مع الفوز الكاسح الذي حققه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، على منافِسته الديمقراطية كاميلا هاريس، وإعلانه النتيجة بنفسه قبل انتهاء فرز بعض الولايات المتأرجحة، اهتزَّ العالم لخبر عودته إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية من جديد، وذلك بعد أن وعد الرئيس ترامب خلال خطابه الخاطف مع بعض من أنصاره بالاهتمام بأمريكا والمواطن الأمريكي أولًا، ووضع مصالح أمريكا واقتصادها في المقام الأول.
فأوروبا تحبس أنفاسها بعودة الرئيس ترامب، وتأمل في أن يغير الرئيس الأمريكي من حِدة تعامله معها، ما جعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومعه المستشار الألماني أولاف شولتز، ورئيسة المفوضية الأوروبية يقدمون التهاني للرئيس ترامب، ويأملون في الوحدة والتماسك السياسي والعسكري والاقتصادي لأمريكا وأوروبا، باعتبار أمريكا حليفًا تاريخيًّا واستراتيچيًّا، بالرغم من تخوفهم من وقف ترامب الحرب الروسية الأوكرانية، وبما لا يخدم توجهاتهم وتوجساتهم من القوة الروسية، ومن توقف أمريكا عن تقديم المساعدات العسكرية والمادية إلى أوكرانيا، والخوف من انسحاب أمريكا من حلف الأطلنطي، بسبب موقف الرئيس ترامب من الدول الأوروبية التي لا تدفع حصصها المالية للحلف، وتخوُّف أوروبا من فرض الرئيس ترامب ضرائب كبيرة على الصناعات الأوروبية التي تدخل أمريكا، ودليل هذا التخوف الأوروبي هو دعوة الاتحاد لإنشاء جيش أوروبي وقوة عسكرية موحدة للدفاع عن نفسها بعيدًا عن التبعية الأمريكية.
وفيما يتعلق بروسيا فقد أعلنت عن طريق وزارة خارجيتها بأنها تأمل في علاقات وشراكات استراتيچية مع أمريكا شريطة أن تكون قائمة على الاحترام والندية، وأنها تثق بقدرة الرئيس ترامب علي إحلال السلام بين روسيا وأوكرانيا بما يضمن حقوق ومتطلبات روسيا الأمنية بعد تلك الحرب، ويرى الساسة الروس أن وصول ترامب يعني بالنسبة لهم وللعالم فشل الديمقراطيين في إدارة أمريكا، وتسببهم في الكثير من الحروب والأزمات الدولية. أما الصين فقد أكد رئيسها على تعزيز الحوار والتعايش وعدم المواجهة بين البلدين. في حين ترى إيران أن وصول ترامب لا يؤثر على حياة الإيرانيين، وأن الإيرانيين يأملون بأن تقوم العلاقات على الاحترام والمصالح المشتركة بعد التجارب الإيرانية المريرة مع الحكومات السابقة.
وفي شأن الصراع الدائر في منطقة الشرق الأوسط بين العرب والكيان الصهيوني المحتل، فإن نتنياهو وحكومته يأملون في انفتاح أكثر مع الرئيس الأمريكي، ويأملون في مزيد من التعاون الأمريكي مع إسرائيل لمواصلة الحرب في غزة ولبنان. أما الفصائل الفلسطينية فإنها تحلم بأن تتحول أقوال الرئيس الأمريكي إلى أفعال من خلال قدرته على وقف الحرب وكبح جماح نتنياهو وحكومته المتطرفة في غزة والضفة ولبنان. وفي لبنان فإن الحكومة اللبنانية تأمل في قدرة الرئيس ترامب على وقف الحرب وتطبيق الاتفاقات الأممية.. مقابل آراء حزب الله المتشددة التي تدعو من خلال ما أعلنه رئيسه الجديد نعيم قاسم إلى مواصلة الحرب والانتصار على إسرائيل، وبعدم تعويله على الحراك السياسي الأمريكي في تلك الأزمة. أما دول الخليج فقد أعلنت عن ترحيبها بعودة الرئيس ترامب إلى سدة الحكم، وأعربت عن استعدادها لاستكمال الشراكات الاستراتيچية الكبيرة التي بنتها مع الرئيس ترامب خلال فترة حكمه السابقة.
فهل سيتمكن الرئيس ترامب من حل الأزمات المتفاقمة في داخل أمريكا وخارجها بما يحقق الاستقرار والأمن والسلام بين بلدان العالم؟
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الرئیس الأمریکی الرئیس ترامب من
إقرأ أيضاً:
العاهل الأردني يجتمع مع الرئيس الأمريكي في 11 فبراير الحالي
تلقى العاهل الأردني عبدالله الثاني بن الحسين دعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لعقد لقاء ثنائي في البيت الأبيض بواشنطن في 11 فبراير الجاري.
ويشار إلى أن ترامب أعرب مرارا عن رغبته في إقناع كل من مصر والأردن باستقبال سكان غزة الفلسطينيين على أراضيهم، إلا أن الدولتين أكدتا موقفهما الرافض لأي مخططات إسرائيلية أو غيرها، تهدف إلى تفريغ غزة من أهلها، معتبرين أنها حملة تهجير ثانية.
ومن جهته، أعلن رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي، في وقت سابق، أن البرلمان سيقوم باتخاذ "كل خطوة من شأنها تعزيز موقف المملكة الوطني وعنوانه العريض لا للتهجير ولا للوطن البديل".
كما عقب وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على دعوة ترامب إلى تهجير سكان غزة إلى الأردن قائلا: "إن حل القضية الفلسطينية هو حل فلسطيني، المملكة الأردنية للأردنيين ودولة فلسطين للفلسطينيين".
وعلى الرغم من عدم استجابة الأردن أو مصر لدعواته، وبعد سؤال أحد الصحفيين عن موقفه من رفض الأردن ومصر للقبول بتهجير الفلسطينيين من غزة إلى أراضيهم، أظهر ترامب إصراره على طلبه، مشيرا إلى "أنهم (الأردن ومصر) سيوافقون لأننا (الأمريكيون) نفعل الكثير لأجلهم وسيفعلون هذا لأجلنا".