بوابة الوفد:
2024-11-13@06:19:41 GMT

تمثيلات العتبة فى الثقافة المصرية والأوروبية

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

إذا كنت واقفاً على عتبة بابك، هل أنت داخل منزلك أم خارجه؟

فى لقاء مع أصدقاء كنا نناقش رمزية العتبة فى الثقافتين العربية والأوروبية، متسائلين عن أوجه التشابه والاختلاف بين رؤيتهما. كنا نبحث فى تمثيلات العتبة فى كل ثقافة، فهل هى مدخل أم مخرج؟

كان رأيى هو أن العتبة ليست مجرد مدخل، بل هى مساحة رمزية تحدث فيها التحولات، حيث يلتقى المألوف بالمجهول، وتُختبر الحدود الثقافية والشخصية.

ومن خلال الرجوع إلى الدراسات الأنثروبولوجية والأدبية، نستكشف كيف أن الثقافتين المصرية والأوروبية قد أضفتا على العتبة طبقات من المعانى، ما يعكس نظرتهما للعالم، وقيمهما، وبنيتهما الاجتماعية.

فى الثقافة المصرية، تعتبر العتبة مكاناً مقدساً. عبورها، سواء كان إلى منزل أو مسجد أو كنيسة موقع مقدس، يتطلب طقوساً معينة، مثل الدعاء أو الدخول بالقدم اليمنى أولاً، مما يعكس احتراماً عميقاً لهذا الحد الفاصل بين الداخل والخارج. العتبة فى هذا السياق ليست مجرد نقطة دخول، بل تمثل انتقالاً من العالم الخارجى إلى عالم داخلى، حيث يمكن أن يكون عبورها رمزاً للتطهير أو الاستعداد لما هو قادم. فى الأدب المصرى، مثل أعمال نجيب محفوظ، تعكس العتبة لحظات قرارات وجودية كبيرة، تمثل صراعات الشخصيات الداخلية بين الخيارين المصيريين فى حياتهم.

إضافة إلى ذلك، تعد العتبة فى الثقافة المصرية رمزاً للضيافة والحماية. فى الأحياء الريفية، يُزخرف المدخل برموز من القرآن لحماية المنزل من الأرواح الشريرة، ما يعكس التأكيد على السلام الاجتماعى والتواصل الجماعى. وفى هذا السياق، تمثل العتبة حاجزاً بين العالم الآمن والمألوف والعالم الخارجى المجهول.

أما فى الثقافة الأوروبية، فتعتبر العتبة رمزاً للتحول الشخصى، حيث تركز الأدب والأنثروبولوجيا على العتبة كمكان للانتقال من مرحلة إلى أخرى، مثل الولادة أو الزواج أو الموت. الأنثروبولوجى أرنولد فان غينيب فى دراسته Rites de Passage (طقوس العبور، 1909) يربط العتبة بالحركة الاجتماعية والتغير الشخصى الذى يعترف به المجتمع من خلال طقوسه.

فى الأدب الأوروبى، تظهر العتبة كاستعارة للتحول الشخصى. وفى «الكوميديا الإلهية» لدانتى، يمثل عبور أبواب الجحيم بداية رحلة روحية. وفى «صورة الفنان فى شبابه» لجيمس جويس، يرمز خروج ستيفن ديدالوس من المنزل إلى ولادة هويته الفنية ورفضه للقيود الاجتماعية.

على الرغم من الاختلافات الثقافية، فإن العتبة فى كل من الثقافتين تمثل موقعاً للتحول. وفى الأدب المصرى، هى رمز للترحيب والحماية، بينما فى الأدب الأوروبى، تمثل مواجهة مع المجهول أو التحدى الشخصى. ورغم هذه الفروق، تبقى العتبة فى كلا السياقين رمزاً عالمياً للتحول والتغيير، ما يعكس التجربة الإنسانية المستمرة للعبور من عالم إلى آخر، بما يتضمنه من تحديات وآمال.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أصدقاء الثقافة المصرية فى الثقافة العتبة فى فى الأدب

إقرأ أيضاً:

نقاد وأدباء: الأدب المغربي ركيزة ثقافية عربية

الشارقة (الاتحاد)
أكد عدد من النقاد والأدباء أن الأدب المغربي يشكل ركيزة أصيلة في الثقافة العربية، ويتميز بتفاعل نقدي مستمر وغني يتجاوز مجرد تقييم الأعمال الأدبية ليكون حواراً حول الهوية والقضايا الاجتماعية والتجارب الإنسانية. جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «الأدب المغربي والتفاعل النقدي»، أقيمت في الدورة الـ 43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، وشارك فيها: الأديب أحمد المديني، الباحث سعيد يقطين، والناقدة الأكاديمية حورية الخمليشي، وأدارها الناقد عبد الرحمن التمارة.
وتحدث الأديب أحمد المديني عن العلاقة المتداخلة بين الأدب والنقد، مشيراً إلى أن الكتابة الأدبية هي نوع من النقد الذاتي. وأوضح أنه يمارس النقد على أعماله بصرامة تصل أحياناً إلى شطب نصوص كاملة، وقال: «الكتابة بالنسبة لي هي عملية نقدية بالدرجة الأولى»، مشيراً إلى أن الأدب المغربي شهد تحولاً كبيراً منذ بدايات القرن العشرين، مما أثر على طبيعة النقد، حيث توجه النقاد للاهتمام بالمضامين الاجتماعية والسياسية في الأعمال الأدبية.

علاقة تكاملية
من جانبه، شدد الباحث والناقد سعيد يقطين على أهمية النقد الأدبي ودوره في إثراء الأدب المغربي، مشيراً إلى أن النقد في المغرب يبرز بشكل أكبر من الإنتاج الأدبي نفسه. وأكد على الحاجة إلى دعم حكومي لتعزيز دور الأدباء، وأضاف: «المبدعون في المغرب ينتمون إلى مشارب متعددة، بينهم علماء وأدباء وشعراء ونقاد، وهذا التنوع يغني الحركة الثقافية.» وأكد أن الترابط بين النقد والإبداع أساسي لاستمرار الحراك الثقافي، قائلاً: «الناقد يسكن في قريحة كل مبدع».
وأشار يقطين إلى أن التحول الرقمي يمكن أن يساهم في تطوير النقد الأدبي المغربي ونشره بسهولة أكبر، مع التركيز على قضايا معاصرة مثل الهوية والتعددية الثقافية والبيئة، مما يساعد في الحفاظ على الخصوصية الثقافية للأدب المغربي.

أخبار ذات صلة كتّاب وأكاديميون: الأديب ليس مؤرخاً ومعيار الدراما العربية الجودة «سفر».. عرض مسرحي مغربي بـ «الشارقة للكتاب»

تقييم الأدب
بدورها، أكدت الناقدة الأكاديمية حورية الخمليشي على ضرورة التمييز بين الأدب والنقد، موضحة أن النقد يعتمد على أسس علمية ونظريات خاصة، في حين يركز الأدب على التعبير الذاتي. وقالت: «النقد ليس جنساً أدبياً، بل هو وسيلة لتقييم الأدب وتوجيهه» وأضافت أن الحركة النقدية المغربية قدمت رؤى عميقة دفعت الأدباء إلى استكشاف أشكال وأساليب جديدة، مشيرة إلى أن النقد الأدبي يسهم في فهم أفضل للتحديات والقضايا الاجتماعية التي يعايشها المجتمع المغربي. 

مقالات مشابهة

  • أمسية شعرية باللغة اليونانية وإصدارات جديدة في الشارقة للكتاب
  • البديوي: التصريحات المتطرفة لوزير المالية الإسرائيلي تمثل انتهاكًا للقوانين الدولية
  • الإمارات.. نموذج ملهم للتحول في الطاقة والعمل المناخي نحو مستقبل مستدام
  • نقاد وأدباء: الأدب المغربي ركيزة ثقافية عربية
  • الوزيرة ليلى بنعلي تكتب لـ”الطاقة”: المغرب نموذج ريادي للتحول الطاقي المستدام (مقال)
  • «حسني بي» لـ«عين ليبيا»: قرارات المركزي تمثل تغيير جذري للسياسات النقدية
  • الثقافة تصدر «تاريخ تطور الأدب النسائي الياباني الحديث والمعاصر» بهيئة الكتاب
  • المؤتمر الدولي للتحول الآمن للذكاء الاصطناعي يوصي بتطوير استخدام الأدوات والتقنيات
  • "مطارات عُمان" تعزز الترويج السياحي للسلطنة في "سوق السفر العالمي" بلندن