يمانيون:
2025-03-19@17:16:31 GMT

“جغرافيا الصراع” تتجاوز الأراضي المحتلة

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

“جغرافيا الصراع” تتجاوز الأراضي المحتلة

يمانيون – متابعات
يتصاعد الصراع مع العدو الصهيوني في جبهة غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، ورغم أنها المناطق المُستهدفة بصورة رئيسة ومباشرة، إلا أن طبيعة الصراع تتجاوز هذه الجغرافيا، فالتصور الإمبريالي الأمريكي والتصور الصهيوني للصراع والمخططات الاستعمارية الغربية تشمل المنطقة عموماً.

لطالما كانت المنطقة التي تضم غرب آسيا وشمال وشرق إفريقيا والجزيرة العربية، محوراً للمنافسة بسبب موقعها الاستراتيجي بين ثلاث قارات، ما جعلها محل اهتمام القوى الاستعمارية والإمبريالية عبر التاريخ.

من الاستعمار البريطاني والفرنسي وصولاً إلى النفوذ الأمريكي بعد الحرب العالمية الثانية، شكّلت هذه المنطقة قلباً للتنافس بين القوى الكبرى.

الصراع الراهن في المنطقة بين قوى المقاومة وقوى الاستعمار والصهيونية يرتبط بالاستراتيجيات الجغرافية للسيطرة على الممرات المائية، والمواقع الاستراتيجية بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، وكذلك بخطوط التجارة، مثل طريق الحرير، وكذلك طريق الهند-حيفا، الذي يعد جزءاً من استراتيجية أوسع تسعى القوى الإمبريالية من خلالها للسيطرة على الاقتصاد العالمي.

ما يحدث منذ عام على طوفان الأقصى هو صراع على ما يسميه العدو “الشرق الأوسط” برمّته، وهي معركة تتجاوز جغرافيا الأرض المحتلة، والأمريكي في هذه الحرب ليس مجرد داعم للصهيوني، بل مقاتل عن مشروعهم المشترك، في السيطرة على المنطقة عموماً، وجعلها تحت الهيمنة الأمريكية الصهيونية.

الدور الأمريكي
تلعب أمريكا دور القائد والمخطط في التحركات العدائية في المنطقة، حيث تعتبر أن النفوذ في المنطقة حيوي للسيطرة على النظام العالمي. ترى واشنطن أن الهيمنة على “الشرق الأوسط” أمر استراتيجي للحد من توسع روسيا والصين، وموقع المنطقة يؤهلها للتحكم في موارد الطاقة العالمية وخطوط التجارة، مثل “طريق الحرير”. كما تعمل الولايات المتحدة على تعزيز تحالفات عسكرية دفاعية، خاصة مع الدول المحيطة بالصين، للضغط عليها.

الدور الصهيوني

تعد “إسرائيل” جزءاً من المخططات الأمريكية لتحقيق السيطرة على المنطقة، وتسعى إلى تجديد وظيفتها الإقليمية من خلال مبادرات مثل “الإبراهيمية السياسية” التي تهدف لخلق جغرافيا سياسية جديدة تعزز نفوذها. تحاول السيطرة على “الشرق الأوسط” من خلال تمكين علاقاتها التجارية والعسكرية مع تركيا والإمارات، وتتطلع إلى توسيع سيطرتها عبر مشاريع استراتيجية مثل “طريق الهند-حيفا”، الذي يخدم محاولات عزل الصين عن المنطقة.

المقاربة الجو سياسية الأمريكية للمنطقة
تعتمد الولايات المتحدة الأمريكية على الإرث الجيو سياسي الذي خلده مستشار الأمن القومي الأمريكي بريجنسكي الذي كان ولا يزال العقل الاستراتيجي للغرب، حيث جعل من الجغرافيا مرتكزاً للسياسة الأمريكية في المنطقة.

فما أسماه الغرب بمنطقة “الشرق الأوسط” يشكل نقطة محورية للصراع، سواء بسبب موارده من النفط والغاز أو لموقعه الجغرافي الاستراتيجي. بدأ الغرب والصهاينة في تنفيذ استراتيجية التفتيت وإضعاف الدول القوية وتحويلها إلى كيانات ضعيفة، تديرها أنظمة استبدادية بوليسية تابعة للولايات المتحدة الأمريكية وتدور في فلك التطبيع الصهيوني.

إذا أخذنا هذا الصراع بسعته الجغرافية نجد أن هناك ثلاث قوى بارزة في الإقليم هي تركيا وإيران والعرب، لكن هناك تراجع في الفاعلية العربية باستثناء قوى المقاومة العربية في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين. فيما تلعب تركيا دور شرطي للإمبريالية، ويُمارس الغرب ضغوطاً على إيران لإضعافها من الخارج وإثارتها من الداخل، ومصير التحرر العربي واقعياً مرتبط بصمود إيران.

المقاومة الفلسطينية في خاصرة المشروع الأمريكي الصهيوني

العدو الصهيوني قبل توسعة نفوذه، هو بحاجة إلى تصفية المقاومة، فتصفيتها مطلوب، من أجل المضي بعملية التطبيع التي هي في جوهرها عملية بسط النفوذ الصهيوني في المنطقة العربي، وتحقيق مشروع “إسرائيل العظمى” المهيمنة في المنطقة.

المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، تقف سداً أمام هذه المخططات، فقد أوقفت بشكل كبير مشاريع الهيمنة الإقليمية التي سعى العدو الإسرائيلي لتحقيقها عبر ما يُعرف بالإبراهيمية السياسية التي بدأت بتطبيع الإمارات والبحرين والمغرب، وكانت آفاقها مفتوحة لتضم إليها السعودية، ودول إسلامية أخرى تنتظر المبادرة السعودية لتلحق بالركب.

عملية طوفان الأقصى التي وقعت في السابع من أكتوبر المجيد من العام الماضي 2023م وضعت حداً لهذه الاتفاقيات “الإبراهيمية”، وأثّرت بعمق في المنطقة، فقطاع غزة بمقاومته المسلحة يشكل تهديداً استراتيجياً للنظام الإقليمي الذي يسعى الصهاينة والأمريكان إلى تصميمه.

التخريب الأمريكي الصهيوني لدول المنطقة
من أجل نجاح المشروع الإمبريالي الصهيوني، تسعى الإمبريالية العالمية لتدمير الدول التي قد تشكل تهديداً لنفوذها، أو لإضعاف الاقتصادات الناشئة التي قد تؤدي إلى تعقيد المخططات الأمريكية. والتي تلتقي مع روسيا في مناهضة الإمبريالية. يتضح ذلك من خلال الحروب الأهلية التي فجرتها في سوريا واليمن، والمحاولات لاحتواء إيران عبر العقوبات وقبلها تدمير العراق وتفجير الحرب العراقية الايرانية وانقلاب صدام حسين على الحسن البكر الذي أنهى مساعي توحيد العراق وسوريا، وكذلك إسقاط النظام الاشتراكي في أفغانستان بالأفغان العرب واستنزاف روسيا، وإسقاط مصر في الفلك الغربي بكامب ديفد، كل هذه القوى الصاعدة في المنطقة كانت مؤهلة أن تقود تحرر في محيطها وأن تلتقي مع قلب الأرض الشمالي الأوراسي لطرد الاستعمار من منطقة أوراسيا و”الشرق الأوسط”.

المقاومة الجديدة للمشروع الأمريكي الصهيوني
في العقود الأخيرة، لم يعد الصراع في المنطقة مقتصراً على الدول، بل ظهرت جهات فاعلة غير حكومية، مثل حماس وحزب الله والقوات المسلحة اليمنية بقيادة أنصار الله، التي أصبحت تلعب دوراً مؤثراً في الصراع. هؤلاء اللاعبون الجدد يشكلون تحدياً للقوى الغربية، ويتصادمون بصورة مباشرة مع الاستراتيجية الغربية الصهيونية في المنطقة.

هذه هي الملامح الأساسية للصراع الحالي الذي يتجاوز حدود فلسطين ولبنان ليشمل المنطقة بأسرها، وحرب المنطقة جزء من حرب عالمية واقعة وإن لم تسمى بهذا الاسم وهي حرب بين قوى الأحادية القطبية الإمبريالية الغربية وبين قوى التعدد القطبي البازغة في الجنوب العالمي، حيث تسعى هذه القوى العالمية المتصارعة لإعادة تشكيل التوازنات والسيطرة على المناطق الحيوية.
————————————————
موقع أنصار الله. تحليل | أنس القاضي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الشرق الأوسط فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

مستشار ترامب: التسوية في أوكرانيا تتضمن تنازل كييف عن بعض الأراضي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد مايك والتز، مستشار الأمن القومي الأمريكي، ا الأحد، أن التسوية السلمية للصراع في أوكرانيا سوف تستلزم تنازل كييف عن بعض الأراضي مقابل ضمانات أمنية مستقبلية.

وقال والتز في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي نيوز" ردًا على سؤال حول هذه المسألة: "هناك خيار يتعلق بالأراضي مقابل ضمانات أمنية مستقبلية، والوضع المستقبلي لأوكرانيا".

وكشف مستشار الأمن القومي الأمريكي أن واشنطن لا تستبعد اتخاذ إجراءات مختلفة ضد روسيا إذا رفضت موسكو وقف إطلاق النار في الصراع في أوكرانيا الذي اقترحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقال ردًا على سؤال بهذا الشأن في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز": "من المؤكد أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة".

ومن جانبه أعرب ستيفن ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى أوكرانيا، عن ثقته في أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدعوان إلى إنهاء الأعمال القتالية في أوكرانيا وتسوية الصراع

وقال ويتكوف على قناة "سي إن إن": "لا أريد أن أتحدث نيابة عن الرئيس بوتين، ولكن أعتقد أنه أوضح أنه يقبل رأي الرئيس ترامب". وأضاف ويتكوف في إشارة إلى الصراع في أوكرانيا: "الرئيس ترامب يريد أن يتوقف هذا الصراع. وأعتقد أن الرئيس بوتين يريد أن يتوقف أيضا".

مقالات مشابهة

  • “البيئة” تطرح 5 فرص استثمارية لإنشاء مُدن زراعية للبن والتين الشوكي بالباحة
  • خسائر شركة “غازبروم” العالمية تتجاوز 12 مليار دولار
  • مجلس النواب يجدد تحذيره من أبعاد ومخاطر التصعيد الأمريكي الصهيوني ضد اليمن وغزة
  • قصف صاروخي من اليمن يستهدف الأراضي المحتلة
  • هل تؤدي الهجمات الأمريكية على اليمن إلى توسيع الصراع في المنطقة؟
  • مجلس النواب يجدد تحذيره من مخاطر التصعيد الأمريكي الصهيوني ضد اليمن وغزة
  • بيتكوفيتش: “بن ناصر الذي كان يرغب بشدة في التواجد معنا لكن..”
  • العدوان الأمريكي.. هزيمة جديدة لواشنطن ومؤشر على حجم الضرر الذي ألحقه اليمن بالكيان الصهيوني
  • مستشار ترامب: التسوية في أوكرانيا تتضمن تنازل كييف عن بعض الأراضي
  • ولایتي: اليمن في مقدمة النضال ضد الاستكبار الأمريكي الصهيوني وسينتصر على المعتدين