أكد الدكتور جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، أن البطالة والهجرة قضيتين من القضايا المركبة والمعقدة، ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وثقافية أيضا، وهذا ما يجعل تقديم حلاً قاطعاً لهما تحدى كبير أمام الدولة، لاسيما أن البطالة أحد المسببات الرئيسية وراء تنامي ظاهرة الهجرة، فقد تدفع الظروف الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب لاتخاذ قرار الهجرة غير الشرعية، وتعريض حياتهم للخطر أملًا في الحصول على وظيفة بدخل يحقق تطلعاتهم في الحياة، إذا فالقضيتين على صلة واحدة وكلا منهما يشكلان علاقة طردية في المعادلة المجتمعية فكلما زادت مؤشرات البطالة ارتفعت أيضا رحلات الهجرة غير الشرعية.

النائب أمين مسعود يعلن تأييده لحكم المحكمة الدستورية العليا حول قانون الإيجار القديم النائب أيمن محسب يطالب بمراجعة معايير السلامة والأمان بالجامعات الأهلية

وأضاف "أبوالفتوح"، أن البطالة السبب الرئيسي والأول وراء الهجرة غير الشرعية، وعلى الرغم من جهود الدولة خلال الفترة الماضية بالعمل على خفض معدل البطالة الذي سجل تراجع ليصل إلى 6.5% في الربع الثاني من 2024 مقابل 6.7% في الربع الأول، وهذا نتيجة توجه الدولة نحو إبرام الصفقات الاستثمارية والتوسع الاقتصادي بوجه عام في كافة القطاعات الصناعية والسياحية والزراعية، الذي يصب في هذا المحور بشكل مباشر ويخلق فرص عمل جاذبة للشباب بدلا من رحلات قوارب الموت التي تودي بحياتهم، لكن هناك إشكالية كبرى تعرقل مكافحة البطالة ألا وهي الزيادة السكانية التي تقف حائلاً أمام كافة مسارات التنمية.

 

وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن الزيادة السكانية مع وصول التعداد السكاني إلى أكثر من 107مليون نسمة، أحد عوامل الخطورة في عدم خفض معدل البطالة بصورة ملموسة للمواطن، لأن الزيادة في السكان تكون أكبر من  الفرص المتوفرة في سوق العمل، وهو ما ينتج عنه فجوة وجيل من شباب يبحث عن فرصة لائقة، ويضطر إلى الهجرة غير الشرعية بحثاً عن لقمة العيش، لذا فالحديث عن برامج تنمية قادرة على حل أزمة الهجرة والبطالة معا، لن يتحقق إلا بالتوازي مع خطط الدولة لضبط النمو السكاني حتى لا يلتهم كل مظاهر التنمية والعمران دون جدوى.

 

وأوضح الدكتور جمال أبوالفتوح، أن الهجرة غير الشرعية والبطالة كلاهما من أهم القضايا الشائكة التي تهدد الوطن وتؤثر على ديموغرافية المجتمع، نتيجة غياب قوة عمرية هامة تقود الوطن في أوقات الحروب والصراعات في ظل حالات الاستقطاب التي نعيشها اليوم من مختلف بلدان الجوار، فلابد من وضع خطة بعيدة المدى للحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية لأنها ظاهرة قديمة لكنها متجددة، مع استمرار المسببات وراء بقائها، وهذا يستلزم وضع حلول جذرية تتمثل في العمل على ضبط الإيقاع السكاني مع خلق برامج فعالة تسهم في دعم الشباب للحصول على فرص عمل جاذبة، مع حد أدنى للرواتب يتلاءم مع الظروف المعيشية، فضلا عن أهمية رفع درجة الوعي والتثقيف بمخاطر رحلات الهجرة غير الشرعية وطرح فرص للهجرة مقننة عبر القنوات الرسمية بشكل أوسع.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: النائب جمال أبوالفتوح البطالة الهجرة غير الشرعية مجلس الشيوخ الهجرة غیر الشرعیة

إقرأ أيضاً:

قرار قضائي جديد يقيد العمل بالمادة 9 التي تمنع الحجز على ممتلكات الدولة في حال عدم احترام شروط تطبيقها

صدر مؤخرا قرار  عن محكمة الاستئناف الإدارية بالرباط يؤيد عملية الحجز على أموال الجماعة الحضرية لمدينة الدار البیضاء، لدى الخازن الإقليمي للدار البیضاء منطقة الشرق، لفائدة الشركة الوطنية للنقل والوسائل اللوجيستيكية.
ورفضت المحكمة استعمال المادة 9 من مشروع قانون المالية 2019 التي تنص على منع الحجز على أموال الدولة و الجماعات الترابية لكون مباشرة عملية الحجز تمت قبل تاريخ نشر قانون المالية لسنة 2019.
وجاء في القرار أنه بتاريخ 2024/04/29 تقدمت الشركة بمقال المصادقة على حجز ما للمدين لدى الغير أمام المحكمة الإدارية بالدار البيضاء جاء فيه أنها استصدرت عن المحكمة الإدارية بالدار البيضاء بتاريخ 2010/01/27 تحت عدد 131 ملف رقم 2008/13/67 القاضي بأداء الجماعة الحضرية للدار البيضاء مقاطعة سيدي مومن للشركة مبلغ 1937379,68 درهم وتحميلها الصائر وتم تأييده بموجب القرار عدد 2450 الصادر عن محكمة الاستئناف الإدارية بالرباط بتاريخ 2014/05/26 ملف رقم 7/10/90 القاضي بتأييد الحكم المستأنف مع حصر المبلغ المحكوم به في 1.936.129,00 درهم.

الشركة  باشرت إجراءات التنفيذ في إطار الملف التنفيذي وانتهى بتحرير مأمور إجراءات التنفيذ لمحضر امتناع الجماعة الحضرية. فتم إجراء حجز ما للمدين لدى الغير على الأموال العائدة للجماعة بين يدي الخازن الإقليمي لمنطقة الشرق الدار البيضاء.
والمثير هو ما عللت به المحكمة قرارها في الحيثيات.

إذ اعتبرت المحكمة أنه في حالة صدور حكم قضائي نهائي قابل للتنفيذ، يلزم الدولة أو جماعة ترابية أو مجموعاتها بأداء مبلغ معين، فإنه يتعين الأمر بصرفه داخل أجل أقصاه تسعون (90) يوما ابتداء من تاريخ الإعذار بالتنفيذ في حدود الاعتمادات المالية المفتوحة بالميزانية لهذا الغرض، وفق مبادئ وقواعد المحاسبة العمومية أن يوضح جدولة الأداء في الميزانية، وإلا يتم الأداء تلقائيا من طرف المحاسب العمومي داخل الآجال المنصوص عليها بالأنظمة الجاري بها العمل في حالة تقاعس الآمر بالصرف عن الأداء بمجرد انصرام الأجل أعلاه. وإذا أدرجت النفقة في اعتمادات تبين أنها غير كافية، يتم عندئذ تنفيذ الحكم القضائي عبر الأمر بصرف المبلغ المعين في حدود الاعتمادات المتوفرة بالميزانية، على أن يقوم الآمر بالصرف وجوبا بتوفير الاعتمادات اللازمة لأداء المبلغ المتبقي في ميزانيات السنوات اللاحقة وذلك في أجل أقصاه أربع (4) سنوات ووفق الشروط المشار إليها أعلاه، دون أن تخضع أموال وممتلكات الدولة والجماعات الترابية ومجموعاتها للحجز لهذه الغاية « ، إلا أنه يتحقق وقوع الإعذار والامتناع والتقاعس البين عن الأداء داخل اجل التسعين يوما (90) من طرف الأمر بالصرف فيعتبر متخليا طواعية واختيارا عن المكنة القانونية التي تتيح له الأمر بصرف النفقة في حدود الاعتمادات المتوفرة و إدراج المتبقى في الميزانيات اللاحقة وفي أجل أقصاه أربع سنوات، ويصبح بإمكان حامل السند التنفيذي اللجوء إلى المحاسب العمومي من اجل الأداء التلقائي.

واضافت المحكمة في جديد تعليلاتها أن الحماية القضائية الموضوعية للحق لا تتم إلا باللجوء للقضاء، وأن هذا المبدأ يوازيه الإستفادة من الحماية التنفيذية للحكم الحائز لقوة الشيء المقضي به، باعتبار أن الدولة قد تولت بنفسها تنظيم هذا الجانب من عمل السلطة القضائية بوضع أنظمة دقيقة ضمنتها قواعد وإجراءات كفيلة بإحداث نوع من التوازن بين مختلف الحقوق والمصالح المتصارعة في المرحلة التنفيذية،

كما أعطت المحكمة درسا أخلاقيا للآمرين بالصرف عندما قالت في تعليلها أن تنفيذ الاحكام القضائية فضلا عن كونه التزام قانوني على عاتق الدولة يعتبر كذلك واجبا أخلاقيا ومعنويا يقع على كاهل الادارة، بالإضافة الى ارتباطه بما تتمتع به هذه الاحكام والقرارات من حجية والتي تعتبر قرينة قانونية قاطعة لا يمكن مخالفتها.
ويتساءل المحامون هل ستسير المحاكم الإدارية جميعها في اتجاه هذا القرار الجريء؟ علما أن استئناف إدارية الرباط يجمع تحته محاكم إدارية كثيرة و هي الرباط و البيضاء و فاس و مكناس. وبالتالي، شمول الاتجاه لثلثي توجه المحاكم في المملكة. و هو ما سيسلط الضوء أكثر فأكثر على محكمة النقض إذا ما اتجهت هذه القرارات نحو النقض.

كلمات دلالية الحجز القضاء الإداري ممتلكات الدولة

مقالات مشابهة

  • تعرّف على العوامل السياسية والاقتصادية التي تشجع الإسرائيليين على الهجرة
  • خريجو نينوى المشاركين بالتعداد السكاني يطالبون بـعقود دائمة .. صور
  • جمال رائف: مصر تدعم دائمًا سيادة الدول واستقرارها ووحدة أراضيها
  • إعادة 12 عراقيا إلى بلادهم دخلوا ليبيا بهدف الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا
  • الإحصاء: مصر تسجل ربع مليون نسمة زيادة فى عدد سكانها خلال 72 يوما.. خبراء: التوزيع السكاني في مصر بين تحديات التنمية واستراتيجيات التوازن.. الزيادة السكانية تهدد الموارد وتتطلب استراتيجيات لمواجهتها
  • أستاذ علوم سياسية: ترامب لن ينهي موقف الهجرة غير الشرعية مطلقا
  • الصحاف: إطلاق سراح 12 عراقيًا دخلوا ليبيا بهدف الهجرة غير الشرعية
  • قرار قضائي جديد يقيد العمل بالمادة 9 التي تمنع الحجز على ممتلكات الدولة في حال عدم احترام شروط تطبيقها
  • بحكم قضائي.. محافظ سوهاج يُعلن استرداد أرض مصنع البيبسي وضمها لصالح أملاك الدولة
  • مجلس النواب الليبي وسفير هولندا يبحثان مكافحة العنف ضد المرأة والهجرة غير الشرعية