قطر والوساطة في غزة.. أستاذ قانون دولي يكشف عرقلة إسرائيل للمفاوضات لأغراض سياسية
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
قطر تنفي مطالبتها لحركة المقاومة الفلسطينية حماس بإغلاق مكتبها في الدوحة وتحمّل إسرائيل مسؤولية فشل المفاوضات، وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان، أمس، إن جهود قطر في الوساطة بين حماس وإسرائيل معلقة في الوقت الحالي، مؤكدة أن التقارير المتداولة عن انسحاب قطر من الوساطة ليست دقيقة.
الدكتور جهاد أبولحية اسرائيل تعرقل التوصل لحدوث هدنةوفي هذا الصدد، قال الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، إن هناك محاولة من قطر للضغط على الطرفين نظراً لعدم جدوى المحادثات التي تحدث ، ولكنني أرى انه كان يتعين أن يتم الإشارة بشكل واضح إلى أن إسرائيل هي التي تعرقل التوصل لاتفاق وهذا ما اكده الجميع حتى وزير الدفاع الإسرائيلي السابق غالانت الذي اعلن بشكل واضح ان الأمور جاهزة لاتفاق ولكن هناك مصالح سياسية حزبية هي التي تعرقل وذلك في إشارة واضحة إلى رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو ، وبالتالي كنت اتمنى أن يكون بيان وزارة الخارجية القطرية في هذا الاتجاه.
وأضاف أبولحية- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مطالب الفصائل الفلسطينية بشأن الاتفاق واضحة وضوح الشمس ويؤيدها كل العالم ، وتتمثل بوقف حرب الإبادة الجماعية وخروج الاحتلال الإسرائيلي من كافة مناطق قطاع غزة بما فيها محوري نتساريم و فيلاديلفيا وتسليم معبر رفح وضمان تدفق ادخال المساعدات للقطاع بشكل يكفي لانقاذ حياة الناس الذين أصبحوا وضع سيء.
وتابع: "لا اعتقد أن هذه المطالب ممكن ان يختلف عليها أحد إلا نتنياهو وحكومته المتطرفة التي ترغب فقط في اخراج المحتجزين والأسرى الإسرائيليين من القطاع بلا أي ثمن سياسي وترغب في استمرار جريمة الإبادة الجماعية والبقاء في قطاع غزة وتنفيذ مخططات صهيونية لإعادة الاستيطان في القطاع وتقليل مساحة غزة وتهجير شعبنا الفلسطيني خارج اراضينا المحتلة".
وأشار أبو لحية، إلى أن المجتمع الدولي مطالب بأن يضع الأمور في سياقها السليم والصورة باتت واضحة للجميع من الذي يريد إطالة أمد هذه الحرب وهذه المأساة غير الطبيعية ضد شعبنا الفلسطيني، وبالتالي المطلوب هو اتخاذ إجراءات فعلية تطبق بشكل فوري على حكومة اليمين المتطرفة في اسرائيل التي تدوس على القانون الدولي بشكل علني ولا تحترم أي مؤسسة دولية بل وتهين هذه المؤسسات الدولية بشكل لا يليق بمكانة هذه المؤسسات.
الولايات المتحدة تضغط على قطر لإنهاء استضافة قيادة حماس قطر تبلغ حماس برغبتها في مغادرة قادتها للدوحة تحت ضغط أمريكي خدمة أغراض سياسية ضيقةوأشارت الخارجية القطرية، إلى أنخا أخطرت الأطراف باستعدادها لاستئناف جهودها مع الشركاء عند توفر الجدية اللازمة لإنهاء الحرب، موضحة أنه عند توفر الجدية لإنهاء الحرب ستكون في المقدمة لبذل كل جهد لإنهاء الحرب وعودة الأسرى.
وأكدت الخارجية القطرية، أن الدوحة لن تقبل أن تكون الوساطة سببا في ابتزازها إذ شهدت تلاعبا بالتراجع عن التزامات اتفق عليها، مضيفة "شهدنا استغلال استمرار المفاوضات في تبرير استمرار الحرب لخدمة أغراض سياسية ضيقة".
وأوضحت الخارجية القطرية في بيانها، أن التقارير المتعلقة بمكتب حماس في الدوحة غير دقيقة، لافتة إلى أن الهدف من وجود مكتب حماس في قطر أن يكون قناة اتصال بين الأطراف المعنية.
وشددت الخارجية القطرية، على أن وجود مكتب حماس في الدوحة حقق وقفا لإطلاق النار وساهم في الحفاظ على التهدئة بمراحل سابقة، مؤكدة التزام الدوحة الثابت بدعم الشعب الفلسطيني حتى نيل كل حقوقه.
الولايات المتحدة تضغط على قطر لإنهاء استضافة قيادة حماس بيان عاجل للخارجية القطرية يكشف موقف الدوحة من الوساطة بين حماس وإسرائيل حماس تنفي طلب قطر بإغلاق مكتبهافي السياق نفسه، ردت حركة حماس على هذه التطورات، حيث صرح مصدر من الحركة لـ"العربية/الحدث" بأن حماس لن تخضع لأي ضغوط، مؤكداً أن هدفها الرئيسي هو وقف الحرب.
وأوضح المصدر أن الحركة لم تتلقَ أي إشعار رسمي بشأن إغلاق مكتبها في الدوحة، مشيراً إلى أن العلاقة مع الوسيط القطري ما تزال جيدة، وأنه يتفهم موقف حماس في المفاوضات.
كما أضاف المصدر أن المفاوضات تعثرت بسبب التعنت الإسرائيلي، مشدداً على أن إسرائيل، وليس حماس، هي من أفشل مسار التفاوض حتى الآن، وأشار إلى أن الوسطاء الدوليين شهدوا بمرونة موقف الحركة خلال جولات التفاوض.
جدير بالذكر، أن مسؤول أميركي قد كشف في وقت سابق أن الولايات المتحدة ضغطت على قطر لإنهاء استضافة قيادة حماس في الدوحة بعد رفض الحركة اقتراحًا أميركيًا للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وأضاف المسؤول أن واشنطن أبلغت الدوحة بأن وجود قيادة حماس في قطر "لم يعد مقبولاً"، زاعماً أن قطر قدمت هذا الطلب إلى قادة حماس قبل نحو عشرة أيام.
في المقابل، نفى ثلاثة مسؤولون في حماس تلقي الحركة أي طلب رسمي من قطر بمغادرة البلاد أو إغلاق مكتبها في الدوحة، مؤكدين أن العلاقات مع الدولة الخليجية لا تزال قائمة وأن الوسيط القطري لم يتراجع عن دوره في المفاوضات، وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الجهود الدولية، بقيادة الولايات المتحدة ومصر وقطر، لمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حماس إسرائيل قطر حركة حماس الشعب الفلسطيني الولایات المتحدة الخارجیة القطریة قیادة حماس فی الدوحة حماس فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
موندويس: وقف إطلاق النار في غزة يكشف هشاشة إسرائيل وقوة المقاومة
في أعقاب وقف إطلاق النار الذي أعلن في الدوحة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، سيحاول كثيرون حصر الخطاب في ثنائية النصر والهزيمة، ولكن عندما تهدأ الأمور سوف تظهر الصورة الحقيقية، وهي هشاشة إسرائيل وقوة المقاومة.
بهذه الجمل لخص موقع موندويس مقالا بقلم عبد الجواد عمر حاول فيه وضع كل طرف في إطاره، معتبرا أن قطر كانت من أكبر الفائزين في هذه الاتفاقية، مما يعزز دورها بوصفها لاعبا حاسما في بنية الدبلوماسية الإقليمية، ويؤكد مكانتها كعاصمة لعقد الصفقات، كأنها تتقدم للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بعرض يقول إذا كانت الصفقات هي لعبتك فهذا هو المكان الذي تتم فيه.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تايمز: ما يريده ترامب من صفقة أوكرانيا جائزة نوبل للسلامlist 2 of 2نيوزويك: جدران السجون تكشف آخر رسائل معتقلي الأسدend of listوبالنسبة لترامب لا يمثل هذا الاتفاق اختراقا دبلوماسيا -حسب الكاتب- بل هدية تمنحه قصة انتصار نظيفة مصممة بشكل مثالي لتتناسب مع علامته التجارية الشعبوية، وتندرج بسلاسة في أسطورة رئاسة صانع الصفقات الماهر، والزعيم الذي ينجح حيث يفشل الآخرون، والمخرب الذي يهز أسس الجمود الراسخ والوضع الراهن القاتل.
أما بالنسبة للرئيس المنصرف جو بايدن وفريقه في السياسة الخارجية، فإن الاتفاق يمثل خاتمة قاتمة لفترة ولايتهم -حسب الكاتب- كأبناء مخلصين لإرث سياسي يطالب بالولاء الثابت لإسرائيل، وكليبراليين مجبرين بشكل مأساوي على أن يكونوا شهودا ومشاركين اختاروا الوحشية، وغادروا مناصبهم وهم يعلمون تمام العلم أنه كان من الممكن أن يكون الأمر بخلاف ما وقع.
إعلان تحطم السردية الإسرائيليةوفي إسرائيل، يمثل الاتفاق -كما يرى الكاتب- تفكك سرد وبناء مؤقتا لسرد آخر، في محاولة للتحول من خيال "النصر الكامل" إلى براغماتية "النصر الكافي"، إذ إن مزاعم النجاح الإستراتيجي لم تضمن لها النصر الكامل الذي سعت إليه، بحيث ظل حزب الله قوة على الأرض، ونفوذ إيران الإقليمي قائما، وظلت حماس موجودة كتذكير بحدود الحملات العسكرية الإسرائيلية، وأصبح اليمن معطى جديدا قادرا على تعطيل الشحن العالمي.
وهكذا يصبح الجيش الإسرائيلي الذي كان أسطوريا -كما يقول عبد الجواد عمر- مجرد جيش وحشي وغير فعال بعد أن تحطمت هالته التي لا تقهر على المسرح العالمي، وينكشف إخفاق المؤسسة العسكرية وعجزها عن توقع التهديدات وتحقيق نتائج حاسمة، كما تظهر التوترات التي كانت تغلي منذ مدة طويلة داخل المجتمع الإسرائيلي وتعمق انقساماته الداخلية.
وإذا كان الإنجاز الاستثنائي الذي حققته إسرائيل هو استعراض القوة والقدرة على التدمير على نطاق هائل، فإن هذا الإنجاز -بعيدا عن تحقيق الأمن- أظهر عمق فشلها بانهيار روايتها الأخلاقية وتآكل شرعيتها الأخلاقية في نظر العالم.
تآكل الوهم الإسرائيلي
ونظرا لعجز إسرائيل عن إسكات الفلسطينيين ومطالبهم السياسية، وعدم رغبتها في الانخراط في قواعد الاعتراف، تحكم على نفسها بالحرب الدائمة، خاصة بعد أن أظهر وقف إطلاق النار انعدام الثقة المتزايد في وعودها بالأمن وتآكل الوهم المتمثل في وجود حصن منيع لسكانها.
وهذا الوضع -حسب الكاتب- لا يعكس القوة بل يسلط الضوء على اعتماد إسرائيل الحاد على راعيها الإمبراطوري، لتخرج من هذه الحرب وقد تغيرت بيئتها الإستراتيجية، وخسرت الكثير على المستوى الأخلاقي والسياسي، بل حتى في صراعها الاجتماعي والسياسي.
تعطيل منطق منتقدي المقاومةوفي النهاية، يبقى الخطاب الفلسطيني الآخر المحبط بطوفان الأقصى محاصرا في هوس لا هوادة فيه بثنائية النصر والهزيمة، مما يجعل خرق جدار غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول لديه مجرد حساب بارد للربح والخسارة، يعيد تشكيل المقاومة في مخطط عقيم من الوسائل والغايات، كما يرى الكاتب.
إعلانوبالنسبة لمنتقدي المقاومة، فقد دعوا حماس إلى الاستسلام وتسليم أسلحتها والتوسل من أجل الرحمة، مشككين في فعاليتها، ومؤكدين أن إسرائيل لن تستسلم ولن تطلق سراح السجناء وستواصل الحرب حتى تطرد الفلسطينيين من غزة أو تضم الأراضي لبناء المستوطنات.
وفي حين أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يمنع العودة إلى الحرب واستئناف هذه العملية نفسها، فإن عودة الفلسطينيين من الجنوب إلى شمال غزة والانسحاب الجزئي للقوات الإسرائيلية يعكسان مدى اتساع التنازلات الإسرائيلية، مما يعطل منطق أولئك الذين يزعمون عبثية المقاومة ولو جزئيا.
وتبقى المقاومة مستمرة وتظل حماس راسخة في السلطة، مما يكسر رهان المتحالفين ضد المقاومة، خاصة أن السجناء الفلسطينيين سيغادرون السجون الإسرائيلية في الأسابيع المقبلة، وسيعود النازحون في جنوب غزة إلى شمالها، وستكون إسرائيل قد قامت بحرب عقابية، ولكنها وصلت إلى حدها الأقصى، مما يدل على أن القضية الفلسطينية لا تزال قائمة رغم الإرادة الوحشية التي استخدمتها إسرائيل.
نهاية الارتهان للهزائم العربيةوانتقد الكاتب تقليد النقد الذاتي الذي استحضرته منذ بداية الحرب موجة من المثقفين الفلسطينيين والعرب، والذي يجعل من تجربة الهزائم العربية السابقة في فلسطين العدسة التي يرى من خلالها الأمور، ويزعم الكشف عن "الأوهام" التي تحجب الواقع.
فهذا التقليد -في نظر الكاتب- ينتقل من النقد الذاتي إلى تمزيق الذات، وهو لا يهدف إلى صقل التكتيكات بل إلى زعزعة استقرار أسس المقاومة، فيوقع مشروع التحرير في فخ عبثية نضاله، ويدفع إلى الدعوة إلى الانسحاب والاستسلام ويهدم قواعد اللغة الخاصة بالمقاومة.
المذابح وتعميق الهاويةوأوضح الكاتب أن المقاومة لا يمكن اختزالها في أبعادها التكتيكية أو الإستراتيجية، لأنها ليست مجرد مواجهة في ساحة المعركة، بل هي تعطيل لليقينيات الوجودية للمستعمر، يكمن جوهرها في إجبار المستعمر على مواجهة الأسئلة التي سعى إلى التهرب منها، مثل: هل يستطيع بقوته ضمان الحل؟ وهل تؤدي المذابح إلى النهاية أم إنها تعمق الهاوية؟
إعلانوخلص عبد الجواد عمر إلى أن هذه الحرب كشفت عن الإفلاس الأخلاقي الأميركي، وعن الاستثناء المعطى لإسرائيل، ليس فقط في منحها الإفلات من العقاب، ولا في إسكات المعارضة وقمعها في جميع أنحاء أوروبا وأميركا الشمالية، بل في قدرتها الوقحة على ارتكاب الجرائم على الهواء مباشرة.
ولكن هذا الاستثناء وهذا القيد المفروض على الخطاب، يشير -كما يختم الكاتب- إلى تفكك إسرائيل كدولة يهودية متفوقة واستعمارية، بل إنه نداء عاجل لإحداث تغيير جذري ليس في فلسطين فحسب، بل في مختلف أنحاء العالم.