بوابة الوفد:
2025-01-22@04:45:56 GMT

عاش «ترامب» ولى النعم!

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

لا يمكن الفصل بين صورة ترامب من «كرمشة الأنف» مع تغميض العينين، احداها أو كلاهما، وبين ما نعرفه ونسمعه عن الأصوات الشهيرة التى تخرج عبر الأنف بأريحية تامة لدى البعض للتعبير عن حالة الغضب دفاعًا أو هجومًا أو اعتراضًا، كنموذج لموسيقى تصويرية نابعة من اللاوعى مصاحبة لحالة الحوار والجدل، تلك الأصوات التى ترتبط فى ثقافتنا بمدينة الإسكندرية الجميلة، هى النموذج الأدق للتعبير عن شخصية الرجل الذى جلس على عرش أمريكا مؤخرًا، وأدهش الجميع بفوزه الصادم.

تلك الصورة وهذه الحالة من الدهشة الأقرب إلى الصدمة دفعت كثيرا من الخبراء للبحث والتنقيب عن الأسباب التى جعلت أول رئيس أمريكى سابق تتم إدانته بارتكاب جرائم جنائية يعود للبيت الأبيض بهذه القوة، وكيف استطاع رجل تم اتهامه بمخالفة القانون والاستيلاء على وثائق سرية رفض إعادتها أن يحقق هذا الفوز الكبير؟ وماذا حدث كى يفوز رجل تم اتهامه بالاعتداء والتحرش الجنسى والخيانة مع ممثلة أفلام إباحية، وتهرب من الضرائب أن ينتصر؟، كيف فاز «ترامب » رغم قيامه بالتهرب من التجنيد فى فيتنام بعذر طبى زائف وتطاول وأهان قادة عسكريين وقتلى حرب أمريكيين، وقام بالتحريض على أعمال شغب لمنع انتقال السلطة سلميًا بعد انتهاء ولايته الأولى؟

أبرز تلك الأسباب التى فسرت نجاح «الظاهرة الترامبية »هى «هرم ماسلو« للاحتياجات الإنسانية، وتتلخص نظرية عالم النفس «ماسلو« فى تسلسل الاحتياجات على شكل هرمى تبدأ من الاحتياجات الفسيولوجية مرورًا باحتياجات السلامة والانتماء وصولًا إلى قمة الهرم بتحقيق الذات، ولا يمكن الانتقال بين تلك الاحتياجات قبل إشباع الأخرى، لذلك فإن ارتفاع أسعار الغذاء والدواء والإسكان أدى إلى زعزعة استقرار الشعور بالأمن، ودفعت الحاجة إلى إشباع الاحتياجات الأساسية التفكير بجدية فى سلوك ترامب أو أخلاقه واستبداده واستعداده لانتهاك الدستور قد يبدو ترفًا للعائلات التى لا تستطيع تحمل تكلفة وإشباع الاحتياجات الأولى فى هرم « ماسلو«، كما أشار «مايكل جيه »أستاذ الاتصالات والصحافة، جامعة ماين.

ما يؤكد التفسير السابق ما ذهب إليه «جون دايموند » مدير مركز المالية العامة فى معهد بيكر، بأن الاقتصاد كان إحدى القضايا الرئيسية التى تهم الناخبين أثناء توجههم إلى صناديق الاقتراع، وما ينتظره الاقتصاد الأمريكى من فوائد بعد فوز «ترامب»، خاصة تمديد قانون الضرائب الذى أصدره « ترامب» 2017، والذى تنتهى فيه صلاحية جميع أحكام قانون تخفيضات الضرائب بنهاية 2025، وإذا لم يتم تمديد تلك الأجزاء من القانون، فسيؤدى ذلك إلى زيادة ضريبية حوالى 4 تريليونات دولار أمريكى حتى عام 2034، مما يفرض عبئًا إضافيًا وصعوبات كبيرة على العائلات الأمريكية.

أحد الجوانب التى لا يمكن اغفالها فى اكتساح الظاهرة «الترامبية» هى حركات الإصلاح الدينى التى رأت أن «ترامب» هو «محارب الله» فى معركتهم ضد القوى الشيطانية، التى تفسد سلوك الأفراد والأمم، ويجب أن يتمتع الزعماء الدينيون وحلفاؤهم السياسيون بالسلطة فى المجتمع من خلال استراتيجية التسلل والتأثير والسيطرة على قطاع الأعمال والحكومة والإعلام والفنون والترفيه والتعليم والأسرة والدين لإحداث التحول الثقافى المطلوب، وهو ما فطن إليه «ترامب» جيدًا، كذلك لا يمكن إغفال تصويت الأمريكان العرب لترامب كنموذج عقابى لسياسة «بايدن» تجاه غزة، ولا يمكن إغفال أى أسباب أخرى حاولت تفكيك وتفسير لغز«الظاهرة الترامبية» وعودة «ترامب» بتلك القوة.

الخلاصة: رغم معرفتنا الجيدة كعرب بأن سياسات البيت الأبيض وأهدافه لا تتغير بتغير الرؤساء، فإن اليقين الذى يملأ صدورنا الآن، أن تعاملات «ترامب» القادمة معنا ومع العالم ستكون مرجعيتها الأساسية الفوضوية وانتهاك كافة المعايير الأخلاقية والإنسانية، وابتزاز الجميع لمجرد إتمام إحدى صفقاته!، والنتيجة: ستجد كثير من القادة والزعماء والرؤساء والملوك سيخضعون سريعًا لهذا الابتزاز خوفًا من الفضيحة وطمعًا فى تجنبها، وسيهتفون عاش ترامب ولى النعم!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشرف عزب صورة ترامب لا یمکن

إقرأ أيضاً:

مولوجي: أزيد من 36 ألف طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة متكفل بهم

أبرزت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، صورية مولوجي، بالبليدة، جهود الدولة في التكفل بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال البرامج المسطرة والمشاريع المسجلة لفائدتهم.

وأوضحت الوزيرة خلال إشرافها على وضعها حجر الأساس لانجاز مركز نفسي بيداغوجي للأطفال المعاقين ببلدية بوقرة. أن الدولة عازمة على دعم و تعزيز حظيرة المدارس المتخصصة في التكوين والتعليم لفئة ذوي الهمم. لضمان تكفل أحسن بهذه الفئة الهشة من المجتمع.

وكشفت مولوجي عن أن قطاعها يتوفر على 239 مؤسسة ما بين مركز ومدرسة للإعاقة السمعية وأخرى بصرية. تضم أزيد من 36.000 طفل و يؤطرهم 15.000 مؤطر بين أساتذة و مربيين و بيداغوجيين وأطباء نفسانيين. لافتة إلى مواصلة انجاز مثل هذه المراكز على مستوى كافة ولايات الوطن.

كما أشارت الوزيرة إلى أن القطاع يتوفر على أزيد من 107 مركز اجتماعي طبي تابع لجمعيات تهتم بأطفال التوحد. تعمل الوزارة الوصية على مرافقتها (الجمعيات) وتأطيرها لتعزيز قدراتها وخبراتها التعليمية. إضافة إلى 1454 قسما مدمجا على مستوى قطاع التربية الوطنية.

من جهة أخرى، أكدت وزيرة التضامن أن مصالحها تواصل دعم المرأة الماكثة بالبيت من خلال تجسيد برنامج الدعم الاقتصادي الخاص بالمرأة الريفية. الذي أطلقته بالتنسيق  مع وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة ليشمل كافة ولايات الوطن.

ويتضمن هذا البرنامج تأطير دورات تكوينية وتدريبية لفائدة المرأة الريفية لمساعدتها على تحسين الأداء ودعم المهارات وتطوير الكفاءات في مختلف التخصصات.

زيارة للمعرض المخصص لمنتجات المرأة المنتجة والمرأة الريفية

ولدى زيارتها لأجنحة المعرض المخصص لمنتجات المرأة المنتجة والمرأة الريفية بدار الصناعة التقليدية ببلدية أولاديعيش. ذكرت أن هذه المعارض تدخل في إطار السياسة الترويجية التي ينتهجها القطاع للتعريف بمنتجات وإبداعات المرأة الريفية.

للإشارة، فقد أشرفت الوزيرة على إعطاء إشارة انطلاق قافلة تحسيسية حول مخاطر تسربات الغاز. ستجوب المناطق النائية بالولاية، لتعزيز الجهود التوعوية للسلطات العمومية حول هذه المخاطر. كما تفقدت عدة مراكز تابعة لقطاعها على غرار مدرسة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. إعاقة بصرية، ومدرسة الأطفال المعاقين سمعيا بمدينة البليدة و دار الرحمة ببلدية الشريعة.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • نواف الشثري يفرح والديه من ذوي الاحتياجات الخاصة بهدايا ..فيديو
  • خالد الجندي: صرف البلاء من نعم الله الخفية التى تحمينا
  • خالد الجندي: الصرف من نعم الله الخفية التى تحمينا.. فيديو
  • خالد الجندي: نعم الله الباطنة تحيط بنا ولا نراها
  • واشنطن بوست لترامب: لا يمكن تحقيق الوحدة الوطنية بالسيطرة على أراضي الغير
  • مولوجي: أزيد من 36 ألف طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة متكفل بهم
  • "موكب الكواكب" في ليالي يناير.. كيف يمكن رصد هذه الظاهرة الساحرة هذا الشهر؟
  • بعد تكرارها|حوادث العنف الأسرى قنبلة موقوتة تهدد المجتمع.. وخبراء: غياب الوازع الدينى ساهم فى زيادة الظاهرة
  • قوافل المساعدات تتدفق من مصر إلى قطاع غزة.. وخلايا نحل من «التحالف الوطني» لتلبية الاحتياجات
  • خبير أميركي: هكذا يمكن لإدارة ترامب احتواء التهديد الصيني وتجنب صراع محتمل