دراسة: وفرة بالمياه الجوفية الصالحة للزراعة في منطقة النجد
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
صلالة- العُمانية
أعلنت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه عن نتائج مشروع تحديث دراسة النموذج الرياضي للمخزون الجوفي في منطقة النجد بمحافظة ظفار الذي نفّذته خلال الفترة من يوليو 2023 إلى يوليو 2024، ضمن جهودها لتنمية وتقييم ومراقبة الموارد المائية المتاحة.
وأكدت نتائج الدراسة على وفرة المياه الجوفية الصالحة للزراعة في منطقة النجد مع أهمية الحفاظ عليها وضمان استدامتها من خلال توزيع معدلات الضخ والمشروعات التنموية المقترحة على مناطق متباعدة وعدم تركيزها في منطقة معينة مثل نيابة الشصر التي تتركز عليها التوسعات الزراعية للأهالي بصورة متزايدة خلال الأعوام العشرة الماضية، ما يتطلب وجود تخطيط مستقبلي للتوسعات في الأنشطة الزراعية.
وأشارت النتائج إلى ضرورة الحد من الآبار غير القانونية بغية التحكم في معدلات سحب المياه المقترحة ومراقبتها إلى جانب التوسّع في شبكة مراقبة مستويات المياه الجوفية في منطقة النجد، فضلًا عن وضع برنامج مراقبة دوري لمعدلات الضخ خاصة بالمزارع الكبيرة، وكذلك معدلات الاستخراج في حقول الآبار غير الخاضعة للرقابة، وتحديث قاعدة البيانات بصفة مستمرة.
ويُعد المشروع العلمي استكمالاً للدراسة التي بدأت في عام 2014، وتماشيًا مع مشروعات تقييم الوضع المائي في حوض النجد التي تهدف إلى تحديد الموارد المائية المتاحة في المنطقة، وإمكانية استغلالها عن طريق إعداد نموذج رياضي يساعد على تحديد كميات المياه المتوفرة بالخزان الجوفي لاستغلالها بما يحفظ استدامته.
وقال المهندس علي بن بخيت بيت سعيد، مدير دائرة موارد المياه بالمديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة ظفار إنّ المساحة الإجمالية التي شملتها الدراسة في منطقة النجد تُقدر بـ89 ألف كيلومتر مربع، مبينًا أن الوزارة نفّذت 3 مشروعات للحفر الاستكشافي في منطقة النجد خلال الأعوام 2003 و2007 و2012 لمراقبة وتقييم الوضع المائي في حوض النجد. وأضاف أن منطقة النجد تُمثل صحراء صخرية تنحدر خلالها مجموعة من الأودية الكبيرة مع وجود الكثبان الرملية في الأجزاء الشمالية بواقع 10 بالمائة من إجمالي مساحة المنطقة، لافتًا إلى أن الدراسة توصلت إلى تحديد وتقييم المواصفات والخصائص الهيدروليكية والهيدروجيولوجية للطبقات الحاملة للمياه في منطقة النجد، بالإضافة إلى تقييم ومراقبة كمية المياه الجوفية التي يمكن استغلالها في إطار التغيّرات الناتجة عن التنمية الزراعية الحالية والمستقبلية.
وأكد بيت سعيد أهمية المشروع في جمع البيانات المائية ودراستها وتحليلها في منطقة النجد إلى جانب تحديد كميات التغذية السنوية للمخزون الجوفي ومعدلات الضخ الحالية والمستقبلية، بالإضافة إلى إعداد نموذج رياضي لإدارة الموارد المائية الجوفية المتاحة في المنطقة، وتطبيق محاكاة الخزانات الجوفية الأربعة الأساسية (أ، ب، ج، د).
واعتمدت عملية النموذج الرياضي على تحليل وتوثيق البيانات المتوفرة في منطقة النجد، إذ استُخدم النظام الرياضي المعروف باسم (MODFLOW) وهو نموذج رياضي معترف به دوليًّا وقابل للتكيّف مع الظروف الهيدرولوجية المختلفة.
ويُعد الخزان الجوفي (أم الرضومة) جزءًا من الخزان الجوفي غير المتجدد والممتد في شبه الجزيرة العربية، إذ تشكّلت هذه المياه خلال ال 30 ألف سنة ماضية (فترة مطيرة) أدت إلى تخزين كميات من المياه (مياه أحفورية) بالخزان الجوفي (الحجر الجيري).
وتنقسم الطبقات الحاملة للمياه بمنطقة النجد إلى أربعة خزانات جوفية مختلفة، وتحتوي المنطقة على مخزون جيّد من المياه الجوفية غير متجددة يمكن استغلاله للزراعة فقط، نظرًا لعدم تطابقها مع المواصفات العُمانية لمياه الشرب والاستخدام الآدمي.
وطبقًا للبيانات المتوفرة فقد تم بناء النموذج الرياضي للفترة بين عامي 2014-2023 لمحاكاة الظروف السائدة في الخزانات الجوفية الأربعة مع التركيز على الخزانين (ج، د) الأكثر انتشارًا في المنطقة، بما يضمن إدارة وتقييم ومراقبة الموارد المائية الجوفية المتاحة في المنطقة.
ونظرًا للزيادة المطردة في حجم المياه المستخدمة منذ عام 1995 التي قدّرت حينها بحوالي (19 مليون متر مكعب/ سنة)، وحوالي (81 مليون متر مكعب/ سنة) في عام 2013م وصولاً إلى نحو (139 مليون متر مكعب/ سنة) في عام 2021، فإن الأمر يتطلب تفعيل المراقبة والتقييم المبني على أسس علمية للاستغلال الأمثل للموارد المائية المتاحة وضمان استدامتها.
وبلغت تقديرات الاحتياجات المائية لأهم المشروعات الاستثمارية المقترحة لتنمية منطقة النجد الحالية والمستقبلية (275 مليون متر مكعب/سنة) منها 139 مليون متر مكعب/سنة حاليًّا، على مساحة زراعية إجمالية تقدّر حاليًّا ب (54 ألف فدان) و27 ألف فدان إضافي مستقبلًا، وتتركز هذه المشروعات في مركز ولايتي ثمريت والمزيونة ونيابات الشصر والحشمان وميتن بالإضافة إلى مناطق حنفيت ودوكة وقتبيت وسيح الخيرات.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أزمة المياه تتفاقم جنوبي العاصمة السودانية مع استمرار انقطاع الكهرباء والاتصالات
الخيار الأكثر صعوبة تمثل في شراء المياه من “حاويات” المياه المتجولة، حيث يتراوح سعر الحاوية ما بين “10آلاف و15 ألف” جنيه، وهو ما يعجز العديد من المواطنين عن تحمله
الخرطوم: التغيير
قالت غرفة طوارئ جنوب الحزام، جنوبي العاصمة الخرطوم، بأن المنطقة ما زالت تواجه أزمات متلاحقة، حيث تعيش في (ظلام إسفيري) مستمر بسبب انقطاع شبكات الاتصالات والإنترنت لمدة عام كامل، في وقت يقترب فيه انقطاع التيار الكهربائي من عامه الأول.
وأضافت الغرفة في بيان، أن أزمة المياه برزت بشكل ملحوظ منذ انقطاع التيار الكهربائي في بداية شهر رمضان الماضي، حيث توقفت شبكات المياه الرئيسية، مما دفع المواطنين إلى البحث عن حلول بديلة.
وتتمثل هذه الحلول في الحصول على المياه من الآبار الجوفية المنتشرة في المنطقة، سواء العامة منها أو الخاصة التي يملكها بعض المواطنين في منازلهم، كما لجأ البعض إلى حفر شبكات موازية للحصول على المياه مباشرة من الحنفية الرئيسية.
أزمة مياه جنوب الحزاموأشارت الغرفة إلى أن الخيار الأكثر صعوبة تمثل في شراء المياه من “حاويات” المياه المتجولة، حيث يتراوح سعر الحاوية ما بين “10آلاف و15 ألف” جنيه، وهو ما يعجز العديد من المواطنين عن تحمله، خاصة في ظل فقدانهم لمصادر دخلهم.
وأوضحت الغرفة أنه مع عودة الكهرباء جزئيًا إلى المنطقة، أصبح من الممكن تشغيل محطات المياه، مما سمح للمواطنين بالعودة إلى خيار الحصول على المياه عبر شبكات المياه الرئيسية تحت الأرض، وقد أسهم ذلك في انخفاض سعر حاوية المياه إلى ما بين “6 آلاف و8 آلاف” جنيه.
ولكن مع انقطاع التيار الكهربائي مجددًا عن عموم المنطقة، توقفت شبكات المياه الرئيسية، ليعود المواطنون إلى الاعتماد على الآبار أو شراء المياه، ما يعكس استمرار الأزمة.
وأشارت الغرفة إلى أن الخيارات المتاحة للمواطنين لا تزال مريرة، حيث تبقى معاناة الحصول على المياه واحدة من التحديات الكبرى التي تواجه سكان المنطقة.
الوسومآثار الحرب في السودان أزمة المياه الخرطوم جنوب الحزام غرفة طوارئ جنوب الحزام