بوابة الوفد:
2025-03-18@07:15:34 GMT

عاش «ترامب» ولى النعم!

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

لا يمكن الفصل بين صورة ترامب من «كرمشة الأنف» مع تغميض العينين، احداها أو كلاهما، وبين ما نعرفه ونسمعه عن الأصوات الشهيرة التى تخرج عبر الأنف بأريحية تامة لدى البعض للتعبير عن حالة الغضب دفاعًا أو هجومًا أو اعتراضًا، كنموذج لموسيقى تصويرية نابعة من اللاوعى مصاحبة لحالة الحوار والجدل، تلك الأصوات التى ترتبط فى ثقافتنا بمدينة الإسكندرية الجميلة، هى النموذج الأدق للتعبير عن شخصية الرجل الذى جلس على عرش أمريكا مؤخرًا، وأدهش الجميع بفوزه الصادم.

تلك الصورة وهذه الحالة من الدهشة الأقرب إلى الصدمة دفعت كثيرا من الخبراء للبحث والتنقيب عن الأسباب التى جعلت أول رئيس أمريكى سابق تتم إدانته بارتكاب جرائم جنائية يعود للبيت الأبيض بهذه القوة، وكيف استطاع رجل تم اتهامه بمخالفة القانون والاستيلاء على وثائق سرية رفض إعادتها أن يحقق هذا الفوز الكبير؟ وماذا حدث كى يفوز رجل تم اتهامه بالاعتداء والتحرش الجنسى والخيانة مع ممثلة أفلام إباحية، وتهرب من الضرائب أن ينتصر؟، كيف فاز «ترامب » رغم قيامه بالتهرب من التجنيد فى فيتنام بعذر طبى زائف وتطاول وأهان قادة عسكريين وقتلى حرب أمريكيين، وقام بالتحريض على أعمال شغب لمنع انتقال السلطة سلميًا بعد انتهاء ولايته الأولى؟

أبرز تلك الأسباب التى فسرت نجاح «الظاهرة الترامبية »هى «هرم ماسلو« للاحتياجات الإنسانية، وتتلخص نظرية عالم النفس «ماسلو« فى تسلسل الاحتياجات على شكل هرمى تبدأ من الاحتياجات الفسيولوجية مرورًا باحتياجات السلامة والانتماء وصولًا إلى قمة الهرم بتحقيق الذات، ولا يمكن الانتقال بين تلك الاحتياجات قبل إشباع الأخرى، لذلك فإن ارتفاع أسعار الغذاء والدواء والإسكان أدى إلى زعزعة استقرار الشعور بالأمن، ودفعت الحاجة إلى إشباع الاحتياجات الأساسية التفكير بجدية فى سلوك ترامب أو أخلاقه واستبداده واستعداده لانتهاك الدستور قد يبدو ترفًا للعائلات التى لا تستطيع تحمل تكلفة وإشباع الاحتياجات الأولى فى هرم « ماسلو«، كما أشار «مايكل جيه »أستاذ الاتصالات والصحافة، جامعة ماين.

ما يؤكد التفسير السابق ما ذهب إليه «جون دايموند » مدير مركز المالية العامة فى معهد بيكر، بأن الاقتصاد كان إحدى القضايا الرئيسية التى تهم الناخبين أثناء توجههم إلى صناديق الاقتراع، وما ينتظره الاقتصاد الأمريكى من فوائد بعد فوز «ترامب»، خاصة تمديد قانون الضرائب الذى أصدره « ترامب» 2017، والذى تنتهى فيه صلاحية جميع أحكام قانون تخفيضات الضرائب بنهاية 2025، وإذا لم يتم تمديد تلك الأجزاء من القانون، فسيؤدى ذلك إلى زيادة ضريبية حوالى 4 تريليونات دولار أمريكى حتى عام 2034، مما يفرض عبئًا إضافيًا وصعوبات كبيرة على العائلات الأمريكية.

أحد الجوانب التى لا يمكن اغفالها فى اكتساح الظاهرة «الترامبية» هى حركات الإصلاح الدينى التى رأت أن «ترامب» هو «محارب الله» فى معركتهم ضد القوى الشيطانية، التى تفسد سلوك الأفراد والأمم، ويجب أن يتمتع الزعماء الدينيون وحلفاؤهم السياسيون بالسلطة فى المجتمع من خلال استراتيجية التسلل والتأثير والسيطرة على قطاع الأعمال والحكومة والإعلام والفنون والترفيه والتعليم والأسرة والدين لإحداث التحول الثقافى المطلوب، وهو ما فطن إليه «ترامب» جيدًا، كذلك لا يمكن إغفال تصويت الأمريكان العرب لترامب كنموذج عقابى لسياسة «بايدن» تجاه غزة، ولا يمكن إغفال أى أسباب أخرى حاولت تفكيك وتفسير لغز«الظاهرة الترامبية» وعودة «ترامب» بتلك القوة.

الخلاصة: رغم معرفتنا الجيدة كعرب بأن سياسات البيت الأبيض وأهدافه لا تتغير بتغير الرؤساء، فإن اليقين الذى يملأ صدورنا الآن، أن تعاملات «ترامب» القادمة معنا ومع العالم ستكون مرجعيتها الأساسية الفوضوية وانتهاك كافة المعايير الأخلاقية والإنسانية، وابتزاز الجميع لمجرد إتمام إحدى صفقاته!، والنتيجة: ستجد كثير من القادة والزعماء والرؤساء والملوك سيخضعون سريعًا لهذا الابتزاز خوفًا من الفضيحة وطمعًا فى تجنبها، وسيهتفون عاش ترامب ولى النعم!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشرف عزب صورة ترامب لا یمکن

إقرأ أيضاً:

السيسي: لا يمكن لأحد المساس بمصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قدم الرئيس التحية والتقدير لأسر الطلبة والطالبات على ما يبذلونه من جهد في تربية وتعليم الأبناء على المبادئ والقيم الراسخة في حب الوطن، مشدداً  على أنه لا يمكن لأحد المساس بمصر.

وأجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارة إلى أكاديمية الشرطة، حيث كان في إستقبال محمود توفيق، وزير الداخلية، اللواء هاني ابو المكارم مساعد وزير الداخلية رئيس أكاديمية الشرطة.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن  الرئيس قدم التهاني بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم وتناول وجبة الإفطار مع الطلبة الجدد وأسرهم.

وإستعرض الرئيس تطورات الموقف المصري بشأن عدد من الموضوعات والقضايا على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتأثيراتها على الأمن القومي المصري، حيث أكد الرئيس حرص مصر على تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والتي تتسم بالاضطراب وعدم الإستقرار، مشيراً إلى الجهود التي تبذلها الدولة لتسوية الأزمات بالطرق السلمية حفاظاً على مقدرات الدول وشعوبها.

مقالات مشابهة

  • حيث الانسان يعيد البسمة للأطفال الملتحقين بمركز يؤهل ذوي الاحتياجات الخاصة بمدينة تريم بحضرموت.. تفاصيل الحكاية
  • الدبيبة ومسعود يناقشان الاحتياجات التمويلية اللازمة لرفع كفاءة الإنتاج
  • البيت الأبيض: لا يمكن لأي قوة عرقلة الملاحة في البحر الأحمر
  • سمر كشك: الأصدقاء الصالحين مثل المدخرات المالية تطمن وقت الأزمات
  • السيسي: لا يمكن لأحد المساس بمصر
  • كيف تأتي النعم من قلب المحن؟.. دروس من قصة يوسف عليه السلام
  • قبل فترة أقصى الاحتياجات.. وزير الري:‫ تطوير منظومة توزيع وإدارة المياه
  • تطوير توزيع المياه.. سويلم يوجه بسرعة الانتهاء من صيانة البوابات قبل فترة أقصى الاحتياجات
  • السليمانية.. مبادرة إنسانية لدعم 7500 أسرة من ذوي الاحتياجات الخاصة (صور)
  • المجلس الوطني لحقوق الإنسان يدعو إلى مواجهة التحديات التي تعاني منها فئة ذوي الاحتياجات الخاصة