“جغرافيا الصراع” تتجاوز الأراضي المحتلة
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
يمانيون – متابعات
يتصاعد الصراع مع العدو الصهيوني في جبهة غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، ورغم أنها المناطق المُستهدفة بصورة رئيسة ومباشرة، إلا أن طبيعة الصراع تتجاوز هذه الجغرافيا، فالتصور الإمبريالي الأمريكي والتصور الصهيوني للصراع والمخططات الاستعمارية الغربية تشمل المنطقة عموماً.
لطالما كانت المنطقة التي تضم غرب آسيا وشمال وشرق إفريقيا والجزيرة العربية، محوراً للمنافسة بسبب موقعها الاستراتيجي بين ثلاث قارات، ما جعلها محل اهتمام القوى الاستعمارية والإمبريالية عبر التاريخ.
الصراع الراهن في المنطقة بين قوى المقاومة وقوى الاستعمار والصهيونية يرتبط بالاستراتيجيات الجغرافية للسيطرة على الممرات المائية، والمواقع الاستراتيجية بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، وكذلك بخطوط التجارة، مثل طريق الحرير، وكذلك طريق الهند-حيفا، الذي يعد جزءاً من استراتيجية أوسع تسعى القوى الإمبريالية من خلالها للسيطرة على الاقتصاد العالمي.
ما يحدث منذ عام على طوفان الأقصى هو صراع على ما يسميه العدو “الشرق الأوسط” برمّته، وهي معركة تتجاوز جغرافيا الأرض المحتلة، والأمريكي في هذه الحرب ليس مجرد داعم للصهيوني، بل مقاتل عن مشروعهم المشترك، في السيطرة على المنطقة عموماً، وجعلها تحت الهيمنة الأمريكية الصهيونية.
الدور الأمريكي
تلعب أمريكا دور القائد والمخطط في التحركات العدائية في المنطقة، حيث تعتبر أن النفوذ في المنطقة حيوي للسيطرة على النظام العالمي. ترى واشنطن أن الهيمنة على “الشرق الأوسط” أمر استراتيجي للحد من توسع روسيا والصين، وموقع المنطقة يؤهلها للتحكم في موارد الطاقة العالمية وخطوط التجارة، مثل “طريق الحرير”. كما تعمل الولايات المتحدة على تعزيز تحالفات عسكرية دفاعية، خاصة مع الدول المحيطة بالصين، للضغط عليها.
الدور الصهيوني
تعد “إسرائيل” جزءاً من المخططات الأمريكية لتحقيق السيطرة على المنطقة، وتسعى إلى تجديد وظيفتها الإقليمية من خلال مبادرات مثل “الإبراهيمية السياسية” التي تهدف لخلق جغرافيا سياسية جديدة تعزز نفوذها. تحاول السيطرة على “الشرق الأوسط” من خلال تمكين علاقاتها التجارية والعسكرية مع تركيا والإمارات، وتتطلع إلى توسيع سيطرتها عبر مشاريع استراتيجية مثل “طريق الهند-حيفا”، الذي يخدم محاولات عزل الصين عن المنطقة.
المقاربة الجو سياسية الأمريكية للمنطقة
تعتمد الولايات المتحدة الأمريكية على الإرث الجيو سياسي الذي خلده مستشار الأمن القومي الأمريكي بريجنسكي الذي كان ولا يزال العقل الاستراتيجي للغرب، حيث جعل من الجغرافيا مرتكزاً للسياسة الأمريكية في المنطقة.
فما أسماه الغرب بمنطقة “الشرق الأوسط” يشكل نقطة محورية للصراع، سواء بسبب موارده من النفط والغاز أو لموقعه الجغرافي الاستراتيجي. بدأ الغرب والصهاينة في تنفيذ استراتيجية التفتيت وإضعاف الدول القوية وتحويلها إلى كيانات ضعيفة، تديرها أنظمة استبدادية بوليسية تابعة للولايات المتحدة الأمريكية وتدور في فلك التطبيع الصهيوني.
إذا أخذنا هذا الصراع بسعته الجغرافية نجد أن هناك ثلاث قوى بارزة في الإقليم هي تركيا وإيران والعرب، لكن هناك تراجع في الفاعلية العربية باستثناء قوى المقاومة العربية في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين. فيما تلعب تركيا دور شرطي للإمبريالية، ويُمارس الغرب ضغوطاً على إيران لإضعافها من الخارج وإثارتها من الداخل، ومصير التحرر العربي واقعياً مرتبط بصمود إيران.
المقاومة الفلسطينية في خاصرة المشروع الأمريكي الصهيوني
العدو الصهيوني قبل توسعة نفوذه، هو بحاجة إلى تصفية المقاومة، فتصفيتها مطلوب، من أجل المضي بعملية التطبيع التي هي في جوهرها عملية بسط النفوذ الصهيوني في المنطقة العربي، وتحقيق مشروع “إسرائيل العظمى” المهيمنة في المنطقة.
المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، تقف سداً أمام هذه المخططات، فقد أوقفت بشكل كبير مشاريع الهيمنة الإقليمية التي سعى العدو الإسرائيلي لتحقيقها عبر ما يُعرف بالإبراهيمية السياسية التي بدأت بتطبيع الإمارات والبحرين والمغرب، وكانت آفاقها مفتوحة لتضم إليها السعودية، ودول إسلامية أخرى تنتظر المبادرة السعودية لتلحق بالركب.
عملية طوفان الأقصى التي وقعت في السابع من أكتوبر المجيد من العام الماضي 2023م وضعت حداً لهذه الاتفاقيات “الإبراهيمية”، وأثّرت بعمق في المنطقة، فقطاع غزة بمقاومته المسلحة يشكل تهديداً استراتيجياً للنظام الإقليمي الذي يسعى الصهاينة والأمريكان إلى تصميمه.
التخريب الأمريكي الصهيوني لدول المنطقة
من أجل نجاح المشروع الإمبريالي الصهيوني، تسعى الإمبريالية العالمية لتدمير الدول التي قد تشكل تهديداً لنفوذها، أو لإضعاف الاقتصادات الناشئة التي قد تؤدي إلى تعقيد المخططات الأمريكية. والتي تلتقي مع روسيا في مناهضة الإمبريالية. يتضح ذلك من خلال الحروب الأهلية التي فجرتها في سوريا واليمن، والمحاولات لاحتواء إيران عبر العقوبات وقبلها تدمير العراق وتفجير الحرب العراقية الايرانية وانقلاب صدام حسين على الحسن البكر الذي أنهى مساعي توحيد العراق وسوريا، وكذلك إسقاط النظام الاشتراكي في أفغانستان بالأفغان العرب واستنزاف روسيا، وإسقاط مصر في الفلك الغربي بكامب ديفد، كل هذه القوى الصاعدة في المنطقة كانت مؤهلة أن تقود تحرر في محيطها وأن تلتقي مع قلب الأرض الشمالي الأوراسي لطرد الاستعمار من منطقة أوراسيا و”الشرق الأوسط”.
المقاومة الجديدة للمشروع الأمريكي الصهيوني
في العقود الأخيرة، لم يعد الصراع في المنطقة مقتصراً على الدول، بل ظهرت جهات فاعلة غير حكومية، مثل حماس وحزب الله والقوات المسلحة اليمنية بقيادة أنصار الله، التي أصبحت تلعب دوراً مؤثراً في الصراع. هؤلاء اللاعبون الجدد يشكلون تحدياً للقوى الغربية، ويتصادمون بصورة مباشرة مع الاستراتيجية الغربية الصهيونية في المنطقة.
هذه هي الملامح الأساسية للصراع الحالي الذي يتجاوز حدود فلسطين ولبنان ليشمل المنطقة بأسرها، وحرب المنطقة جزء من حرب عالمية واقعة وإن لم تسمى بهذا الاسم وهي حرب بين قوى الأحادية القطبية الإمبريالية الغربية وبين قوى التعدد القطبي البازغة في الجنوب العالمي، حيث تسعى هذه القوى العالمية المتصارعة لإعادة تشكيل التوازنات والسيطرة على المناطق الحيوية.
————————————————
موقع أنصار الله. تحليل | أنس القاضي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الشرق الأوسط فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
المقاومة الفلسطينية ترفع شارة النصر وتضع إصبعاً في عين “نتنياهو” وأخرى في عين “ترامب
يمانيون../
أصبحت مراسمُ الإفراج عن الأسرى الصهاينة في غزة؛ حفلات عالمية تصنع من خلالها المقاومة الفلسطينية التاريخ، وتقدم عبرها رسائلَ تُقرأ بكل اللغات، في مشاهِدَ غيرِ مسبوقة للعالم أجمع، تحكي قصة شعبٍ قهر الكيان الصهيوني وأعوانه وداعميه، حربًا وصمودًا وعزًا وكرامة.
في تفاصيل المشهد الذي أكّـدَ أن صناعة التاريخ حرفة أثبت أهل قطاع غزة أنهم على رؤوس العالم أكثرُ إجادة لها واحترافًا في أدائها؛ سلّمت المقاومة الفلسطينية، السبت، الأسرى الصهاينة الثلاثة، “ألكسندر تروبانوف، وساغي ديكل تشين، ويائير هورن”، في خان يونس، جنوبي القطاع، إلى الصليب الأحمر الدولي، في إطار الدفعة السادسة من عملية تبادل الأسرى ضمن اتّفاق وقف إطلاق النار.
ووجّهت المقاومة الفلسطينية في هذا الحدث الهام؛ رسائلَ جديدة إلى الاحتلال عبر تسليم الأسرى الثلاثة بالقرب من منزل الشهيد القائد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس البطل “يحيى السنوار”.
وفي الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” الضغط على مصر والأردن لقبول اللاجئين من قطاع غزة، ويلمح إلى إمْكَانية استخدام المساعدات الأمريكية كوسيلةٍ للضغط، حرصت المقاومة على إعلان ردِّها من على مِنصة الإفراج عن الأسرى؛ قائلةً: “لا هجرة إلا إلى القدس”.
ومن على مِنصة التسليم التي شيَّدتها المقاومة بخلفياتها المتعددة، ألقى كُـلٌّ من الأسرى الثلاثة كلماتٍ مقتضبةً، أكّـدوا فيها “ضرورة إعادة سائر الأسرى لدى المقاومة”، ليتمكّن المعتوه والمغرور “ترامب” من مشاهدتها، ليقولَ بعدها خافِضًا من ونبرة التهديد والوعيد: “سيتعين على إسرائيل أن تقرّرَ ما ستفعله بالموعد النهائي لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، والولايات المتحدة ستدعم أي قرار”.
ليس كُـلّ الأسرى ولا حتى تسعة، بعد أسبوع من التهديد والوعيد والتصريحات عن الجحيم بالسبت، حصل الكيانُ الصهيوني فقط على دفعةٍ فيها ثلاثة أسرى؛ إذ لا “ترامب” ولا “نتنياهو” استطاع أن يجبر المقاومة على شيء إلا الذي أرادت؛ كون القرار الفلسطيني اليوم بات غير قابل للثني ولا للتعديل.
في الإطار؛ أكّـد خبراء عسكريون أن تهديد الملثم “أبو عبيدة” هو من فرض إرادَة القسام والمقاومة عُمُـومًا؛ فبعد أن كان “ترامب” يهدّدُ الغزاويين بالجحيم قبل أَيَّـام، ظهر يتوسَّل ويرغبُ في لفتةٍ من حماس من خلال إطلاق سراح أسرى أمريكيين؛ ما يعني أن المقاومة تمتلكُ القوة رغم ضعف العُدة، والعزم الصادق وإن قلت الحيلة، والقلوب التي تأبى الانكسارُ مهما اشتدَّ البلاء.
وأشَارَ الخُبَرَاءُ إلى أن من تابع هذه المراسم من كُـلّ شعوب الأُمَّــة والأحرار في كُـلّ العالم، تأكّـد لهُ أنها مشاهد من القوة والعزة والكبرياء، بإنجاز المقاومة صفقة التبادل المشرِّفة، التي جسَّدت تلاحم الشعب الفلسطيني في غزة مع مقاومته الشريفة الباسلة.
رسائل أرادت المقاومة إيصالها من خلال حضور صورة القدس والأقصى والحشود الجماهيرية في عملية تسليم أسرى العدوّ وهي رسالة متجددة للاحتلال وداعميه أنهما خط أحمر، وهذه العملية جاءت تأكيدٌ أن لا سبيل للإفراج عن كامل الأسرى الصهاينة، إلا بالمفاوضات وعبر الالتزام باستحقاقات اتّفاق وقف إطلاق النار.
رسالةٌ قرأها العالم من على منصة الفعالية في المسرح المقاوم المفتوح على كُـلّ فلسطين، جاءت عبارات خطتها المقاومة تفيد بأنهم: “نحن الجنود يا قدس.. فاشهدي إننا على العهد.. عبرنا مثل خيط الشمس.. ثابتون في الميدان.. ماضون على درب التحرير.. لا تراجع ولا تفريط.. نقولها للعالم أجمع.. لا هجرة إلا للقدس”، وكان هذا ردها على كُـلّ دعوات التهجير والتصفية التي أطلقها “ترامب” ومن يدعم نهجه من قوى الاستكبار والاحتلال.
وما زاد من وضوح المشهد كيف أن أبطال الجهاد والمقاومة جاءوا بكامل عتادهم العسكري، وهم يكبرون لحظة وصولهم لموقع الإفراج عن أسرى الاحتلال، ووصول وحدة الظل التابعة لكتائب القسام على متن مركبةٍ “إسرائيلية”، ويحملون أسلحة الاحتلال التي اغتنموها يوم العبور المجيد بالسابع من أُكتوبر 2023م.
وفي أقسى عملية نفسية وجَّهتها المقاومة في هذه الفعالية، أنها رفعت صورةُ الأسير “متان ووالدته عيناف تسنجأوكر” على منصة الإفراج، مع عبارة “الوقت ينفد”، إلى جانب ساعة رملية؛ ما دفع عائلات الأسرى الصهاينة يضجون ويضغطون، وليس أبلغ قول في المناسبة ما نقله الإعلام العبري عن والد الأسير “ألون شمريز” الذي قُتل بنيران جيش الاحتلال: “نحن مكبلون بحكومة هذيان لا تسمح بعودة جميع المختطفين دفعة واحدة”.
وسائل الإعلام الصهيونية لم تُخْفِ رُعْبَها ورعب مسؤوليها، قائلةً: إن “مقاتلي حماس يظهرون وبحوزتهم بنادقَ “تافور” (MP5) التي تستخدمها وحداتُ النخبة الإسرائيلية خلال مراسم تسليم الأسرى”، ويعلق خبراءهم، أن “كل هذا انعكاس لتراجع الكفاءة والثقة والقدرات العملياتية”، مؤكّـدين تأثير حرب الطوفان على قدرات جيشهم وكفاءته القتالية، والتي لن تسمح له بالمغامرة من جديد رغم الدفع الأمريكي المُستمرّ.
في السياق؛ أكّـدت وسائل إعلام عبرية أن “ترامب أعطى إسرائيل مهلةً حتى الساعة السابعة مساءً، حتى تقرّر ما الذي ستفعله مع حماس بعد أن أطلقت سراح 3 أسرى فقط وليس كُـلّ الأسرى كما طلب”، لافتةً إلى أن “نتنياهو” لم يدعو كُـلًّا من رئيس الشاباك والموساد ورئيس الأركان إلى الجلسة الأمنية التي يعقدها هذا المساء (مساء السبت)، مؤكّـدةً أنه تجنَّبَ الدعوة.
وفي الأثناء دعت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة، للإضراب عن الطعام الاثنين، القادم، وقالت في بيان: إنهُ “هو اليوم الـ 500 لأبنائنا في غزة، وعلى الحكومة العمل؛ مِن أجلِ إخراج الـ 73 أسيرًا في غزة فورًا”.
وعليه؛ يؤكّـد مراقبون أن لا بدائلَ أمام الاحتلال الصهيوني للإفراج عن باقي أسراه إلا بتنفيذ كامل بنود اتّفاق وقف إطلاق النار؛ لما له من ارتدادات قد تعصف بحاضره ومستقبله، وأن أية مماطلةٍ في هذا السياق أَو محاولةٍ للتهرب قد تفتح عليه أبواب الجحيم، ليس من الجبهة الفلسطينية فحسب؛ بل من الجبهة اليمنية التي يعتبرها خبراء الصهيونية القوة الضاغطة لتنفيذ كُـلّ بنود الاتّفاق.
في المقابل، وفور الانتهاء من مراسم إطلاق الأسرى الصهاينة، سارعت إدارةُ السجون الصهيونية بعملية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المدرجين ضمن الصفقة بشكلٍ كامل، وصل إلى الضفة 36 أسيرًا، في حين وصل 333 أسيرًا من غزة إلى خان يونس، ليكون عددهم 369 في هذه الدفعة.
وعند وصول المحرّرين، خرجت الجماهير الفلسطينية هاتفةً بالمقاومة وموجهةً صرخاتها بالقول: “وينه نتنياهو.. وينه، خلعنا عينه”، وفي الاستقبال المشرِّف الذي حظيَ به الأسرى المحرّرون من سجون الاحتلال، تصاعدت الدعوات إلى وجوب تكريمهم بما يليق بتضحياتهم؛ فهم أيقونات صمود وعناوين عزّ ونماذج للفداء؛ مِن أجلِ حرية الأرض والإنسان.
ووثّقت عدسات الإعلام المختلفة الهيئة الصعبة التي خرج بها هؤلاء الأسرى والتي تكشف حجمَ الجرائم والانتهاكات داخل السجون الصهيونية؛ إذ بدت آثارُ التعذيب والقهر واضحةً على أجسادهم؛ ما يؤكّـد أن المجتمع الدولي لا يزال يتعامل بازدواجية المعايير في التعامل مع ملف الأسرى؛ فكما يُطالِبُ الاحتلال باستعادة أسراه فَــإنَّ لأسرى فلسطين الحق في الحرية والكرامة، وإنكار ذلك يعد تواطؤ مع الجلاد.
وإذ لم يحرك المجتمع الدولي ساكنًا، توالت الانتقاداتُ لما يسمى مصلحة السجون الإسرائيلية؛ بسَببِ الملابس التي ظهر بها الأسرى الفلسطينيون، وإلباسهم زيًّا أثار موجةً من الاستنكار، وعَدَّ كثيرٌ من المراقبين أن الزي الذي حمل عليه نجمة داوود وعبارات تهديد قبل الإفراج عنهم، قرارًا غبيًّا وصبيانيًّا ويعرّض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر.
في المقبل، أدانت فصائل الجهاد والمقاومة الفلسطينية جريمة الاحتلال بوضع “شعارات عنصرية على ظهور أسرانا ومعاملتهم بعنف، في انتهاك فاضح للقوانين الإنسانية”، وكان أسرى فلسطينيون محرّرون أدلوا بشهادات لوسائل الإعلام قالوا فيها: إن “الاحتلال نفذ ضدنا خلال الحرب أبشع أشكال التعذيب والتنكيل والتجويع”.
ويلفت مراقبون إلى أن من الصعب تفسيرَ مدى غباء قرار مفوّض إدارة السجون، “كوبي يعقوبي”، بإلباس الأسرى قمصانًا تحملُ شعار “لن ننسى، لن نغفر”، وهو ينُـــمُّ عن عدم مسؤولية وتصرُّفٍ طفولي، رغم أن الأسرى المفرج عنهم خلعوا هذه الملابس وأحرقوها لحظَةَ وصولهم.