بمشاركة إماراتية فاعلة.. COP29 ينطلق غداً في باكو
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
تنطلق غداً فعاليات مؤتمر الأطراف COP29 في العاصمة الأذربيجانية باكو، بمشاركة فاعلة من دولة الإمارات استكمالا لجهودها البارزة في مؤتمر الأطراف COP28 التي توجت بالإعلان عن “اتفاق الإمارات” التاريخي. وتجسد رئاسة ترويكا مؤتمرات الأطراف، التي تشمل الإمارات و أذربيجان والبرازيل، رؤساء ” COP 28 –
cop29 , وCOP30″ تعاونا وثيقا لضمان الاستمرارية ودفع العمل المناخي، بما يعزز تحقيق هدف 1.
كما يستمر دعم الإمارات لجمهورية أذربيجان منذ الإعلان عن استضافتها لـ COP29، وتسهم الدولة في دعم باكو لقيادة جهود تعزيز التعاون والعمل الجماعي لبناء مستقبل مناخي أكثر تفاؤلاً ومرونة.
و يحتل “التمويل المناخي” مكانة محورية على طاولة مفاوضات COP29، حيث سميت هذه النسخة باسم “مؤتمر كوب المالي”، نظراً لأن هدفها الرئيسي هو الاتفاق على الأموال التي يجب توجيهها لمساعدة البلدان النامية على التعامل مع التكاليف المرتبطة بالمناخ.
ويسعى المؤتمر إلى الاتفاق على الهدف الكمي الجماعي الجديد، والذي يشير إلى هدف التمويل السنوي الجديد المرتبط بالمناخ، والذي من المفترض أن يبدأ العمل به عندما ينتهي سريان التعهد الحالي الذي تبلغ قيمته 100 مليار دولار في نهاية هذا العام، وهو الأولوية الرئيسية في مفاوضات باكو.
ويستلزم هذا الهدف انخراط القطاع الخاص باستثمارات كبيرة وتبني مصادر جديدة ومبتكرة للتمويل، من أجل سد فجوة التمويل المناخي العالمية والمساهمة في تحقيق هدف الحفاظ على حرارة الأرض عند مستوى 1.5 درجة مئوية.
ويُعد مؤتمر الأطراف COP29 محطة مهمة لاستمرار الجهود المشتركة لتسريع العمل المناخي وتعزيز المرونة، عبر ربط الأولويات العالمية بالقدرات الواقعية، وضمان تحويل الشراكات متعددة الأطراف إلى نتائج ملموسة وعادلة تخدم الإنسانية. وتستعرض الإمارات خلال مشاركتها في COP29 بجناح وطني تفاعلي، رحلتها الرائدة نحو الاستدامة والحياد المناخي، ويشمل الجناح تعريفاً بجهود الإمارات الكبيرة في تحقيق التنمية المستدامة واستراتيجياتها المبتكرة التي تهدف إلى ترسيخ التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة، إضافةً إلى جهودها في تعزيز التعاون الدولي لمواجهة تداعيات التغير المناخي. وقد نجح COP28، الذي استضافته الإمارات العام الماضي، في ترسيخ نهج عالمي مشترك لتحديد الأولويات المناخية عبر “اتفاق الإمارات” التاريخي وأجندة العمل المناخي، مما أسهم في إشراك أصوات متنوعة من مختلف أنحاء العالم لقيادة نموذج جديد وشامل للتعامل مع القضايا المناخية، ويعكس هذا النهج رؤية جديدة لتوحيد الجهود من أجل بناء مرونة عالمية تضمن مستقبلاً مستداماً. يغطي برنامج مؤتمر الأطراف COP29 منطقتي المؤتمر: المنطقة الزرقاء التي تشمل المفاوضات الرسمية واتخاذ القرارات، والخضراء، وهي مساحة مفتوحة للجمهور تضم مجموعة من المعارض وورش العمل والفعاليات الثقافية المتعلقة بتغير المناخ. ويشمل برنامج المؤتمر للمنطقتين موضوعات متنوعة، منها تمويل المناخ والتكيف والتخفيف والتكنولوجيا. وتدار المفاوضات الرسمية في المنطقة الزرقاء من قبل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وتضم أجنحة الدول المشاركة، ويشمل جناح أذربيجان جلسات متعددة تغطي موضوعات رئيسية، مثل التمويل والطاقة والعلوم ورأس المال البشري والنقل، خلال الفترة من 13 إلى 22 نوفمبر.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: مؤتمر الأطراف
إقرأ أيضاً:
الخدمة الوطنية.. منظومة إماراتية للإرادة والمواطنة والانتماء
إعداد: راشد النعيمي
تأسس برنامج «الخدمة الوطنية والاحتياطية» على منظومة متكاملة من قيم الولاء والانتماء للوطن والقيادة والثوابت المستمدة من عادات المجتمع ودينه وثقافته، ورؤيته للمستقبل في دولة تؤمن بالحريات، وتناصر الحق وتدعم القضايا الإنسانية والاجتماعية، وتتمسّك بحقها في المحافظة على سيادة أراضيها وحمايتها من أي اعتداءات، ولديها نهج راسخ يقوم على الاتزان والاعتدال، وهي دولة مؤثرة في الاقتصاد العالمي، وذات موقع استراتيجي مهم تمتلك موارد وثروات مادية وبشرية.
تحتفي الإمارات بمنجزها المتمثل في هذا البرنامج الذي استقبل الدفعة 22 سبتمبر الماضي، عبر «وقفة ولاء»، وهي ليست مجرد فعالية احتفالية، بل شهادة حية تجسد التزام أبناء الإمارات بحماية أمن الوطن واستقراره، تعكس تفاني الأجيال الشابة في خدمة وطنهم، ليكون الاصطفاف الرمزي تحت شعار «وقفة ولاء» تكريماً لهذه الإنجازات، وفرصة لاستعراض الروح الوطنية التي توحد جميع أبناء الإمارات تحت راية القيادة الرشيدة، ويعكس الإرادة الوطنية والاعتزاز بالإنجازات التي حققها البرنامج خلال العقد الماضي، ما يؤكد أن الإمارات كانت وستظل نموذجاً عالمياً للوحدة والابتكار، ووطناً يحتضن أبناءه ويفخر بإنجازاتهم.
30 أغسطس
30 من أغسطس 2014 يوم تاريخي في الإمارات، حيث التحقت أول دفعة من المواطنين، والمواطنات بالخدمة الوطنية والاحتياطية لأداء الواجب المقدس، وضربوا أروع الأمثال في حب الوطن والاستعداد لتلبية ندائه، لذلك لم يكن هذا البرنامج مجرد تجربة عابرة، بل يعد إنجازاً وطنياً بارزاً نجح في تطوير قادة شباب يمتلكون روح المسؤولية والطموح لخدمة الوطن.
لقد أثبتوا أنهم القوة الدافعة للتنمية والابتكار، وأنهم عماد المستقبل وقادة الغد الذين يواصلون بناء صروح الوطن وحماية مكتسباته.
محطات كثيرة شهدتها الخدمة الوطنية بداية بإصدار القانون، وإنشاء الهيئة، وانطلاق البرنامج والتحاق الدفعة الأولى «تسعة أشهر» في عام 2014، ومروراً بتعديل مدتها «16 شهراً» وتنظيم الملتقى الثاني، وبناء قاعدة بياناتها الموحدة في 2018، وانتهاء بصدور مرسوم بقانون بشأن انتهائها لمجندي الخدمة الوطنية عند بلوغ 45 عاماً، ووصول عدد الجهات التي فعّلت الخدمة البديلة لديها إلى 39. واعتماد مركز تدريب سيح اللحمة وسويحان لأداء اختبارات الإمسات للمجندين، واعتماد ست ساعات أكاديمية للمجندين في مؤسسات التعليم العالي والمدرجة في نظام القبول والتسجيل «NAPO» في عام 2024.
خريطة طريق
عملية التخطيط الاستراتيجي للخدمة الوطنية والاحتياطية استهدفت تقديم خريطة طريق واضحة للأنشطة المستقبلية تسهّل ترجمتها واقعاً، وتعمل الهيئة عبر التعاون المستمر مع أصحاب العلاقة على التأكد من الاستثمار الأمثل للوقت والجهد وتحديد أولويات العمل الحالي، وبدء تنفيذ المبادرات الضرورية.
برنامج مميز جاء لتحقيق جملة أهداف هي تعزيز قدرات الدولة في حالات الطوارئ والأزمات والكوارث، وبناء قوة احتياطية عند الحاجة، وتعزيز قيم الولاء والانتماء وزيادة الترابط بين الشعب والقيادة، وتنمية شخصية المجند وتعزيز مفهوم الوطنية، والارتقاء بالمجتمع من الناحية الصحية والبدنية، وتعزيز الدور الوطني للمرأة، وزيادة إنتاجية المواطنين وكفاءتهم، وتوفير فرص عمل جديدة، عبر تعلم مهارات واكتساب تخصصات معينة.
استراتيجية التأثير
أسهمت الخدمة الوطنية ولا تزال في بناء شخصية شباب الوطن، وأكدت بما وضعته من أسس وأهداف واضحة، أن قانونها جاء ليعمّق مفهوم المواطنة الصالحة لدى شباب الوطن الذين هم ثروته وعماده، لتنعكس مخرجاته بالصورة الإيجابية على شخصيته وسلوكه ومسؤوليته نحو ذاته وأسرته ووطنه الذي ينتظر منه الكثير.
وحرصت الهيئة على تطوير البرنامج التدريبي استراتيجياً، وتنمية الروح الوطنية للمنتسبين، وإعادة بناء شخصية الشباب المواطن وتطويرها، وخلق جيل جديد يمتلك المقومات القيادية لديه ثقة بنفسه واعتزاز بجذوره التاريخية العريقة، تحقيقاً لرؤية مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه.
تركز استراتيجية البرنامج على الدور الحيوي للبرنامج، في التأثير في منظومة الأمن الوطني الشامل لدولة الإمارات، وبناء احتياط قوي ومؤهل وقادر على دعم كفاءة الدولة وجاهزيتها، لذا صيغت الاستراتيجية استناداً إلى مبدأ أن مهمة الأمن والدفاع لا تقع على عاتق القوات المسلحة فقط، وإنما هي مسؤولية الجميع، وأنها تشكل قيمة مجتمعية مضافة تسهم في تغيير الثقافة والفكر المجتمعي.
برنامج الخدمة الوطنية، يركز في المرحلة الأولى، على تحويل المجندين من الصبغة المدنية إلى الصبغة العسكرية، بالتدريبات العسكرية وحمل السلاح واستخدامه، وتعزيز مستوى لياقتهم البدنية، وترسيخ القيم الوطنية في نفوسهم، وصقل مهاراتهم القيادية وتطويرها، لتبدأ بعد ذلك مرحلة التدريب التخصصي، التي يتدربون فيها على مهن وتخصصات محددة، تخدم القوات المسلحة، لتوزيعهم بعد التخصص على وحدات القوات المسلحة ليمارسوا وبصورة فعلية هذه المهن والتخصصات بحرفية عالية، جنباً إلى جنب مع إخوانهم العاملين في القوات المسلحة، إلى جانب الكثير من المحاضرات التي سيتلقونها على أيدي مدربين متخصصين، لتعزيز القيم الإسلامية والوطنية، وقيم الولاء والانتماء للوطن والقيادة، ليكون شعارهم «الله - الوطن - الرئيس».
مواجهة التحديات
البرنامج حظي باهتمام كبير ومتابعة من القيادة ودعم منقطع النظير، حيث أكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أن الخدمة الوطنية إحدى ركائز بناء الأجيال القادرة على مواجهة التحديات وترسخ فيهم قيم الولاء والانتماء والتضحية في سبيل الوطن، من أجل الحفاظ على المكتسبات والمنجزات التي تحققت، وتعزيز نهضة دولة الإمارات وأمنها واستقرارها.
وأضاف أن أداء الخدمة الوطنية شرف لشباب الوطن، وصقل لشخصياتهم، واستثمار في جيل يمثل حاضر الوطن ومستقبله. معبراً عن سعادته بما لمسه من مشاعر الفخر والاعتزاز في شباب الوطن.
وأضاف: «إنني على ثقة بأن هذه الروح الوطنية والحماس ستتواصل مع الخريجين وهم يؤدون واجبهم الوطني في شتى المواقع، لأنهم على قدر المسؤولية ويدركون عظم الأمانة التي في أعناقهم وهم يعبرون في كل يوم بأفعالهم عن أصدق معاني الحب والانتماء للوطن والولاء لقيادته وهذا ما يشعرنا بالفخر والاطمئنان على مستقبل الوطن».
وأكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن مواردنا البشرية تعززت بإطلاق برنامج الخدمة الوطنية عام 2014، وجاء إضافة نوعية أتاحت لشبابنا وشاباتنا فرص تقديم أروع أمثلة الانتماء الوطني، وتأكيد الاستعداد لتلبية نداء الوطن إذا دعا الداعي.
وأضاف: كل عام يتخرج الآلاف من أبنائنا وبناتنا من البرنامج، ويعودون إلى الحياة المدنية وهم أكثر ثقة بأنفسهم، وأعمق التزاماً بمصالح وطننا العليا، وأكثر إيجابية في تعاطيهم مع الشأنين العام والخاص، إن خريجي برنامج الخدمة الوطنية رصيد ضخم لوطننا وقواتنا المسلحة، يزيدونها قوة ومنعة، ويزيدون مجتمعنا وحدة وتماسكاً وتعاضداً..
قيم راسخة
حددت مجموعة من القيم المستوحاة من قيم المجتمع الإماراتي وعاداته لترسيخها وتعزيزها في نفوس المجندين وأفراد الاحتياط، لتصبح ثقافة سائدة بين جميع أفراد المجتمع، وبالتالي تسهم في بناء شخصية الشباب المواطن وتعمق مفاهيم المواطنة الصالحة لديهم بما يضمن التأثير الإيجابي في سلوكياتهم تجاه أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم ووطنهم.
الولاء والانتماء أولى تلك القيم عبر تنمية وتعميق روح الولاء والانتماء للوطن في نفوس المجندين بالاستجابة السريعة لأمر الاستدعاء من دون تأخير، وإبداء الطاعة التامة والاحترام للقادة والأوامر الصادرة بما يضمن المحافظة على الأمن والاستقرار الداخلي.
وثانياً الوحدة والتجانس بتعزيز حرص المجندين على التلاحم والتآلف مع غيرهم من أفراد المجتمع في السلم والحرب، بما يجعلهم قادرين على توفير الدعم والتعزيز الكاملين للقوة التي ينتمون إليها ويرسخ عرى الاتحاد والتضامن والمشاركة في نفوسهم.
ومن القيم الأخرى النضج والمسؤولية، حيث تعزيز إدراك المجندين لحقوقهم وواجباتهم تجاه الوطن، وجعلهم نموذجاً للمواطن الصالح المتميز الملتزم بمسؤوليته تجاه تنفيذ الأوامر والتعليمات الصادرة إليه في جميع الأحوال، وخصوصاً في حالات التعبئة.
وهناك الشجاعة والتضحية، عبر تقوية الإرادة والعزيمة والإصرار لدى القادة من مجندي الخدمة الوطنية والمجندين، على مواجهة جميع التحديات بشجاعة وخاصة وقت الحرب، وتقديم مصلحة الوطن على أية مصالح أو منافع شخصية، وتنمية روح التنافس بينهم لخدمة الوطن والدفاع عنه.
وآخر القيم هي الطموح وتتأتّى، عبر بثّ روح التحدي بين المجندين والارتقاء بقدراتهم وأدائهم، وتطوير مكتسباتهم المعرفية وتوجيههم، ليكونوا نماذج إيجابية وفعالة في خدمة المجتمع.
تعديل المدة
في مايو 2022، وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، آنذاك، أعلنت وزارة الدفاع عن تعديل مدة الخدمة الوطنية للمجندين الذكور لتصبح 11 شهراً للحاصلين على شهادة الثانوية العامة أو ما يعادلها فأعلى، و3 سنوات للحاصلين على مؤهل أقل من الثانوية العامة، و11 شهراً للمجندات، بموجب القرار رقم/15/ لسنة 2022 الصادر عن نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتعديل بعض أحكم القرار رقم 6 لسنة 2016 بشأن تعديل مدة الخدمة الوطنية.
جاء هذا القرار انطلاقاً من حرص القيادة الرشيدة، على تطوير البرنامج، وتتويجاً لجهود العمل المثمر الذي تم في برنامج الخدمة الوطنية، خلال السنوات الماضية، وحقق نتائج مشرفة، حيث إن هذا التغيير نتج عن دراسات وقراءات مستمرة لتجارب الدول الأخرى المطبقة للخدمة الوطنية والاستفادة من خبراتها.