الأسبوع:
2024-11-13@06:24:31 GMT

خالف.. و"تصالح"

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

خالف.. و'تصالح'

"ممكن تتصالح"هذه إحدى كلمات إعلان استمعت إليه عبر الإذاعة وهو ضمن حملة توعية للمواطنين بضرورة التقدم بطلبات التصالح على مخالفات البناء، وهو القانون الذى مر بعدة مراحل منذ أن صدر فى العام 2019 وقبل أن يصل الى محطته الأخيرة بصدور القانون رقم 187 لسنة 2023، بشأن التصالح في بعض مخالفات البناء وتقنين أوضاعها، ولائحته التنفيذية.

نقول: إن القانون هو الحكم الوحيد الذى يحكم بين الناس فى أى مشكلة يحدث فيها تعارض ما بين طرفين. فالقانون وحده هو المنصف وهو من يعطي كل ذى حق حقه اذا اغتصب منه أو تغول عليه طرف آخر. وبالتالي فإن الاحتكام للقانون هو الأساس الذى تقوم عليه الدول المتحضرة، التى تحفظ للناس حقوقهم وتعاقب المخطئ على الفور. وهو أمر لم ينطبق بهذه الفرضية فى مخالفات البناء التى حولت أحياء مصر ومدنها المهمة الى كتل خرسانية عشوائية، تفتقد لأى معايير أو ضوابط قانونية، ولا يحكمها الا "هوى المقاول". وتحول الأمر الى إعطاء المخطئ فرصة أخرى، والتصالح على مخالفته للقانون بدفع"غرامة مالية".

فى أعقاب ثورة 25 يناير 2011 استشرت فى كل المدن ظاهرة البناء المخالف، وعانت العاصمة، قبل العشوائيات والقرى من هذه الظاهرة التى تغولت وتوغلت لتقضي على البقية الباقية من التناسق المعماري والحضاري، وكلنا بالطبع شاهد فوضي البناء فى أحياء ومدن بعينها اعتمادا على فساد المحليات. فالإسكندرية التى كانت تباهي بجمال مظهرها وطابعها المعماري كل دول حوض البحر المتوسط، تحولت بين عشية وضحاها إلى نموذج صارخ لمخالفات البناء، وتم هدم الفيلات القديمة، وبناء أبراج شاهقة الارتفاع مكانها.

كل ذلك حدث قبل أن تتحرك الحكومة بشكل حاسم للقضاء على هذه الظاهرة، من خلال وقف تراخيص البناء، وهو قرار كان له أثر إيجابي في وقف حملة التشويه العمراني التى حولت أماكن سكنية بمواصفات واشتراطات بنائية الى أماكن مخالفة وشبه عشوائية.

ثلاثة أطراف تشاركوا فى استشراء ظاهرة مخالفات البناء هم: المقاول والإدارة الهندسية والمواطن الذى اشترى وحدة سكنية فى بناء مخالف طمعا فى سعر أقل ومساحة أكبر. وهؤلاء الثلاثة يجب ألا يفتلوا من العقاب المستحق، لأن التهاون فى العقاب يعطي فرصة للمخطئ لتكرار الخطأ مرة أخري.

نتساءل هنا عن حق المواطن الملتزم بالقانون، والذى احترم ضوابط البناء ودفع ثمنا لوحدته السكنية أضعاف الثمن البخس الذى دفعه المخالف، وكأننا دائما ما نخرج ألسنتنا لأصحاب الضمائر.. ونقول لهم: "موتوا بحسن ظنكم" فى حين نجا المخالف بما تجاوز به فى حق القانون ودفع رسوما للتصالح لا تناسب مع ماحصل عليه من مكاسب.

قانون التصالح فى مخالفات البناء تم تعديله أكثر من مرة منذ صدور نسخته الاولى فى 2019ولكنه لم يحقق الهدف المنشود من حيث الاقبال، ويبدو أن المخالفين اعتادوا التعدى على غير حقوقهم وهم مطمئنون الى أن أمد تنفيذ العقوبة طويل، كما أن العقوبة نفسها ستخفف مع الوقت.

أقول: إن مخالفات البناء ميراث قديم ويصعب التخلص منه، اذ إن هناك طرفا ثالثا بجانب المالك والمشتري للوحدة المخالفة ويجب أن تتم محاسبته وهم مهندسو الأحياء، الذين كانوا يمرون على العقارات المخالفة ويأخذون الرشاوي مقابل غض الطرف عن المخالفات. وهؤلاء بالطبع معروفون، وأسماؤهم مكتوبة على تراخيص البناء. فإذا أردنا إصلاح منظومة البناء فى مصر، فإن أعيننا يجب أن تركز على هؤلاء فى المقام الأول لأنهم أصل كل "فساد"ومخالفة بناء.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مخالفات البناء

إقرأ أيضاً:

الزراعة تتعاون مع التنمية المحلية.. تيسيرات لراغبي التصالح في مخالفات البناء

وقعت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية وعلاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بروتوكول تعاون مشترك، لتنظيم التصالح في مخالفات البناء على الأراضي ولاية الهيئة العامة للإصلاح الزراعي بالمحافظات وتقنين أوضاعها وفقاً لأحكام قانون التصالح في بعض مخالفات البناء وتقنين أوضاعها رقم 187 لسنة 2023 ولائحته التنفيذية.

وبمقتضى هذا البروتوكول تلتزم مديريات الإصلاح الزراعي الكائنة بالمحافظات وعددها (19) مديرية باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للربط على المنظومة الإلكترونية الخاصة بالتصالح في بعض مخالفات البناء وتقنين أوضاعها بالمحافظات ووحدات الإدارة المحلية الكائن بها هذه المديريات بالآلية المتفق عليها في هذا الشأن.

وتلتزم اللجنة الفنية المُشكلة بالمحافظات المختصة بالنسبة لحالات الأراضي المُملوكة للهيئة العامة للإصلاح الزراعي بإخطار مديريات الإصلاح الزراعى بهذه المحافظات على المنظومة الإلكترونية لطلبات التصالح المُقدمة من ذوى الشأن الخاصة بالمباني المُقامة على هذه الأراضي مرفقا بها شهادة البيانات الخاصة بالمبنى محل طلب التصالح أو نموذج التصالح المُعد لذلك (نموذج رقم 1) ، وذلك خلال مدة سبعة أيام من تاريخ تلقيها الطلب.

ونص البرتوكول علي أن تلتزم مديريات الإصلاح الزراعي كلا فيما يخصه بالرد على المُنظومة المشار إليها خلال مدة 30 يوما من تاريخ إرسال طلبات التصالح، بشأن الموافقة على طلبات التصالح من عدمه وفقاً للقوانين والقواعد المعمول بها في هذا الشأن وفي حالة الموافقة يجب أن تتضمن تحديد مقابل تقنين وضع اليد من خلال المنظومة الإلكترونية، وتقوم اللجنة الفنية المختصة بتكليف مُقدم طلب التصالح بسداد ثمن قطعة الأرض المٌقام عليها المبنى محل التصالح على الكود المؤسسي لمديرية الإصلاح الزراعي المختصة المُعلن على المنظومة المشار إليها، وفي حالة السداد يتم إرسال المستند الدال على ذلك لمديرية الإصلاح الزراعى المختصة، ويحق للجنة الفنية بالمحافظات عقب ذلك استكمال باقى إجراءات طلب التصالح.

مميزات عديدة للراغبين في إجراء التصالح

ومنح قانون التصالح المقدم من الحكومة، مميزات عديدة للراغبين في إجراء التصالح بمخالفات البناء، بشأن تخفيض مبلغ التصالح المقدم منهم، وتقسيط المبالغ المطلوب سدادها.

ونصت المادة 8 على أن تصدر السلطة المختصة قرارًا بتحديد مقابل التصالح وتقنين الأوضاع على أساس قيمة سعر المتر لكل منطقة بحسب المستوى العمراني والحضاري وتوافر الخدمات، على ألا يقل مقابل التصالح للمتر المسطح عن 50 جنيها ولا يزيد على 2500 جنيه.

يستكمل سداد باقي مقابل التصالح خلال ستين يوما من تاريخ إخطار مقدم طلب التصالح بموافقة اللجنة المعنية بالأمر على طلب التصالح.

تخفيض 25%

أجاز القانون بقرار من رئيس الحكومة منح نسبة تخفيض لا تجاوز 25% من إجمالي مقابل التصالح، ولكن شرط السداد الفوري لمقابل التصالح.

ميزة التقسيط

ووفقًا لقانون التصالح في مخالفات البناء، يجوز أداء باقي مقابل التصالح على أقساط خلال مدة لا تجاوز خمس سنوات.

ويُستحق عائد لا يجاوز 7% على النحو الذي تحدده اللائحة التنفيذية أو القانون، من تاريخ الاستحقاق حتى تاريخ السداد، إذا زادت مدة التقسيط على ثلاث سنوات.

ونصت المادة 6 من قانون التصالح في مخالفات البناء على أن "يُقدم طلب التصالح إلى الجهة الإدارية المختصة خلال مدة لا تجاوز ستة أشهر من تاريخ العمل باللائحة التنفيذية لهذا القانون، وذلك بعد سداد رسم فحص يدفع نقدًا أو بأى وسيلة من وسائل الدفع غير النقدى المنصوص عليها بقانون تنظيم استخدام وسائل الدفع غير النقدى الصادر بالقانون رقم 18 لسنة 2019، وبما لا يجاوز 5 آلاف جنيه، وسداد مقابل جدية التصالح وتقنين الأوضاع بنسبة لا تجاوز (25%) منه.

ويجوز بقرار من رئيس مجلس الوزراء، بعد موافقة مجلس الوزراء، مد المدة المُشار إليها بالفقرة الأولى من هذه المادة لمدد أخرى مماثلة لا تجاوز في مجموعها 3 سنوات.

مقالات مشابهة

  • إجراء مهم للراغبين في استكمال طلبات التصالح على مخالفات البناء
  • محافظ الغربية يناقش تسريع إجراءات التصالح في مخالفات البناء
  • تعرف على الإجراءات الجديدة بشأن التصالح في مخالفات البناء
  • مرحباً ترامب!
  • «الإدارية العليا» ترفض طعنا على قرار الامتناع عن التصالح في مخالفات البناء
  • الزراعة تتعاون مع التنمية المحلية.. تيسيرات لراغبي التصالح في مخالفات البناء
  • يتعافى المرء بأصدقائه
  • أراضي الولاية.. تسهيلات جديدة في ملف التصالح على مخالفات البناء
  • هل ينجح قانون التصالح في وقف التعدي على الأراضي الزراعية؟.. فيديو