كاتب بريطاني: ترامب لا يملك القدرة على تشكيل العالم كما يريد
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
أكد صحفي بريطاني أن هناك 5 عوامل ستحدد مدى قدرة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على التأثير بالساحة الدولية، في ظل وجود منافسين من الزعماء العالميين يسعون -هم أيضا- إلى تحويل دفة الأحداث لحماية مصالحهم.
ففي مقاله بصحيفة صنداي تايمز الصادرة في لندن، كتب مارك أوربان أن ترامب حصل على تفويض قوي في الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي يجعله يهيمن على مؤسسات السلطة في بلاده.
وأضاف أن ترامب -برغم كل النجاح الذي حققه- قد لا يملك نفس السيطرة عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية.
أحداث خارجة على سيطرة ترامبأولا، هناك أحداث غير متوقعة لديها القدرة على إسقاط كل الحسابات، مثلما اكتشف ذلك الرئيس الأميركي جو بايدن بعد طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، كما يوضح الكاتب.
ففي الفترة التي تسبق تولي ترامب السلطة في يناير/كانون الثاني، قد تضطرب أوضاع الشرق الأوسط بشدة، مما يحبط التعهد الذي قطعه خلال حملته الانتخابية بإحلال السلام في المنطقة.
ونقل الكاتب عن مايك دوران- الذي كان يشغل منصبا رفيعا بمجلس الأمن القومي في عهد الرئيس جورج بوش الإبن ويعمل الآن باحثا بمعهد هدسون- أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يكون واثقا تماما من أن ترامب سيمنحه الضوء الأخضر. أما بالنسبة لقطاع غزة، فقد كان موقف ترامب واضحا في دعمه "حق إسرائيل في الانتصار في حربها" هناك.
فرصة بوتينيوضح الباحث الأميركي أنه إذا كان احتمال خروج الأحداث في الشرق الأوسط عن السيطرة هو العامل الأول، فإن العامل الثاني يتمثل في أن الجهات الفاعلة الأخرى على الساحة الدولية ستسعى إلى تحقيق أقصى استفادة منها.
ومع أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبدى استعداده لإجراء حوار حول كيفية إنهاء الحرب الأوكرانية، والتي تعهد ترامب بوضع حد لها أثناء حملته الانتخابية، إلا أن الباحث دوران يعتقد أن فرص تحقيق ذلك قريبا "ضئيلة جدا".
مشكلة عتاديقول الكاتب إن من مشاكل السياسة الخارجية التي ستواجه ترامب أن الولايات المتحدة ربما باتت تنتبه أكثر إلى مخزونها الأساسي من الأسلحة الرئيسية. وأحد أسباب عدم الإفراج عن أسلحة أميركية بمليارات الدولارات لأوكرانيا حتى الآن يعود إلى أن وزارة الدفاع (البنتاغون) رفضت إرسالها إلى كييف خشية أن يكون مخزونها من الأسلحة الرئيسية مثل صواريخ باتريوت قد انخفض بالفعل.
وثمة احتمالات كبيرة بأن إدارة ترامب الجديدة ستسعى إلى العودة إلى موضوع ولايته الأولى المتمثل في الضغط على أوروبا لتولي المسؤولية.
وتبرز الديون الحكومية المتضخمة كعامل رابع يحد من قدرات السياسة الخارجية، إذ تبلغ الآن 35 تريليون دولار (123% من الناتج المحلي الإجمالي) ويتوقع الكثيرون أن ترتفع أكثر إذا خفض ترامب الضرائب مرة أخرى.
وقد تتسبب وعود قطعها ترامب في حملته الانتخابية بفرض رسوم جمركية بنسبة 60% على السلع الصينية و20% على سلع أخرى، وتعد العامل الخامس والأخير الذي سيشكل سياسة ترامب الخارجية في ظل تبعات عديدة على اقتصاد الولايات المتحدة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ما الذي يريده الأميركيون من ترامب وما التحديات المنتظرة؟
مع الفوز الحاسم لدونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، يستعد الرئيس المنتظر لإجراء تغييرات سياسية شاملة داخل الولايات المتحدة الأميركية وخارجها.
ما الذي يريده الناخبون من الرئيس ترامب؟ وما التحديات المنتظرة؟ وما المقبول وغير المقبول عند أنصار ترامب في اليوم الأول من الرئاسة؟ وكيف كسب الرئيس القادم قلوب الناخبين الأميركيين السود؟
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2استبيان: الهجرة رغبة الشباب العربي ولو دون وثائقlist 2 of 2مركز أبحاث أميركي: بايدن وترامب محرجان.. "استبدلوهما"end of listأجرى مركز بيو للدراسات والأبحاث، في أكتوبر/تشرين الأول 2024، دراسة لفهم آراء الأميركيين، بمن فيهم الناخبون المسجلون، بشأن الرئاسة الجديدة للبيت الأبيض وتوقعاتهم لها.
وأظهرت الدراسة نسبا متزايدة للناخبين المؤيدين لترامب، الذين يرون أنه سيغير واشنطن للأفضل، بينما قال 12% فقط إنه لن يغير الأمور كثيرا.
كما رأى مؤيدو كامالا هاريس أن ترامب من المحتمل أن يغير الأمور، لكن 92% قالوا إن ترامب سيغير الأمور للأسوأ.
كانت القضية الأهم بالنسبة للجمهوريين هي اقتصاد البلاد هذا العام، كما احتلت الهجرة المرتبة الثانية، إذ قال 82% إنها كانت مهمة جدا لتصويتهم، وهذه النسبة تشكل زيادة واضحة مقارنة بنتائج الاستطلاع الذي أجراه المركز في عام 2020، عندما أعرب نحو 61% من أنصار ترامب عن أنها مهمة جدا بالنسبة لهم.
ومن القضايا الأقل أهمية لناخبي ترامب هي قضية التغير المناخي، فقد قال 11% فقط من المستطلعة آراؤهم إنها مهمة جدا، وكان الحال نفسه في قضية عدم المساواة العرقية والإثنية، وكانت قضية الإجهاض ذات أهمية لـ35% منهم.
أنصار ترامب المشاركين في الدراسة أبدوا رأيا موحدا بشأن عدة قضايا ثقافية.
ومن بين تلك القضايا التي اتفقوا عليها بشكل عام، قضية الجنس البيولوجي، واعتقد 92% منهم أنها غير قابلة للتغيير، وكان لـ7% فقط رأي آخر وهو أنه يمكن للشخص أن يكون رجلا أو امرأة حتى وإن كان ذلك مختلفا عن الجنس الذي وُلِد به، وفضل أغلب الناخبين امتلاك الأسلحة على أنه يزيد من الأمان أكثر مما ينقصه.
وأظهرت الدراسة نسبة 83% من الناخبين، يرون أن نظام العدالة الجنائية لا يتعامل بقسوة كافية مع المجرمين.
كما زعم 75% من المستطلعة آراؤهم أن إرث العبودية يؤثر بشكل كبير على وضع الأشخاص السود في المجتمع الأميركي اليوم.
بالمقابل، عبر أغلبية أنصار هاريس عن آراء معارضة تماما لجميع القضايا سابقة الذكر.
وعند سؤال المشاركين في الدراسة عما إذا كانت المكاسب التي حققتها النساء في المجتمع قد جاءت على حساب الرجال، أجاب الأغلبية بـ"لا".
وكما يبدو في الاستطلاع أن الناخبين الأميركيين المناصرين لترامب لا يشعرون بالحماس لفصل الدين عن السياسات الحكومية، فقد أيدها 55%، مقابل 87% من أنصار هاريس الذين رأوا أن لا علاقة للدين في السياسة.
طالما اختلف الجمهوريون والديمقراطيون حول حجم ونطاق الحكومة، واستمر الخلاف حتى الدورة الانتخابية الأخيرة.
وبحسب الاستطلاع، فإن 72% من أنصار ترامب يعتقدون أن المساعدات المقدمة للفقراء تعود عليهم بالأذى أكثر من نفعها.
وفي الوقت نفسه، عارضت أغلبية متقاربة من مؤيدي هاريس وترامب المستطلعة آراؤهم أي تخفيضات في برنامج الضمان الاجتماعي.
كان لدى الجمهوريين وجهات نظر سلبية بشأن الأوضاع الوطنية، وذلك قبل شهر واحد من الانتخابات، فقد كان 5% منهم فقط راضين عن الطريقة التي تسير بها الأمور في البلاد، وأظهر 9 من كل 10 قلقهم بشأن أسعار الغذاء والسلع الاستهلاكية، وكان مؤيدو هاريس غير راضين أيضا، لكن بدرجة أقل وبنسبة وصلت إلى 62%.
وكان التشاؤم الاقتصادي هذا العام واضحا في العديد من دول العالم، بما فيهم الولايات المتحدة، حيث بدت التقييمات السلبية للاقتصاد بين أعضاء الحزب غير الحاكم أعلى بكثير من مؤيدي الحزب الحاكم.
وقال 9 من كل 10 مؤيدين لترامب إنه واضح في سياساته خاصة في معالجة الهجرة غير القانونية وقضايا الاقتصاد والسياسة الخارجية، وإن هاريس أقل وضوحا في مواقفها، ورأوا أن الموضوع الوحيد الذي تأخر فيه ترامب هو الرعاية الصحية.
ما المقبول وغير المقبول عند أنصار ترامب في اليوم الأول من الرئاسة؟ ما رأي مؤيدي ترامب في بعض الخطوات غير المسبوقة التي اقترح أنه قد يتخذها في أيامه الأولى في المنصب؟ في الاستطلاع الذي أُجري في سبتمبر/أيلول:
توقع 58% من مؤيدي ترامب استخدام الأوامر التنفيذية في سياسته، إذا لم يتمكن من تمرير أولوياته عبر الكونغرس.
و54% قالوا إنه سيكون من المقبول لهم أن يأمر مسؤولي إنفاذ القانون الفدراليين بالتحقيق مع خصومه الديمقراطيين.
وفي الوقت نفسه، رفض 58% منهم إقالة العاملين في الحكومة؛ بسبب عدم الولاء له.
وبنسبة متطابقة رفض 57% من مؤيديه العفو عن أصدقائه ومؤيديه المدانين بالجرائم.
كما طالبت أغلبية كبيرة من الناخبين المشاركين ترامب بالتركيز على معالجة مخاوف جميع الأميركيين، لا المؤيدين له فقط، وطالبوه التعاون مع الحزب المعارض في الكونغرس.