تتسارع الأحداث في الساحة السياسية التركية مع تصاعد التوترات داخل حزب الشعب الجمهوري (CHP) على خلفية دفع بلدية أنقرة الكبرى مبلغ 69 مليون ليرة تركية لإحياء حفل غنائي بمناسبة عيد الجمهورية في 29 أكتوبر. التصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس بلدية أنقرة منصور يافاش، ردًا على التسريبات الإعلامية التي نشرها مقربون من رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، أشعلت خلافًا حادًا بين قيادات الحزب.

تفاصيل الحفل الذي أشعل الخلافات
بلغت قيمة الحفل الذي أحيته الفنانة إيبرو جوندش بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس الجمهورية 69 مليون ليرة تركية، وهو المبلغ الذي أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية. المقربون من إمام أوغلو اتهموا يافاش بالتبذير وضرورة التحقيق في هذه النفقات الضخمة، ما دفع رئيس بلدية أنقرة للرد بشدة على هذه الانتقادات.

يافاش يرد بتصريحات حادة
في تصعيد لافت، خرج منصور يافاش بتصريحات قوية، حيث أشار إلى أنه تصدر نتائج 50 استطلاعًا للرأي مؤخرًا، وهو ما اعتبره دليلًا على شعبيته ونجاحه في قيادة أنقرة. وأكد يافاش أن الهجمات الإعلامية ضده تمثل “تكتيك فِتنة” هدفه زعزعة استقرار الحزب، معتبرًا أن بعض الأطراف داخل الحزب تعمل على تشويه سمعته عبر التسريبات الإعلامية.

اتهامات بالتلاعب السياسي
يافاش لم يكتفِ بالتعليق على الهجوم الإعلامي، بل أشار إلى أن هذه الحملات تستهدف تصوير حزب الشعب الجمهوري على أنه في أزمة داخلية. وقال: “إذا كان لدى أي شخص أدلة على فساد أو تجاوزات، فليعرضها بشفافية، ولكن لا ينبغي استخدام القضاء كأداة للضغط السياسي.” كما اتهم بعض الشخصيات داخل الحزب بالعمل على نشر الخلافات لصالح أطراف خارجية.

المصدر: تركيا الآن

كلمات دلالية: تركيا اخبار تركيا حزب الشعب الجمهوري عاصفة سياسية

إقرأ أيضاً:

مؤتمر العدالة والتنمية في المغرب يقرر المصير.. زعامة بنكيران على المحك

ينعقد يوم غد السبت في مدينة بوزنيقة المغربية المؤتمر التاسع لحزب العدالة والتنمية المغربي في محطة يصفها المراقبون بأنها مفصلية في تقرير مصير إسلاميي المغرب ممن اختاروا الإصلاح من داخل المنظومة السياسية في البلاد.

ومع تباين التقديرات داخل الحزب وخارجه، تُجمع مكوناته على أن هذا المؤتمر سيكون لحظة حاسمة: إما أن يستعيد الحزب عافيته السياسية والتنظيمية، أو يفتح صفحة النهاية لمرحلة سياسية امتدت لأزيد من عقدين.

عودة من الهزيمة... وزخم نقدي متجدد

عقب الهزيمة المدوية في انتخابات 2021، والتي أسقطت الحزب من 126 مقعدًا برلمانياً إلى 13 فقط، جاء المؤتمر الاستثنائي الذي أعاد عبد الإله بن كيران إلى قيادة الحزب بنسبة 81 في المائة من الأصوات. شكلت تلك العودة نقطة انطلاق لخطاب نقدي قوي من داخل الحزب، ركز بشكل خاص على ما اعتبره تراجعًا خطيرًا في المواقف المبدئية تجاه ملفات حساسة كالتطبيع مع إسرائيل، وتقنين استعمال القنب الهندي، وتهميش قضية التعريب، وهي ملفات ذات بعد قيمي وأخلاقي تُعد جزءاً من الهوية السياسية التي لطالما ميزت الحزب.

الاستفادة من إخفاقات خصومه

في مقابل ذلك، بدا واضحاً أن حزب العدالة والتنمية استثمر سياسياً في الإخفاقات التي واجهت حكومة عزيز أخنوش، خاصة في ملفي التشغيل وخفض الأسعار. ضعف الأداء الحكومي، وتآكل الثقة الشعبية، أعادا للحزب هامشًا للتموقع في صفوف المعارضة، بل وسمحا له باستعادة شيء من حضوره في النقاش العمومي، عبر قضايا مثيرة للجدل مثل تضارب المصالح في مشروع تحلية مياه البحر، وصفقة المحروقات، وتمويل مستوردي اللحوم.

تراجع تنظيمي.. وخلافات داخلية

لكن هذا الحضور لم يُترجم بعد على المستوى التنظيمي. فبحسب ما أكده الأمين العام في ندوة صحافية قبيل المؤتمر، تقلص عدد أعضاء الحزب إلى النصف، من 40 ألف إلى 20 ألف عضو، دون تفسير مباشر، سوى تأكيده بأن "الفاعلية أهم من الكم". وتُرجع مصادر مطلعة هذا التراجع إلى انسحاب المنتسبين الذين التحقوا بالحزب خلال فترة تواجده في الحكومة لأسباب نفعية، وإلى تصاعد التوترات الداخلية مع قيادات سابقة، فضلاً عن تراجع الجاذبية السياسية للحزب في ظل الاستقطابات الجديدة.




نقاش داخلي متنامٍ.. وتجديد القيادة في الواجهة

وبعيداً عن السجال الإعلامي، الذي يرى فيه بعض مناضلي الحزب تحاملاً مبيتاً من وسائل إعلام معينة، تتشكل داخل العدالة والتنمية موجة داخلية جديدة، لا تعبر بالضرورة عن تيار منظم، وإنما عن أفراد ومجموعات متفرقة تطالب بتجديد القيادة. هذا المطلب، الذي تكرر حضوره في بعض الكواليس والبيانات الشخصية، فُهِم في السياق التنظيمي كإشارة واضحة إلى رفض التجديد لعبد الإله بن كيران، رغم أن قوانين الحزب التنظيمية لا تمنعه من الترشح لولاية ثانية. ويعكس هذا الحراك، رغم محدوديته العددية، رغبة فئة من النخبة الحزبية في الدفع بوجوه جديدة وشابة، تحمل رؤية مغايرة لطبيعة العلاقة مع الدولة، وأساليب القيادة.

الرؤية الغائبة.. ومستقبل معلق

رغم الزخم الإعلامي والتنظيمي الذي يحيط بالمؤتمر، فإن الملاحظة الأبرز هي غياب رؤية واضحة للمستقبل. فالوثيقة السياسية المقترحة، بحسب مصادر من داخل اللجنة التحضيرية، لا تتضمن مواقف دقيقة من القضايا الكبرى التي تواجه الحزب، مثل طبيعة العلاقة مع الدولة، أو التموقع الجديد في المشهد السياسي. ويخشى مراقبون من أن يظل الحزب أسير معادلة "اليوم بيومه"، دون خط استراتيجي أو أفق سياسي، مما قد يُبقيه في موقع الانتظار إلى أجل غير مسمى.

وحتى اللحظة، يبدو أن سؤال القيادة هو العنوان الأبرز لهذا المؤتمر، وليس سؤال المشروع السياسي. فغالبية القاعدة الحزبية ترى أن الزعامة هي الضمانة الوحيدة للبقاء، بينما النخبة المسيسة تسائل الحصيلة السياسية والتنظيمية، ومدى تحقق وعود المصالحة وإعادة الهيكلة.

يذكر أن حزب العدالة والتنمية في المغرب كان قد تأسس عام 1998 كامتداد لحركة "التجديد الوطني"، وهو حزب ذو مرجعية إسلامية، تبنى منذ نشأته خيار المشاركة السياسية تحت مظلة النظام الملكي، مع التأكيد على احترام الثوابت الوطنية.

برز الحزب في بداية الألفية الجديدة كقوة سياسية صاعدة، واستطاع تعزيز حضوره البرلماني عبر معارضته المحافظة والملتزمة، ما أكسبه شعبية متنامية، خصوصًا في أوساط الشباب والطبقة الوسطى.

وبلغ ذروة قوته السياسية بعد احتجاجات 20 فبراير 2011، حيث قاد الحكومة لولايتين متتاليتين (2011 ـ 2016 و2016 ـ 2021)، قبل أن يتلقى ضربة موجعة في انتخابات 2021، خسر خلالها أكثر من 90% من تمثيله البرلماني، ما اعتُبر أسوأ نتيجة لحزب قاد الحكومة في تاريخ المغرب الحديث.

عبد الإله بنكيران.. من الزعيم الشعبي إلى الرجل المثير للجدل

يُعد عبد الإله بنكيران أحد أبرز وجوه حزب العدالة والتنمية، وشخصية محورية في التحول الذي شهده الحزب منذ مطلع الألفية. تولى الأمانة العامة سنة 2008 خلفًا لسعد الدين العثماني، وقاد الحزب إلى فوزه التاريخي في انتخابات 2011، ليشغل منصب رئيس الحكومة حتى عام 2017.

تميّز بنكيران بخطابه الشعبوي المباشر، وقدرته على التواصل الجماهيري، ما أكسبه قاعدة واسعة من الدعم، لكنه في الوقت نفسه دخل في توترات متكررة مع بعض مراكز القرار، أبرزها خلال مرحلة "البلوكاج الحكومي" بعد انتخابات 2016، التي انتهت بإعفائه من تشكيل الحكومة، وتكليف خلفه العثماني بالمهمة.

عاد بنكيران إلى الواجهة السياسية عبر المؤتمر الاستثنائي للحزب في 2021، وسط حالة من الانقسام الداخلي والسؤال المستمر حول مستقبل الحزب، وقدرته على التجدد في ظل قيادة تعود للواجهة.


مقالات مشابهة

  • الشعب الجمهوري: قانون العمل الجديد ضمانة حقيقية لحقوق العمال
  • قائد القطاع الغربي في اليونيفيل التقى رئيس بلدية الرمادية
  • اضربه واعتذر له- كوميديا سياسية سودانية
  • الشعب الجمهوري يعزز قدرات كوادره الإعلامية بدورة عن الذكاء الاصطناعي
  • قيادي بالشعب الجمهوري: احتفالات تحرير سيناء تعكس عظمة الإنجاز الوطني
  • إقبال جماهيري كبير على قافلة حزب "الشعب الجمهوري" الطبية بقليوب
  • مؤتمر العدالة والتنمية في المغرب يقرر المصير.. زعامة بنكيران على المحك
  • تفاصيل تحضيرات العدالة والتنمية المغربي لعقد مؤتمره التاسع
  • الشعب الجمهوري: تحرير سيناء شاهد على تلاحم الشعب والجيش وملحمة تُلهم أجيال المستقبل
  • نسب توزيع الوزارات يفجّر خلافات عاصفة وسط تحالف المليشيا