بطاقة تأمين صحي لكبار السن
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
حمود بن علي الطوقي
يهل علينا شهر نوفمبر المجيد، حاملًا معه معاني العزة والفرح للمواطن العُماني، ومع كل عام تتزايد مكارم هذا الشهر، وهذا العام نحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين مع إنجازات تلبي تطلعات المواطن العُماني، هذا العام، نشهد الاحتفال بافتتاح المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية، برعاية سامية من مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه.
وهذه المناسبة لا تعكس فقط التطور المستمر في الرعاية الصحية؛ بل تؤكد أيضًا حرص الحكومة على الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية المجانية، وتجسد اهتمام السلطنة الدائم بتحقيق الرفاهية الاجتماعية ضمن رؤية "عُمان 2040".
وفي ظل هذا التطور الذي تشهده منظومة الرعاية الصحية، تزداد الحاجة إلى مبادرات تدعم الفئات التي أفنت عمرها في خدمة الوطن، وبالأخص الآباء والأمهات من كبار السن. يبرز هنا مقترح توفير بطاقة تأمين صحي لكبار السن كضرورة مُلحَّة، تعبيرًا عن الامتنان لتضحياتهم، وتقديرًا لدورهم الأساسي في بناء مجتمع عُماني مُستقر ومزدهر.
أروي هنا موقفًا ترك أثرًا عميقًا في نفسي، وجعلني أكتب هذا المقال؛ فخلال زيارتي لأحد المستشفيات الخاصة، شاهدت مواطنًا عُمانيًا يصطحب والدته المسنة، وقد اضطر إلى دفع تكاليف علاجها كونه لا يحمل معه بطاقة تأمين صحي، وقد اضطر الى دفع كافة المصاريف. وفي الجهة المقابلة، كانت هناك عائلة غير عُمانية مُقيمة تحظى برعاية شاملة وسهولة في الإجراءات، بفضل امتلاكهم بطاقات تأمين صحي تُغطي نفقاتهم. هذا التفاوت يُبرز الفجوة في الرعاية الصحية بين المواطن العُماني والمُقيم، ويجعلني اطرح هذا المقترح الحكومة بضرورة توفير بطاقة تأمين صحي لكبار السن من المواطنين، كي ينالوا الرعاية الصحية اللائقة دون تكبد أعباء مالية إضافية.
إن التزام الحكومة بتوفير العلاج المجاني لجميع المواطنين في مؤسسات وزارة الصحة، أمر محل تقدير وإشادة بلا شك، إلّا أن التحديات لا تزال قائمة، خاصة مع تباعد مواعيد العلاج في المستشفيات الحكومية، مما يدفع البعض للجوء إلى المستشفيات الخاصة. وهنا يأتي هذا المقترح بتوفير طاقة التأمين الصحي كخطوة تكميلية لتعزيز منظومة الحماية الاجتماعية وتخفيف الضغط على القطاع الصحي العام، بما ينسجم مع رؤية "عُمان 2040" التي تضع رفاهية المواطن على رأس أولوياتها.
ومنح بطاقة تأمين صحي لكبار السن يمثل تكريمًا لهذه الفئة التي قدمت الكثير للوطن، ويضمن لهم رعاية صحية تليق بمكانتهم. ويمكن أن تُنظم الاستفادة من البطاقة بوضع حدود لعدد الزيارات السنوية، لضمان الاستخدام الأمثل وتجنب أي استغلال، بما يتيح للحكومة تقديم الخدمة بكفاءة عالية.
ختامًا.. ونحن نعيش فيوضات نوفمبر المجيد والنهضة المتجددة التي وضعت في رؤيتها توفير الرفاه الاجتماعي وهي أحد أهم مرتكزات رؤية "عُمان 2040" لهذا نرى أن توفير بطاقة تأمين صحي لكبار السن هو مكرمة مُستحَقَّة، ستسهم في تعزيز مستوى الرعاية الصحية وتخفيف الأعباء عن الأسر العُمانية. هذه المبادرة تجسد تقدير الحكومة الرشيدة للجيل الذي أسهم في بناء الوطن، وحرصها على توفير حياة كريمة لأفراد المجتمع، في إطار النهضة المتجددة ورؤية "عُمان 2040"، التي تهدف إلى تحقيق التنمية الشاملة وتحسين جودة الحياة لكل مُواطن عُماني.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الأول من نوعه عالمياً.. مسح متخصص يكشف تأثير الذكاء الاصطناعي على الرعاية الصحية
كشف المسح الأول من نوعه الذي أجرته شركة NVIDIA حول "حالة الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية والعلوم الحياتية" عن الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي التوليدي في تحسين العمليات الطبية، بدءًا من اكتشاف الأدوية ووصولًا إلى رعاية المرضى.
ووفقاً لموقع NVIDIA أظهرت النتائج أن هذه التقنيات تساعد بشكل كبير في خفض التكاليف وتوفير الوقت، ما يتيح لمقدمي الرعاية الصحية التركيز على المهام الأكثر أهمية.
أصبح للذكاء الاصطناعي تأثير واسع النطاق في جميع جوانب القطاع الصحي، حيث يُستخدم في أتمتة المهام المتكررة والمستهلكة للوقت، مثل تلخيص وإنشاء المستندات، واستخراج البيانات من التقارير الطبية، وتحليلها.
كما بات يلعب دورًا محوريًا في اكتشاف الأدوية عبر تحديد بنى بروتينية جديدة، إلى جانب توفير الدعم للمرضى من خلال روبوتات الدردشة والمساعدين الافتراضيين، ما يخفف من الأعباء الإدارية والسريرية على الطواقم الطبية.
وشمل المسح أكثر من 600 محترف ومتخصص من مختلف أنحاء العالم يعملون في مجالات الرعاية الصحية الرقمية، والأدوات والتقنيات الطبية، والصناعات الدوائية والتقنيات الحيوية، وشركات التأمين الصحي والممارسين الطبيين.
وأظهرت النتائج أن نحو ثلثي المشاركين أكدوا أن مؤسساتهم تستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل نشط. كما انعكس هذا الاعتماد المتزايد بشكل إيجابي على الأداء المالي، حيث أفاد 81% من المشاركين بأن الذكاء الاصطناعي ساهم في زيادة الإيرادات، فيما أشار 45% إلى أنهم لمسوا هذه الفوائد في غضون عام واحد من تطبيق التقنية.
وأوضحت نتائج المسح أن الغالبية العظمى من المشاركين يرون في الذكاء الاصطناعي مستقبلًا واعدًا للقطاع الصحي، حيث توقع 83% منهم أن تُحدث هذه التقنية ثورة في مجال الرعاية الصحية والعلوم الحياتية خلال السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة.
كما أفاد 73% بأن الذكاء الاصطناعي يساعد في خفض التكاليف التشغيلية، بينما تصدر تحليل البيانات قائمة استخداماته بنسبة 58%، يليه الذكاء الاصطناعي التوليدي بنسبة 54%، ثم النماذج اللغوية الكبيرة بنسبة 53%. وفيما يخص قطاع الصناعات الدوائية والتقنيات الحيوية، اعتبر 59% من المشاركين أن استخدام الذكاء الاصطناعي في اكتشاف الأدوية وتطويرها من أهم تطبيقاته.
إلى جانب الفوائد التشغيلية، كشف المسح عن التأثير الاقتصادي المباشر للذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي. فقد أشار 41% من المشاركين إلى أن تسريع عمليات البحث والتطوير كان من أبرز فوائده، بينما أكد 36% أن الذكاء الاصطناعي منح مؤسساتهم ميزة تنافسية.
كما أكد 35% أنه ساهم في تقليص دورات المشاريع، وتحقيق رؤى بحثية وسريرية أكثر دقة، وتحسين مستوى الدقة في العمليات الطبية. هذه النتائج الإيجابية دفعت 78% من المشاركين إلى الإعلان عن نيتهم زيادة ميزانياتهم المخصصة للذكاء الاصطناعي خلال العام الحالي، بينما أشار أكثر من ثلثهم إلى أن استثماراتهم في هذا المجال ستنمو بنسبة تفوق 10%.
أخبار ذات صلة
اقرأ أيضاً.. الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في تحليل بيانات مراقبة القلب بدقة مذهلة
أما على مستوى القطاعات الفرعية في المجال الصحي، فقد أظهرت النتائج تباينًا في أولويات تطبيق الذكاء الاصطناعي. ففي قطاع التأمين الصحي والمستشفيات والخدمات السريرية، كانت المهام الإدارية وتحسين تدفقات العمل هي الاستخدام الأبرز. في حين أن قطاع الأدوات والتقنيات الطبية ركّز على التصوير الطبي والتشخيص باستخدام الذكاء الاصطناعي، مثل تحليل صور الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية.
أما قطاع الرعاية الصحية الرقمية، فقد ركّز على دعم اتخاذ القرار السريري، بينما كان اكتشاف الأدوية وتطويرها في صدارة الاستخدامات في قطاع الصناعات الدوائية والتقنيات الحيوية.
وبالنظر إلى المستقبل، يرى الخبراء أن التطبيقات التي ستُحدث أكبر تأثير خلال السنوات الخمس المقبلة تشمل التصوير الطبي والتشخيص المتقدم، والمساعدين الصحيين الافتراضيين، والطب الدقيق، الذي يعتمد على تصميم العلاجات وفق الخصائص الفردية لكل مريض. وتشير هذه التوجهات إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على تحسين العمليات الإدارية فقط، بل يمتد ليصبح جزءًا أساسيًا من الممارسات الطبية الحديثة.
في هذا السياق، يتزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل ملحوظ، حيث كشف المسح أن 54% من المشاركين يستخدمونه في أعمالهم، منهم 63% يستخدمونه بشكل نشط، بينما 36% يختبرونه من خلال تجارب تجريبية. وكان قطاع الرعاية الصحية الرقمية هو الأكثر استخدامًا للذكاء الاصطناعي التوليدي، يليه قطاع الصناعات الدوائية والتقنيات الحيوية، ثم قطاع الأدوات الطبية، وأخيرًا قطاع التأمين الصحي والممارسين.
اقرأ أيضاً.. مايكروسوفت تُعيد تشكيل الرعاية الصحية بالذكاء الاصطناعي
أما أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، فقد شملت ترميز وتلخيص المستندات الطبية، وخاصة الملاحظات السريرية، حيث أشار 55% من المشاركين إلى أنه الاستخدام الأهم. كما جاءت روبوتات الدردشة الطبية والمساعدين الذكيين في المرتبة الثانية بنسبة 53%، تليها تحليل الأدبيات الطبية بنسبة 45%. أما في قطاع الصناعات الدوائية والتقنيات الحيوية، فكان الاستخدام الأبرز للذكاء الاصطناعي التوليدي في اكتشاف الأدوية، حيث أشار 62% من المشاركين إلى أنه يشكل أولوية لديهم.
تعكس هذه النتائج الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في إحداث تغيير جذري في قطاعي الرعاية الصحية والعلوم الحياتية، حيث يُتوقع أن يواصل هذا التطور إحداث تحولات جوهرية في كيفية تقديم الرعاية الصحية وتحسين نتائج المرضى في السنوات المقبلة.
إسلام العبادي(أبوظبي)