الشارقة - الرؤية

شهدت فعاليات الدورة الـ43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024، جلسة إطلاق كتاب "التثقيف زمن التأفيف"، للكاتبة الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان أول سفيرة فوق العادة للثقافة العربية لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، والصادر عن دار ديوان للنشر؛ بحضور الدكتورة حمده الحمادي، مدير إدارة الآداب والهوية الوطنية وزارة الثقافة والشباب، ومروة العقروبي، المديرة التنفيذية لبيت الحكمة، وأحمد القرملاوي، مدير دار ديوان للنشر، وعدد من الكتاب والمسؤولين في المؤسسات الثقافية والتعليمية، وأدارها الروائي الدكتور حسن كمال.

انعكاس الكاتب في الكتاب

وخلال الجلسة طرح الدكتور حسن على الكاتبة أسئلة حول الأبعاد الشخصية التي ساهمت في تشكيل أسلوب الكتاب وخصوصيته مثل: تأثير خلفيتها الثقافية والإبداعية والفنية، والكتب التي قرأتها وتركت أثرا عليها، إلى جانب أسلوب الكتاب في عرض القضايا التي تناولها حيث يطرح بعضها للتفكير ويقدم حلولا لبعضها الأخر.

كتاب يحلق فوق السرب بأمتار

بدوره، قال أحمد القرملاوي، مدير دار ديوان للنشر: "نجح الكتاب في الإجابة عن أسئلة العصر بأسلوب يجمع بين الفكر والجمال البصري، وإنني كقارئ، أحب هذا النوع من الكتب، التي يصعب تصنيفها، فهي تتجاوز القوالب التقليدية؛ إذ لا يُحلِّق خارج السرب، لكنْ فوقه بأمتار، يراقب السرب، ويستشرف مَساره، بل ويخشى عليه. فكاتبته مهمومة بالمجتمع، باللغة كأداة للتواصل الاجتماعي، بالإبداع الذي يستلهم من الثقافة والموروث، وبالعادات والتقاليد التي تعكس الثوابت والقيم المتوارثة، والتي تعد الأكثر قيمة في ممتلكاتنا، وهي ما يحدد موقعنا من العالم".

وناقشت الجلسة مجموعة من المواضيع المحورية، مثل اختيار عنوان وغلاف الكتاب، إلى جانب استعراض عدد من العناوين العريضة التي ركز عليها، كالانفتاح الثقافي، وديناميكية اللغة، ومصطلح الرياء الثقافي، ديناميكية اللغة، فواتير المبدعين، الشاعر طرفة بن العبد، علم الأنساب، مصطلح الرياء الثقافي، الأصالة والتطور، دولاب النوستالجيا.

 

 

موضوعات الكتاب تحمل قضايا الثقافة العربية

وقرأ الدكتور حسن كمال خلال الجلسة مقتطفات متنوعة من الكتاب، مستخلصاً منها بعض الأسئلة للكاتبة، كما طرح من خلالها استفسارات على الحضور من المثقفين والكتاب والمسؤولين في المؤسسات الثقافية والتعليمية، مما خلق أجواء تفاعلية أثرت الحوار بمداخلات متنوعة، حيث عبر الحضور عن آرائهم في الكتاب، وأشار بعضهم إلى أن مواضيعه تحمل قضايا وهموم الثقافة العربية.

 

وتناول الحضور في حديثهم البعد الفلسفي العميق للمواضيع والرسائل الهامة التي تضمنها الكتاب، مؤكدين ضرورة تعزيز اللغة العربية، وتوجيه الأبناء والأجيال الجديدة نحو ثقافتهم، خاصة في ظل تأثير مواقع التواصل الاجتماعي، كما شددوا على دور المؤسسات الثقافية والتعليمية في وضع خطط وحلول فاعلة لدعم هذه الجهود. وعلى هامش الجلسة عرضت شاشة تفاعلية "دولاب الأبراج" الذي تطرق له الكتاب ويوضح بشكل طريف علاقة الأبراج بشخصيات الأفلام. 

 

حول كتاب "التثقيف زمن التأفيف"

يطرح كتاب "التثقيف زمن التأفيف" تساؤلات حول حالة الإنسان المعاصر وحيرته واضطراباته وقلقه. حيث يشجع القارئ على التأمل والحصول على فهم أعمق للثقافة ومفهومها، من خلال طرح ثمانية موضوعات تعكس ثنائيات يومية مثل: الإعادة والتكرار، العادات والأعراف، الخيال والواقع، والجمال والفائدة. ويدعو الكتاب القارئ إلى تأمل تأثير هذه المفاهيم على الفرد والمجتمع.

كما يتناول الكتاب العديد من الموضوعات والأفكار حول الفلسفة والثقافة والفنون العربية والعالمية، وينهل من مصادر معرفية متنوعة، مسلطاً الضوء على الكثير من الأمثلة والاقتباسات من التراث العربي، بغية تقديم أمثلة عن "التأفف"، وهو المصطلح الذي تستخدمه المؤلفة للتعبير عن حالة التوتر الداخلي والحيرة النفسية التي يعيشها المجتمع العربي المعاصر.

كما يعزِّز الكتاب من أهمية التأمل والخيال لسد الفجوة بين العلم والمعتقد، مقترحاً مفهوماً جديداً هو "التأفف المبدع" كمساحة للتفكير والحوار.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مدير عام المعرفة والتنمية الثقافية لـ"الرؤية": الثقافة العمانية لديها حضور قوي بالمحافل الدولية

القاهرة- الرؤية

أكد الشيخ عبدالله بن محمد بن سعيد الحارثي، مدير عام المعرفة والتنمية الثقافية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، أن سلطنة عُمان تشهد حراكا ثقافيا واضحا وملموسا، تقوم به الجهات الرسمية المعنية، بالإضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني.

وأضاف- في تصريحات لـ"الرؤية"- أن هذا الحراك يتمثل في طيف واسع من الفعاليات التي تقام طيلة العام، مثل المهرجانات والمؤتمرات والندوات والمعارض الفنية والمحاضرات العلمية المتنوعة، بالإضافة إلى معرض مسقط الدولي للكتاب، ومعارض الكتاب الداخلية.

وأوضح الحارثي أنه يوجد حركة نشر ملموسة في سلطنة عُمان، إذ تصدر خلال عام العديد من الكتب العمانية، سواء عبر المؤسسات الحكومية، أو عبر مؤسسات النشر الأهلية، أو تحقيق المخطوطات القديمة وطباعتها، مضيفا أنه على المستوى الخارجي هناك حضور عماني واضح في مختلف دول العالم، حيث باتت الثقافة والفنون العمانية حاضرة في المحافل الدولية.

وحول مشاركة سلطنة عُمان كضيف شرف في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 56، أكد الشيخ عبد الله بن محمد الحارثي أن هذه الاستضافة تنطلق من دلالات حضارية وموضوعية عديدة، فهي تأتي تقديرا للعمق الحضاري والتاريخي لسلطنة عمان واعترافا بمنجزها المعرفي وإسهامها الثقافي الكبير الذي قدمته للبشرية في كل مناحي الحياة عبر القرون، كما أنها تجسد عمق الروابط الوطيدة بين سلطنة عمان وجمهورية مصر العربية كحضارتين عريقتين بينها الكثير من القواسم المشتركة، والمصالح المتبادلة التي تمتد إلى آلاف السنين.

وأضاف أنه لهذا السبب فإن سلطنة عمان تنظر إلى هذا المشاركة، باعتبارها تجسيدا عمليا لكل لتك الوشائج النبيلة التي تجمع بين بلدينا الشقيقين.

وتحدث عن استعدادات وزارة الثقافة والرياضة والشباب لمثل هذه المشاركات قائلا: "الوزارة باشرت تحضيراتها واستعداداتها لهذه المشاركة على نحو مبكر، حرصا من المعنيين على أن تكون المشاركة بالشكل المأمول الذي يليق بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ويرقى إلى طموحاتنا لتمثيل بلدنا في مثل هذه المحافل بالمستوى الذي نتطلع إليه جميعا".

وتابع قائلا: "جرى في هذا الشأن إعداد برنامج ثقافي شامل، يتضمن مختلف المفردات الثقافية والفنية والإبداعية، بهدف تعريف الجمهور المصري بسلطنة عمان ماضيا وحاضرا، والتأكيد على الأبعاد الحضارية والتاريخية التي تربط بين الجانبين منذ أقدم العصور".

وأشار إلى أن الزائر للجناح العماني الموحد سيجد العديد من المحتويات والمعروضات المختلفة، مثل المخطوطات النادرة والمواد الفيلمية التعريفية بعمان والصور الفوتوغرافية، والأعمال الفنية التشكيلية والضيافة، ومعرض الشخصيات العمانية المؤثرة عالميا، وبعض الإصدارات من الكتب والمجلات وغيرها، إلى جانب ذلك هناك العديد من المكتبات ومؤسسات النشر العمانية، التي تقدم إصداراتها لزوار معرض القاهرة الدولي للكتاب بأسعار منافسة.

وأكد أن سلطنة عمان لديها إرث فني كبير يمثل مختلف مناطق البلاد، مبينا: "نسعى من خلال مشاركاتنا الخارجية للتعريف بهذا الإرث لدى مختلف الدول. ونرى أن هذه المشاركة الفنية تحقق أكثر من هدف، فهي من ناحية تقدم ترفيها جميلا لزوار المعرض وتثري الفعاليات بشكل مختلف، ومن ناحية أخرى تسهم في التعريف بفنوننا العمانية الأصيلة وتسعى لنشرها خارجيا".

مقالات مشابهة

  • إطلاق النسخة الصوتية من كتاب "التثقيف زمن التأفيف" للشيخة اليازية بنت نهيان
  • كاتب عماني: القاهرة هي «الرئة الثقافية العربية»
  • كاتب عماني: القاهرة هي «الرئة الثقافية العربية» وسعيد بالمشاركة في معرض الكتاب
  • وزير الثقافة يفتتح فعاليات الأيام الثقافية المصرية في قطر
  • أحمد فؤاد هنو يفتتح فعاليات "الأيام الثقافية المصرية في قطر"| صور
  • مدير عام المعرفة والتنمية الثقافية لـ"الرؤية": الثقافة العمانية لديها حضور قوي بالمحافل الدولية
  • اليوم.. انطلاق فعاليات «الأيام الثقافية المصرية في قطر»
  • وزير الثقافة يتفقد استعدادات انطلاق فعاليات الأيام الثقافية المصرية فى قطر
  • وزير الثقافة يتفقد استعدادات انطلاق فعاليات الأيام الثقافية المصرية في قطر
  • هنو يتفقد الاستعدادات النهائية لانطلاق فعاليات الأيام الثقافية المصرية في قطر