دعوات إسرائيلية للإطاحة بنتنياهو.. قريبون من الظلام الدامس
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
لا تتوقف سلسلة التحذيرات الإسرائيلية المتلاحقة من كارثية الظرف الذي تمر به دولة الاحتلال، في الوقت الذي تواصل فيه غالبية جمهورها الاعتراف بأنها لا توافق على أداء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وسلوكه، بما في ذلك اليمين واليسار، والعلماني والمتدين، والمركز والأطراف، والجنود والاحتياط، كلهم يرون نفس الشيء تمامًا.
رعنان شاكيد الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت، أن "التبعات التي ما زالت تتلاحق عقب إقالة نتنياهو لوزير حربه يوآف غالانت تشير في السياق إلى أنه يواصل سيطرته الخاصة على قوات الأمن والجيش، وأخفت الضوء على النظام السياسي في الدولة، حتى أصبحنا بالفعل قريبين جدًا من الظلام الدامس، نعيش عصرا آخر من "الجوكر" المظلم الذي تحول من الكابوس إلى الواقع، من خلال وجود عدد من المسئولين الذين يؤدون دور "الزومبي" المتناثرين".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "الواقع الذي يحياه الاسرائيليون خادع تماما لهم، فهم يعيشون أجواء الحرب الخارجية والانقلاب الداخلي، والكارثة الاقتصادية، والتهرب من الخدمة العسكري، وكل ذلك تدريجيًا يأخذ الدولة دفعة واحدة إلى مكان واحد لا ثاني له، وهو اليأس الذي بات أمراً لا مفرّ منه، حتى بات رفع الأيدي والاستسلام والتنازل أمام سياسة نتنياهو هو الأمر المطلوب فقط من جميع الاسرائيليين".
وتساءل: "كيف يمكننا أن نبقى في هذا الواقع الآسن، وإلى أي درجة يمكن أن تكون الدولة بأسرها قد تحولت الى "فقاعة" صغيرة، قادرة على أن تلبي جميع احتياجاتنا في الصحراء "الإسبرطية" التي تتجسد أمام أعيننا، بالتزامن مع استمرار تقليص فرص الحياة إلى ما يشبه "كبسولة"، وبات الإسرائيليون محتجزين ضد إرادتهم كأقلّية منتجة، وخادم، ومعيل، تخدم في ظل حكومة غير شرعية ومفترسة دائمًا".
وأوضح أنه "رغم أن الوضع الإسرائيلي مظلم للغاية الآن، بل إنه بات أكثر قتامة من أي وقت مضى، فإن الغالبية العظمى من الجمهور الإسرائيلي يستنكر بشدة ما حدث في الدولة في الأيام الأخيرة، لاسيما نتنياهو وسلوكه، والغالبية العظمى منه ترى بوضوح الخلل في "بيع" أمن الدولة من أجل استمرار حكمه، وإدامة مراوغة اليهود المتشددين، وأصبحت الغالبية العظمى من الجمهور الإسرائيلي تمقت عدم المساواة في العبء العسكري بين مختلف الاسرائيليين، مع الاستمرار في فقدان أرواح المخطوفين في غزة، والموافقة على ميزانية مستعدة للتخلي عن كل رأس المال البشري الاسرائيلي".
وأشار أن "جميع أطياف الجمهور الإسرائيلي: اليمين واليسار، العلمانيون والمتدينون، المركز والأطراف، الجنود والخدم في المؤخرة، يرون نفس الشيء تمامًا؛ وهو أن الجنون الخام المتمثل في إخضاع كل مصلحة وطنية للاحتياجات الحكومية والخاصة لشخص واحد هو الديكتاتور نتنياهو، الذي سيفعل كل شيء للتهرب من المسؤولية، والتعتيم على الأدلة، والهروب بجلد أسنانه، حتى أن المسألة لم تعد موقفا هامشياً، أو وجهة نظر، بل إننا أمام "طغمة" سياسية وعسكرية صغيرة ومحصنة وفي مركزها نتنياهو، وأمامها جمهور كبير من الإسرائيليين "يُجرّون" من شعورهم إلى مكان لم يرغبوا في الذهاب إليه قط، إلى عوالم الانحلال الانتحاري".
وختم بالقول إن "هذا الواقع المظلم يتطلب من الاسرائيليين ألا يسمحوا لنتنياهو وحكومته بالاستمرار لفترة طويلة، لأنه يعلم أكثر من سواه أن تحقيق انتصار آخر في الانتخابات المقبلة لم يعد خياراً مطروحاً، هو يعرف أن حكومته قد تنتهي أيامها، وهو يدرك أنه في الرمق الأخير من عهده السياسي، وقد عبر منذ فترة طويلة نقطة اللاعودة، وبات مصيره محتوماً، والنتيجة أن الدولة "ستتقيأ" نتنياهو".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية التحذيرات الاحتلال الحكومة نتنياهو نتنياهو الحكومة الاحتلال تحذيرات الإطاحة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
شمسُ الحق وشعاعُ الحقيقة في عصر الظلام
طلال محمد الحمامي
إن عالم اليوم يعيش في ظل عصرٍ تتزاحم فيه الأحداث، وتتضارَبُ فيه المواقف، ويغمرُه الضباب، والشكوك، والحذر. ويبرز الحق والحقيقة كمنارة مشعّة في ظلام الجهل والتضليل. إن السعي وراء الحقيقة رحلة ليست بالسهلة، لكنها ضرورية لبناء الأُمَّــة الحرة في وعيها، لتصبح قادرة على مواجهة التحديات والأخطار.
تعتبر القضية الفلسطينية شمس الحق المشعة على ظلمات قوى الاستكبار وثلاثي الشر: أمريكا، وبريطانيا، و”إسرائيل”. لقد فشلت تلك القوى في طمس القضية الفلسطينية، بالرغم من حجم الاستهداف الممنهج للإسلام في نهجه قبل أرضه من قبل دول استعمارية، نشأت على الظلم وسفك الدماء وسلب الحقوق. ومعروفٌ ما فعلته أمريكا بحق الهنود الحمر؛ إنه الشيء نفسُه الذي تمارسه “إسرائيل” بحق الشعب الفلسطيني، حَيثُ يقتلون الأطفال والنساء، وينتهكون الحرمات دون اعتبار لأيٍ من المبادئ والقيم.
ولا تتوقف أهدافهم عند ذلك، بل يسعون لما هو أكبر لإقامة ما يدعون أنه “دولة يهودية” تشمل بلدانًا عربية عدة من النيل إلى الفرات، وليس فلسطين وحسب، غير مكترثين بما سينتج عن ذلك من مصادرةٍ لحقوق شعوبٍ بأكملها، وعلى رأسهم الشعب الفلسطيني.
يرى هؤلاء في الأرض العربية منطقةً استراتيجيةً للسيطرة على العالم، وهذا خطرٌ مستفزٌّ بالنسبة للعرب أولًا، وللبشرية جمعاء.
وفي المقابل، أصبحت الأُمَّــة الإسلامية بين خيارين: إما السلة وإما الذلة، ودينها يفرض عليها التحَرّك تحت عنوان الجهاد لدفع الشر عن البشرية كلها، فكيف بها وهي المستهدفة؟ وللأسف، ظهر من أبناء الأُمَّــة تيارٌ يعمل لصالح أمريكا و”إسرائيل”، وينخر في الأُمَّــة من داخلها من خلال نشر الفتن وتدجين الشعوب باسم الدين، حتى أصبحوا جنودًا يتحَرّكون وفق ما تريد أمريكا وترغب به “إسرائيل”، جاعلين من ثرواتهم ودمائهم وسيلةً تستغلها أمريكا للقمع ومواجهة كُـلّ من يسعى للتصدي لخطرها، تمامًا كما يعمل النظام السعوديّ استجابة لما تريد أمريكا، حَيثُ قاد تحالفًا على اليمن، وزج بقيادة من “حماس” في السجون دون أي مبرّر أَو ذنب سوى الرضوخ لأمريكا.
ومع كُـلّ ذلك، لم يستطيعوا الخروجَ من مربع الفشل والهزائم على طول تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وُصُـولًا إلى معركة (طُـوفَان الأقصى)، حَيثُ كانت الضربة القاصمة لظهر الكيان الصهيوني والفاصلة بين الحق والباطل. بعد عام وشهر من تلك العملية الخالدة، يجب أن نقف قليلًا ونسلط الضوء على أبرز المواقف والحقائق المهمة، حتى نعرف أين موقعنا من الصراع.
أليس الشعب الفلسطيني شعبًا مسلمًا؟ أليست غزة المحاصَرة جزءًا لا يتجزأ من أرض الإسلام، وأهلُها مسلمون؟ أليس المسجد الأقصى أولى القبلتين ومسرى خاتم الأنبياء والمرسلين؟ إذًا، لماذا لم يقف المسلمون لنصرتهم، ويستمعون لصراخهم وندائهم؟ لماذا لا يزعجهم حديث النبي محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، حَيثُ قال: “من سمع مناديًا ينادي يا للمسلمين ولم يجب فليس من المسلمين”؟ كم صرخ أطفال غزة: “أين العرب؟ أين المسلمون؟” لكن اليأس كان دائمًا يجيبهم قائلًا: “عذرًا، لا حياة لمن تنادي”.
لقد غلب الصمت على أُمَّـة الإسلام، وخيّم عليها التخاذل. وبين هذا التفريط الفظيع والظلمة الموحشة، كان الله حاضرًا، لم يكن غافلًا عن تلك المظلومية الفظيعة والوحشية الرهيبة. ومن يؤمنون وحدهم يدركون معنى قوله تعالى: “وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ”.
وعوضًا عن التخاذل والصمت المخزي، اقتضت إرادَة الله أن تكون جبهات الجهاد والإسناد في اليمن وإيران والعراق ولبنان خير أُمَّـة أخرجت للناس، تنصر المظلومين في غزة ولبنان، وتستهدف قوى الاستكبار حيثما كانت، في البر والبحر والجو. لقد كسرت هذه الجبهات معادلة الصمت والاستضعاف، ودحضت حجج المطبعين والمتربصين، فما كانت لتكون لولا أنها آمنت بعدالة قضيتها وحتمية انتصارها، حَيثُ اتخذت من الجهاد عنوانًا للانطلاق، ومن الصبر ثباتًا على الموقف، ومن الإرادَة طوفانًا وعنفوانًا.
وهنا يتجلى لنا أن فلسطين كانت وما زالت وستبقى حصنًا منيعًا وقلعةً شامخة بأبطالها، تحميها جبهات الإسناد، جبهةً باطنها الرحمة وظاهرها من قبلها العذاب على اليهود الصهاينة والمطبعين المتصهينين. وإن طال زمن البطش والجبروت، فالنصر صبر ساعة أَو هو أقرب.