رسالة مِن فقراء مِصر إلى أثريائها:
نرجوكم.. دَعُوا الفقراء بهمومِهم، لا تُحَدِّثوهم عن الصَّبرِ الجميل، والرِّضاٰ بالقليل، وانتظار الغَد الأفضل. ولا تُردِّدوا أسماءَ أوطانٍ تحيا مأساةٍ إنسانيةٍ مِن الجُوعِ والخَوفِ والتَشرُّد ليكون فُقراء مصرَ حامِدُينَ الله شاكرينهُ ومُمتنّين لحكومَتِهِم على ما يَنعمون به مِن أمن، وأمان.
واعلموا أنهم قد يكونون رغم مُعاناتِهم وقسوةِ معيشتِهم أكثرَ مِنْكم وَعيًا وإدراكًا للأوضاع الداخلية، والخارجية وأحرْصَ منكم في متابعة ما يجري في بلاد الجوار المنكوبة كما يعرفون الفَرقَ بين موارد مِصر الطبيعية والصناعية وما ينقصُ أو غير موجود لدىٰ تلك البلاد.
دعوا الفقراء ما دُمتم لا تَرغَبون في مُساعدَتهم فَهُم أكثرَ منكم تحمُلاً ومِمَن تضربون بهم الأمثال لإسكاتهم.
* احترموا عقولَ الفقراءِ ومشاعِرَهم، ولا تستفزوهم ببرودِكم وتصرُّفاتِكم، وصُورِ أفراحِكم ومطالباتكم السَخيفةِ لهم بالصَّبرِ عَبْرَ إعلامِكم المأجور، وارفِقوا بِهم فلا تُحدِثوهم عن مظاهرِ حياتكم المُرَفَّهة فتُشْعِروهُم بفقْرِهم، وعَجْزِهِم عَن نيلِ القليل من احتياجاتهم الضَرورية لإبقائهم أحياء..
* دعوا الفقراء لشئونهم، وانشغلوا بشئونكم، تَحدَّثوا عنها، وتفاخروا (فيما بينكم وليس على الملأ) بملياراتِكم، ومُمتلَكاتِكم داخل مصر، وخارجها ومُنتَجعاتكم وطائراتِكم الخاصة وسيارات أبنائِكم الفارهة، ومراقصهم وحفلاتهم الصاخبة بسُكْرهِم وأدخِنتَهم المُخَدِّرة. بينما الفقراء يوقدون لأطفالهم نارًا على قدورٍ مملوءةٍ بالماء، والحَصىٰ عَسَاهُم يَرقُدون.
ولا تنسوا أن شبابَهم فَلذاتِ أكبادِهِم المُجنَّدين إجباريًا والمُتطوِّعين لتخيفِ العِبءْ عن أُسرِهم يواجهون الموتَ بكلِ أسبابهِ (من إرهابٍ وطبيعةِ أرضٍ وظروفٍ مناخية قاسية) لحمايةِ الحدود فداءً للوطن، ولتنعموا أنتمْ وأبناؤكم بالأمن والرفاهية.
* الفقراء يا سادة (ربما) كانوا أكثرَ مِن بعضِكُم وطنية ووعياً فطرياً وإدراكاً بضرورةِ دَعمِ الدولة، والحفاظ عليها، وهم الأكثر إقبالاً على صناديق الاستفتاءات والانتخابات والأكثر مشاركةً مُجتمَعيِّة خَدمِيَّة دَّاعمة لجهودِ الدولة. والأكثر مِنْكُم التفافًا حول قيادتِهم السِياسِّية كجبهةٍ داخليةٍ صُلْبة، وظهيرٍ شَعْبيٍ قوي.
* كُفوا عن المتاجرة بأوجاعِهم ومحاولاتِكُم السَاذَجةِ لإظهار تعاطُفِكُم معهم.
* الفقراء يا سادة صامدونَ وصابرونَ بِحُكْمِ اعتيادِهِم قسوةَ حياتهِم، متفائلونَ بقدرِ وَعْيهم وتحمُّلهِم، وبقدرِ اتساع مِساحة رؤيتهم لِمُبَشِّراتِ الغَدِ، ودلالاته الواقعية دون الالتفات لنُصْحِكُم وشعاراتِكُم، وجَعْجَعاتِ أبواقِكم الإعلامية الكاذبة.
( نكمل لاحقًا)
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
رئيس الحكومة الانتقالية ببنجلاديش: الأزهر لعب دورًا تاريخيًّا في نهضة بلادنا وأنقذ مبادرة «بنك الفقراء»
استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، صباح اليوم، محمد يونس، رئيس الحكومة البنجلاديشية المؤقتة، الحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2006، في مقر إقامة فضيلته بالعاصمة الأذربيجانية باكو، على هامش مشاركتهما في الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطاريَّة بشأن تغير المناخ (COP29).
وأعرب رئيس الحكومة البنجلاديشية عن سعادته بلقاء فضيلة الإمام الأكبر، وتقدير بلاده لشيخ الأزهر وفخرهم بانتماء آلاف من أبناء بنجلاديش للأزهر تعليمًا ومنهجًا، مشيرًا إلى أن بنجلاديش تعتز بعلاقاتها مع الأزهر، وتسعى لتعزيزها وفتح أفق جديدة للتعاون في مختلف المجالات الدعويَّة والتعليميَّة، مؤكدًا أن الأزهر لعب دورًا تاريخيًّا مهمًّا في نهضة بنجلاديش خلال تقديم سيادته مبادرة "بنك الفقراء" في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، والتي حصل على إثرها على جائزة نوبل للسلام، والممثلة في تقديم تمويلات ميسرة للنساء وربات البيوت لإدارة مشروعات صغيرة تمكنهم من تحمُّل أعباء وتكاليف الحياة.
وأشار السيد محمد يونس أن مبادرة "بنك الفقراء" قُوبلت بالرفض من قِبَل معظم القادة الدينيين في بنجلاديش في بداية الأمر بحجة معارضتها لأحكام الشريعة، ما دفعه لطلب الفتوى والاستشارة من الأزهر الشريف نظرًا لثقة الشعب البنجلاديشي في هذه المؤسسة الإسلامية العريقة التي تمثل المرجعيَّة الإسلاميَّة الأهم حول العالم، حيث رحَّب الأزهر بالمشروع وأيَّده بفتوى شرعية طمأنت الشعب البنجلاديشي ووجهت البوصلة في الاتجاه الصحيح، وأنقذت مستقبل المشروع المهم الذي ساهم فيما بعد في نهضة بلادنا، وتجاوزت أعداد المستفيدين من هذه المبادرة ١٠ مليون شخص، وامتدت لتشمل مشروعات تنموية أخرى في مجالات التعليم والإسكان، مصرحًا "لا يمكنني تصور مستقبل هذا المشروع المهم لبلادنا دون فتوى الأزهر في هذا الوقت".
من جانبه، أكَّد فضيلة الإمام الأكبر اعتزاز الأزهر بعلاقاته التاريخية مع بنجلاديش، وسعيه لتعزيزها من خلال استقبال الطلاب الوافدين للدراسة في مختلف المراحل التعليمية في الأزهر، مؤكدًا استعداد الأزهر لزيادة المنح الدراسية المخصصة لالتحاق أبناء بنجلاديش بجامعة الأزهر، وتوجيهها لدراسة المجالات التي تلبِّي رغبات الشعب البنجلاديشي وتطلعاتهم، داعيًا المولى عزَّ وجلَّ أن يوفِّق السيد محمد يونس في مهمة العبور ببنجلاديش إلى بر الأمان وبسط الاستقرار ونشر الأمن والأمان.
ووجَّه رئيس الحكومة الانتقالية دعوة لشيخ الأزهر لزيارة بنجلاديش، مؤكدًا أن الشعب البنجلاديشي ينتظر هذه الزيارة بشغفٍ كبيرٍ، حيث رحَّب شيخ الأزهر بهذه الدعوة الكريمة مؤكدًا حرصه على تلبية هذه الدعوة الكريمة في أقرب فرصة.
حضر اللقاء، فضيلة أ.د نظير عياد، مفتي الديار المصرية، والمستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، والسفير عبد الرحمن موسى، مستشار الشؤون الخارجية بالأزهر.
اقرأ أيضاًشيخ الأزهر يلتقي رئيس طاجكستان ويناقشان سُبُل تعزيز العلاقات المشتركة
خلال زيارته إلى أذربيجان.. رئيس الإمارات يستقبل شيخ الأزهر
شيخ الأزهر في استقبال وزير خارجية بوركينا فاسو: مستعدون لتكثيف دورات تدريب الأئمة