندما رأوا أرضهم تفيض بالدماء، وشعبهم يُحاصر ويُقتل ويُرتكب بحقه أبشع الجرائم، وثروات أرضهم تُنهب وتُؤخذ لمن لا يستحق، لم يتحملوا صراخ الأطفال والنساء، وأنين الجرحى، وامتلاء المقابر بالشهداء، ومشاهدة الأسر المشردة والبيوت المدمّـرة والدماء كشلالات ماء في الشوارع والطرقات؛ فوثبوا إلى الساحة كالأسود متعطشين لخوض غمار الموت في سبيل الله تعالى.

واليوم في أصعب المواقف كانوا هم السابقون إلى المجد، والأولون في البذل والعطاء والتضحية من القادة والأفراد من دول المحور المقاوم؛ حتى اختلط الدم وتوحدت القضية وتراصت الصفوف بفضل دمائهم الزكية في طريق الحق ونصرة المظلومين.

في ذكرى الشهيد نستذكر مآثرهم وسيرهم وتاريخهم المشرف؛ لنستلهم منهم القوة والصبر والشجاعة، فنجاهد كما جاهدوا ونضحي كما ضحوا، فمدرسة الشهداء هي أعظم مدرسة لبناء النفوس وتهيئتها للجهاد في سبيل الله، ولا ننسى في هذه الذكرى أسرهم المضحية من الزيارة والرعاية والاحترام والتقدير، “إن كُـلّ أسرة قدمت شهيدًا قد بنت لبنة في بناء الإسلام وصرحه الشامخ”.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی سبیل الله

إقرأ أيضاً:

10 كلمات طيبات أوصانا النبي بترديدهم.. علي جمعة يكشف عنهم

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن سيدنا النبي ﷺ: يقول «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب»؛ لأن القلب إذا ما صلح ؛صلح له أن يتقبل واردات الأحوال من الخشوع ، من المعرفة، من أن يفتح الله له شيئًا يفهم به مراد الله من خلقه، ومراد الله من عباده، ومراد الله في عبادته سبحانه وتعالى، «إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله».

وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، ان النبي ﷺ يقول: «إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم، وإنما ينظر إلى قلوبكم».

وكما أن الجوارح لها أعمال، فإن القلب له أعمال أيضًا، وطريقنا إلى الله سبحانه وتعالى مبنيٌّ على أمرين هم من واردات الأحوال: التخلية، والتحلية، وينتج منهما أمر ثالث وهو: التجلية.

دعاء الصباح مكتوب.. يجلب الرزق وييسر الأمورحكم ترديد أدعية من القرآن في السجود.. الإفتاء توضح

التخلية: أن تخلي قلبك من كل قبيح، والقبيح عرفه رسول الله ﷺ لنا، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، جعل منه الكبر، وجعل منه الضغينة، وجعل منه الحسد، وجعل منه الحقد، وجعل منه الأخلاق السيئة، نريد أن نخلي قلوبنا منها، كيف نخلي قلوبنا من هذا؟،هذا يتم بذكر الله {أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} وذكر الله سبحانه وتعالى علمنا إياه رسول الله ﷺ أنه بعد كل صلاة وفي دبر كل صلاة نسبح ثلاثًا وثلاثين، ونحمد ثلاثًا وثلاثين، ونكبر ثلاثًا وثلاثين.

علمنا رسول الله ﷺ ما قال عنه العلماء بالكلمات العشر الطيبات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، -ويسمون بالباقيات الصالحات؛ لأنها تبقى بعد الإنسان وبعد موته في قبره-، وعلمنا الاستغفار، وعلمنا لا حول ولا قوة إلا بالله، وعلمنا توكلت على الله، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وعلمنا الصلاة عليه ﷺ.

التقوى هي هدف وغاية أحكام الإسلام‏
كما قال علي جمعة : إذا ما تدبرنا الآيات المحكمات في كتاب الله تعالى‏,‏ نجد أن التقوى هي هدف وغاية أحكام الإسلام‏,‏ ففي العبادة عموما يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:21]، وبشيء من التفصيل يقول سبحانه عن فريضة الصيام: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183]، وفي شعيرة الحج يقول جل وعلا: (الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ) [البقرة:197]، وفي المعاملات بين الله تعالى حكمته في الأمر بالقصاص فقال: (وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:179]، ولماذا أمر عباده باتباع الصراط المستقيم والبعد عن الطرق الأخرى قال عز وجل: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام:153]، وجاء الأمر النبوي بعموم التقوى في الزمان والمكان والحال فقال‏: (اتق الله حيثما كنت‏,‏ وأتبع السيئة الحسنة تمحها‏,‏ وخالق الناس بخلق حسن‏) [‏أخرجه الترمذي] ‏فإذا تحقق المرء بالتقوى في شئونه كلها نال ثمرتها العظيمة التي تضمن له السعادة في الدنيا والنجاة والفوز في الآخرة‏, ‏ومن هذه الثمرات المباركة‏:
‏‏1- حصول محبة الله تعالى‏,‏ قال تعالى: (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ) [التوبة:4].
2- نزول رحمة الله تعالى في الدنيا والآخرة‏, ‏قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) [الأعراف:156]، وقال: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأنعام:155].
‏‏3- الدخول في معية الله ونصره‏,‏ قال سبحانه: (إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) [النحل:128]، وقال: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ) [التوبة:36].
4- حصول الأمن من الخوف والحزن‏,‏ قال تعالى: (فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [الأعراف:35]، وقال: (وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [الزُّمر:61].

مقالات مشابهة

  • هل يجوز دفع أموال الزكاة للأخت المحتاجة؟.. الإفتاء توضح
  • تأملت في أسباب نجاح شيخنا الحبيب محمد سيد حاج
  • كنز عظيم لمن واظب على هذه الصلاة.. حاول أن تصليها
  • كيف نحول ما تركه لنا رسول الله من القرآن والسنة لبرامج عمل يومية.. علي جمعة يوضح
  • علي جمعة يوضح الفرق بين الاستغفار والتوبة
  • تنفيذ حُكم القتل تعزيرًا في مواطن أقدم على ارتكاب عدد من الجرائم الإرهابية
  • تنفيذ حُكم القتل تعزيرًا في مواطن ارتكب جرائم إرهابية
  • 10 كلمات طيبات أوصانا النبي بترديدهم.. علي جمعة يكشف عنهم
  • اسقاط طائرة أمريكية MQ_9 في الجوف
  • السيسي لـ فلسطينية مُصابة بمستشفى العريش: كل حاجة هتبقي كويس بفضل الله