حزب الله يقصف خربة المنارة وموقع أفيتال في الجولان المحتل بصليات صاروخية
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
الثورة نت/..
أعلن حزب الله اللبناني مساء اليوم الأحد، عن قصف تجمعًا لِقوات العدو الصهيوني في خربة المنار، وموقع أفيتال (مركز استطلاع فني وإلكتروني) في الجولان السوريّ المُحتل، للمرة الأولى، بصليات صاروخية.
وقال حزب الله في بيانين له: استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية مساء السبت، تجمعًا لِقوات العدو الصهيوني في خربة المنارة (بين مستوطنة المنارة وموقع العباد الحدودي)، بصلية من الصواريخ النوعية، وقد أصابت أهدافها بدقة.
كما استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 04:40 من بعد ظهر اليوم الأحد، موقع أفيتال (مركز استطلاع فني وإلكتروني) في الجولان السوريّ المُحتل، للمرة الأولى، بصليةٍ صاروخية.
وأكد حزب الله أن هذه العمليات تأتي دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
إرادة التغيير
ماجد المرهون
majidomarmajid@outlook.com
ظل الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، منذ الأسبوع الأول لطوفان الأقصى وخلال فترة حكمه يُردِّد مقولة "إن وجود إسرائيل في الشرق الأوسط -المشرق الإسلامي- أمر حتمي ولو لم تكن موجودة لصنعناها"، ويظهر من فصل بيان بايدن جلاء الأمر بلا ارتيابٍ أو شك، ويسطع الانحياز فاقعًا دون الذهاب بعيدًا في تحليلات سياسية تلوي عنق صراحة القول، أو مُحسِّناتٍ سياسيةٍ بديعية تُأوِّل ما هو غير ذلك.
ومع أن إرادة كل الشعوب العربية والإسلامية تسبح بكل طاقتها ومشاعرها وعواطفها ورغباتها في نفس مسار الطوفان لتصب في بحر الحرية البعيد، إلّا أن رأس الهرم الأمريكي يُردف بعدها بتهديدٍ فرعوني صريح العبارة لا شِية فيه، وواضح الإشارة بلا تبطين أو تضمين ولا مجاملة أو مخاتلة، بأن كل من يقف ضد الكيان المحتل فإنه عدو له وسوف يعاقبه؛ ليعود السياسيون والمفكرون والمؤثرون في بعض الدول ممَّن كُنَّا نعتقد بصلابة مواقفهم إزاء القضية الفلسطينية منكفئين بالأذقان والنواصي الى التُراب، جرَّاء الغضبة المُضرية لبايدن، وهو في أرذل العمر وصرخة الجندب النطاط لوزير خارجيته أنتوني بلينكن على المِنبر!
في المُقابل ظهرت حرية الشعوب مُعلنةً الكُره والبُغض الشديد للكيان المحتل بعد طول خُمول في قالب التنديد والوعد والوعيد، ويبدو أنها أصيلة العداء بسبب ما اقترفه من أوزارٍ ومآثم سابقة ظن أنها منسية ليؤكدها في نسخةٍ مُطورة أشد فتكًا ويشهد عليها العالم الحديث، لكنها -إرادة التغيير- ما انفكت تراوح مكانها في أشكالٍ مُتعددة من الشجب والاستنكار على هيئة مَسيراتٍ مُنددة ومحاضرات مفندة وأقوال مُعادةٍ مُرددة وأغانٍ وقصائد وخُطبٍ بحت أصواتها على المنابر ومقالاتٍ جفت منها المحابر وأهرقت على الأوراق والقصاصات وصدحت كالأبواق في الشاشات، وستبقى كذلك ما بقي التهديد الأمريكي مهيمنًا على قرار المسلمين لتفعيل إرادة التغيير إلى واقع التمكين.
غالبًا ما تتوجه إرادة الشعوب في شكل إجماع عام حول أمرٍ أو شأنٍ من الشؤون هو مناط التغيير والتبديل أو التحديث والتطوير وذلك يعكس تفسيرًا علنيًا بضرورته وأهميته وهو ما تقوم به الدول الداعمة لدويلة الكيان، لكنه لن يتخذ نفوذه اللازم مهما كانت حتمية حجته وقوة توجهاته طالما بقي في قالبٍ نظري كما تفعل الدول العربية وشعوبها، ولا طائل منه في هذه الصورة الشفهية بل سيُسحب من تحته البساط مالم يؤخذ بزمام المبادرة للاستجابة المطلوبة وبصفة اعتبارية وعملية بتعيين الرغبات وتصنيف الخيارات العامة والخاصة إلى محددة ومركزة دون اعتباطيات تشتيت الجهد والوقت، وبما أن إرادة التغيير ستظل تعمل على عمومها لوجود ما يغذيها إلا أنها ستتوقف بتدرجٍ بطيء أو سريع فور انتهاء محفزاتها.
إن الأحداث الجارية في غزة منذ عامٍ ونصف تقريبًا شكلت عاملًا محفزًا ساعد معظم شعوب العالم على نشوء إرادة قوية للتغيير، فمنهم من لازال يعتقد بإمكانية تعايش الكيان الصهيوني مع السكان الأصليين للمكان وطبعًا لا يمكن استتباب هذا الأمر بسبب أحقاد لا تغتفر زرعها الاحتلال خلال العقود السبعة الماضية، ومنهم من يعتقد بحل الدولتين حسب اتفاقات دولية وهو ما يتغنى به الكثير من القادة السياسيين، وهذا أيضًا لن يستقيم كونه ينسف حلم قيام الدولة الصهيونية الكبرى وكل الحلول لن تفرغ محل النزاع من محتواه لأن الكيان المحتل يريد لنفسهِ "الجمل بما حمل"؛ المكان والأرض والمقدرات والثروات والتاريخ والسيطرة والتحكم والسُلطة وكل شي تقريبًا باستثناء السلام الذي يكبح جماح آماله وخططهِ وتطلعاته وأحلامه.
لقد تأجج شعور مقت الكيان الصهيوني لغلوائه في المنطقة وأخذ بالتعاظم على مستوى العالم وباتت جرائمه المتوالية والمتتالية هي العامل المغذي للحراك الشعبي النزيه بوجوب التخلص منه، وإن كانت هذه الفكرة موجودة كحجر زاوية إلا أنها لم تكن تعمل بنفس فاعلية اليوم حيث كانت معظم الحكومات تحارب حرية فكر وتعبير شعوبها عند الخوض في مثل هذا الموضوع، ولكن الكيان المحتل الآن ولما اقترفته يداه هو من أوجد الإمكانية اللازمة والأرضية الصلبة التي تنطلق منها الإرادة لانشغاله بحرب مفاجئة لم يحسب لها حسابًا وانشغال آلة التضليل وتكميم الأفواه المساندة له، مع عجز تصديها لفيض الغيظ الجارف من شعوب العالم وعلى رأسها الغربي الذي كان هامدًا لجهله ولا يعلم شيئًا عن القضية الفلسطينية حتى وقت قريب.
باتساع فتق فضيحة الكيان الصهيوني وانكشافه لا أخلاقيًا على العالم وعجز أدوات رتقه الظاهرة والخفية عن التصدي أخذ عامة الناس بزمام نقل مشاعر مجتمعاتهم وخرج الكُتَّاب والعلماء والمفكرين والمثقفين والمؤثرين بتصويرها في أعمالهم الأدبية والفنية والثقافية، وبلا شك أن للإعلام الدور الأكبر في توصيل هذه التفاعلات التي أجمعت كلها على الغطرسة الصهيونية والمظلمة الفلسطينية، فهل وصلنا إلى اختزال كل هذه التحركات المُنادية بضرورة الوقفة الجادة لإحداث تغيير حقيقي من شأنه ردع هذا الكيان المجرم ووضع حدٍ لعلوهِ وكِبرهِ؟!
بالطبع لا، فهو لن يغير كثيرًا ما بقي في النطاقِ الأدبي والثقافي وفي صورة المطالبات المُحترمة المؤدبة والمظاهرات المُنظمة المُرتّبة والأصوات المُخاصمة الغاضبة، وكلهم سيعودون مع نهاية اليوم إلى بيوتهم ويتناولون عشاءهم ويخلدون إلى النوم، وجُل ما يعول عليه المنادون بالحريات والمساواة وإقامة العدل وإحقاق الحق هو الدور السياسي لدولهم، والتي غالبًا لا تبالي بهم بالًا لاصطفاف معظم قراراتهم السياسية مع الطرف الذي يعتقدون بانتصاره في نهاية المطاف وهي القوة التي هددت العالم بكسر كل إرادة تغيير خصوصًا ما يمس الكيان المحتل الذي بان عوار الضعف على محياه المحسور ولكن يقال "كلُ كاسرٍ مكسور".
إنَّ أول ما سيُحقق تأثير فعال لإرادة التغيير ومواجهة ذلك الكيان المجرم هو الخروج من تحت جلباب الخوف الذي فرضته قوى الاستخراب الغربية، عدا ذلك فإن كل مُراد تغيير كسير، وسنبقى طويلًا في طور الأماني والدعاء دون تأثير وتحت طائلة الاستجداء دون عمل وبالطبع دون تحرير.
رابط مختصر