ربط رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، الأحد، بين الدعوى التي قدمتها دول عدة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية في لاهاي، وبين الهجوم الذي وقع بحق مشجعّي فريق "مكابي" الإسرائيلي في العاصمة الهولندية أمستردام، السبت.

وفي ديسمبر 2023 رفعت جنوب أفريقيا دعوى أمام المحكمة باعتبار أن الحرب في قطاع غزة تنتهك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، التي اعتمدتها الأمم المتحدة عام 1948.

والتحقت دول بالدعوى، منها إسبانيا وبوليفيا وكولومبيا والمكسيك وتركيا وتشيلي وليبيا، قبل أن تعلن أيرلندا الخميس الماضي نيتها الانضمام للدعوى، على لسان وزير خارجيتها مايكل مارتن.

وقال نتانياهو "هناك خط واضح يربط بين هجومين معاديين للسامية ضد إسرائيل شهدناهما مؤخراً على الأراضي الهولندية: الهجوم القانوني المشين ضد دولة إسرائيل في المحكمة الدولية في لاهاي، والهجوم العنيف ضد مواطني إسرائيل في شوارع أمستردام".

واعتبر كلا الحالتين "معاداة سامية خطيرة تهدف إلى جعل اليهود ودولتهم بلا حول ولا قوة، ولحرمان دولتنا من حق الدفاع عن النفس، وحرمان مواطنينا من حق الحياة ذاته".

جنوب أفريقيا تطالب "العدل الدولية" بإجراءات عاجلة بمواجهة إسرائيل طالبت جنوب أفريقيا الأربعاء محكمة العدل الدولية باتخاذ إجراءات عاجلة ضد إسرائيل لمنع حدوث مجاعة في قطاع غزة في ظل الحرب المستمرة منذ أكتوبر الماضي. 

وتابع نتانياهو "أمس أحيينا ذكرى ليلة الكريستال التي وقعت قبل 86 عاماً على الأراضي الأوروبية. كانت هذه هجوماً وحشياً وعنيفاً ضد اليهود - فقط لأنهم كانوا يهوداً. للأسف، في الأيام الأخيرة رأينا مشاهد تذكرنا بتلك الليلة. في شوارع أمستردام، هاجم معادون للسامية يهوداً، مواطنين إسرائيليين، فقط لأنهم يهود".

وقال "لكن هناك فارقا كبيرا بين تلك الليلة وأيامنا هذه: اليوم لدينا دولة خاصة بنا، حكومة خاصة بنا، جيش خاص بنا. لدينا القدرة والاستعداد والعزيمة لحماية أنفسنا، وأيضاً لمطالبة الآخرين بالقيام بما يجب عليهم. وهذا بالضبط ما فعلناه".

ليلة الكريستال (9 نوفمبر 1938): قامت قوات الأمن الخاصة ورجال جيش الإنقاذ وحركة شباب هتلر، بأمر من القيادة النازية بتنفيذ موجة من الهجمات على المجتمعات اليهودية، عُرفت باسم Kristallnacht أو ليلة الزجاج المكسور. وترجع تلك التسمية إلى الزجاج المُهشم من نوافذ المتاجر التي تناثرت على الشوارع بعد أعمال العنف. كان من المفترض أن يبدو العنف وكأنه انفجار لحالة غضب غير مخطط له، لكنها جرت بتنسيق قيادات وبدعم أدولف هتلر. (موسوعة الهولوكوست)

وأشار نتانياهو إلى أنه اتصل برئيس وزراء هولندا بعد الواقعة، وطلب منه تقديم المهاجمين للعدالة وحماية المجتمع اليهودي في هولندا، وهو ما فعله أيضاً وزير الخارجية جدعون ساعر ورئيس الكنيست أمير أوحانا، اللذان توجها معاً إلى هولندا.

وقال "بتوجيهي، أرسلت وزيرة المواصلات ميري ريغيف جسراً جوياً أعاد جميع الإسرائيليين الذين طلبوا العودة إلى إسرائيل، أكثر من ألفي شخص. كما وجهت الجهات الأمنية لإعداد إرشادات خاصة للإسرائيليين في الخارج في ضوء الوضع الجديد الناتج عن الحرب".

وذكر تقرير للشرطة أن مجموعات من مشجعي فريق "مكابي" الإسرائيلي أحرقت علما فلسطينيا في ساحة "دام" وأسقطت علما آخر من مبنى قريب، وأقدمت على تخريب سيارة أجرة، قبيل مباراة مع فريق "أياكس" الهولندي.

وبعد نداء على وسائل التواصل الاجتماعي، تجمع سائقو سيارات أجرة مسلمون وهم في حالة غضب أمام صالة لألعاب المراهانات كان يتجمع فيها 400 من أنصار "مكابي" مما دفع الشرطة للتدخل وسط المناوشات.

"الجناة سيُحاكمون".. رئيس وزراء هولندا يعلّق على واقعة المشجعين الإسرائيليين أكد رئيس الوزراء الهولندي، ديك شخوف، أن الهجمات التي شهدتها العاصمة أمستردام الليلة الماضية "غير مقبولة"، مشددا على أن "الجناة سيحاكمون".

وفي يوم المباراة، أظهرت مقاطع مصورة تحققت وكالة "رويترز" من صحتها، مشجعين من فريق "مكابي" وهم يرددون عبارات معادية للعرب أمام النصب التذكاري الوطني في ساحة "دام" الرئيسية بأمستردام، منها عبارات بذيئة ضد فلسطين.

واتخذت الشرطة إجراءات أمنية لحراسة المكان، لكن تقارير وردت عن وقوع اشتباكات في محيطه أدت بالمجمل لإصابة إسرائيليين واعتقال العشرات.

كما أثار الحدث ردود فعل دولية وتعليقاً رسمياً من السلطات الهولندية، وصفته بالمعادي للسامية.

وقال نتانياهو، إن الهجمات من هذا النوع "لا تهدد إسرائيل فقط، بل تهدد العالم بأسره" مردفاً "تعلمنا شيئاً من التاريخ أن الهجمات الجامحة التي تبدأ ضد اليهود لا تنتهي أبداً عند اليهود. في النهاية، تنتشر إلى المجتمع بأسره، وتنتقل من بلد إلى بلد حتى تحرق الإنسانية جمعاء".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

وزراء وبرلمانيون إسرائيليون يطالبون الكونغرس الأميركي بإعلان حق اليهود الديني بالأقصى

"الحق الديني القومي اليهودي في جبل الهيكل"؛ تحت هذا العنوان وقّع مجموعة من الوزراء وأعضاء الكنيست الحاليين والسابقين رسالتهم التي وجهوها قبل أيام للكونغرس الأميركي بمجلسيه "الشيوخ والنواب" من أجل المضي قدما لإعلان في الكونغرس "للاعتراف بالحق الأبدي وغير القابل للجدل للشعب اليهودي" في المسجد الأقصى.

وفي رسالتهم يدّعي الموقعون أنه تقع في هذا المسجد معابدهم التي دمرتها الإمبراطوريتان البابلية والرومانية منذ حوالي 2500 و1900 عام، ويزعمون أنه "بينما تضمن دولة إسرائيل ذات السيادة الوصول إلى الأماكن المقدسة لجميع الأديان، فإن الشعب اليهودي على وجه التحديد هو الذي يُحرم من الوصول الحر الكامل إلى مكانه المقدس بسبب الضغوطات الدولية الشديدة".

وبالتالي -وفق نص الرسالة- فإن "الاعتراف الرسمي من جانب الدولة الرائدة في العالم والصديقة الكبرى لإسرائيل من الممكن أن يساعد في تحييد هذه الضغوط".

وفي ذيل الرسالة وقّع 16 شخصا من المطالبين بهذا الإعلان الرسمي، بينهم وزير الاتصالات الإسرائيلي ووزير الثقافة والرياضة وكلاهما من حزب الليكود، بالإضافة لأعضاء كنيست حاليين بينهم يهودا غليك، وعضو الكنيست السابق موشيه فيغلين، كما وقع على العريضة نائب رئيس بلدية الاحتلال في القدس أرييه كينغ.

يهودا غليك من المواظبين على اقتحام المسجد الأقصى والموقعين على الرسالة للكونغرس (مواقع التواصل) خطوة عملية جديدة

يقول خالد العويسي، الأستاذ المشارك بدراسات بيت المقدس ورئيس قسم التاريخ الإسلامي جامعة أنقرة للعلوم الاجتماعية إن ما تصبو إليه هذه الجماعات هو اتخاذ خطوات عملية لتغيير الوضع في المسجد الأقصى، والمباركة الأميركية حجر أساس للتقدم في إنجاح هذه التغييرات.

إعلان

وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى أن صفقة القرن التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى نصت على جعل الأقصى مكان عبادة لجميع الأديان، وكان ذلك نقطة تحول في سياسة الاحتلال للسماح لليهود بالقيام بطقوس داخل المسجد كالسجود الملحمي، بعد أن كان ممنوعا ويتم إخراج من يحاول القيام بأي طقوس يهودية.

"والآن بعد عودة ترامب وتشكيلته الصهيومسيحية وسياسة الكاوبوي، تحاول جماعات الهيكل الاستفادة قدر المستطاع لتحقيق أهدافها بالأقصى والتي تتقاطع مع الصهيونية المسيحية في فكرة بناء هيكل يهودي على أنقاض المسجد" وفق الأكاديمي العويسي.

وقطعت إدارة ترامب الجديدة -وفقا للأكاديمي عويسي- شوطا في تغيير المصطلحات، كاستخدام "يهودا والسامرة" بدل الضفة الغربية، وهذا أغرى الجماعات المتطرفة ودفعها للتقدم بمثل هذه العريضة لمطالبة مجلس الشيوخ الأميركي للاعتراف بالحق اليهودي في أولى القبلتين.

ورجّح العويسي أنه مع إدارة ترامب وسياساته غير المتوقعة تستطيع هذه الجماعات الحصول على أكثر مما تسعى إليه، "وبما أن إسرائيل مرتبطة بالغرب ارتباطا عضويا من بداية تاريخها إلى اليوم لا تستطيع أن تأخذ أي قرار بمفردها باعتبارها ممثل الغرب في المنطقة، رغم أنهم يحاولون الخروج من هذه البوتقة.

"إذا أخذوا اعترافا رسميا من أميركا بخصوص الحق اليهودي في الأقصى فسيلقون بالضغوطات الدولية الأخرى في سلة المهملات، وسيشرعون بتحقيق ما لم يتمكنوا من تحقيقه حتى الآن كحلم بناء كنيس داخل المسجد والهيكل الثالث".

معروف:  في ظل إدارة ترامب قد تحصل جماعات الهيكل على أكثر مما تريده (رويترز) هدف مرحلي

أما الأكاديمي ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق بالمسجد الأقصى عبد الله معروف فاستهل حديثه للجزيرة نت بالقول إنه رغم ما يظهر فعليا على السطح بأن جماعات المعبد المتطرفة وحكومة الاحتلال تملك سيطرة من نوع ما على الأقصى والأراضي المحتلة، فإن الحقيقة أنها تشعر بعدم إحكام سيطرتها بالكامل حتى اللحظة، وبالتالي تسعى لتحصيل الحماية الأميركية لأي تحرك دراماتيكي متطرف يتعلق بمسألة في غاية الحساسية مثل قضية الأقصى.

إعلان

"تشعر الجماعات المتطرفة بأنها بحاجة لدعم غير مشروط من الإدارة الأميركية الحالية في الملفات الحيوية والحساسة كضم الضفة الغربية وتحقيق مشروع القدس الكبرى، بالإضافة للاعتراف بحقوق الصلاة والعبادة لليهود داخل الأقصى وهو الأمر الذي يوصلها إلى تحقيق هدفها المرحلي الأساسي بإقامة كنيس داخل المسجد".

وتخشى هذه الجماعات -وفقا لمعروف- من تبعات هذا التحرك في حال قامت به من دون غطاء أميركي، لأنها ترى فيها غطاء دوليا باعتبار أن الإدارة الحالية يمكن أن تفرض إرادتها على المجتمع الدولي، وأن تسكت أي أصوات دولية معارضة لأي تحركات إسرائيلية تتعلق بهذه القضية الحساسة.

وأضاف: "تسعى الجماعات المتطرفة الآن للحصول على اعتراف التيار المسيحي الصهيوني المحافظ الذي يسيطر على الحزب الجمهوري والكونغرس الأميركي بغرفتيه النواب الشيوخ، ومن خلال هذا الاعتراف تريد الحصول على الدعم الكامل من إدارة ترامب، فهي تظن أنها بذلك تستطيع تجاوز الرفض الدولي المتوقع".

وفي قراءته لهذه الخطوة الجديدة يرى معروف أن هذه الجماعات مخطئة بشكل كبير في تقديراتها لقوة إدارة ترامب وقدرته على فرض رؤيتها على العالم كله، وأكبر دليل على ذلك أنه عندما اعترف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال عام 2017 فشل في إقناع دول العالم الأخرى بذلك وبنقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس كما فعل.

ولم يتعد الأمر مجموعة صغيرة جدا من الدول غير المؤثرة، وهذ الأمر يدل على ضيق الأفق والفشل الإستراتيجي بالنظر إلى الحراك والتغيرات العالمية التي أنتجتها الأحداث الأخيرة في قطاع غزة من تأثير على الرأي العام العالمي، وبالمقابل "ما تزال هذه الجماعات تظن أن إدارة ترامب بأسلوبها الاعتباطي يمكنها أن تفرض على المجتمع الدولي بالقوة ما لا تستطيع أن تفرضه بسلطة القانون" يضيف معروف.

مقالات مشابهة

  • عاجل | واشنطن بوست عن مصادر: إسرائيل تطبق قواعد جديدة صارمة على منظمات الإغاثة التي تساعد الفلسطينيين
  • وزراء وبرلمانيون إسرائيليون يطالبون الكونغرس الأميركي بإعلان حق اليهود الديني بالأقصى
  • ويتكوف يتحدث عن مقترح "يضيق الفجوات" بين إسرائيل وحماس
  • معهد إسرائيلي: الهجمات من اليمن ستستمر ما دامت “إسرائيل” ماضية في عدوانها على غزة
  • ويتكوف يتحدث عن مقترح "يضيق الفجوات" بين إسرائيل وحماس
  • كاتس: إسرائيل ستبقى في المواقع الخمسة التي أنشأتها في جنوب لبنان
  • نتائج مثيرة في دور الـ 16 للدوري الأوروبي
  • ضجة في إسرائيل - اتهامات متبادلة بين نتنياهو والشاباك
  • متحدياً الجنائية الدولية.. نتانياهو يستعد لزيارة المجر قبل عيد الفصح
  • في أبريل..العدل الدولية تنظر في منع إسرائيل المساعدات عن غزة