تركيا تبدأ العمل على بناء منشأة جديدة للصناعات الدفاعية
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
أنقرة- أعلنت شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية "توساش" عن بدء العمل على بناء منشأة جديدة للطيران والدفاع في مدينة كهرمان مرعش، بجوار مطار المدينة، والتي ستصبح أكبر منشآت الشركة في تركيا.
تأتي هذه الخطوة ضمن إستراتيجية توساش لتعزيز دورها الرائد في قطاع الطيران والصناعات الدفاعية، وزيادة مساهمتها في دعم الاقتصاد المحلي.
وكانت الشركة قد أنشأت أول مجمع صناعي رئيسي لها في منطقة كهرمان كازان بالعاصمة أنقرة.
وتبلغ مساحة الأرض المخصصة للمنشأة الجديدة 584 هكتارا، متفوقة بذلك على مساحة مجمع كهرمان كازان الذي يغطي 400 هكتار، مما يجعلها المنشأة الأكبر التابعة لشركة توساش في مجال الصناعات الدفاعية.
وأفاد وزير الزراعة والغابات التركي السابق والنائب عن حزب العدالة والتنمية في كهرمان مرعش، وحيد كيريشجي، عبر حسابه على منصة إكس، بأن الموافقات اللازمة تم الحصول عليها، وبدأت فعلا أعمال التخطيط العمراني للموقع، معربا عن أمله أن يكون هذا المشروع مباركا ومفيدا للمدينة.
وأوضح كيريشجي قائلا "توساش تتقدم بخُطًا ثابتة لتعزيز البنية التحتية للطيران والدفاع في تركيا، وهذا الاستثمار يعد خطوة محورية ليس فقط في تعزيز موقع تركيا في هذه الصناعات، بل أيضا في توفير فرص عمل للشباب ودعم الاقتصاد المحلي".
وبجانب موقعها الإستراتيجي بالقرب من مطار كهرمان مرعش، سيوفر هذا المجمع اللوجستي الجديد لشركة توساش مزايا هائلة على صعيد النقل والاختبارات الجوية.
وستتيح المنشأة أيضا تسهيلات مهمة فيما يتعلق بإجراء اختبارات الطيران، مما يعزز الكفاءة التشغيلية ويسهم في توسيع قدرات الصناعات الدفاعية التركية.
وبحسب وسائل إعلام تركية، ستساهم المنشأة أيضا في رفع مستوى صادرات كهرمان مرعش، حيث ستشمل عمليات الإنتاج فيها تصنيع قطع غيار الطائرات، والطائرات بدون طيار، والمروحيات، مما يعزز من قدرة المدينة على التصدير وتنافسها في الأسواق العالمية.
منشأة الإنتاج المؤقتة تأتي استجابة لدعوات الاستثمار والتنمية في مدينة كهرمان مرعش (الأناضول) جهود تنمويةويأتي هذا المشروع استكمالا لخطوات توساش السابقة، حيث بدأت الشركة بإقامة منشأة إنتاج مؤقتة في منطقة ترك أوغلو بكهرمان مرعش، والتي افتُتحت في 22 فبراير/شباط الماضي، كجزء من خطة الاستثمار والتنمية في المدينة استجابة لدعوات إعادة الإعمار بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة في 6 فبراير/شباط 2023.
وقد بادرت رئاسة الصناعات الدفاعية التركية بإطلاق حملة استثمارية واسعة لدعم اقتصاد المناطق المنكوبة، مما شجع توساش على تأسيس هذه المنشأة الجديدة بالتعاون مع غرفة تجارة كهرمان مرعش، التي ساهمت بتخصيص أراض إضافية لتسريع عمليات البناء.
وتعزز توساش أيضا مشاركة المجتمع المحلي من خلال دعوة المواطنين للاستثمار في هذا المشروع، إذ أطلقت غرفة تجارة كهرمان مرعش دعوة للمستثمرين للمساهمة بتأسيس شركات خاصة في المنطقة بمبالغ تبدأ من ألف دولار.
ويهدف المشروع إلى توفير آلاف فرص العمل لأبناء المنطقة، مع التزام توساش بتأهيل وتدريب الكوادر المحلية من خلال معهد توساش-إيرباص التقني، الذي أُنشئ بالشراكة مع جامعة الاستقلال في كهرمان مرعش، لرفد القطاع بمهارات محلية متخصصة.
وفي إطار خطط توساش الطموحة، أعلن رئيس الصناعات الدفاعية التركية، خلوق جورجون، خلال افتتاح مصنع ترك أوغلو، أن الهدف هو استكمال بناء المنشأة الكبرى خلال السنوات الأربع المقبلة.
وستتخصص المنشأة في إنتاج قطع غيار للطائرات، والطائرات بدون طيار، والمروحيات، مما يجعلها من بين أهم مراكز الصناعات الدفاعية التركية ويعزز من قدرات تركيا في هذا القطاع الحيوي.
مقر شركة توساش في أنقرة (الموقع الإلكتروني للشركة) هجوم أنقرةوفي 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تعرض مقر شركة توساش للصناعات الجوية والدفاعية في العاصمة التركية أنقرة لهجوم إرهابي أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 22 آخرين، بينهم حالات خطيرة.
وقد أعلن حزب العمال الكردستاني تبنيه لهذا الهجوم، في تصعيد أثار قلقا كبيرا حول سلامة المنشآت الحيوية في تركيا وفتح الباب أمام ردود فعل حاسمة من السلطات التركية.
وفي حديثه للجزيرة نت، قال المحلل السياسي جنك سراج أوغلو إن إعلان شركة توساش عن بدء العمل على بناء ثاني أكبر منشأة للطيران والدفاع في تركيا، بعد أسابيع قليلة من الهجوم الإرهابي الذي استهدف مقرها في أنقرة، يمثل رسالة قوية تتجاوز حدود التحدي، فهو يؤكد التزام تركيا الراسخ بمواصلة تطوير صناعاتها الدفاعية الإستراتيجية رغم التهديدات الأمنية المتزايدة.
وأضاف سراج أوغلو أن توساش، من خلال هذا التوسع، ترسخ من قدرتها على دعم الاقتصاد عبر تقنيات الطيران المتقدمة والمساهمة في تقليص الاعتماد على الخارج، وهو هدف إستراتيجي تعززه الدولة التركية في ضوء التحديات الإقليمية والاقتصادية المتزايدة.
وقال "تركيا هنا ترسل إشارة واضحة بأن الاستثمار في أمنها لا يتراجع بل يتصاعد، وأن إستراتيجيتها الدفاعية تقوم على الصمود وتخطي المصاعب، الأمر الذي سيعود بالفائدة على الاقتصاد ويسهم في توطين صناعة الدفاع التركية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الصناعات الدفاعیة الترکیة کهرمان مرعش شرکة توساش فی ترکیا
إقرأ أيضاً:
تركيا تحث أمريكا على إعادة النظر بدعم الأكراد في سوريا
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومسؤولون آخرون في تركيا إن أنقرة تكثف جهودها لحمل الولايات المتحدة على إعادة النظر في دعمها للمسلحين الأكراد في سوريا.
وألمح أردوغان مجدداً إلى إمكانية شن هجوم جديد عبر الحدود.
ونقلت صحيفة "ميليت" عن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قوله، اليوم الإثنين: "نذكر نظراءنا الأمريكيين باستمرار بضرورة وقف تعاونهم مع المنظمة الإرهابية في سوريا".
أردوغان: سنحبط المخططات الدموية لـ"بارونات الإرهاب" بجبال قنديلhttps://t.co/Qftf3NyoMy
— يني شفق العربية (@YeniSafakArabic) November 11, 2024وأضاف "اتصالاتنا بشأن هذه القضية زادت، ونرى أن الجانب الأمريكي حريص أيضاً على المزيد من المحادثات والمفاوضات".
وقال أردوغان، الأحد، إن تركيا ربما تشن هجوماً جديداً في شمال سوريا لإنشاء مناطق آمنة جديدة على الحدود، وذلك بعد أن قال يوم الجمعة إنه سيناقش انسحاباً محتملاً للقوات الأمريكية من سوريا مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
ويشمل التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا الدعم الأمريكي لتنظيم وحدات حماية الشعب الكردي الذي يشكل الحليف الرئيسي لواشنطن في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد في سوريا.
وتصف أنقرة التنظيم بأنه منظمة إرهابية وامتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور، والذي تعتبره الولايات المتحدة أيضاً جماعة إرهابية.
ونفذت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي عدة عمليات عبر الحدود ضد وحدات حماية الشعب في السنوات القليلة الماضية، وهددت بشن المزيد من العمليات.
وقال أردوغان، الأحد، إن هذه العمليات أقامت مناطق آمنة في سوريا والتي "أحبطت محاولات لتطويق" تركيا من الحدود الجنوبية، وإن أنقرة عازمة على "قطع الاتصال بين المنظمات الإرهابية بشكل كامل".
تركيا تعلن مقتل 13 مسلحاً من حزب العمال الكردستاني - موقع 24أعلنت هيئة مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق، اليوم الأحد، إن ضربة جوية تركية بطائرة مسيّرة أسفرت عن مقتل 3 أعضاء في حزب العمال الكردستاني بشمال العراق في وقت متأخر من مساء أمس السبت.وأضاف قائلاً: "إن شاء الله سنستكمل الحلقات المفقودة في المنطقة الآمنة التي أنشأناها على حدودنا خلال الفترة المقبلة".
وفي الأشهر القليلة الماضية، قام أردوغان أيضاً بمبادرات لإصلاح العلاقات المقطوعة مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بعد عقد من العداء.
واشتكت أنقرة من أن دمشق لم ترد بالمثل على محاولات للتقارب، بعد أن قال أردوغان في يوليو (تموز) إنه يريد دعوة الأسد لإجراء محادثات.
وقال الأسد إن هذه المحاولات ليست مجدية وإن دمشق تريد انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية.