الحرة:
2025-01-28@02:17:39 GMT

شقة بثمن بيضة.. قرار تاريخي يحرك مياها راكدة في مصر

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

شقة بثمن بيضة.. قرار تاريخي يحرك مياها راكدة في مصر

وسط تعليقات لا تنتهي، أغلبها اقتصادية ترتبط بارتفاع الأسعار المستمر وتراجع مستويات المعيشة، وبعضها سياسية تتعلق بمجريات المعارك في غزة ولبنان، جاء قرار مفاجئ للمحكمة الدستورية العليا في مصر، السبت، ليحول دفة الاهتمام صوب قضية أخرى تماما تتعلق هذه المرة بإيجارات الوحدات السكنية.

ويهيمن منذ عقود جدل واسع في مصر بشأن ما يعرف بعقود "الإيجار القديم"، وبمقتضاها يعيش ملايين المصريين في مساكن بمقتضى عقود إيجارية بلا مدة محددة وبقيمة إيجارية لم تتغير تقريبا منذ عقود بعيدة، مما يعني عمليا أنها باتت الآن بمقابل لا يكاد يذكر بالنظر إلى معدل التضخم عبر سنوات طويلة، وهو ما دفع أحد ملاك الوحدات السكنية إلى وصف القيمة الإيجارية بأنها "بثمن بيضة".

لكن على الرغم من ذلك، هناك أيضا مخاوف بين المستأجرين الذين يطالبون أيضا بحقوقهم في إيجار عادل.

وينص القانون الحالي على أن للمستأجر الحق في البقاء داخل الوحدة المؤجرة طالما يدفع الإيجار، ولا يحق للمالك طرد المستأجر وإخلاء الوحدة إلا بحكم قضائي.

وجاء قرار المحكمة الدستورية العليا الأخير ليحرك مياها راكدة في المنظومة القانونية المصرية، إذ قضى بعدم دستورية المادتين (1و2) من القانون رقم 136لسنة 1981، فيما يخص ثبات الأجرة للأماكن السكنية، وحددت المحكمة اليوم التالي لانتهاء دور الانعقاد التشريعي العادي الحالي لمجلس النواب تاريخا لإعمال أثر حكمها.

وتنص الفقرة الأولى من المادة الأولى من القانون على ما يلى: "ما عدا الإسكان الفاخر، لا يجوز أن تزيد الأجرة السنوية للأماكن المرخص في إقامتها لأغراض السكن اعتبارا من تاريخ العمل بأحكام هذا القانون على 7% من قيمة الأرض والمباني وعلى ألا تقل المساحة المؤجرة لهذه الأغراض عن ثلثي مساحة مباني العقار".

وتنص الفقرة الأولى من المادة "2" من القانون: "تقدر قيمة الارض بالنسبة إلى الأماكن المنصوص عليها في الفقرة الأولي من المادة السابقة وفقا لثمن المثل عند الترخيص بالبناء، وتقدر قيمة المباني وفقا للتكلفة الفعلية وقت البناء، فإذا ثبت تراخي المالك عمدا عن إعداد المبنى للاستغلال، تقدر تكلفة المباني وفقا للأسعار التي كانت سائدة في الوقت الذي كان مقدرا لإنهاء أعمال البناء وذلك دون الإخلال بحق المحافظة المختصة في استكمال الأعمال وفقا للقواعد المنظمة لذلك".

وأشارت المحكمة في قرارها إلى أن تحديد الأجرة يتعين أن يستند إلى ضوابط موضوعية تتوخى تحقيق التوازن بين طرفى العلاقة الإيجارية، وهو ما يوجب تدخل المشرع لإحداث هذا التوازن.

وأضافت المحكمة أن النصين المطعون عليهما يؤديان إلى ثبات القيمة الإيجارية "عند لحظة من الزمان ثباتًا لا يزايله مضىّ عقود على التاريخ الذى تحددت فيه، ولا تؤثر فيه زيادة معدلات التضخم وانخفاض القوة الشرائية لقيمة الأجرة السنوية، واضمحلال عائد استثمار الأعيان المؤجرة بما يدنيه من العدم، وهو ما يشكل عدوانًا على قيمة العدل وإهدارًا لحق الملكية".

ووفقا لمنطوق الحكم، فإن موعد تنفيذه سيكون في اليوم التالى لانتهاء دور الانعقاد التشريعي العادي الحالي لمجلس النواب، وهو ما يعنى أنه أمام البرلمان من الآن وحتى فض دور الانعقاد الفرصة لتعديل الفقرتين.

ودور الانعقاد العادي بدأ في شهر أكتوبر ويستمر لمدة 9 أشهر وعقب انتهائه، في يونيو أو يوليو 2025، يفترض أن يبدأ تنفيذ الحكم. وإذا أصدر البرلمان تشريعا خلال هذه المدة، يتوقع أن نشهد زيادة في الإيجارات. وإذا لم يصدر مجلس النواب تشريعا وتم تنفيذ الحكم فإنه من حق الملاك تقديم دعاوى طرد للمستأجر استنادا لحكم الدستورية.

وعلى مواقع التواصل، وصف مؤيدو تعديل القانون حكم المحكمة بأنه "تاريخي" ويحقق الموازنة في العلاقة بين المالك والمستأجر.

وقال محمد عطية الفيومى، رئيس لجنة الإسكان بمجلس النواب، في تصريحات للمصري اليوم إن "القرار ملزم لجميع الأطراف"، مشيرا إلى أن اللجنة ستعقد أول اجتماعاتها الفترة المقبلة بعد الحصول على حيثيات الحكم مكتوبة من المحكمة لمناقشته.

وأوضح أنه حال عدم إصدار مجلس النواب قانونًا جديدًا خلال الانعقاد التشريعي الحالي، فسيكون الحكم واجب النفاذ، وفي حال عد إصدار قانون، ستختص المحاكم بتحديد القيمة الإيجارية. وتابع: "المالك هيرفع قضية في المحكمة والتي ستقرر القيمة الإيجارية، عشان كده مهم مجلس النواب يتدخل ويسرع نظاما يسري على الجميع".

وعلى مواقع التواصل ووسائل الإعلام التقليدية، ثارت حالة من الجدل بين المؤجرين والمستأجرين بشأن قرار المحكمة.

المستشار القانوني لرابطة المستأجرين، ميشيل حليم، قال في مداخلة مع برنامج"الحكاية" إن الزيادة العادلة من وجهة نظره ينبغي أن تكون 5 أضعاف القيمة الإيجارية الحالية مع زيادتها سنويا، مستشهدا في هذه الفكرة بقانون آخر صدر في 2022.

 

وكان مجلس النواب أقر تعديلا على قانون الإيجار للأشخاص الاعتبارية لأغراض غير السكن سمح بزيادة الإيجارات بنسبة 15 في المئة سنويا لمدة 5 سنوات، على أن تنتقل بعدها الوحدة إلى المالك بقوة القانون.

من جانبه، تحدث مصطفى عبدالرحمن، رئيس ائتلاف ملاك العقارات القديمة، عن "ظلم وقهر" يتعرض له أصحاب الوحدات السكنية على مدى 43 عاما بسبب هذا القانون.

وقال: "إحنا مستحملين 43 سنة إيجار 3 جنيه و4 جنيه.. أنا عندي 65 سنة ومش عارف أشتري حاجة بميراثي". واقترح وفق تصريحات نقلتها صفحة الائتلاف على فيسبوك رفع القمية الإيجارية إلى 2000 جنيه (حوالي 40 دولارا)، وأن تبلغ فترة توفيق الأوضاع ثلاث سنوات، وبعدها، يتم تحرير عقد جديد بين المستأجر والمالك.

وجاء في أحد  التعليقات على الحكم بمنصة "إكس": "الحكم جيد لكن المهم التطبيق . الحكومة ممكن تزود الضعف (ستكون زيادة واهية) وتكون نفذت الحكم، لكن هذه الزيادة لن تعني شيئا للمالك".

وكتب آخر أن "الكرة الآن في ملعب مجلس النواب ونأمل أن يخرج القانون الجديد بالشكل اللائق وأن يكون خاليا من أى عوار وأن يحقق التوازن العادل ولا يكون هذا التوازن على حساب طرف لإرضاء الطرف الآخر".

وكتب آخر: "يجب تنفيذ القانون فورا. الظلم الواقع علي المالك جائر. معقول إيجار الشقة بثمن بيضة؟. على الدولة أن تتحمل إيجاد سكن للحالات الحرجة وأظنها ليست كثيرة".

لكن في المقابل، عبر آخرون عن مخاوفهم من طرد المستأجرين الذين لن يتحملوا الزيادات.

وجاء في تعليق: "وملايين المصريين اللي مش لاقيين ياكلوا ويجيبوا دوا (لا يستطيعون الحصول على الطعام والدواء) ، هيترموا في الشارع لعدم سداد الأجرة الجديدة؟"

ويشير آخر إلى أن المالك حصل على حقه فعليا عندما حصل على "مبلغ كبير" من المستأجر لدى توقيع عقد الإيجار وهو ما يطلق عليه في مصر "خلو رجل".

وتساءل: "الآن المالك بيطالب بحقه وهو أخذه بالفعل".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: القیمة الإیجاریة مجلس النواب وهو ما فی مصر

إقرأ أيضاً:

شباب النواب توافق من حيث المبدأ على تعديلات قانون نقابة المهن الرياضية

وافقت لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب في اجتماعها اليوم الأحد بتاريخ 26 يناير 2025، من حيث المبدأ على مشروعي قانون مقدمين من الحكومة والنائبة آية مدني، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بتعديل بعض أحكام قانون نقابة المهن الرياضية.

 وكان مجلس النواب قد أحال مشروع القانون المقدّم من الحكومة بتعديل بعض أحكام القانون رقم 3 لسنة 1987 بإنشاء وتنظيم نقابة المهن الرياضية، وكذا مشروع قانون مقدّم من النائبة آية مدني، و60 نائبًا (أكثر من عُشر أعضاء المجلس) في الموضوع ذاته، إلى لجنة الشباب والرياضة لمناقشته. 

وجاءت فلسفة مشروع القانون الذي تقدمت به نائبة التنسيقية آية مدني، أن "الرياضي المحترف" هو العنصر الأهم في المنظومة الرياضية وقد أفردت له الدولة المصرية نصيب الأسد في خطتها واستراتيجيها للنهوض بالمنظومة الرياضية، وإبان ذلك كان يتعين علينا جميعاً أن نتكاتف سوياً كلُ في موقعه لدعم خطة الدولة للنهوض بالمنظومة الرياضية، ومن هنا ظهرت الحاجة إلى بحث ودراسة كيفية تحسين الأوضاع المعيشية للرياضيين في مصر بإعتبارهم العنصر الأهم داخل المنظومة. 

وأشارت النائبة آية مدنى، إلى أن المادة (5 بند ج) من القانون رقم 3 لسنة 1987 بإنشاء وتنظيم نقابة المهن الرياضية حددت من ضمن شروط عضوية النقابة أن يكون حاصلا على مؤهل متخصص فى التربية الرياضية بإحدى شعبها المهنية أو حاصلا على دراسة متخصصة في مجال الشعبة يقرها المجلس الأعلى للشباب والرياضة، مما أغلق الباب أمام شريحة كبيرة جداً من الرياضيين المحترفين غير الحاصلين على شهادة متخصصة في التربية الرياضية وهما النسبة الأكبر من الرياضيين المحترفين في مصر. 

وذكرت المذكرة الإيضاحية لمشروع القانون، أن الرياضي المحترف يصب كامل اهتمامه لمسيرته الرياضية على حساب حياته الخاصة، والتي تدفعه أحيانًا إلى عدم قدرته على الحصول على مؤهل علمي أو عمل مشروع خاص لكسب الرزق ويجد نفسه بعد اعتزاله بسبب إصابته أو بسبب تقدمه العمري دون أي معاش أو أي كيان نقابي يكفل له الرعاية الاجتماعية والصحية الملاءمة، كما أنه يواجه صعوبة كبيرة في الحصول على وظيفة بعيدًا عن المجال الرياضي، الذي تقل فيه الفرص الوظيفية المستقبلية المتاحة كالتدريب أو الإدارة والتشغيل. 

وأوضحت نائبة التنسيقية، أنه انطلاقا من هذه المشكلة تأتي فلسفة مشروع القانون والتي انتظمت في جزئين هامين، الجزء الأول وهو فتح باب الانضمام للرياضيين المحترفين للانضمام إلى نقابة المهن الرياضية دون التقيد بشرط الحصول على مؤهل متخصص في التربية الرياضية وذلك لكي يحظوا بالرعاية الصحية والاجتماعية الملاءمة التي توفرها النقابة، والجزء الثاني هو دعم موارد صندوق الإعانات والمعاشات بنقابة المهن الرياضية والذي أصبحت قيمة الرسوم التي يتحصل عليها لا تناسب مطلقاً الوضع الحالي، فآخر تعديل تم عليها كان عام 2010 وبالتالي ظهرت الحاجة الملحة إلى زيادة قيمة الرسوم المتحصلة لدعم الصندوق لتناسب الوضع الحالي ولضمان معاش ملائم للرياضيين يستطيع أن يلبي احتياجاتهم المعيشية.

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: موقف مجلس النواب برفض تهجير الفلسطينيين «تاريخي»
  • شباب النواب توافق من حيث المبدأ على تعديلات قانون نقابة المهن الرياضية
  • لجنة الأمن والدفاع تكشف أسباب سحب قانون الحشد الشعبي من البرلمان
  • الزعبي ساخرا من تصريحات ترامب .. ولا بتقلي بيضة
  • حسام القماطي يحذر عناصر الميليشيات: “سيتم بيعكم بثمن بخس”
  • لحظة مغادرة الحكم محمد عادل من المحكمة الاقتصادية في تسريب فيديوهات غرفة الفار
  • سائق تاكسي يضرب راكباً في إسطنبول
  • اليوم.. مجلس النواب يناقش الإجراءات الضريبية الموحد
  • اشراقة كانون تطعن بالتصويت على ثلاثة قوانين امام المحكمة الاتحادية
  • مطالب للفتيت للتدخل في الصراع بين الطاكسيات ومستخدمي تطبيقات النقل