مع انطلاق العهدة الجديدة للرئيس قيس سعيد، تسعى السلطات التونسية إلى تحريك ملف المشاريع المعطلة التي أثارت الكثير من الجدل طيلة السنوات الأخيرة.

ويُقدر عدد المشاريع الكبرى التي توقف إنجازها أو لم ينطلق بعد رغم رصد تمويلات بـ1126 مشروع.

هذا ما أكده رئيس الحكومة التونسية، كمال المدوري، الذي قدم الأحد جردا حكوميا للمشاريع المعطلة.

مشاريع معلقة

يعد مستشفى "الملك سلمان" بمدينة القيروان وسط تونس أبرز مثال على المشاريع المعطلة في هذا البلد المغاربي.

ففي العام 2017، رصدت المملكة العربية السعودية تمويلات لإنشاء مستشفى بمحافظة القيروان، يحمل اسم العاهل السعودي الملك سلمان. ورغم مرور نحو 8 سنوات على اعتماد المشروع فإن تنفيذه الفعلي لم يبدأ بعد. 

وكانت السلطات قد تحدثت في العديد من المناسبات عن اقتراب بدء الأشغال في هذا المشروع، لكن تم إرجاء الأمر أكثر من مرة بمبرر "تعقيدات إدارية".

وفي مارس الفائت، أشارت وزيرة التجهيز التونسية سارة الزعفراني الزنزري إلى وجود مشاريع معطلة منذ نحو عقد ونصف.

ومن المشاريع الأخرى التي ينتظر التونسيون الانتهاء منها مشروع ميناء المياه العميقة بالنفيضة في محافظة سوسة (شرق).

ففي العام 2006، وفي إطار مساعيها لتعزيز مكانتها الاقتصادية في حوض المتوسط، بدأت السلطات التونسية في التفكير في إنجاز مشروع للمياه العميقة يمتد على مساحة 3000 هكتار تشمل الميناء والمنطقة اللوجستية.

وكان من المفترض أن يوفر الميناء، الذي ستتحمل الدولة 75 بالمئة من تكلفة إنجازه، أزيد من 50 ألف منصب شغل، لكن المشروع لم ير النور بعد رغم مرور نحو عقدين على بدء التخطيط له.

وتشمل المشروعات المعطلة الجانب الرياضي أيضا، فأشغال تهيئة ملعب المنزه الأولمبي وهو منشأة رياضية في قلب العاصمة تونس، متوقفة منذ أشهر بسبب إشكاليات قانونية ولوجستية.

 

وبالعودة إلى القيروان، لم تنطلق بعد أشغال إنجاز "مدينة الأغالبة الطبية" التي تعهد الرئيس قيس سعيد في العام 2020 بإنجازها.

هذه الأمثلة جزء من قائمة طويلة تضم المئات من مشاريع البنى التحتية التي تعطل إنجازها لسنوات، الأمر الذي احتج عنه الرئيس قيس سعيد في أكثر من مناسبة.

ويوم 17 أكتوبر الفائت، أكد سعيد على "ضرورة اختصار الآجال لإنجاز عدد من المشاريع المعطلة أو التي تم تعطيلها قصدا في حين أن الأموال المرصودة لها متوفرة".

استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد، ظهر هذا اليوم الخميس 17 أكتوبر 2024 بقصر قرطاج، السيد كمال المدوري، رئيس الحكومة....

Posted by ‎Présidence Tunisie رئاسة الجمهورية التونسية‎ on Thursday, October 17, 2024

وأضاف الرئيس في اجتماع مع رئيس الحكومة أن "كثيرا من هذه المشاريع إما أنها لم تُنجز أو في أحسن الأحوال توقف إنجازها بعد مدة قليلة من انطلاق أشغالها في الوقت الذي تدفع فيه المجموعة الوطنية نسب الفائدة للقروض التي أبرمتها".

حلول حكومية

في مسعى منها لحلحلة هذه الإشكاليات، أصدرت الحكومة التونسية، الخميس الفائت، منشورا يهدف إلى تسريع "نسق إنجاز المشاريع  ومعالجة الإشكاليات والصعوبات التي تحول دون تنفيذها في الآجال المحددة". 

وتتضمن الإجراءات الحكومية القيام بـ"جرد شامل" لـ"جميع الإشكاليات والصعوبات" التي تعيق تنفيذ المشاريع العمومية والخاصة و"الانطلاق الفوري في مراجعة جميع النّصوص القانونية واقتراح الإجراءات الكفيلة بمعالجتها.

كما أعطت السلطات دورا أكبر للجان الجهوية في معالجة إشكاليات المشاريع العمومية والخاصة للتسريع في إنجازها ومتابعة تنفيذها.

وفي العام 2022، أنشأت تونس "لجنة عليا لتسريع إنجاز المشاريع العمومية" يقودها رئيس الحكومة، وتم تكليفها بـ"إيجاد الحلول الملائمة" لتسريع إنجاز المشاريع العمومية وإقرار التدابير الكفيلة بتجاوز الإشكاليات التي تعترضها.

ولم تقدم السلطات حصيلة دقيقة عن المشروعات التي تم معالجة الإشكاليات التي تواجهها، لكن تقريرا  لصحيفة "الصباح المحلية" نُشر، في شهر سبتمبر الفائت، أشار نقلا عن  مصادر بوزارة التجهيز، أن  عدد المشاريع التي سينطلق إنجازها خلال سنة 2025 يعادل 15 مشروعا، بينما سيتم الانتهاء من إنجاز 45 مشروعا في موفى العام الجاري.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: المشاریع العمومیة رئیس الحکومة فی العام

إقرأ أيضاً:

إنجاز طبي بمستشفى كفر الزيات العام: أول عملية من نوعها لمنظار القنوات المرارية وتركيب دعامات

نجح فريق طبي بمستشفى كفر الزيات العام بمحافظة الغربية، في إجراء أول عملية من نوعها داخل المستشفى لمنظار القنوات المرارية وتركيب دعامات، في إنجاز يعكس كفاءة الكوادر الطبية وقدرتهم على إحداث نقلة نوعية في مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.

وقد أُجريت العملية لسيدة تبلغ من العمر 61 عامًا داخل غرفة العمليات بالمستشفى، ضمن خطة تطوير قسم مناظير الجهاز الهضمي، وبدعم من المجتمع المدني، وتحت رعاية الدكتور أسامة بلبل، وكيل وزارة الصحة بالغربية، والدكتور محمد إبراهيم العطار، مدير المستشفى.

شهدت العملية تعاونًا مثاليًا بين فريق قسم الجهاز الهضمي وقسم التخدير، بإشراف نخبة من الأطباء المتخصصين، على رأسهم الدكتور عاصم الفرت، أستاذ طب الحميات والجهاز الهضمي بجامعة طنطا، الذي أشرف على الجراحة وساهم في تدريب الفريق الطبي ضمن خطة دعم الكوادر المحلية بالتعاون مع الجامعة، والدكتور محمد يسري الشرقاوي، المشرف على قسم الجهاز الهضمي بالمستشفى.

كما أشرف على الحالة من جانب قسم التخدير الدكتور وليد عبد الحكيم، استشاري التخدير، وشارك فريق التمريض في غرفة العمليات بأداء احترافي عكس مستوى الجاهزية والالتزام بمعايير الجودة والسلامة الطبية.

من جانبه، أعرب الدكتور أسامة بلبل عن فخره بهذا الإنجاز، مؤكدًا أن "ما تحقق اليوم بمستشفى كفر الزيات العام يبرهن على ما تمتلكه مستشفياتنا من كفاءات طبية قادرة على تقديم خدمات متقدمة"، مشيرًا إلى استمرار الدعم من خلال التدريب والتجهيز والمتابعة الميدانية.

كما وجه الشكر والتقدير لكافة أعضاء الفريق الطبي والتمريضي والإداري، مؤكدًا أن صحة المواطن تأتي دائمًا في صدارة أولويات القطاع الصحي بالغربية.

إنجاز طبي بمستشفى كفر الزيات العام

مقالات مشابهة

  • إنجاز طبي بمستشفى كفر الزيات العام: أول عملية من نوعها لمنظار القنوات المرارية وتركيب دعامات
  • السلطات التونسية تعتقل قاضيا سابقا ومحاميا عن المتهمين بقضية التآمر
  • «نافح» بطل كأس رئيس الدولة للخيول العربية في تونس
  • أزمة ابنة أصالة: بيان رسمي من عيادات Dao Derma يوضح الحقيقة
  • المشير حفتر وحماد وبالقاسم حفتر يفتتحون عددًا من المشاريع الخدمية والتنموية بمرزق
  • إنجاز طبي تونسي.. زراعة قرنية بتقنية مبتكرة
  • محافظ وادي الدواسر يستقبل رئيس قطاع بلديات منطقة الرياض ويبحثان دعم المشاريع ورفع جودة الخدمات
  • الصمد في عيد الفصح: آمل أن يتجاوز الوطن الأزمات التي يعاني منها
  • وزير خارجية مصر يسلم رئيس تونس رسالة من السيسي ويستعرضان تحركات دعم إعمار غزة
  • مصطفى بكري عن تدخل الرئيس في أزمة «بلبن»: هو المرجعية التي يلجأ إليها كل من يشعر بالظلم