فاز دونالد ترامب بتفويض انتخابي وأصبح يهيمن على مؤسسات السلطة الأميركية، لكن سيطرة البيت الأبيض على السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية باتت أقل بكثير مقارنة مع الفترة الرئاسية الأولى في ظل صعوبات اقتصادية وسياسية تنامت في السنين الأخيرة، وفق ما أشارت إليه صحيفة "ذا صنداي تايمز" البريطانية.

وفي حين أن "منبر القوة" لرئاسة الولايات المتحدة، وفق تعبير الرئيس الأميركي الأسبق ثيودور روزفلت، لا يزال يشكل أهمية، فإن ثمة 5 عوامل من شأنها أن تكبح قدرة ترامب على التأثير على الشؤون العالمية، سردتها صحيفة "ذا صنداي تايمز" البريطانية كالتالي:

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2“تخلصوا منه”.

. هكذا يعبّر سكان نيويورك عن مخاوفهم من ترامبlist 2 of 2أوهام نحيا فيها ويكشفها لنا فوز ترامبend of list ديون أميركا المتنامية

من القيود على السياسة الخارجية لترامب الدينُ الحكومي المتضخم الذي تتحمله أميركا، وفق الصحيفة، فهو يبلغ الآن 35 تريليون دولار، أو 123% من الناتج المحلي الإجمالي، ويتوقع كثيرون أن يرتفع هذا الدين أكثر إذا خفّض ترامب الضرائب مجددًا.

ونظرا لأن سداد الفائدة على هذا الدين يستهلك بالفعل 17% من الإنفاق الحكومي الأميركي، فإنّ رفعه إلى مستويات أعلى من شأنه أن يعرض كل شيء للخطر، بدءًا من تحسين الجاهزية العسكرية إلى تحفيز الشركات على إعادة المصانع إلى الولايات المتحدة، ويتحدث خبراء التمويل عن أحوال غير مسبوقة مع استمرار نمو الدين، ومعه احتمالات حدوث أزمة مالية عالمية.

ومن بين الدول التي اعتمدت عليها الولايات المتحدة لتمويل ديونها الصين ودول الخليج، وإذا أضفنا إلى هذا ضعف النفوذ العسكري الأميركي وتزايد المديونية، يتضح لماذا تتضاءل قدرة أميركا على اتخاذ القرارات في العديد من أجزاء العالم، وفق الصحيفة.

الحرب التجارية

عامل آخر يشكّل قيدا أمام السياسة الخارجية لترامب -وفق الصحيفة- هو إلى أي مدى قد تؤدي الحرب التجارية إلى إخراج برنامج ترامب بالكامل عن مساره؟

هنا أشارت الصحيفة إلى أن الوعود الانتخابية بفرض رسوم جمركية بنسبة 60% على السلع الصينية و20% على سلع أخرى قد تؤدي إلى عواقب اقتصادية من كافة الأنواع، فقد ترفع التضخم في الولايات المتحدة، وقد تؤدي إلى ردود فعل انتقامية من جانب الآخرين وتدمر سلاسل التوريد الأميركية.

وقد حذر الملياردير الأميركي إيلون ماسك، الذي ساعد ترامب في حملته الانتخابية، في بودكاست جو روغان قائلًا "أعتقد أنك بحاجة إلى توخي الحذر في فرض الرسوم الجمركية، وإلا فإنك ستصدم النظام وينهار".

أحداث خارج السيطرة

ومثلما حدث مع الرئيس جو بايدن بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 (عملية طوفان الأقصى)، فإن الأحداث غير المتوقعة لها القدرة على تدمير كل حسابات ترامب؛ ففي الشرق الأوسط، في الأشهر التي تسبق تولي ترامب منصبه في يناير/كانون الثاني المقبل، قد تكون الأمور مضطربة للغاية، مما يحبط تعهده الانتخابي بإحلال السلام في المنطقة، إذ هددت إيران بشن المزيد من الهجمات الصاروخية على إسرائيل، وفق تقرير الصحيفة البريطانية.

وتساءلت ذا صنداي تايمز "هل سيؤدي هذا إلى ضرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منشآت النفط أو المنشآت النووية الإيرانية، مما قد يؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية كبرى؟ وهل من الممكن أن يكون نتنياهو على يقين تماما بأن ترامب سيعطي الضوء الأخضر لشن هجوم كبير على إيران في الأيام الأولى من ولايته الثانية؟".

وتنقل الصحيفة عن مايك دوران، الذي شغل منصبا بارزا في مجلس الأمن القومي في عهد جورج دبليو بوش ويعمل الآن في معهد هدسون، إجابته "لا يمكن لنتنياهو أن يكون متأكدا تمامًا من أن ترامب سوف يعطي الضوء الأخضر لشن هجوم كبير على إيران في الأيام الأولى من ولايته الثانية".

 

بوتين يشم رائحة الدماء

وأشارت الصحيفة إلى أن ثمة قوى عالمية أخرى يمكن أن تتماهى صوريا مع ترامب وقد تغدر به في النهاية، ومن بينها روسيا التي أثنى رئيسها فلاديمير بوتين الخميس الماضي على استجابة ترامب لمحاولة اغتياله في يوليو/تموز الماضي قائلا "لقد تصرف، في رأيي، بطريقة صحيحة للغاية، بشجاعة مثل رجل حقيقي"، مبديا استعدادًا للحوار بشأن كيفية إنهاء حرب أوكرانيا، وهو تعهد آخر لحملة ترامب.

ويرى دوران، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الأميركي، أن فرص تحقيق ذلك قريبًا "ضئيلة للغاية" لأن "بوتين يشم رائحة الدم" ويريد أن يفرض ميزته العسكرية الحالية على أوكرانيا.

جيش ضعيف

حسب الصحيفة، فإن هناك مشكلة أخرى ستواجهها السياسة الخارجية لترامب، وهي أن الولايات المتحدة أضعف عسكريًا مما كانت عليه خلال ولايته الأولى؛ فأحد الأسباب وراء عدم الإفراج عن أسلحة أميركية بمليارات الدولارات لأوكرانيا حتى الآن هو أن البنتاغون يخشى أن مخزوناته من الأسلحة الرئيسية مثل صواريخ باتريوت منخفضة بالفعل.

وكان إلبريدج كولبي، وهو مسؤول كبير في البنتاغون خلال ولاية ترامب الأخيرة والمتوقع أن يكون له دور في إدارته الجديدة، صريحًا بشأن المشكلة، إذ كتب على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" هذا الأسبوع "جاهزية جيشنا منخفضة. لقد ضعفت قاعدتنا الصناعية الدفاعية ولم يتم إصلاحها. استنفدنا ذخائر رئيسية".

وفي نظر كولبي وآخرين، أدت الضغوط المتمثلة في دعم أوكرانيا أو دعم إسرائيل إلى تقويض قدرة الولايات المتحدة على التدريب والتخزين لما يُعد الحدث الرئيسي، وهو المواجهة المحتملة مع الصين، والتي أصبحت بشكل ملحوظ قوة عسكرية على مدى السنوات القليلة الماضية وتفوقت بانتظام على البحرية الأميركية في العديد من الأماكن، وفقما ترى الصحيفة.

وتختم الصحيفة بالقول إنه مهما كانت نتيجة مفاوضات السلام في أوكرانيا، أو المواجهة مع إيران، أو حرب التعريفات الجمركية مع الصين، فإن القيود المفروضة على القوة الأميركية واضحة.

وقالت "يبدو أن جعل أميركا عظيمة مرة أخرى (شعار ترامب) يشكل تحديا أكثر صعوبة الآن مما كان عليه في عام 2016".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات السیاسة الخارجیة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

نظرة على تاريخ العلاقة بين الولايات المتحدة وكندا بعد تصريحات ترامب المثيرة

تساءل كاتب روسي في تقرير نشرته صحيفة "نيزافيسيمايا" عن مدى جدية الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تصريحاته بشأن ضم كندا إلى الولايات المتحدة لتصبح الولاية الـ51، معتبرا أن الإجابة عن هذا السؤال تتطلب إلقاء نظرة على تاريخ العلاقات الأميركية الكندية.

وقال بختيار توزموخاميدوف -وهو قاض وأستاذ في القانون الدولي- إن القوات الاستعمارية الأميركية التي شكلت لاحقا جيش الولايات المتحدة عبرت في خريف 1775 نهر سانت لورانس، وتمكنت من احتلال مونتريال الكندية دون مقاومة تذكر، قبل أن تتحد مع القوات القادمة من نيو إنغلاند، في محاولة لشن هجوم مفاجئ للاستيلاء على مدينة كيبيك.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ملف مثير بميديا بارت: الإسلاموفوبيا تعصف بالمسلمين في فرنساlist 2 of 2مسؤول إسرائيلي سابق يطالب بإعدام أسرى المقاومة وحرق جثثهم سراend of list معركة تاريخية مهمة

وأضاف توزموخاميدوف أن المعركة التي تعتبر ذات أهمية كبيرة في التاريخ الأميركي انتهت بهزيمة ساحقة لمفارز الجيش الأميركي التي تراجعت عن الغزو وتخلت عن مونتريال.

وبعد إعلان استقلال الولايات المتحدة في يوليو/تموز 1776 نصت المادة 11 من القانون الدستوري الذي تم اعتماده في عام 1777 على عدد من الإجراءات لضم كندا إلى الاتحاد الجديد رغم أن قبول انضمام أي إقليم يتطلب موافقة 9 من الولايات الـ13 الأصلية.

وذكر الكاتب أنه في يناير/كانون الثاني 1787 صوّت الكونغرس القاري (الهيئة التشريعية الأميركية آنذاك) لصالح غزو كندا مرة أخرى، لكنه عدل عن قراره في مارس/آذار بعد تحذيرات من ساسة وقادة عسكريين، أبرزهم الجنرال فيليب شويلر الذي خطط لعملية الاستيلاء الفاشلة على كيبيك، وماركيز دي لافاييت الذي تم تعيينه للإشراف على العملية الجديدة، وجون جاي أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة.

إعلان

الدستور الأميركي

وفي عام 1794 أبرم جون جاي معاهدة مع بريطانيا تعرف باسم "معاهدة جاي"، ورغم أنها كانت اتفاقية قصيرة المدى ولم تحظ بشعبية في الولايات المتحدة فإنها مكنتها -حسب الكاتب- من تحقيق بعض المكاسب، إذ تركت مسألة تسوية الحدود مع كندا في الشمال الشرقي خاضعة للتحكيم.

لكن دستور الولايات المتحدة -الذي تم اعتماده رسميا في 1787 ولا يزال ساري المفعول حتى اليوم- لا ينص على أي خيارات بشأن كندا التي يتطلب انضمامها إلى الولايات المتحدة موافقة الولايات التي قد تتأثر بهذا القرار، وتمتد من ولاية مين في الشمال الشرقي إلى واشنطن في الشمال الغربي وصولا إلى ألاسكا.

غزو فاشل واتفاقية سلام

وتابع الكاتب قائلا إن الخطوة الأولى التي قامت بها الولايات المتحدة عندما أعلنت الحرب ضد بريطانيا في 1812 بسبب دعمها القبائل المحلية على ضفاف البحيرات العظمى هي غزو كندا، لكن سرعان ما فشلت تلك العملية.

وقد تمكن البريطانيون من نقل قواتهم عبر المحيط الأطلسي والسيطرة على العاصمة واشنطن وحرق البيت الأبيض الذي كان مبنيا من الخشب في ذلك الوقت.

وانتهت الحرب في عام 1814 بتوقيع اتفاقية سلام معروفة بـ"معاهدة غنت" نسبة إلى المدينة البلجيكية التي احتضنت المعاهدة، وقد اعترفت الاتفاقية بالمكاسب الإقليمية التي حققتها الولايات المتحدة في الشمال، ومنحتها منفذا إلى المحيط الهادي.

وأكد الكاتب أن معاهدة الحد من التسلح في البحيرات الأميركية الموقعة بين الولايات المتحدة وبريطانيا في 1817 والمعروفة أيضا باسم "اتفاقية راش-باغوت" تشكل واحدا من أول المراسيم القانونية المتعلقة بنزع السلاح على الحدود بين أميركا وكندا، إذ نصت على تخفيض عدد قوات الطرفين في جميع البحيرات إلى 4 وحدات.

سارية المفعول

وأشار الكاتب إلى أن "اتفاقية راش-باغوت" ما زالت سارية المفعول، وكان من الضروري التحقق من عدم انتهاك بنودها إثر أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، بعد أن قامت الولايات المتحدة ومن بعدها كندا بتثبيت أسلحة إضافية على الزوارق التي تقوم بدوريات في المياه المحيطة بالبحيرات العظمى.

إعلان

وأضاف أن الاتفاقية ذاتها تعرضت إلى اختبار حقيقي خلال ثورات 1837 و1838، إذ دعمت الولايات المتحدة المتمردين على الحكم البريطاني في كندا، وردّت بريطانيا بالاستيلاء على سفينة "كارولينا" الأميركية.

وقد انتهى النزاع بتوقيع معاهدة سلام عام 1842 عُرفت باسم "معاهدة وبستر-أشبرتون"، ونتجت عنها تسوية عدد من القضايا الإقليمية الشائكة.

وأكدت المراسلات بين المفاوضين على احترام مبدأ السيادة الإقليمية باعتباره أساسا ضروريا للحفاظ على علاقات طبيعية.

مستعد لتجاوز الأطر القانونية

ويرى الكاتب في الختام أن الأطر القانونية التي تحكم علاقة الولايات المتحدة بكندا تبدو متينة ودائمة، لكن الأمور قد تختلف تماما في حال قرر الكنديون بشكل مفاجئ التصويت بالإجماع في استفتاء وطني الانضمام إلى الولايات المتحدة.

وحسب رأيه، فإن "الرئيس الأميركي الـ47 أظهر في أكثر من مناسبة استعداده لتجاوز القواعد القانونية من أجل تحقيق مكاسب شخصية، لكن الأمر يتعلق حاليا بإدارة دولة إلا إذا رأى أن هذه الدولة جزء من إمبراطوريته العقارية".

مقالات مشابهة

  • استطلاع رأي يدحض مزاعم ترامب: 85% من سكان غرينلاند لا يرغبون في الانضمام إلى الولايات المتحدة
  • إدارة ترامب تلغي "الحماية المؤقتة" للفنزويليين في الولايات المتحدة
  • مستر ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية
  • بينها الأميركية والفرنسية.. محتجو الكونغو يهاجمون سفارات أجنبية في كينشاسا
  • واشنطن بوست: ترامب يهدد دولة تلو الأخرى بالأسلحة الاقتصادية الأميركية
  • درع صاروخي شامل.. ترامب يأمر بإنشاء القبة الحديدية الأميركية
  • ترامب: نبدأ أكبر حملة للضرائب وتوفير الوظائف في تاريخ الولايات المتحدة
  • "بوليتيكو": سياسة ترامب تصعد التوترات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي
  • نظرة على تاريخ العلاقة بين الولايات المتحدة وكندا بعد تصريحات ترامب المثيرة
  • انفصال كاليفورنيا عن الولايات المتحدة.. ضوء أخضر يهدد ترامب