نجاة عبد الرحمن تكتب: فوز ترامب ومستقبل الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
سبق و تحدثت خلال مقالة سابقة حملت عنوان " نهاية أمريكا " حول فوز دونالد ترامب في سباق الانتخابات الأمريكية على منافسته كامالا هاريس، و ذكرت أن فوز ترامب سيعني احتمالية تفتيت الولايات المتحدة الأمريكية على غرار ما حدث في الاتحاد السوفيتي على يد جورباتشوف في 28 ديسمبر عام 1991.
كما نوهت لاهتمامات دونالد ترامب سنكون بعيدة عن الشرق الأوسط و سوف يتفرغ لمواجهته مع الصين لاستحواذها على الاقتصاد العالمي في مناطق النفوذ الأمريكي، و البدء في إطلاق مشروعه الذي سبق و أَعْلَنَه المعروف باسم استراتيجية 2025 الذي يهدف إلى تفكيك الحكومة الفدرالية التي ستؤدي لتفكيك الولايات المتحدة الأمريكية، تلك القوى العظمى المسيطرة على دول الشرق الأوسط و تتدخل في شئونها الداخلية.
وهذا سيكون له واقع إيجابي على القضية الفلسطينية من حيث تحجيم طموحات نتنياهو، ووقف المشروع الصهيوني الذي يستنزف الدماء الفلسطينية، لتنفيذ مخطط جيورا ايلاند، بالرغم من أن ترامب دعم إسرائيل دعم مطلق خلال فترة ولايته الأولي بإعلانه القدس عاصمة لإسرائيل و نقل السفارة الأمريكية إليها لمغازلة المسيحيين و الإنجيليين الداعمين له، كما أعلن الاتفاق الإبراهيمي مقابل إقامة الدولة الفلسطينية، ذلك الاتفاق الذي يهدف إلى التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني ب اتفاق سلام أطلق عليه الاتفاق الإبراهيمي هدف لتوحيد الديانات السماوية الثلاث اليهودية و المسيحية و الإسلامية، و الخروج باتفاق أو بمعنى أصح دين جديد يهدف لإزالة الحدود بين الديانات السماوية الثلاث، و قام بتدعيم المنظمات المحلية بدول الشرق الأوسط للعمل على جذب المفكرين المؤيدين لذلك الاتفاق.
إلا أن هناك ثلاث دول عربية استجابت لذلك الإتفاق دون الاعتراف بالدولة الفلسطينية، و ظلت القضية الفلسطينية تنزف حتى كتابة هذه السطور، و تفرغوا للمزايدة على الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية متغافلين ما قدمته و مازالت تقدمه الدولة المصرية لمصلحة فلسطين.
أما واقع فوز ترامب على الشأن المصري سيكون هناك تراجعا في نشاط المنظمات الحقوقية التي كانت تتلقى دعما مباشرا من النظام الأمريكي و نشطت خلال فترة ولاية باراك أوباما حتى عهد جوبايدين، و لكنها شهدت خمولا خلال فترة ولاية دونالد ترامب السابقة مثلما حدث أيضا لنشاط جماعة الإخوان المسلمين الذي دعمه أوباما بقوة و نشطت معه العمليات الارهابية التي بدأت في الاضمحلال خلال ولاية ترامب السابقة.
أتوقع سعي دونالد ترامب لعقد صفقات اقتصادية مع الدولة المصرية و دول المنطقة، لمنافسة الصين التي استحوذت على الأسواق المصرية و العربية بقوة.
كما انه سيعمل على مراجعة المساعدات الأمريكية المقدمة لإسرائيل للحد من جموح نتنياهو الذي خرج عن السيطرة الأمريكية، لبسط الاستقرار نوعا ما بالشرق الأوسط ليتفرغ كما ذكرت للاستحواذ على الأسواق التي سيطرت علبها الصين، و ذلك لن يتحقق سوى بالاستقرار السياسي في المنطقة العربية.
أما فيما يتعلق بالحرب الأوكرانية الروسية، سيعمل على إنهاء النزاع بينهما و لكن ذلك النزاع هو
قضية استراتيجية تتعلق باستمرار حلف الناتو الذي أنشئ عقب الحرب العالمية الثانية ذلك، التحالف العسكري القائم على مبدأ "الكل من أجل واحد وواحد من أجل الكل " الذي تفرغ لدعم أوكرانيا ضد روسيا.
في المجمل فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية أفضل كثيرا من كامالا هاريس التي تتبني الفكر المتطرف و تدعم نتنياهو بقوة و كانت صاحبة السطوة بنظام جوبايدين الذي فقد أتزانه و دعم الدموية الصهيونية دعم مطلق.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دونالد ترامب الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
ساتلوف: سياسة ترامب بالشرق الأوسط تعتمد على توضيح موقفه من 3 ملفات.. ما هي؟
قال مدير معهد واشنطن للدراسات روبرت ساتلوف إنه يمكن فهم سياسة الأمريكي الرئيس المنتخب دونالد ترامب في الشرق الأوسط إذا تمت الإجابة على 3 أسئلة، وتوضيح موقفها من 3 ملفات هناك.
وبحسب ساتلوف فإن الأشهر التي قضاها ترامب في حملته الانتخابية تركت ثلاثة أسئلة رئيسية دون إجابة، فيما يتعلق بسياسته في الشرق الأوسط.
وأكد أنه من الضروري أن توضح الإدارة الأمريكية الجديدة مواقفها بشأن منع إيران من الحصول على السلاح النووي، وتعزيز التعاون العسكري العربي-الإسرائيلي، والرد على احتمالات ضم الضفة الغربية.
هل سيعيد ترامب التزام الولايات المتحدة بسياسة منع إيران من الحصول على سلاح نووي؟
يقول ساتلوف إن الرؤساء الأمريكيون وبالرغم من اختلافهم بشدة في سياساتهم تجاه الشرق الأوسط على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، إلا أنهم اتفقوا جميعاً على المبدأ القائل بأنه من الخطورة البالغة السماح لزعماء إيران بامتلاك أسلحة نووية.
لكن ساتلوف يشكك في وجود هذا النهج لدى إدارة ترامب، وبحسبه فإن حملة ترامب-فانس لم تؤيد هذا النهج حتى الآن. "فعلى سبيل المثال، قال فانس خلال المناظرة الخاصة بمنصب نائب الرئيس إنه يدعم التحرك الإسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية، لكن لا هو ولا ترامب صرحا بأن منع إيران من امتلاك سلاح نووي يُعتبر مسؤولية أمريكية".
ويرى ساتلوف أن هناك فارقا كبيرا بين التزام الولايات المتحدة بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، أو الانزلاق إلى سياسة احتواء بحكم الأمر الواقع.
ويزعم ساتلوف أن كل شيء تقريباً ستحاول إدارة ترامب تحقيقه في الشرق الأوسط سوف ينبع من كيفية إجابتها على هذا السؤال.
هل سيواصل ترامب نشر قوات عسكرية أمريكية كبيرة في الشرق الأوسط؟
يؤكد ساتلوف أن لترامب الفضل في إدخال إسرائيل ضمن "القيادة المركزية الأمريكية" خلال الأيام الأخيرة من ولايته الأولى، مما مهد الطريق لازدهار التعاون العسكري العربي-الإسرائيلي خلال إدارة بايدن. والذي توج بمواجهة الهجوم الإيراني غير المسبوق بالصواريخ والطائرات المسيّرة في 13 نيسان/ أبريل على الدولة "إسرائيل".
لكن، من وجهة نظر ساتلوف، فإن العنصر الأساسي الذي حافظ على هذا التعاون كان المشاركة العسكرية الأمريكية النشطة، بما في ذلك نشر قوات جوية وبحرية أمريكية كبيرة في الشرق الأوسط.
ويعارض بعض مستشاري ترامب هذا النوع من العمليات العسكرية الأمريكية، إما لأنهم يخشون الانزلاق نحو حرب في الشرق الأوسط، أو لأن مثل هذه العمليات تصرف الانتباه عن المهمة الأكثر أهمية المتمثلة في مواجهة الصين. "ولكن بدون قيادة الولايات المتحدة، قد لا يكون العرب والإسرائيليون مستعدين للتعاون العلني مع بعضهم البعض".
والسؤال الذي يواجه ترامب هو ما إذا كان سيستثمر الأصول العسكرية اللازمة لتعميق شراكات الدفاع العربي-الإسرائيلي، أو ما إذا كان سيقلص الدور الأمريكي و"يخاطر بإجهاض التعاون الإقليمي.. إن الإجابة على هذا السؤال سوف تحدد ما إذا كنا سنستغل فرصة كبيرة لإعادة رسم الخريطة الاستراتيجية للشرق الأوسط"، على حد رأي ساتلوف.
هل سيدعم ترامب ضم "إسرائيل" لأراضي الضفة الغربية؟
كانت "اتفاقيات أبراهيم" أعظم إنجاز دبلوماسي لترامب في فترته الرئاسية الأولى، و
من المرجح أن يسعى ترامب لتوسيع "اتفاقات أبراهام" التي أنجزها في ولايته الأولى. لكن من المهم تذكر كيف تحقق هذا الاختراق.
يقول ساتلوف إنه في ربيع عام 2020، عندما هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية، غيرت الإمارات العربية المتحدة حساباته من خلال ربط عرضها باتفاقية سلام وتطبيع بتعهد "إسرائيل" بتجميد الضم لمدة أربع سنوات. واختارت "إسرائيل" السلام على الأراضي، ووقعت اتفاقية برعاية إدارة ترامب، ومنذ ذلك الحين التزمت بتعهدها.
انتهت تلك السنوات الأربع قبل شهرين. والآن، مع وجود ائتلاف يميني أكثر تطرفاً في السلطة في "إسرائيل"، قد يرى نتنياهو في إعادة انتخاب ترامب فرصة لإكمال ما بدأه في عام 2020، كما يشير تعيينه مؤخراً لمؤيد صريح للضم سفيراً في واشنطن.
ويُعد ضم حتى جزء من الضفة الغربية خطوة دراماتيكية من شأنها أن تمثل نهاية رسمية لسياسة "إسرائيل" ما بعد عام 1967، التي كانت تصور الأراضي كوسيلة للمساومة المحتملة في مفاوضات السلام، وهو الموقف الذي التزمت به "إسرائيل" حتى مع تشجيعها للاستيطان اليهودي.
ومن الواضح أن قراراً بإعادة رسم حدود "إسرائيل" خارج إطار اتفاق دبلوماسي مع الفلسطينيين من شأنه أن يؤدي إلى تعميق الانقسامات بين "إسرائيل" و"شركائها" العرب في المعاهدات، وبين "إسرائيل" والعديد من الديمقراطيات الغربية، وحتى بين "إسرائيل" وقطاع كبير من الرأي العام الأمريكي، بما في ذلك الأمريكيين اليهود.
ويرى ساتلوف أن موقف ترامب من الضم غير واضح. ففي عام 2020، لم يكن متحمساً للفكرة. لكنه قام مؤخراً بترشيح مؤيد قوي - حاكم أركنساس السابق مايك هاكابي- سفيراً له لدى "إسرائيل".
ربما يعتمد كل من ترامب ونتنياهو على دولة عربية - هذه المرة المملكة العربية السعودية - لحل المشكلة بالطريقة التي قامت بها الإمارات في عام 2020. ولكن من المرجح أن تطلب الرياض المزيد من "إسرائيل" والولايات المتحدة مقابل اتفاقها مقارنة بما طلبته أبوظبي، بما في ذلك موافقة "إسرائيل" على مسار نحو إقامة دولة فلسطينية، وموافقة الولايات المتحدة على معاهدة دفاع مشترك. ولا يوجد ما يضمن أن يتمكن ترامب ونتنياهو من تلبية مطالب السعودية. ونتيجة لذلك، قد يجد نتنياهو نفسه عاجزاً عن إغلاق الباب أمام الضم، حتى لو أراد ذلك.
ولتجنب هذا الوضع، سيكون من المهم معرفة موقف ترامب من الضم. إن الوضوح لا يجعل النسخة السعودية من "اتفاقيات أبراهام" أقل احتمالاً، بل إنه يتجنب فقط مأزقاً دبلوماسياً محتملاً في حال عدم التوصل إلى هذا الاتفاق. وفي الواقع، إذا كان موقف ترامب معارضاً للضم، فبإمكان نتنياهو استخدام ذلك لإسكات المتحمسين للفكرة داخل ائتلافه.
ويعتقد ساتلوف أن الإجابة على هذه الأسئلة مجتمعة - الالتزام بمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية، والاستثمار في التعاون العسكري العربي-الإسرائيلي، والسياسة الأمريكية تجاه ضم "إسرائيل" لأراضي الضفة الغربية - سوف تحدد اتجاه السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط في إدارة ترامب الثانية.