مرض السكري: أنواعه وأسبابه وأحدث طرق العلاج
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
يعد مرض السكري من الأمراض المزمنة الشائعة في مختلف أنحاء العالم، ويحدث نتيجة اضطراب في مستوى السكر (الجلوكوز) في الدم، يعتمد الجسم على الجلوكوز كمصدر أساسي للطاقة، ويُتحكم بمستواه من خلال هرمون الأنسولين الذي تنتجه البنكرياس.
عندما يعجز الجسم عن إنتاج كميات كافية من الأنسولين أو عندما يفشل في استخدامه بكفاءة، يرتفع مستوى السكر في الدم، مما يؤدي إلى حدوث السكري.
يُقسم مرض السكري إلى أنواع رئيسية ثلاثة، وهي:
1. السكري من النوع الأول (السكري المعتمد على الأنسولين):
يُعد هذا النوع من أمراض المناعة الذاتية، حيث يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة وتدمير خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين.
يُشخص هذا النوع غالبًا في سن مبكرة (الأطفال والشباب) ويحتاج المصاب إلى تناول الأنسولين مدى الحياة. السبب وراء حدوث هذا النوع غير معروف بشكل دقيق، لكن يُعتقد أن العوامل الوراثية والعوامل البيئية قد تلعب دورًا في ذلك.
2. السكري من النوع الثاني:
يُعتبر الأكثر شيوعًا ويحدث عندما يكون الجسم غير قادر على استخدام الأنسولين بفعالية (مقاومة الأنسولين)، أو عندما تقل نسبة إفراز الأنسولين مع مرور الوقت.
يرتبط هذا النوع غالبًا بنمط الحياة غير الصحي، مثل قلة النشاط البدني والسمنة، وقد تتداخل أيضًا العوامل الوراثية في حدوثه، يظهر السكري من النوع الثاني غالبًا عند البالغين، لكنه بات يظهر أيضًا عند الشباب والأطفال نتيجة انتشار السمنة.
3. سكري الحمل:
يحدث هذا النوع لدى بعض النساء أثناء **فترة الحمل**، حيث تزداد مقاومة الجسم للأنسولين بسبب التغيرات الهرمونية. غالبًا ما يختفي بعد الولادة، لكنه قد يزيد من احتمالية الإصابة بالنوع الثاني من السكري لاحقًا.
تختلف أسباب السكري باختلاف نوعه، لكن تشمل العوامل المشتركة التي تزيد من احتمالية الإصابة ما يلي:
- العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسكري يزيد من فرص الإصابة.
- السمنة: تُعتبر السمنة من العوامل الرئيسية لحدوث مقاومة الأنسولين.
- قلة النشاط البدني: يؤدي قلة الحركة إلى انخفاض كفاءة الأنسولين في خفض مستوى السكر.
- الغذاء غير الصحي: تناول الأطعمة الغنية بالسكر والدهون يزيد من احتمال الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
- العوامل البيئية: بعض الفيروسات قد تؤدي إلى تحفيز الإصابة بالسكري من النوع الأول.
تتطور أساليب علاج السكري باستمرار بهدف تحسين جودة حياة المرضى وتقليل مضاعفات المرض. ومن بين أحدث طرق العلاج:
1. علاجات الأنسولين المطورة:
توصلت الأبحاث إلى تطوير أنواع حديثة من الأنسولين طويل المفعول (مثل أنسولين "ديجلوديك")، الذي يحافظ على استقرار مستوى السكر لفترات أطول مما يقلل من التقلبات الحادة في مستويات السكر، ويقلل من عدد جرعات الأنسولين اللازمة.
2. مضخات الأنسولين الذكية:
تمثل مضخات الأنسولين تطورًا هامًا، حيث يتم ربطها بالجسم وتقوم بتوصيل الأنسولين بشكل آلي على مدار اليوم بناءً على احتياجات المريض. توفر هذه المضخات أنظمة مراقبة متطورة تقوم بتعديل كمية الأنسولين تلقائيًا وفق مستوى السكر في الدم، مما يسهم في تحسين التحكم بمستويات السكر وتقليل نسبة الأخطاء البشرية.
3. أدوية السكري الحديثة:
ظهرت مؤخرًا أدوية تعمل بآليات مختلفة عن الأنسولين التقليدي، مثل أدوية SGLT2 التي تقلل من إعادة امتصاص السكر في الكلى، مما يساعد على خفض مستوى السكر في الدم. وهناك أيضًا الأدوية التي تعتمد على تأثير هرمون GLP-1 الذي يساعد في إفراز الأنسولين عند ارتفاع مستوى السكر.
4. أجهزة مراقبة السكر المستمرة (CGM):
تعتبر أجهزة مراقبة السكر المستمرة من الابتكارات الحديثة التي تتيح للمريض متابعة مستوى السكر بشكل مستمر دون الحاجة إلى وخز الإصبع بشكل متكرر. تعمل هذه الأجهزة بتقنية استشعار دقيقة تقدم قراءات دقيقة كل بضع دقائق، مما يساعد المريض والطبيب على تعديل الجرعات العلاجية حسب الحاجة.
5. زراعة خلايا البنكرياس والخلايا الجذعية:
من أحدث العلاجات المتطورة التي لا تزال في مرحلة التجارب هي زراعة خلايا البنكرياس القادرة على إنتاج الأنسولين، وكذلك استخدام **الخلايا الجذعية** لاستعادة وظائف البنكرياس. تعتبر هذه التقنية أملًا واعدًا للشفاء من السكري بشكل نهائي، لكن لا تزال قيد البحث والتجربة.
6. العلاج بالذكاء الاصطناعي والتطبيقات الصحية:
أصبح للذكاء الاصطناعي دور هام في إدارة مرض السكري، حيث تتوفر تطبيقات ذكية تتيح للمرضى متابعة قراءات السكر، وتقديم إرشادات غذائية ودوائية حسب البيانات المدخلة، كما تساعد هذه التطبيقات في تحليل بيانات المرضى وتقديم توصيات دقيقة لتحسين نمط الحياة.
يمكن الوقاية من السكري، خصوصًا النوع الثاني، من خلال تبني نمط حياة صحي يشمل:
- الالتزام بنظام غذائي صحي غني بالألياف وقليل السكريات والدهون.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مثل المشي أو ركوب الدراجات.
- الحفاظ على وزن صحي وتجنب السمنة.
- التقليل من التوتر، حيث إن التوتر يؤثر على مستوى السكر في الدم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مرض السكرى أنواع مرض السكري بوابة الفجر موقع الفجر مستوى السکر فی الدم السکری من النوع النوع الثانی مرض السکری طرق العلاج هذا النوع ا النوع غالب ا
إقرأ أيضاً:
إعادة حلزون "البسلة" البريطاني من الإنقراض إلى الحياة
في خطوة تاريخية، أعلنت المملكة المتحدة عن نجاحها في إنقاذ نوع نادر من الحلزون من حافة الانقراض، بعد إطلاق أكثر من 1300 حلزون في البرية تم تربيته ضمن أول برنامج تربية للحيوانات المهددة بالانقراض في العالم.
وكانت هذه الحلزونات في عداد المنقرضة لفترة طويلة، عادت لتعيش في موطنها الأصلي في جزيرة ديزيرتاس، بفضل جهود العلماء وخبراء الحفاظ على البيئة.
إعادة اكتشاف وأمل جديد
كان يعتقد الباحثون أن الحلزون الأرضي الذي لا يتجاوز حجمه حبة البازلاء، قد انقرض منذ أكثر من 100 عام بعد عدم تسجيل أي مشاهدات له، لكن المفاجأة كانت عندما أعاد الخبراء اكتشاف نوعين من هذه الحلزونات في جزيرة ديزيرتاس جراندا، وهي جزيرة صخرية تقع في أرخبيل ماديرا.
وفي إطار هذه الجهود، تم إرسال 60 حلزونًا من بين أقل من 200 فرد إلى حديقة حيوان تشيستر، حيث بدأ العلماء في محاولة تهيئة البيئة المثالية لهذه الكائنات النادرة للتكاثر.
تربية الحلزونات في الأسربعد أشهر من التجارب المكثفة، نجح الخبراء في تربية الحلزونات لأول مرة في بيئة بشرية، مما شكل خطوة هامة في إنقاذ هذا النوع المهدد بالانقراض، بفضل الظروف المحسنة للتكاثر التي وفرتها حديقة حيوان تشيستر، تم إرسال الحلزونات المولودة إلى عدد من المؤسسات العالمية، مثل جمعية علم الحيوان في بريستول وبيوفال نيتشر في فرنسا، لزيادة أعدادها وتعزيز جهود الحفظ.
إعادة التوطين في جزيرة بوجيووفي خطوة لاحقة، تم إرسال 1329 حلزونًا إلى جزيرة بوجيو، حيث تمت إزالة الأنواع الغازية مثل الماعز والفئران، التي كانت تهدد وجود الحلزون بسبب الصيد الجائر، ووضع الباحثون علامات على هذه الحلزونات باستخدام طلاء الأشعة تحت الحمراء لتسهيل مراقبتها ومتابعة تطورها في البرية.
الجهود المشتركة لنجاح المشروعوأوضح الدكتور جيراردو جارسيا، رئيس قسم الحيوانات ذات الدم البارد في حديقة حيوان تشيستر، أن مشروع إنقاذ هذا النوع من الحلزونات كان بمثابة تحدٍ كبير، حيث لم تكن هناك تجارب سابقة للعمل مع هذا النوع في الأسر. وأضاف أن النجاح الذي تحقق يعد نتيجة لتعاون العديد من الخبراء والمختصين، الذين بذلوا جهودًا مضنية لضمان رعاية هذه الحلزونات وتوفير بيئة مناسبة لتكاثرها.
أمل جديد للمستقبلوفي تعليقه على هذا الإنجاز، قال دينارتي تيكسيرا، عالم الأحياء ومدير المشروع في معهد داس فلوريستاس إي كونسيرفاكاو دا ناتوريزا، إن جزر ديزيرتاس هي المكان الوحيد الذي يمكن العثور فيه على هذا النوع من الحلزونات، مما يجعل الجهود المبذولة لإنقاذها ذات قيمة كبيرة. وأضاف أن الأمل قد عاد بعدما ظن الجميع أن الحلزون قد انقرض إلى الأبد.
يُعتبر هذا النجاح مثالًا يُحتذى به في جهود الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، ويعكس العمل الجاد للمؤسسات المعنية بالحفاظ على التنوع البيولوجي.