بوابة الوفد:
2024-12-22@14:23:17 GMT

عاش «ترامب» ولى النعم!

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

لا يمكن الفصل بين صورة ترامب من «كرمشة الأنف» مع تغميض العينين، احداها أو كلاهما، وبين ما نعرفه ونسمعه عن الأصوات الشهيرة التى تخرج عبر الأنف بأريحية تامة لدى البعض للتعبير عن حالة الغضب دفاعًا أو هجومًا أو اعتراضًا، كنموذج لموسيقى تصويرية نابعة من اللاوعى مصاحبة لحالة الحوار والجدل، تلك الأصوات التى ترتبط فى ثقافتنا بمدينة الإسكندرية الجميلة، هى النموذج الأدق للتعبير عن شخصية الرجل الذى جلس على عرش أمريكا مؤخرًا، وأدهش الجميع بفوزه الصادم.

تلك الصورة وهذه الحالة من الدهشة الأقرب إلى الصدمة دفعت كثيرا من الخبراء للبحث والتنقيب عن الأسباب التى جعلت أول رئيس أمريكى سابق تتم إدانته بارتكاب جرائم جنائية يعود للبيت الأبيض بهذه القوة، وكيف استطاع رجل تم اتهامه بمخالفة القانون والاستيلاء على وثائق سرية رفض إعادتها أن يحقق هذا الفوز الكبير؟ وماذا حدث كى يفوز رجل تم اتهامه بالاعتداء والتحرش الجنسى والخيانة مع ممثلة أفلام إباحية، وتهرب من الضرائب أن ينتصر؟، كيف فاز «ترامب » رغم قيامه بالتهرب من التجنيد فى فيتنام بعذر طبى زائف وتطاول وأهان قادة عسكريين وقتلى حرب أمريكيين، وقام بالتحريض على أعمال شغب لمنع انتقال السلطة سلميًا بعد انتهاء ولايته الأولى؟

أبرز تلك الأسباب التى فسرت نجاح «الظاهرة الترامبية »هى «هرم ماسلو« للاحتياجات الإنسانية، وتتلخص نظرية عالم النفس «ماسلو« فى تسلسل الاحتياجات على شكل هرمى تبدأ من الاحتياجات الفسيولوجية مرورًا باحتياجات السلامة والانتماء وصولًا إلى قمة الهرم بتحقيق الذات، ولا يمكن الانتقال بين تلك الاحتياجات قبل إشباع الأخرى، لذلك فإن ارتفاع أسعار الغذاء والدواء والإسكان أدى إلى زعزعة استقرار الشعور بالأمن، ودفعت الحاجة إلى إشباع الاحتياجات الأساسية التفكير بجدية فى سلوك ترامب أو أخلاقه واستبداده واستعداده لانتهاك الدستور قد يبدو ترفًا للعائلات التى لا تستطيع تحمل تكلفة وإشباع الاحتياجات الأولى فى هرم « ماسلو«، كما أشار «مايكل جيه »أستاذ الاتصالات والصحافة، جامعة ماين.

ما يؤكد التفسير السابق ما ذهب إليه «جون دايموند » مدير مركز المالية العامة فى معهد بيكر، بأن الاقتصاد كان إحدى القضايا الرئيسية التى تهم الناخبين أثناء توجههم إلى صناديق الاقتراع، وما ينتظره الاقتصاد الأمريكى من فوائد بعد فوز «ترامب»، خاصة تمديد قانون الضرائب الذى أصدره « ترامب» 2017، والذى تنتهى فيه صلاحية جميع أحكام قانون تخفيضات الضرائب بنهاية 2025، وإذا لم يتم تمديد تلك الأجزاء من القانون، فسيؤدى ذلك إلى زيادة ضريبية حوالى 4 تريليونات دولار أمريكى حتى عام 2034، مما يفرض عبئًا إضافيًا وصعوبات كبيرة على العائلات الأمريكية.

أحد الجوانب التى لا يمكن اغفالها فى اكتساح الظاهرة «الترامبية» هى حركات الإصلاح الدينى التى رأت أن «ترامب» هو «محارب الله» فى معركتهم ضد القوى الشيطانية، التى تفسد سلوك الأفراد والأمم، ويجب أن يتمتع الزعماء الدينيون وحلفاؤهم السياسيون بالسلطة فى المجتمع من خلال استراتيجية التسلل والتأثير والسيطرة على قطاع الأعمال والحكومة والإعلام والفنون والترفيه والتعليم والأسرة والدين لإحداث التحول الثقافى المطلوب، وهو ما فطن إليه «ترامب» جيدًا، كذلك لا يمكن إغفال تصويت الأمريكان العرب لترامب كنموذج عقابى لسياسة «بايدن» تجاه غزة، ولا يمكن إغفال أى أسباب أخرى حاولت تفكيك وتفسير لغز«الظاهرة الترامبية» وعودة «ترامب» بتلك القوة.

الخلاصة: رغم معرفتنا الجيدة كعرب بأن سياسات البيت الأبيض وأهدافه لا تتغير بتغير الرؤساء، فإن اليقين الذى يملأ صدورنا الآن، أن تعاملات «ترامب» القادمة معنا ومع العالم ستكون مرجعيتها الأساسية الفوضوية وانتهاك كافة المعايير الأخلاقية والإنسانية، وابتزاز الجميع لمجرد إتمام إحدى صفقاته!، والنتيجة: ستجد كثير من القادة والزعماء والرؤساء والملوك سيخضعون سريعًا لهذا الابتزاز خوفًا من الفضيحة وطمعًا فى تجنبها، وسيهتفون عاش ترامب ولى النعم!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشرف عزب صورة ترامب لا یمکن

إقرأ أيضاً:

اليوسف لـ"الرؤية": دور رائد لـ"نادي الظاهرة" في نشر رياضة الرماية

عبري- ناصر العبري

زار معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، نادي الظاهرة للرماية في بلد العراقي بولاية عبري، يرافقه الشيخ أحمد بن سويدان البلوشي، إذ تفقد معاليه مرافق النادي واستمع إلى شرح واف عن الخدمات المتنوعة التي يقدمها، كما اطلع على أنواع الأسلحة المعروضة والمستخدمة في التدريب وورش العمل بالنادي.

وأعرب معالي قيس اليوسف عن شكره للقائمين على نادي الظاهرة للرماية في ولاية عبري، مشيدًا بتنوع الأنشطة التي يقدمها النادي.

وقال معاليه- في تصريح لـ"الرؤية" إنه من المميز أن تتنوع أنشطة النادي ولا تقتصر على الرماية فقط؛ بل تشمل إصلاح الأسلحة التقليدية والتدريب على الرماية؛ حيث تعد هواية الرماية من الأنشطة المحبوبة لدى الشباب في سلطنة عُمان، ودائمًا ما تحقق السلطنة المراكز الأولى والمتقدمة في مسابقات الرماية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

وأضاف: "وجود هذا النوع من الأندية المتكاملة يسهم في تعزيز وتنمية هذه الهواية من النشء إلى فئة المحترفين، وقد لمسنا في هذا النادي وجود مكون آخر يتمثل في بيع الأسلحة والتسليح، إضافة إلى ترميم الأسلحة التقليدية."

مقالات مشابهة

  • المجلس الشعبي الوطني يصوت على قوانين تسيير النفايات وحماية ذوي الاحتياجات الخاصة غدًا
  • "تنامي".. أمير الشرقية يتابع خطط خارطة الاحتياجات التنموية
  • اليوسف لـ"الرؤية": دور رائد لـ"نادي الظاهرة" في نشر رياضة الرماية
  • كأس الخليج: الظاهرة الاجتماعية
  • الآلاف يتابعون تعامد الشمس على معابد الكرنك
  • تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد قصر قارون
  • ما حجم النفط الذي يمكن أن يضخَّه ترامب؟
  • لجنة الإنقاذ الدولية تدعو لتلبية الاحتياجات للاجئي السودان في ليبيا
  • الدروس الظاهرة والمخفيّة في المسألة السوريّة
  • نادي ذوي الاحتياجات الخاصة بأسوان.. يختتم فعاليات اليوم العالمي للتطوع