دبلوماسي سابق: سياسة ترامب في الشرق الأوسط ستركز على هذه القضايا
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
أكد السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن أداء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الفترة المقبلة لن يكون مبنيًا على أدائه خلال الفترة الرئاسية الأولى نتيجة التغيرات الكبيرة التي حدثت في الداخل الأمريكي أو العالم.
وأضاف "هريدي"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي هيثم بسام، ببرنامج "حقك مع المشاكس"، المذاع على فضائية "القاهرة والناس"، أن وثيقة الأمن القومي الأمريكية المعتمدة في 2022 سارية لمدة خمس سنوات، مشيرًا إلى أن هذه الوثيقة تضع منطقة الشرق الأوسط في المرتبة الرابعة في أولويات الإستراتيجية العالمية للولايات المتحدة بعد أوروبا والصين وروسيا.
ولفت إلى أن سياسة الرئيس ترامب في الشرق الأوسط ستركز على عدة قضايا تتمثل في العلاقات مع إيران، وطريقة التعامل مع الدور الإيراني في الشرق الأوسط في ضوء العلاقات الوثيقة بين ترامب ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، أما المحور الثاني يتمثل في العلاقات الأمريكية مع دول مجلس التعاون الخليجي، وفي هذا الإطار يجب أن نستذكر أن ترامب خلال فترة رئاسته الأولى دفع الجهود نحو توقيع الاتفاقيات الإبراهيمية لتطبيع العلاقات العربية والإسرائيلية، والفترة المقبلة ستشهد العمل على تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية.
وقال السفير حسين هريدي، إن هدف المملكة العربية السعودية من الدعوة لقمة عربية إسلامية هو تعبئة الرأي العام العربي والإسلامي والعالمي من أجل دعم حل الدولتين، مشيرًا إلى أن الحرب في قطاع غزة تهدف إلى الحيلولة دون قيام دولة فلسطينية، والاستيلاء على الضفة الغربية، وضمها إلى ما يسمى بدولة "إسرائيل الكبرى".
وأضاف أن القمة العربية الإسلامية سترسل رسالة للرئيس ترامب تتمحور حول وجود كتلة من الدول ذات ثقل سياسي واقتصادي لديها موقف ثابت حول ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ولفت إلى أن ترامب هو الرئيس الأمريكي الذي اعترف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان في ولايته الأولى، ورغم ذلك فموقف الدول العربية من أي دعاوي إسرائيلية لفرض السياسة الإسرائيلية على الضفة الغربية سيلقى أذانًا صاغية من الرئيس ترامب.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أمريكا الجولان الشرق الأوسط ترامب دونالد ترامب فلسطين الشرق الأوسط إلى أن
إقرأ أيضاً:
ترامب.. هل يُنهي حروب الشرق الأوسط؟
فاز ترامب بالانتخابات الأمريكية واكتسح كل الولايات المتأرجحة، والتي عادة ما تقرر هوية الفائز، وتسبب عدد من العوامل الموضوعية فـي هزيمة مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس لعل من أهمها سياسة الرئيس الأمريكي بايدن السلبية تجاه الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني فـي قطاع غزة، رغم المظاهرات الشعبية الأمريكية خاصة بين طلبة الجامعات، كما أن انسحاب بايدن المتأخر نسبيا من سباق الانتخابات لم يعط هاريس وقتًا أطول فـي إطار الحملات الانتخابية، كما أن أصوات العرب والمسلمين فـي ولاية ميتشجين ذهبت للمرشح ترامب ومرشحة حزب الخضر. كانت هزيمة مدوية للحزب الديمقراطي على صعيد البيت الأبيض والكونجرس حيث هيمن الجمهوريون على مفاصل الدولة الأمريكية، ومن هنا يبرز سؤال مهم بعد فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية الجديد، وهو: هل ينفذ ترامب وعوده الانتخابية والتي من أهمها إنهاء الحروب والصراعات فـي الشرق الأوسط وأيضا إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية؟ هذه تساؤلات لرجل كان فـي البيت الأبيض لأربع سنوات سابقة وأيضا كان الملف الاقتصادي هو من أهم الملفات التي رجحت كفته فـي الانتخابات الأمريكية. الوعود الانتخابية شيء والتطبيق على أرض الواقع شيء آخر، ومع ذلك فإن هناك تفاؤلا بأن ترامب قد يرى من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية اقتصاديا واستراتيجيا هو وقف الحروب والتفرغ للاقتصاد والتنمية فـي الدول النامية، وإنهاء العداء مع إيران وإقامة الدولة الفلسطينية وهذا يعني انتهاء الصراع العربي الإسرائيلي وتدخل منطقة الشرق الأوسط فـي إطار السلام الشامل والعادل. إن مهمة ترامب فـي البيت الأبيض هي المهمة الأخيرة للأربع سنوات القادمة، وهو هنا بعيد عن أي ضغوط داخلية أو خارجية، فرصة كبيرة ليدخل التاريخ الأمريكي والعالمي لأول رئيس أمريكي استطاع إنهاء الصراعات والعداء التاريخي بين العرب والكيان الإسرائيلي، كما أن ترامب وهو يأتي من خلفـية اقتصادية أن الحروب والصراعات تستنزف الميزانية الأمريكية، حيث إن الغزو العسكري الأمريكي على أفغانستان والعراق كلف الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من خمسة تريليونات دولار.. ترامب دوما يردد الخطأ الفادح الذي ارتكبه الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، وعلى ضوء ذلك فإن إنهاء الحروب فـي الشرق الأوسط سوف يعزز من الاقتصاد الأمريكي والعالمي، ويشهد العالم نموا وازدهارا اقتصاديا وتجاريا وتعاونا أكبر لصالح الشعوب. إن تاريخ العشرين من يناير ٢٠٢٥ سوف يكون محل ترقب العالم حول سياسات الرئيس المنتخب دونالد ترامب، هل يوفر المناخ السياسي الأمريكي الفرصة الذهبية لترامب لتحقيق وعوده الانتخابية أم تنقلب تلك الوعود إلى مزيد من الانغماس خاصة فـي فلسطين ولبنان من خلال سياسة الغطرسة لرئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو وحكومته المتطرفة؟ هذه تساؤلات لا يمكن الجزم بها إلا بعد تسلم ترامب السلطة فـي العشرين من شهر يناير القادم. هناك عامل مهم سوف يساعد ترامب إذا كانت لديه الإرادة السياسية لتنفـيذ أهداف حملته الانتخابية وهو أن حزبه الجمهوري يسيطر بالأغلبية على السلطة التشريعية وهي الكونجرس بغرفتيه مجلس الشيوخ ومجلس النواب، وهذه ميزة حيوية لأي رئيس أمريكي من خلال عدم وجود عقبات تشريعية لتمرير سياسات الرئيس الأمريكي. ومن هنا فإن العوامل الموضوعية لتنفـيذ وعود ترامب فـيما يخص إنهاء الحروب والصراعات فـي منطقة الشرق الأوسط والحرب الروسية الأوكرانية متوفرة، وهناك عامل مهم وهو أن الصراع الاقتصادي تحديدا مع الصين يحتاج إلى تفرغ الولايات المتحدة الأمريكية اقتصاديا للعملاق الصيني الذي لا يدخل طرفا فـي أية حروب، وقد ينجح قريبا فـي الإطاحة بالولايات المتحدة الأمريكية من عرش الاقتصاد العالمي، وهذه مسألة فـي غاية الأهمية لرجل ذي خلفـية اقتصادية، وسوف يحلل الأمور الاستراتيجية من خلال فريقه الجديد فـي البيت الأبيض من خلال بحث عدد من الملفات المعقدة التي فشلت إدارة بايدن فـي إيجاد حلول لها، ومنها العدوان الإسرائيلي الهمجي على الشعب الفلسطيني وأيضا ضد الشعب اللبناني، وقد تكبدت الخزينة الأمريكية مليارات الدولارات من دافع الضرائب الأمريكي، وهناك أصوات فـي الولايات المتحدة الأمريكية تنادي بوقف الدعم اللامحدود للكيان الإسرائيلي على حساب الشعب الأمريكي. إن فترة الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب تعد مفصلية فـي البيت الأبيض وكما أن هناك عوامل موضوعية لتنفـيذ وعود ترامب الانتخابية فإن هناك مؤشرات لتخلي ترامب عن وعوده وهذا سوف يسبب إحباطا لملايين الناخبين وأيضا للملايين من الشعوب فـي المنطقة الذين يتطلعون إلى إقرار السلام الشامل والعادل وإنهاء الحروب والصراعات، التي أنهكت الشعوب ومقدراتها وكرست الكراهية. ويظل السؤال قائما: هل ينتهز ترامب تلك الفرصة الذهبية ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه فـي ظل فرصته الأخيرة فـي البيت الأبيض أم يدخل فـي إطار الإشكالات السياسية ومزاج السياسيين وجماعات الضغط الصهيونية داخل الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الإسرائيلي خاصة حكومة نتنياهو المتطرفة؟ |