الأسبوع:
2024-11-13@06:16:05 GMT

جحيم العصر

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

جحيم العصر

إنه الجحيم الذى يجسده الكيان الصهيوني اليوم حيث يمضي فى غلوائه ليمارس الإبادة الجماعية سواء فى الأراضى الفلسطينية أو فى لبنان. يشجعه على ذلك أن المجتمع الدولى تحول إلى متفرج لا يحرك ساكنا بعد أن اكتفى بالمشاهدة والإدانة اللفظية، وهذا رغم المذابح التى ترتكبها الآلة الصهيونية فى قطاع غزة وجنوب لبنان. ومؤخرا أضافت إسرائيل إيران إلى قائمة الاستهداف، لتكون المحصلة أكثر من مائة وستين ألف شهيد ومصاب فلسطينى، وأكثر من ستة آلاف شهيد ومصاب لبنانى، وعشرات الإيرانيين.

ورغم الارتفاع المطرد فى عدد الضحايا فإن المجتمع الدولى استمرأ الفرجة وآثر عدم التحرك من أجل وقف هذه المهزلة.

إسرائيل الملتحفة بالعار استهدفت المستشفيات، واعتقلت الأطباء، وضربت مخيمات النازحين، وهدمت المبانى والمنشآت السكنية على رؤوس من فيها. دمرت البنى التحتية من طرق ومحطات كهرباء، ومحطات مياه وصرف صحى. دمرت الأخضر واليابس بطريقة وحشية. وكان غريبا أن تستهدف المستشفيات، والنموذج مستشفى "كمال عدوان" الذي استهدفته واحتجزت مئات المرضى، واعتقلت الطواقم الطبية، ودمرت سيارات الإسعاف. حاصر جيشها المستشفى على مدى عدة أيام، وبعد الحصار كان الاقتحام، وتوفى الأطفال داخل وحدات الرعاية المركزة، وتضرر الكثير من المرضى.

يجرى هذا فى ظل الدولة الصهيونية التى تحكمها اليوم حكومة "بنيامين نتنياهو"، وهى حكومة دينية متطرفة لها أجندة سياسية محددة، والصراع الدائر الآن هو صراع ديني أطلق لإسرائيل العنان فمضت تقترف جرائم الإبادة الجماعية فى كل من الأراضى الفلسطينية وجنوب لبنان. عنصر الاستقواء الصهيونى ينبع من الدعم الأمريكى اللامتناهى عسكريا واقتصاديا وسياسيا، ولهذا أطلقت إسرائيل المجال للغارات التى استهدفت عدة مناطق منها: حى "الجبل"، وبلدة " حبشيت"، وبلدة " الخيام" فى جنوب لبنان. ومضت وزارة الصحة فى لبنان تعلن فى كل يوم عن عشرات القتلى والمصابين، وارتفاع أعداد القتلى من جراء الهجمات الإسرائيلية لتصل إلى نحو 3386 قتيلا وإصابة أربعة عشر ألفا منذ أكتوبر 2023. وأضافت أن نحو 772 قتيلا على الأقل هم من النساء والأطفال الذين قتل منهم نحو 14 ألف طفل غزاوي. ويدفع الأطفال فى كل يوم ثمن حرب لم يشعلوا نيرانها. إن مليون طفل فى غزة يحتاجون اليوم إلى دعم نفسى، ولهذا وصل الأمر بهم إلى وضع بائس، وغدا ما يعرفه الطفل الآن هو أن الحياة يمكن أن تنتهى على نحو مفاجئ ومرعب أمام القصف ودانات المدافع والجوع والمرض والحصار.

يستمر " بنيامين نتنياهو" ماضيا فى غلوائه ومن ثم يتوعد برد حازم على حزب الله قائلا: " إن دفع حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني هو أمر ضرورى من أجل عودة السكان إلى منازلهم فى شمال إسرائيل. إن استعادة السلام والأمن فى الشمال هي مفتاح لإعادة السكان اليهود فى الشمال إلى ديارهم بأمان، وهو ما يعتمد على إزاحة حزب الله إلى ما وراء نهر الليطانى، واستهداف أى محاولة من قبل الحزب لمعاودة تسلحه يجب علينا الرد بحزم على أي إجراء يتخذ ضدنا".

الجدير بالذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلى يشن حملة عسكرية على شمال قطاع غزة منذ أكثر من شهر، ويقول إنها تهدف إلى منع حركة حماس من إعادة تنظيم صفوفها. ويظل الفلسطينيون يعانون الكثير من توابع القصف الإسرائيلى اليومى على كل المناطق جوا وبرا، بالإضافة إلى أوامر الإخلاء القسرية، التى يتعين على الفلسطينيين الالتزام بها تجنبا لجحيم الإبادة الجماعية.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

بين تصعيد إسرائيل وعمليات حزب الله.. هل سقطت التسوية؟!

لعلّه "السيناريو" نفسه يتكرّر مرّة أخرى، حيث ترمي إسرائيل بتسريبات مكثّفة حول "تسوية" مع لبنان، تنهي الحرب العبثية والوحشية المتواصلة منذ أكثر من شهر ونصف، وتذهب عبر إعلامها لحدّ الكشف عمّا تسمّيه بـ"مسودة الاتفاق"، متحدّثة عن وضع "اللمسات الأخيرة" عليه، لكنّها لا تقرنها بأفعال تثبت "حسن النوايا"، بل على النقيض، ترفع من مستوى اعتداءاتها، بما يفرغ "التسوية الموعودة" من مضمونها، فتأتي الخيبة مُضاعَفة.
 
وعلى الرغم من أنّ هناك ما يدفع إلى الاعتقاد بأنّ شيئًا ما مختلفًا هذه المرّة، أقلّه من حيث التوقيت، بعد إنجاز الانتخابات الأميركية، وفوز المرشح دونالد ترامب بالرئاسة، إلا أنّ مؤشرات الساعات الأخيرة لم توحِ بما يبعث فعليًا إلى التفاؤل، بدءًا من مصادقة رئيس أركان جيش الاحتلال على "توسيع" العملية البرية في جنوب لبنان، بعدما ساد اعتقاد بأنّها تقترب من النهاية، وصولاً إلى القصف المتواصل على العديد من المناطق اللبنانية.
 
أما الموقف اللبناني، فبدا ميّالاً إلى "الحذر"، استنادًا إلى التجارب السابقة التي كشفت عن ممارسة إسرائيل لأسلوب "الخديعة"، كما حصل يوم أوهمت الناس بفرص الحلّ، قبل أن تغتال "غدرًا" الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، علمًا أنّ الحزب لم يُعِر هذه المرّة التسريبات الإسرائيلية اهتمامه، بل صعّد في عملياته المضادة، مع تسجيل رشقات صاروخية تكاد تكون الأكبر منذ بدء الحرب، فهل يمكن القول إلى "التسوية" سقطت عمليًا؟!
 
موقف "حزب الله" الثابت
 
 بالنسبة إلى موقف "حزب الله"، يبدو واضحًا أنّه "نأى بنفسه" إن صحّ التعبير، عن كلّ فحوى التسريبات الإسرائيلية حول وقف لإطلاق النار، كما حول الشروط التي حُكي عنها في الإعلام بشأن هذا الاتفاق المحتمل، وهوما تجلّى في المؤتمر الصحافي لمسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب الحاج محمد عفيف، الذي قال إنّ أيّ شيء ملموس لم يصل إلى الحزب، ولا إلى المسؤولين اللبنانيين المعنيّين، الذين تواصل معهم قبل المؤتمر.
 
وبالفعل، حرص "حزب الله" على أن يعكس هذا الموقف في أدائه الميداني الذي لم يتأثّر بكلّ التسريبات والتسريبات المضادة، إذ إنّ وتيرة عملياته العسكرية بقيت على المنوال نفسه، وربما ارتفعت نسبيًا، مع تسجيل الهجوم الصاروخي الأكبر الذي ينفذه الحزب على حيفا، التي حوّلتها صواريخ الحزب إلى مدينة أشباح إن جاز التعبير، وقد شلّت الحياة فيها إلى حدّ بعيد بعد إطلاق رشقة صاروخية كبيرة من الجانب اللبناني.
 
ولعلّ "حزب الله" أراد بهذا الهجوم، وسائر العمليات، أن يوصل رسالة مفادها أنّ ما يراهن عليه للوصول إلى وقف إطلاق النار هو "إيلام العدو"، وفقًا للمعادلة التي كان الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم قد أطلقها قبل فترة، إذ إنّ الحزب الذي يشدّد على انفتاحه على المفاوضات، ولا سيما أنّه فوّض القرار بهذا الشأن إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، لن يكون في أيّ حال من الأحوال من يستجدي الاتفاق، بل يريد أن يدفع إسرائيل إلى طلبه.
 
احتمالات التسوية وآفاقها
 
ثمّة من يقول إنّ موقف "حزب الله" هذا ناتج في مكانٍ ما أيضًا عن "الضبابية" في الموقف الإسرائيلي، الذي لا يبدو "ثابتًا"، فالإعلام يتحدّث عن اتفاق شبه مكتمل، رغم أنّ أيّ شيء رسمي لم يصل إلى لبنان بشأنه، والقادة العسكريون يتحدّثون في المقابل عن المزيد من التصعيد، كما حصل في ضوء المصادقة على توسيع العملية البرية، ولو أقرنه الإسرائيليون بالقول إنّ القرار يمكن أن يُلغى بمجرد إبرام التسوية أو الاتفاق.
 
ولكن بمعزل عن موقف الحزب هذا، وعن التصعيد الإسرائيلي الموازي للحديث عن المفاوضات، يقول العارفون إنّ احتمالات التوصّل إلى تسوية تبقى قائمة، ولو أنّها ليست في أوجها كما كانت قبل يومين فقط، إذ هناك من يؤكد أنّ ثمّة قرارًا متّخذًا بضرورة إنهاء الحرب خلال مهلة الشهرين الفاصلة عن وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وأنّه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بذلك، وقد تواصلا عدّة مرات الأسبوع الماضي.
 
لكنّ الأكيد وفق ما يقول العارفون، إنّ كلّ الأمور تبقى مرهونة بالتفاصيل التي تكمن فيها الشياطين، فالاتفاق الذي يُحكى عنه لم يصل إلى لبنان بعد، كما أنّ ما يروّجه الإعلام الإسرائيلي عمليًا قد لا يكون مقبولاً كما هو، خصوصًا لجهة الحديث عن "حرية الحركة" الإسرائيلية مستقبلاً، بما يحوّل لبنان ربما إلى ما يشبه واقع الضفة الغربية مثلاً، في حين أنّ الموقف اللبناني واضح لجهة الركون إلى القرار الدولي 1701، من دون زيادة أو نقصان.
 
لم تسقط "التسوية" بعد إذًا، لكنّها في الوقت نفسه، لا تُعتبَر مضمونة بعد. يقول العارفون إنّ مؤشرات هذه التسوية عديدة، لكنّها غير كافية لضمان ألا تكون مناورة إسرائيلية أخرى. لذلك، فالمطلوب التعامل مع ما يروّجه الإعلام الإسرائيلي بحذر حتى إثبات العكس، علمًا أنّ أيّ موقف من التسوية لا يمكن أن يُطلَق بناءً على تسريبات، وبالتالي فما قبل تبلّغ لبنان الرسمي بشيء، وتحديد موعد للمبعوث الأميركي، يبقى كلّ ما يُحكى مجرد حبر على ورق!
  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • قنابل عنقودية.. هجوم جديد من إسرائيل على لبنان
  • بين تصعيد إسرائيل وعمليات حزب الله.. هل سقطت التسوية؟!
  • هل نقترب من وقف لإطلاق النار بين إسرائيل ولبنان؟
  • إسرائيل: سنضرب حزب الله في لبنان بكل قوة
  • إعلام عبري: إطلاق 230 صاروخا من لبنان نحو إسرائيل منذ صباح اليوم
  • إسرائيل تدعي إحراز تقدم بمفاوضات وقف عدوانها على لبنان
  • مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 11-11-2024 في محافظة البحيرة
  • على الرغم من صواريخ حزب الله... هذا ما قرّرته إسرائيل اليوم
  • رُعبٌ في إسرائيل... هذا ما يقوم به حزب الله عند الساعة السابعة صباحاً