هل يكشف التعداد حقيقة سكان كركوك؟ أم يُغذي الخلافات القديمة؟
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
10 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: يشهد العراق يومي 20 و21 نوفمبر الجاري أول تعداد سكاني شامل منذ عام 1997، وهو حدث يراه بعض المحللين نقطة تحوّل قد تساهم في حسم الخلافات المستمرة حول المناطق المتنازع عليها بين الحكومة العراقية المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان، وفي مقدمتها مدينة كركوك.
وأفادت معلومات بأن تسجيل المواطنين في التعداد سيتم على أساس مناطقهم الأصلية وليس محل سكنهم الحالي، وهي خطوة يُنظر إليها كتوجّه لتحديد هوية السكان الحقيقية وإزالة بعض الشكوك المتعلقة بتغيير الديمغرافيا بفعل التهجير القسري أو النزوح المتكرر.
ويُنفَّذ التعداد في المناطق المتنازع عليها عبر فريق مشترك يمثل القوميات الثلاث الكبرى: العربية، الكردية، والتركمانية، ويضاف عضو من الديانة المسيحية في المناطق ذات الأغلبية المسيحية.
وهذا التنوع، وفق معلومات من مصادر مطلعة، يعكس تعقيدًا في تحديد الهوية الثقافية والسياسية للمدينة. وذكرت تحليلات أن التغيرات الديمغرافية التي شهدتها كركوك عبر التاريخ، خاصة تلك الناتجة عن التهجير وعمليات التوطين، زادت من صعوبة رسم صورة واضحة ودقيقة لنسيجها السكاني الحالي، ما يعمّق جذور الخلافات حول مصيرها.
من جانب آخر، يسعى الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي، التي تنص على تحديد مصير المناطق المتنازع عليها عبر الاستفتاء، وهي خطوة يعتبرها البعض ضرورية لتحقيق العدالة التاريخية للكرد في هذه المناطق.
وقال مصر إن الحزب يعتقد أن التعداد قد يدعم حجته بشأن أغلبية سكانية كردية، ما يعزز موقفه أمام بغداد.
في المقابل، عبّرت الجبهة التركمانية العراقية عن قلقها إزاء استخدام التعداد لتحقيق مكاسب سياسية، واعتبرت أن هناك “مخاوف مشروعة من أن تؤدي النتائج إلى تغيير الخريطة الديمغرافية لكركوك بشكل يتماشى مع مصالح أطراف معينة”.
وأفادت آراء بأن احتمال تلاعب بالنتائج لصالح الأحزاب الكردية يثير الشكوك ويخلق أجواء من التوتر السياسي والاجتماعي في المدينة.
وذكرت تدوينة على منصات التواصل الاجتماعي أن “كركوك كانت وستبقى مدينة التنوع، وأي محاولة لتغيير هذا الواقع ستؤدي إلى تأجيج الأزمات، لا حلها”.
من جهة أخرى، تحدثت مصادر بأن العرب المحليين في كركوك يرون في التعداد فرصة لتثبيت حقوقهم في المدينة التي طالما كانت محط صراع، وأشاروا إلى أنهم يخشون أن يتم استغلال التعداد لتعزيز هيمنة أحد الأطراف.
وقالت تغريدة ساخرة: “كركوك بحاجة لتعداد يعترف بوجود الجميع، لا تعداد يُعدّ لمصلحة جهة معينة”، مشيرة إلى تزايد مشاعر الانقسام والانتماء العرقي والديني بين سكان المدينة.
وعلى صعيد آخر، أبدى بعض المواطنين تفاؤلهم بإمكانية أن يكون هذا التعداد خطوة نحو استقرار طويل الأمد، حيث اعتبر مواطن أن “التعداد فرصة لتعزيز التعايش المشترك إذا نُفذ بشفافية وأمانة”، في حين تساءل آخر: “هل ستكون كركوك حاضنة لجميع أبنائها أم أن النتائج ستُستخدم لتعميق الانقسامات؟”.
وتستبق تحليلات أخرى الحدث بتوقعات مفادها أن هذا التعداد، في حال تمت إدارته بنجاح، قد يكون أساسًا لنقاشات أوسع حول الهوية الوطنية العراقية ومفهوم التعايش المشترك في البلاد، لكن يبقى الحسم النهائي بيد الأطراف السياسية ومدى التزامها بإرادة الشعب ومصالحه بعيدًا عن حسابات القوة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
وثائقي جديد يكشف عن التهديدات التي تواجهها تايلور سويفت
خاص
يكشف فيلم وثائقي جديد عن التهديدات والمطاردة التي تعرضت لها نجمة البوب الشهيرة تايلور سويفت.
وبدأت القصة في عام 2018، عندما أصبحت تايلور سويفت هدفًا للمطارد إيريك سواربريك، الذي كان يعتقد أنها توأم روحه.
وعلى مدار عدة أشهر، أرسل إيريك لتايلور 40 رسالة أصبحت أكثر إزعاجًا وتهديدًا، إذ أشار بعضها إلى رغبته في إيذائها.
وإحدى الرسائل قالت إن هدفه دفع تايلور للانتحار بسبب “تخليها عنه”، بينما كانت رسائل أخرى تحتوي على تهديدات عنيفة، بما في ذلك واحدة قال فيها “أعطوها رسائلي أو سأقتل نفسي.. وسأقتلها أيضًا”.
وتصاعدت تهديداته إلى درجة أنه تم القبض عليه في النهاية بتهمة التعدي على ممتلكات الغير، ولاحقًا تم اتهامه بمطاردة عبر الولايات وإرسال اتصالات تهديدية.
وشارك شقيق إيريك، ماثيو سواربريك، تفاصيل عن تدهور حالة شقيقه العقلية، مشيرًا إلى أن إيريك كان معزولًا خلال دراسته في الجامعة، مما أسهم في تدهور صحته العقلية وتم الحكم على إيريك بالسجن 30 شهرًا، ثم تلقى رعاية نفسية.
وفي أعقاب الحادثة، تحدثت تايلور سويفت عن الخوف الذي عاشته بسبب المطاردة، وكشفت أن ذلك دفعها إلى اتخاذ تدابير أمنية صارمة، بما في ذلك حمل مستلزمات طبية عسكرية تحسبًا لأي هجوم.