كتب- محمود مصطفى أبوطالب:

تصوير- محمود بكار:

قال رئيس وزراء ماليزيا، أنور إبراهيم، إن مقاصد الشريعة تساعد في معالجة القضايا العالمية الملحة، من الفقر وعدم المساواة إلى الأضرار البيئية، وعندما تقوم بتضمين هذه المبادئ في مؤسساتنا، فإنها تضمن أن الحكم والأنظمة الاجتماعية والسياسات الاقتصادية تخدم الصالح الجماعي وليس المكاسب الفردية.

وأضاف خلال كلمة تاريخية له، بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، الأحد، أنه من خلال ترسيخ قراراتنا في هذه الأهداف العليا، فإننا نبني مجتمعا تكون فيه الرحمة والإنصاف والنزاهة في قلب كل عمل، مما يحمي حقوق وكرامة كل فرد ورفاهية الأجيال القادمة.

وأوضح أن القيادة ليست امتيازا، بل مسؤولية التكليف والتصريف يجب ان تقابل بالتواضع والحكمة والالتزام الصادق تجاه الناس، إن الحكم في الإسلام يتجاوز الهياكل السياسية ويصبح واجبا أخلاقيا، حيث يكون القادة مسؤولين ليس فقط أمام شعوبهم ولكن أمام الله، هذا النموذج من القيادة متجذر في الخدمة والعدالة والرحمة وهو تقليد يجسده النبي محمد صلى الله عليه وسلم بنفسه.

وأكد رئيس وزراء ماليزيا، أن أحد التحديات الأكثر انتشارًا التي نواجهها اليوم هو الإسلاموفوبيا، وهذا التحيز يشوه الإسلام، ويدفع أتباعه إلى الصور النمطية الضارة التي تغذي الشكوك والعداء تجاه المسلمين في جميع أنحاء العالم.

وأشار إلى إن استمرار كراهية الإسلام يعكس جهلاً عميقاً يحجب المساهمات الغنية والمتنوعة للحضارة الإسلامية، ومثل هذه المشاعر تفشل في الاعتراف بالمساهمات التي قدمها الإسلام للحضارة العالمية، من التقدم في الطب والرياضيات إلى الحفاظ على المعرفة الكلاسيكية.

وأوضح أنه يجب أن يكون ردنا على الإسلاموفوبيا متجذرا لمواجهة الجهل بالمعرفة والحكمة والرحمة والفهم، يذكرنا الله، في القرآن "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم"..ادفع بالتي هي أحسن" مما يشجعنا على الرد على العداوة بالصبر واللطف والحكمة.

وشدد على أن التراث الفكري والأخلاقي للإسلام يقف شاهدا على الدور البناء الذي لعبه المسلمون في تقدم المعرفة الإنسانية وتعزيز السلام.

وأوضح أنه من خلال المبادرات الاستباقية والتبادل بين الثقافات، يمكننا كسر الصور النمطية الضارة واستبدالها بتقدير حقيقي لمساهمات الإسلام في مجتمع عادل وسلمي، وبالصمود والحكمة، يمكننا إنشاء مجتمع أكثر شمولاً، حيث يتعايش المسلمون وغير المسلمين على حد سواء بكرامة واحترام متبادل.

وتابع :"أما اليوم فقد أصبحت الفجوة صارخة، والعواقب ملحة، وتحتل عشر دول ذات أغلبية مسلمة فقط مرتبة في فئة مؤشر التنمية البشرية المرتفع، وهو الرقم الذي لم يتحسن إلا بالكاد خلال أكثر من عقد ونصف من الزمن، ومع أن متوسط الاستثمار في البحث والتطوير لا يتجاوز 0.5% من الناتج المحلي الإجمالي، فإن البلدان ذات الأغلبية المسلمة أقل كثيراً من المتوسط العالمي الذي يبلغ 1.78%. ويعني هذا النقص فرصا ضائعة وإمكانات غير مستقلة ونقصا مقلقا في الإستعداد للمستقبل"

وأكد أنه في غياب الاستثمار الحاسم والمستدام في تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، فإننا نخاطر بالتخلف عن الركب، ومن الضروري تعزيز تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات منذ السنوات الأولى، وزيادة الاستثمار في البحث والتطوير بشكل كبير، وإعطاء الأولوية للمجالات التحويلية مثل التكنولوجيا الحيوية، والعلوم الكيميائية، وتكنولوجيا المعلومات وتمثل هذه القطاعات أهمية بالغة ليس فقط للنمو الاقتصادي، بل أيضا لمعالجة القضايا الملحة - من أزمات الرعاية الصحية إلى التدهور البيئي - التي لا يمكنها انتظار حلول الغد.

وأوضح أن الاقتصاد الرقمي يطرح تحديا ملحا آخر، ومع تزايد الترابط بين العالم، يتعين على العالم الإسلامي أن يعطي الأولوية للاستثمارات في الأمن السيبراني، والبنية التحتية الرقمية، ومهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ويتعين علينا أن نعمل على إنشاء أطر قوية للأمن السيبراني، وبناء بنى تحتية رقمية مرنة، والتأكد من استعداد الجيل القادم للإبحار وتشكيل المشهد الرقمي سريع التطور.

وأكمل أنه على نفس القدر من الأهمية هناك الحاجة إلى تعاون واسع النطاق وعبر الحدود الوطنية في مجال العلوم، إن المشاريع المشتركة في استكشاف الفضاء وعلم الفلك، وعلوم البحار، والحوسبة عالية الأداء ليست من الكماليات، بل هي من الضروريات، تتيح هذه المشاريع الطموحة لدولنا الفرصة لتطوير أحدث التقنيات، وتحسين الأمن الإقتصادي، وإظهار قوة الأمة الموحدة.

وتابع : غالبًا ما يتم تصوير العالم الإسلامي على أنه مجتمع محفوف بالخلاف والإنقسام، وهذا بالطبع تبسيط مبالغ فيه، ورغم استمرار التحديات، يجب علينا أيضًا أن نعترف بالخطوات الإيجابية التي تم تحقيقها في الآونة الأخيرة، وهذا أمر يجب علينا جميعا أن نشيد به ونشجعه، واستطرد كلمته: يؤكد هذا التقدم على قوة الدبلوماسية والحوار في سند أعمق الانقسامات، وتذكرنا هذه التطورات الأخيرة أنه مهما بدت الخلافات مستعصية على الحل، فإن حتى القضايا الأطول أمداً يمكن أن تخضع للدبلوماسية والصبر والرؤية المشتركة للتعايش.

وأكمل: أي حرمان من التعليم وغيره من الحقوق الأساسية للمرأة هو أمر غير إسلامي وأمر مقيت المشاركة لا تعني محو اختلافاتنا، عندما نتحدث عن وحدة المسلمين، فإننا لا نعني التماثل، ولا نتصور عالماً تتحرك فيه جميع الدول الإسلامية في إنسجام تام، ومع وجود ما يقرب من ملياري شخص في مناطق مختلفة، فإن توقع إتفاق كامل بشأن كل قضية ليس أمرا واقعيا ولا مرغوبا فيه إن الرؤية الواقعية للوحدة تعني إيجاد أرضية مشتركة حول القضايا الأساسية والعمل جنبا إلى جنب واحترام اختلافاتنا مع السعي نحو تحقيق الأهداف المشتركة.

واختتم: كما هو الحال مع الأسرة، حيث قد يحمل أفرادها وجهات نظر مختلفة ولكنهم يظلون مرتبطين بالحب والمسؤولية المشتركة، فإن قوة الأمة تكمن في تنوعها، إن وحدتنا متجذرة في الإلتزام الجماعي بالسلام والعدالة والرخاء للجميع، دعونا نبني على النجاحات الأخيرة لتجاوز التحديات التي نواجهها و تشكيل مستقبل أكثر توحيدا وإشراقا للعالم الإسلامي.

رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم مدينة نصر مركز الأزهر للمؤتمرات

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الخبر التالى: رئيس وزراء ماليزيا: التحدث في جامعة الأزهر من أروع التكريمات في حياة أي مسلم الأخبار المتعلقة رئيس وزراء ماليزيا: التحدث في جامعة الأزهر من أروع التكريمات في حياة أخبار بيان مشترك.. مصر وماليزيا تتفقان على رفع العلاقات الثنائية إلى مستوى أخبار الرئيس السيسي يستقبل رئيس الوزراء الماليزي اليوم بقصر الاتحادية أخبار رئيس الوزراء يستقبل نظيره الماليزي بمطار القاهرة أخبار أخبار مصر

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: الإيجار القديم أحداث أمستردام دونالد ترامب الحرب على غزة نوة المكنسة أسعار الذهب رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم مدينة نصر رئیس وزراء مالیزیا وأوضح أن

إقرأ أيضاً:

لتعمّق روح التعاون.. نائب رئيس المؤتمر ينظم حفل سحور بحضور وزراء ورؤساء أحزاب وبرلمانيين

نظم الدكتور مجدي مرشد ، نائب رئيس حزب المؤتمر رئيس المكتب التنفيذي للحزب رئيس لجنة الصحة الأسبق بمجلس النواب، حفل سحور ضم عدد من الوزراء والمسؤولين والقيادات الحزبية والنخب السياسية، وعدد من الشخصيات العامة وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ.

جاء ذلك بحضور كل من الدكتور  أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والدكتور  علي عبدالعال، رئيس مجلس النواب السابق ونائب رئيس حزب الجبهة الوطنية، والنائب أحمد عبدالجواد، نائب رئيس وأمين عام حزب مستقبل وطن، واللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية الأسبق ومستشار رئيس الجمهورية، ومحمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، وأشرف العربي، وزير التخطيط السابق، والدكتور عادل العدوي، وزير الصحة الأسبق، وطاهر أبو زيد، وزير الرياضة الأسبق،  والدكتور بلال حبشي، نائب محافظ بني سويف،  والدكتور حسام بدراوي، السياسي والعالم الكبير والنائب المهندس أحمد السجيني، رئيس لجنة التنمية المحلية بمجلس النواب،  والنائب أحمد فؤاد أباظة، رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب ونائب الأمين العام بحزب الجبهة الوطنية، النائب حازم عمر، رئيس حزب الشعب الجمهوري، والنائب عبدالمنعم إمام، رئيس حزب العدل، والدكتور باسل عادل، رئيس حزب الوعي، والنائب أحمد مهني، نائب رئيس وأمين عام حزب الحرية، والنائب سليمان وهدان، وكيل مجلس النواب السابق وأمين الشؤون البرلمانية بحزب الجبهة الوطنية، والدكتور محمود مسلم عضو مجلس الشيوخ رئيس لجنة الثقافة والإعلام بالشيوخ واللواء أحمد صقر، محافظ الغربية الأسبق وأمين أمانة إدارة الأزمات بحزب الجبهة الوطنية، والنائب اللواء محمد صلاح أبو هميلة، الأمين العام لحزب الشعب الجمهوري، واللواء أحمد الألفي، أمين تنظيم حزب الشعب الجمهوري.

مجدي مرشد: التراجع الأمريكي عن مخطط التهجير يعكس صلابة الموقف المصريمجدي مرشد: العاشر من رمضان شاهد على قوة الإرادة والتحدي لمصرمجدي مرشد: تنفيذ الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة خطوة محورية لتحقيق الاستقرار بالمنطقةمجدي مرشد: قرار إسرائيل بوقف إدخال المساعدات لغزة جريمة حرب ضد شعب أعزل

كما حضر عدد من النواب، من بينهم النائب أحمد دياب، رئيس رابطة الأندية المحترفة، والنائب خالد عبد المولى، والنائب أيمن حامد ، والنائب هشام أباظة، والنائب معتز محمود وكيل لجنة الصناعه ومحمد علي يوسف رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بمجلس النواب الأسبق والدكتور أحمد علاء من أمانة التنظيم بحزب مستقبل وطن، واللواء يسري السيد، رئيس هيئة الأبنية التعليمية، واللواء رفعت قمصان، مستشار رئيس مجلس الوزراء للانتخابات، واللواء أركان حرب محمود معوض. كما شهد الحفل حضور النواب السابقين عمر صدقي، ومحمد الغول، ومارجريت عازر، والنائب أحمد سمير، عضو مجلس الشيوخ، والمهندس حسام علي، نائب رئيس حزب الوعي، وأعضاء تنسيقية شباب الأحزاب، جهاد سيف، ومينا عماد، أمين عام اتحاد شباب حزب المؤتمر.

وكان في استقبال الحضور الدكتور مجدي مرشد، ووحرمه الدكتورة منى مرشد، ونجليه الدكتور باسم مرشد، وخالد مرشد، عضو تنسيقية شباب الأحزاب وأمين تنظيم اتحاد شباب حزب المؤتمر.

من جانبه، أكد الدكتور مجدي مرشد ، أنه كان حريصًا على تنظيم حفل سحور يضم تلك الكوكبة التي تمثل غالبية الأطياف والتوجهات، معتبراً أن مثل هذه اللقاءات تعمّق من روح التعاون بين القوى المختلفة.

وأشار مرشد، إلى أنه سعيد بالتقارب الحزبي والسياسي الذي يمثل بوابة لتعزيز الحياة الحزبية في مصر والدفع بالنشاط السياسي ليكون أكثر فعالية.

مقالات مشابهة

  • استشهاد عصام الدعاليس رئيس وزراء حكومة حماس بغارة إسرائيلية في غزة
  • مصادر فلسطينية: استشهاد «عصام الدعاليس» رئيس وزراء حكومة حماس
  • توقيف ناشر “الهاشمية نيوز” عمر الزيود اثر شكوى رئيس وزراء سابق
  • لتعمّق روح التعاون.. نائب رئيس المؤتمر ينظم حفل سحور بحضور وزراء ورؤساء أحزاب وبرلمانيين
  • رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالغربية يتفقد عددًا من المشروعات الحيوية
  • في أول زيارة خارجية له.. رئيس وزراء كندا يلتقي بماكرون
  • رئيس وزراء المجر يهاجم بروكسل ويقول إن المستقبل ليس للامبراطوريات بل للأمم المستقلة
  • ولي العهد يهنئ رئيس وزراء كندا بأدائه اليمين الدستورية
  • الإسراف في الطعام وتنافيه مع مقاصد الصيام
  • رئيس وزراء كندا: لن نكون جزءاً من أمريكا قطعاً