الثورة نت/

أكد تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، اليوم الأحد، أنه مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، من المرجح أن تشكل حروب الكيان الصهيوني بالنيابة في الشرق الأوسط تحديًا فوريًا لرئيس روج لنهجه “أمريكا أولاً” في السياسة الخارجية وكان معروفًا منذ فترة طويلة بعدم القدرة على التنبؤ بأفعاله على الساحة الدولية.

وذكر التقرير، أن ترامب دعا خلال حملته وعلى نطاق واسع إلى إنهاء الحرب بين الكيان الصهيوني وغزة ووعد بأن “السلام سيكون في الشرق الأوسط”، دون تفصيل أي خطط محددة، في الوقت الذي قال فيه لبنيامين نتنياهو في شهر أكتوبر “إفعل ما عليك فعله”.

 

وأضاف التقرير: إن “ترامب حاول أيضا جذب الناخبين اليهود والمسلمين، وعرض أحيانًا مواقف متناقضة بشأن الصراع في الشرق الأوسط، فعلى سبيل المثال، احتفل ترامب بالعملية العسكرية الصهيونية التي أدت الى اغتيال زعيم حماس يحيى السنوار وقال إن نتنياهو (يقوم بعمل جيد)، وبعد ساعات، التقى بزعيم عربي أمريكي في ميشيغان، الذي وافق في وقت سابق على تأييده، ووعد بأنه سيحقق السلام في المنطقة”.

 

من جانبه قال المدير التنفيذي الوطني لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية نهاد عوض، لـ”واشنطن بوست”: إن “الناخبين العرب والمسلمين الذين شعروا بالخيانة بسبب دعم الحزب الديمقراطي للكيان الصهيوني سيراقبون لمعرفة ما إذا كان ترامب سيكون قادرًا على إقناع الكيان بدعم الدولة الفلسطينية من خلال مفاوضات أوسع مع السعودية، التي يعتبر ولي عهدها مقربا من ترامب”.

 

وأضاف: إن “ترامب كان قد أشار في مايو الماضي إلى تشكيكه في حل الدولتين، قائلاً لمجلة تايم: (كانت هناك فترة اعتقدت فيها أن حل الدولتين يمكن أن ينجح.. الآن أعتقد أن حل الدولتين سيكون صعبا للغاية) وفي ولايته الأولى، اقترح خطة شاملة لإنشاء دولة فلسطينية منفصلة مُحاطة إلى حد كبير بالكيان الصهيوني، مما يمنحه ترخيصا واسع النطاق لدمج المستوطنات اليهودية والسيطرة على الأمن على الأراضي التي تحتلها”.

 

بدوره، قال “الزميل الزائر” في مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمية أحمد مرسي: إن “ترامب وفريقه من المرجح أن يدفعوا باتجاه وقف إطلاق النار أو صفقات سلام مؤقتة لإظهار براعتهم في صنع (السلام) بعد وعود الحملة، ومع ذلك، ونظرا للعلاقة الوثيقة بين الصهاينة وترامب وحلفائه، فإن مثل هذه التحركات من غير المرجح أن تحسن الظروف للفلسطينيين أو تخلق مساراً ذا مغزى نحو دولة فلسطينية”.

وأشار التقرير إلى أن “كل ذلك يؤكد أن ترامب مجرد مخادع استغل القضية الفلسطينية للفوز بالانتخابات فقط، ولن يستطيع إنهاء الحروب في الشرق الأوسط، لأنه ببساطة منحاز بشكل واضح للكيان الصهيوني”.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

قمة الدفاع عن الوجود

كان لا بد من قمة عربية تبحث وتناقش وتخرج بحلول، لأنه لا وقت للانتظار، فالخطر داهم يطرق الأبواب، والتحديات كبيرة وخطيرة، والمنطقة دخلت مرحلة العواصف والزلازل المتتالية، ولا مناص بالتالي أمام العرب من أن تكون لهم كلمة تحدد مصيرهم ومستقبلهم في عالم يتغير سريعاً بعنف وبلا أقنعة ومن دون دبلوماسية وبلا ضوابط أو مجاملات وقفازات حريرية.

المنطقة مستهدفة بناسها وجغرافيتها وتاريخها وتراثها، والهجمة عليها باتت سافرة ومكتملة الأركان، والهدف شرق أوسط جديد، تختفي فيه معالم الأمة العربية ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، لتحل محلها مكونات هجينة لا تمت للأمة العربية بصلة، ولا يربطها بأرضها أي رابط، ويتحول العرب فيها من أصحاب أرض وتاريخ وثقافة ودين وحضارة ممتدة آلاف السنين إلى «هنود حمر» القرن الحادي والعشرين.
وإذا كانت القضية الفلسطينية، ومؤامرة تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتغيير الجغرافيا والديمغرافيا وتصفية وجودهم تأخذ العنوان الأبرز لهذه التحديات والمخاطر، إلا أن ما يجري على امتداد الجغرافيا العربية، وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط من حروب واعتداءات وتوسع وأحاديث عن كانتونات و«فيدراليلات» وتسويق شعارات لحماية أقليات، وإعلانات فجة صادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن «الشرق الأوسط الذي نغيره» يؤكد أن المبضع بدأ عمله وأن الجسد العربي برمته بات على المشرحة.
نحن على مفترق طرق بين أن نكون أو لا نكون، لأننا أمام مشروع يتماهى بالمطلق مع اليمين الإسرائيلي المتطرف في استهداف العرب وحسم الصراع لمصلحة إسرائيل من خلال استخدام كل الوسائل الناعمة والخشنة لفرض حلول لن تكون في مصلحة العرب والفلسطينيين بأي حال، ولعل خطة تهجير فلسطينيي قطاع غزة إلى مصر والأردن والاستيلاء عليه مجرد بداية لمشاريع أخطر قد يكون من بينها الاعتراف بضم إسرائيل للضفة الغربية، والقضاء على فكرة حل الدولتين.
إن التئام القمة العربية الطارئة في القاهرة للرد على دعوات التهجير وإقرار الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة مع بقاء أهلها في أرضهم، هي قمة للدفاع عن الوجود والنفس والهوية العربية، وهي تأكيد على أن العرب بمقدورهم أن يأخذوا أمورهم بأيديهم ويحددوا الطريق التي يمكنهم سلوكها، وأن لديهم إمكانات وقدرات يمكن استثمارها لتحقيق أهدافهم.
أشارت الخطة إلى أن تكلفة إعادة إعمار غزة تبلغ 53 مليار دولار، وأن مرحلة التعافي المبكر تستمر ستة أشهر، وتكلف 3 مليارات دولار للمرافق والمساكن، وأن المرحلة الأولى من أعادة الإعمار تستمر عامين ونصف العام بتكلفة 30 مليار دولار، ويمكن إنشاء صندوق ائتماني دولي كآلية ويتم توجيه التعهدات المالية إليه، كما دعت إلى تنظيم مؤتمر دولي في القاهرة بأقرب وقت، من أجل حشد الدعم اللازم لإعمار غزة.
وأكد المقترح المصري الذي صار عربياً التمسك بحل الدولتين باعتباره يزيل سبب عدم الاستقرار والنزاعات في الشرق الأوسط، ويمهد لعلاقات طبيعية بين دول المنطقة وإسرائيل، وتضمن المقترح التعامل مع مسألة السلاح الفلسطيني عبر أفق واضح وعملية سياسية ذات مصداقية، وتشكيل لجنة دولية تتولى إدارة شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة ستة أشهر بقرار فلسطيني، مكونة من شخصيات تكنوقراط مستقلين تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، كما أشارت الخطة المصرية إلى تدريب مصر والأردن لعناصر من الشرطة الفلسطينية لحفظ الأمن في القطاع، ما يمهد لاحقاً إلى عودة السلطة الفلسطينية من أجل إدارة غزة.
القمة لم ترفض فقط خطة التهجير بل قدمت بديلاً عربياً لها تأكيداً لقدرة العرب على مواجهة المؤامرات التي تستهدفهم.

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست نقلًا عن مسؤولي إغاثة دوليين: إسرائيل تسعى للسيطرة على مساعدات غزة
  • فى ظل قمة عربية استثنائية.. مبعوث ترامب يجهز لزيارة الشرق الأوسط لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة
  • عبد المنعم سعيد: ترامب يسعى لإحداث انقلاب كبير في الشرق الأوسط
  • مؤتمر دولي بلندن منتصف أبريل لـ«السلام وحماية المدنيين» في السودان .. وزير الخارجية السوداني لـ«الشرق الأوسط»: زيارة وفد بريطاني للتشاور
  • قمة الدفاع عن الوجود
  • السيسي: ترامب قادر على تحقيق السلام في الشرق الأوسط
  • قي قمة القاهرة..مصر تعرض خطتها البديلة لريفيرا الشرق الأوسط التي وضعها ترامب لغزة
  • مقال في واشنطن بوست يهاجم زيلينسكي: إما الاعتذار لترامب أو الاستقالة
  • واشنطن: مبعوث ترامب يعود للشرق الأوسط خلال أيام
  • ماذا يخطط ترامب لمنطقة الشرق الأوسط!؟