رحَّب فضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، بضيف مصر الكبير وضيف «الأزهر الشريف» داتوء سري الدكتور أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، والوفد المرافق له خلال استضافة الأزهر الشريف لسيادته لإلقاء محاضرة في قاعة الأزهر للمؤتمرات تحت عنوان: (معًا أقوى...رؤية للأمة الإسلامية من خلال التمكين التكنولوجي والاجتماعي والاقتصادي).

وبدأ رئيس جامعة الأزهر كلمته قائلًا: الحمد لله الذي جعل الأزهر الشريف كعبةً للعلم، تَهْوِي إليه الأفئدةُ من كلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، الحمد لله الذي مَنَّ علينا بشرف الخدمة فيه والعيش في رحابه، إنه ليوم تاريخي أن نلتقيَ في قاعة الأزهر الشريف للمؤتمرات مع قامة سياسية وفكرية ذاتِ خبرة كبيرة وكفاح طويل في نهضة ماليزيا، إنه لقاء المحبة والحفاوة، لقاءٌ يشهد بعمق العلاقات التاريخية بين مصر وماليزيا، وعمق العلاقات التاريخية بين الأزهر الشريف وماليزيا، ويعبر عن مدى المحبة بين الشعبين.

وأوضح رئيس جامعة الازهر أن ما رأيناه وشاهدناه من الحفاوة والاستقبال التاريخي لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف خلال زيارته الأخيرة لماليزيا، وفي هذه الزيارة لرئيس الوزراء الماليزي لمصر وللأزهر الشريف لهو خيرُ دليل على عمق وقوة ومتانة العلاقات بين الشعبين: المصري، والماليزي.

ووجه رئيس الجامعة باسمه وباسم جميع أعضاء هيئة التدريس وطلاب العلم في جامعة الأزهر جزيل الشكر وعظيم التقدير والاحترام لحرص رئيس وزراء ماليزيا على إلقاء هذه المحاضرة التاريخية في رحاب جامعة الأزهر مهد الوسطية والاعتدال في العالم، مبينًا أن جامعة الأزهر يدرس فيها ما يقترب من نصف مليون طالب مصري، وأكثر من ثلاثين ألفَ طالبٍ وافدٍ من نحو مائة وأربعين دولة على مستوى العالم، منهم أكثرُ من أربعة آلاف طالب ماليزي نشهد لهم بحسن الخلق وبالجد والاجتهاد في طلب العلم: يزدحم الناس على بابه   والمَنْهَلُ العَذْبُ كثيرُ الورود

وأوضح رئيس الجامعة أن طلاب الأزهر الشريف هم سفراؤه في كل دولة في العالم، ينشرون فكره الوسطي المعتدل، ويحملون مصابيح الهداية ومشاعل النور إلى العالم، جهزهم الأزهر الشريف وأعدهم لذلك؛ فكان شريكًا لهم في كل علم ينشرونه، وما أتوا واديًا وما نشروا من معرفة إلا وكان للأزهر الشريف نصيبٌ من أجرها ونورها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا».

وبين رئيس الجامعة أنه إذا كان للأزهر الشريف فضلٌ على الوافدين من مختلف أنحاء العالم فإن لهم أيضًا فضلًا على الأزهر الشريف؛ لنشرهم فكره القويم وهَدْيَهُ السَّمْحَ في كل بلاد العالم؛ اقتداءً بقول بعض علمائنا: «ما من أحد إلا وللشافعي عليه فضلٌ إلا البيهقيَّ فإن له الفضلَ على الشافعي لنشره مذهبه»:

قُم في فَمِ الدُنيــــا وَحَيِّ الأَزهَرا      وَاِنثُر عَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا

وَاِجعَل مَكانَ الدُرِّ إِن فَصَّلتَهُ      في مَدحِــــــهِ خَرَزَ السَماءِ النَيِّرا

وَاِذكُرهُ بَعدَ المَسجِدَينِ مُعَظِّمًا لِمَســــاجِدِ اللَهِ الثَـلاثــةِ مُكبِرا

وَاِخشَع مَلِيًّا وَاِقضِ حَقَّ أَئِمَّةٍ      طَلَعوا بِهِ زُهرًا وَماجـوا أَبحُرا

كانوا أَجَلَّ مِنَ المُلوكِ جَلالَةً      وَأَعَزَّ سُلطانــًا وَأَفخَـمَ مَظهَرا

وأوضح رئيس الجامعة أن العالم الجليل فضيلةِ الشيخِ محمد الغزالي كانت له كلمةٌ جليلةٌ يقول فيها: «إن الأزهر مصنع الأدوية لعلل الأمة، فإذا غُشَّتِ الأدويةُ التي يُصْدِّرُها المصنع، فإن العلل ستبقى مضاعفة».

وبيَّن أن العناية بالأزهر الشريف كانت من العناية بالدين حتى قال شيخنا أبو موسى–أطال الله في العافية بقاءه–: " إن الإصلاح في الأزهر كالإصلاح في الحرم"، سمعته أذناي ووعاه قلبي.

وأكد رئيس الجامعة أن من يقرأ التاريخ ويقرأ الواقع المعاصر للأمة الإسلامية مثنى وثلاث ورباع يعلم علم اليقين أن وَحْدةَ الأمة التي بلغت الآن أكثر من 2 مليار مسلم هي تاجُ عزتها ، وسرُّ قوتها، وهي الروح السارية في جسدها؛ ولهذا كرر القرآن الكريم الدعوة إلى الوحدة فقال جل وعلا: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾(الأنبياء 92)، ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾(المؤمنون 52).

وأكد رئيس جامعة الأزهر أن وحدة العالم الإسلامي هي الغاية التي يسعى لها بكل ما يملك من قوة شيخُنا الجليل فضيلةُ الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخُ الأزهر الشريف، في الداخل والخارج، وما تكالبت علينا الأمم إلا لما أصاب الأمة الإسلامية من التفرق، قال شيخ العربية الأستاذ محمود شاكر: «إن قضية الشعوب العربية والشرقية والإسلامية قضية واحدة؛ فاكتبوا هذه الكلمة في كل مكان، ورددوها بكل لسان، واهْدِرُوا بها هديرَ الأمواج في البحار المظلمة؛ فإنها كلمة النجاة لكم ولشعوبكم وللناس جميعًا».

وأكد رئيس جامعة الأزهر أنه لا سبيل إلى النصر والعزة والتمكين إلا بالوحدة وامتلاك أسباب القوة؛ «فالدنيا لمن غلبا» كذا قال المتنبي، وعلينا أن نحقق قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "اليد العليا خير من اليد السفلى" ، فاليد العليا في العلم هي اليد التي تنتج العلم والمعرفة، واليد السفلى في العلم هي اليد التي تتسول العلم والمعرفة، واليد العليا في الاقتصاد هي اليد التي تملك القوة فيه، وهكذا في كل شئون الحياة: في الصحة والزراعة والصناعة والتجارة إلى آخره، فلا سبيل إلى نهضة بلادنا وجامعاتنا ومعاهدنا إلا بإنتاج المعرفة، وبهذا ينبغي أن تقوم جامعاتنا وتقعد مهما اختلفت آراؤنا ومشاربُنا، فالأمر كما قال الشاعر: عباراتُنا شتى، وحُسْنُكَ واحدٌ  وكلٌّ إلى ذاك الجمال يشير

وطالب رئيس جامعة الأزهر بالدخول إلى ساحة الابتكار وإنتاج المعرفة بقوة، وأن ننافس العالم في ذلك بأفضل ما تنتجه العقول؛ وقد علَّمَتْنَا العربُ في أمثالها ذلك، فقالت في المثل القديم: "زاحِمْ بِعَوْدٍ أو فَدَعْ" أي: إذا أردت أن تنافس فلا تنافس ولا تغالب إلا بشيء ذي قدر ونفع، والعَوْدُ : الجَمَلُ المُسِنُّ.

ونبه رئيس جامعة الأزهر إلى أنه علينا أن نوقن بأن الخمول أخو العدم، وأن إبطاء ساعة يفسد تدبير سنة، وأن العلم لا يُدْرَكُ براحة الجسم، كذا قال الحكماء، وعلينا أن نوقن بأننا إذا نشأنا جيلًا أقل من مستوانا فقد حكمنا على الزمن بالتخلف، وإذا نشأنا جيلًا في نفس مستوانا فقد حكمنا على الزمن بالتوقف؛ فلا مفر من أن ننشىء جيلًا أفضل من مستوانا، وهذه كلمة شيخنا الدكتور محمد أبي موسى حفظه الله، إن أعداءنا ينشئون أجيالهم على القوة والجد ومعالي الأمور، وهكذا ينبغي أن ننشىء أجيالنا، وأن لا نتركهم نهبًا للضعف والعجز والكسل والانشغال بالتفاهات وسفاسف الأمور، فنكون كما قال حافظ إبراهيم شاعر النيل:  وزعيمُهم شاكي السلاحِ مُدَجَّجٌ   وزعيمُنا في كفه مِنْدِيلُ

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رئيس جامعة الازهر الدكتور سلامة جمعة داود رئيس وزراء ماليزيا رئیس جامعة الأزهر الأزهر الشریف الأزهر ا جامعة أن

إقرأ أيضاً:

جامعة أسيوط تضع الابتكار والإبداع الطلابي في صدارة أولوياتها

شهدت الجامعة انعقاد اجتماع مجلس وحدة المشروعات الابتكارية والإبداع الطلابي لمتابعة خطة العمل خلال الفترة المقبلة، وذلك تحت رعاية الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس الجامعة، وبحضور الدكتور أحمد عبد المولى، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وأعضاء مجلس الوحدة.

شارك في الاجتماع الدكتور محمد عدوي، مستشار رئيس الجامعة لشئون الخريجين وريادة الأعمال والابتكار، والدكتور علي محمد، أستاذ بكلية الزراعة، والدكتورة زينب عبد الحافظ، أستاذ مساعد بكلية التربية النوعية، والدكتور جمال عبد الناصر، المشرف العام على الوحدة، والدكتور علي حسين، مدرس بكلية الحاسبات والمعلومات، والدكتور محمد حسين، المشرف التنفيذي بالوحدة، والدكتور هيثم إبراهيم، مدير عام الإدارة العامة لرعاية الطلاب، و إيهاب عبد الحميد، رئيس جهاز المشروعات المتوسطة والصغيرة بأسيوط، و لولا عطا، المدير الإداري للوحدة، وميري محفوظ من وحدة المشروعات الابتكارية.

وأكد رئيس الجامعة أن دعم الابتكار والإبداع الطلابي يأتي ضمن أولويات استراتيجية الجامعة، مشددًا على حرص الإدارة الجامعية على توفير البيئة الداعمة للمشروعات الطلابية المتميزة وربطها باحتياجات المجتمع وسوق العمل. كما أشار إلى أهمية تنظيم المسابقات والبرامج التدريبية الهادفة إلى تنمية القدرات الإبداعية للطلاب بما يسهم في إعداد كوادر قادرة على التميز والابتكار.

من جانبه، استعرض الدكتور أحمد عبد المولى أبرز الإنجازات التي حققتها الوحدة خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى الخطة المستقبلية الطموحة التي تهدف إلى توسيع نطاق الدعم المقدم للطلاب المبتكرين.

شهد اللقاء مناقشة عدة موضوعات محورية، من بينها اعتماد التشكيل الرسمي لفرق الابتكار والإبداع الطلابي في مختلف الكليات، والتي ستضم أعضاء هيئة تدريس ومشرفين من رعاية الشباب وأمناء اللجان العلمية بالكليات، بما يضمن تكامل الجهود وتوفير الدعم الشامل للطلاب.

كما تم اقتراح إنشاء صفحة مخصصة على الموقع الرسمي لجامعة أسيوط، تحت إشراف وحدة المشروعات الابتكارية ومركز نظم المعلومات، لعرض المشروعات الطلابية المتنوعة، بما في ذلك المنتجات الإبداعية والحرفية والأشغال اليدوية والتراثية التي ينفذها الطلاب بمبادرات فردية.

وعلاوة على ذلك، تم عرض ثلاثة مشروعات طلابية واعدة مقدمة من كلية الهندسة، والتي من المقرر أن تشارك في مسابقات مرموقة على المستويين المحلي والدولي، بما في ذلك مسابقات ستقام في إنجلترا والعلمين الجديدة، بالإضافة إلى مسابقات تنظمها الكلية الفنية العسكرية.

وفي خطوة لدعم ريادة الأعمال الطلابية وتحويل الأفكار المبتكرة إلى واقع ملموس، نوقش مقترح إقامة منفذ بيع دائم داخل الحرم الجامعي لتسويق منتجات المشروعات الطلابية، مما يتيح للطلاب فرصة عرض وتسويق إبداعاتهم أمام مجتمع الجامعة والزوار.

ويعكس هذا الاجتماع التزام وحدة المشروعات الابتكارية بجامعة أسيوط بتعزيز مشاركة الطلاب وتحفيزهم على الإبداع وتحويل أفكارهم إلى مشروعات قابلة للتطبيق والتسويق، بما يساهم في بناء جيل جديد من رواد الأعمال والمبتكرين القادرين على خدمة المجتمع وتنمية الاقتصاد الوطني.

مقالات مشابهة

  • جامعة السلطان قابوس تدشن 5 إصدارات جديدة
  • “الاندماج والتّمكين من خلال العلم والتعليم”.. محاضرة في جامعة حمص
  • رئيس جامعة الأزهر يقرر تعليق الدراسة غدا في جميع الكليات
  • رئيس جامعة الأزهر يتفقد كلية الزراعة بنين بالسادات.. صور
  • التعليم العالي: تنظيم جلسات حوارية حول "التوظيف والجاهزية للمستقبل" و"مسارات الابتكار
  • جامعة أسيوط تضع الابتكار والإبداع الطلابي في صدارة أولوياتها
  • الضويني: مؤسسة الأزهر الشريف تولي اهتمامًا بالغًا بمناهجها التعليمية
  • رئيس جامعة الأزهر يشيد بجهود القيادة السياسية في رفض التهجير القسري لأهل غزة
  • نائب رئيس جامعة الأزهر يشهد حفل ختام الأنشطة الطلابية بكلية التربية بنين بأسيوط
  • الأزهر الشريف يدين قتل مصلٍ في مسجد بفرنسا