بوابة الوفد:
2024-11-22@07:54:00 GMT

تمثيلات العتبة فى الثقافة المصرية والأوروبية

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

إذا كنت واقفاً على عتبة بابك، هل أنت داخل منزلك أم خارجه؟

فى لقاء مع أصدقاء كنا نناقش رمزية العتبة فى الثقافتين العربية والأوروبية، متسائلين عن أوجه التشابه والاختلاف بين رؤيتهما. كنا نبحث فى تمثيلات العتبة فى كل ثقافة، فهل هى مدخل أم مخرج؟

كان رأيى هو أن العتبة ليست مجرد مدخل، بل هى مساحة رمزية تحدث فيها التحولات، حيث يلتقى المألوف بالمجهول، وتُختبر الحدود الثقافية والشخصية.

ومن خلال الرجوع إلى الدراسات الأنثروبولوجية والأدبية، نستكشف كيف أن الثقافتين المصرية والأوروبية قد أضفتا على العتبة طبقات من المعانى، ما يعكس نظرتهما للعالم، وقيمهما، وبنيتهما الاجتماعية.

فى الثقافة المصرية، تعتبر العتبة مكاناً مقدساً. عبورها، سواء كان إلى منزل أو مسجد أو كنيسة موقع مقدس، يتطلب طقوساً معينة، مثل الدعاء أو الدخول بالقدم اليمنى أولاً، مما يعكس احتراماً عميقاً لهذا الحد الفاصل بين الداخل والخارج. العتبة فى هذا السياق ليست مجرد نقطة دخول، بل تمثل انتقالاً من العالم الخارجى إلى عالم داخلى، حيث يمكن أن يكون عبورها رمزاً للتطهير أو الاستعداد لما هو قادم. فى الأدب المصرى، مثل أعمال نجيب محفوظ، تعكس العتبة لحظات قرارات وجودية كبيرة، تمثل صراعات الشخصيات الداخلية بين الخيارين المصيريين فى حياتهم.

إضافة إلى ذلك، تعد العتبة فى الثقافة المصرية رمزاً للضيافة والحماية. فى الأحياء الريفية، يُزخرف المدخل برموز من القرآن لحماية المنزل من الأرواح الشريرة، ما يعكس التأكيد على السلام الاجتماعى والتواصل الجماعى. وفى هذا السياق، تمثل العتبة حاجزاً بين العالم الآمن والمألوف والعالم الخارجى المجهول.

أما فى الثقافة الأوروبية، فتعتبر العتبة رمزاً للتحول الشخصى، حيث تركز الأدب والأنثروبولوجيا على العتبة كمكان للانتقال من مرحلة إلى أخرى، مثل الولادة أو الزواج أو الموت. الأنثروبولوجى أرنولد فان غينيب فى دراسته Rites de Passage (طقوس العبور، 1909) يربط العتبة بالحركة الاجتماعية والتغير الشخصى الذى يعترف به المجتمع من خلال طقوسه.

فى الأدب الأوروبى، تظهر العتبة كاستعارة للتحول الشخصى. وفى «الكوميديا الإلهية» لدانتى، يمثل عبور أبواب الجحيم بداية رحلة روحية. وفى «صورة الفنان فى شبابه» لجيمس جويس، يرمز خروج ستيفن ديدالوس من المنزل إلى ولادة هويته الفنية ورفضه للقيود الاجتماعية.

على الرغم من الاختلافات الثقافية، فإن العتبة فى كل من الثقافتين تمثل موقعاً للتحول. وفى الأدب المصرى، هى رمز للترحيب والحماية، بينما فى الأدب الأوروبى، تمثل مواجهة مع المجهول أو التحدى الشخصى. ورغم هذه الفروق، تبقى العتبة فى كلا السياقين رمزاً عالمياً للتحول والتغيير، ما يعكس التجربة الإنسانية المستمرة للعبور من عالم إلى آخر، بما يتضمنه من تحديات وآمال.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أصدقاء الثقافة المصرية فى الثقافة العتبة فى فى الأدب

إقرأ أيضاً:

«وكالة الشارقة الأدبية» توسع حضور الأدب العربي عالمياً

الشارقة (الاتحاد)
تواصل «وكالة الشارقة الأدبية» تعزيز مكانتها في المنظومة الأدبية العالمية، وتوسيع انتشار أعمال الكتّاب العرب في مختلف اللغات الأجنبية من خلال العديد من اتفاقيات حقوق الترجمة والنشر، حيث تعمل الوكالة على نشر أبرز نتاجات الأدب العربي، تجسيداً لالتزامها بالابتكار والتميز في صناعة النشر.
وعلى مدار العام الماضي، أسهمت مشاركة الوكالة في مجموعة من كبرى معارض الكتب العالمية، بتحقيق إنجازات مهمة تتمثل باستقبال 59 طلباً لحقوق الترجمة والنشر والتوزيع خلال «مؤتمر الشارقة الدولي للناشرين»، حيث شاركت الوكالة في «معرض لندن الدولي للكتاب»، و«معرض فرانكفورت الدولي للكتاب»، و«معرض سالونيك الدولي للكتاب»، و«معرض سيول الدولي للكتاب».
وقال تامر سعيد، مدير وكالة الشارقة الأدبية: «تتجسد مهمتنا في تعزيز حضور الأدب العربي على الساحة العالمية، وضمان وصول النتاج الإبداعي العربي للقراء في مختلف اللغات الأجنبية، وسنواصل التزامنا بترسيخ المكانة الرائدة للسرد القصصي العربي على المستوى العالمي، تحت قيادة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب».
وتتضمن العقود والاتفاقيات والشراكات الناجحة، التي أبرمتها «وكالة الشارقة الأدبية»، إصدار 8 كتب في اليونان، بالإضافة إلى مجموعتين شعريتين تم إطلاقهما خلال «معرض سالونيك الدولي للكتاب» الذي استضاف الشارقة ضيف شرف دورة العام 2024. وحصلت «وكالة الشارقة الأدبية» على طلبات ترجمة ونشر 51 كتاباً إضافياً سيتم إصدارها في جميع أنحاء العالم، 3 منها في أرمينيا، و9 في جورجيا، وكتابان في الهند، و16 في مقدونيا الشمالية، و4 في المكسيك، و5 في نيجيريا، و6 في صربيا، وكتابان في أوكرانيا و4 في البرازيل.

أخبار ذات صلة الشارقة يعود إلى «البيضاوي» أمام النصر بعد غياب 174 يوماً سلطان بن أحمد القاسمي يفتتح معرض جلال الدين الرومي

مقالات مشابهة

  • ميناء دمياط يشارك في المؤتمر الدولي للتحول الرقمي
  • جامعة الحدود الشمالية تستحدت برنامج الماجستير في الأدب والمحاسبة
  • مش هنخرج عن الأدب.. شوبير يوجه رسالة عن مبادئ الأهلي
  • “بيغ باد وولف 2024” يعود إلى دبي بأكثر من مليوني كتاب
  • العتبة الحسينية: المرجعية الدينية العليا أكدت على أهمية التعداد السكاني
  • العتبة الحسينية: المرجع الديني الأعلى أكد قبل أعوام أهمية اجراء التعداد السكاني بضوابط نزيهة
  • سلمى لاغرلوف أول امرأة حاصلة على نوبل .. لماذا اهتمت بالقدس؟
  • ندوة في ثقافي أبو رمانة عن الأدب المقاوم بعد عملية طوفان الأقصى
  • «وكالة الشارقة الأدبية» توسع حضور الأدب العربي عالمياً
  • أهالي قرية اللاعب الراحل محمد شوقي: كان رمزا للأخلاق الحميدة