SNTF: إقتناء قطارات جديدة.. كاميرات مراقبة بخطوط السكة الحديدية
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
تعتزم الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية إطلاق برنامج واسع لاقتناء عتاد النقل السككي بمختلف أنواعه. بهدف مواكبة متطلبات المشاريع الجارية والمستقبلية لتوسيع الشبكة الوطنية وتعزيز الربط بين الولايات.
وقال مدير مراقبة التسيير والمساهمات بالشركة سفيان عيبش، أنه تم تسطير برنامج ضخم لاقتناء عتاد النقل السككي بمختلف أنواعه “قاطرات عالية القدرة، عربات نقل المسافرين، قطارات ذاتية الدفع، قطارات ذاتية الدفع عالية السرعة، عربات نقل البضائع، قاطرات مناورة”.
وأضاف سفيان عيبش، أنه قد تم تخصيص لهذا البرنامج غلاف مالي يقدر بـ 378 مليار دج. وتم تمويله على مراحل، حيث تتضمن المرحلة الأولى تخصيص مبلغ قدره 138 مليار دج سيوجه لاقتناء 400 عربة لنقل المسافرين وكذا قاطرات. مشيرا إلى أن الشركة قد أطلقت مؤخرا مناقصة دولية ضمن مخططها الإستثماري السابق. بغرض إقتناء ستة قطارات كهربائية ذاتية تحتوي على ستة عربات في القطار الواحد. وهو الأمر الذي سيوفر أماكن إضافية للمسافرين، فضلا عن رفع عدد الرحلات اليومية”.
وتشمل هذه المناقصة أيضا إقتناء 12 قاطرة لنقل المسافرين والبضائع، من أجل سد العجز المسجل في عدد القاطرات. والناتج عن رفع عدد الخطوط التي تأمنها الشركة. مضيفا أن اقتناء هذا النوع من القاطرات مزدوجة الإستعمال “نقل المسافرين/نقل البضائع”.
وبخصوص تعزيز الأمن على مستوى القطارات، أوضح أنه أمام الاعتداءات المسجلة على القطارات والمنشآت القاعدية وأحيانا على عمال وأعوان الشركة.تقرر تزويد خطوط السكة الحديدية بكاميرات مراقبة، حيث ستكون البداية على مستوى النقاط السوداء كخط الجزائر العاصمة-البليدة. على أن يتم تعميمها على مستوى الشبكة الوطنية.
كما أوضح المتحدث، أن مشروع التذكرة الموحدة الذي يتم تجسيده حاليا تحت إشراف لجنة متعددة القطاعات على مستوى وزارة النقل وكذا سلطة تنظيم النقل الحضري. حيث سيمكن ذلك المسافرين من إستعمال تذكرة واحدة للتنقل عبر مختلف وسائل النقل العمومية “ميترو، قطار، ترامواي، النقل بالكوابل، إيتوزا بالجزائر العاصمة. وهو الأمر الذي يعزز من كفاءة نظام النقل العام.
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: نقل المسافرین على مستوى
إقرأ أيضاً:
فيلم لي .. سيرة ذاتية تمزج بين يوميات مراسلة حربية وعارضة أزياء
لا شك أن صناعة السينما اتجهت مع التطور الزمني الذي لحق بها إلى انتهاج شتى أساليب السرد السينمائي الذي كانت الغاية منه هي الوصول إلى المشاهد وتقديم قصة تروى وتحقق الفائدة والمتعة في آن واحد.
هذا التنوّع السردي يمكن النظر إليه من زوايا متعددة ومنها مساحة ما يروى بالصورة على الشاشة باستخدام الأدوات والوسائل التي ترسخ دور الصورة ووظيفتها حاملةً في ثناياها تلك التفاصيل التي يراد إيصالها إلى المشاهد.
هذه المقدمة تنطبق على هذا الفيلم للمخرجة إيلين كوراس والمأخوذ عن كتاب للمؤلف أنطوني بينروس، والذي بني في قسم أساس منه على محور السيرة الذاتية لتلك الشخصية الاستثنائية لي ميللر التي واكبت العديد من التحولات الثقافية والإنسانية والسياسية سواء في أوروبا أو في الولايات المتحدة قبيل وأثناء وبعد الحرب العالمية الثانية.
فالركن الأول في تلك السردية الاستثنائية المرتبطة بهذه الشخصية هو مواكبة لي لتطور عالم الموضة والأزياء؛ إذ ارتبطت بفئة واسعة من المصممين والعارضين والعارضات وكانت هي شخصيًا إحدى تلك العارضات وارتبطت باريس في ذهنها تلك المدينة المفعمة بالحياة والشاعرية.
لكن السؤال المهم فيما يتعلق بتلك الشخصية التي عاشت مع تلك الطبقة الاستثنائية والمخملية غالبا في المجتمع الفرنسي، هو ماذا يعني لها انتقال أوروبا وبما فيها فرنسا وصولا إلى الولايات المتحدة إلى حالة المواجهة والحرب باشتعال نيران الحرب العالمية الثانية؟
هذا السؤال شكّل في ثناياه تحولا وجوديا استثنائيا غيّر مسارات السرد الفيلمي إلى جدلية معقدة ارتبطت بشخصية (لي) في حد ذاتها وكيف يمكن الموازنة بين الدوافع الذاتية والمحركات الموضوعية، الذات الأقرب لحياة الترف والدعة في مقابل واقع حياتي مقبل على أهوال الحرب.
لقد كانت هذه الجدلية كافية لكي نشهد تحولا دراميًا ملفتًا في حياة تلك المرأة فبعد أن كانت المجلة الشهيرة واسعة الانتشار " فوغ" محملة بصور وتحقيقات الأزياء والموضة ها هي "لي" تقرر أن تكون مجلة الترف نفسها هي التي تنشر صورا لها سوف تلتقطها بنفسها ليس بصفتها عارضة أزياء معنية بالموضة بل بصفتها مصوّرة حربية، وحيث يكون الانتقال من الحياة المدنية المترفة إلى ثكنات الجنود ومرابض المدافع بمثابة كابوس كبير بالنسبة لها لكنها لن تتراجع عنه.
هذه المعالجة السردية قدمت لنا أنساقًا متوازية من السرد اشتغلت على ثلاثة مقاربات سردية أولها مرحلة ما قبل الحرب في باريس وحياة الموضة والرفاهية والحفلات ثم مرحلة الحرب ودخول "لي" مصورة حربية ثم الرحلة الثالثة ممثلة في المراجعة الذهنية عن طريق الاستذكار – فلاش باك – وهي تروي سيرتها وذكرياتها لشاب مهتم لن نعلم إلا في القسم الأخير أنه ابنها.
وفي هذا الصدد يقول الناقد ديف غيانيني في موقع سيسشن فيلم: "لاشك أن هذا الفيلم استند إلى نوع السيرة الذاتية وأنا لا أقول أنه لا يمكن بعد الآن صناعة فيلم سيرة ذاتية جيد، لكن يبدو أن الأمر أصبح أكثر صعوبة مع مرور الوقت.
الأمر في هذا الفيلم يتعلق ببنية السيناريو وكيفية تأطير القصة السينمائية من خلال مقابلة تجرى مع "لي" وهي امرأة طاعنة في السن، قناعتي أن التصميم والحل الإخراجي لم يكونا غير متقنين بما فيه الكفاية.
ثمة عدد لا يحصى من الطرق التي يمكن للمخرج أن يؤطر بها مثل هذه القصة. الجانب الإيجابي الوحيد هو أنه يوفر طريقة لعرض عمل لي ميلر الفوتوغرافي المتنوع والغزير".
بالطبع يرتكز هذا النقد على مدخل ونهاية الفيلم والذي يقوم على فكرة الاسترجاع والاستذكار من خلال لقاء "لي" مع ذلك الشاب الذي سوف يظهر فيما بعد أنه ابنها ولكن الأمر في الواقع لم يكن إلا خيال من طرفه وفيما هو جالس في وسط ركام من الصور الفوتوغرافية مما صورته أمه.
الاعتراض الفني على تلك المعالجة السينمائية القائمة على الاستذكار دفعت باتجاه قراءات متعددة للبنى السردية التي سادت في هذا الفيلم والتي لجأ إليها الثلاثي من كتاب السيناريو بطريقتهم الخاصة.
أما الناقد شين بيركيتا من موقع موقع سي دو ريفيو فيقول: "إن الطريقة التي حُكِيت بها هذه القصة هي في الأساس نسخة طبق الأصل من أفلام سبقتها؛ فالمرأة العجوز التي تحكي قصة حياتها التي عاشتها ذات يوم تشبه قصة فيلم تيتانيك، وهو أمر ملفت للنظر؛ لأن هذا الفيلم كان أيضًا من بطولة وينسليت، ولكن على الرغم من أنني شاهدت هذه النسخة من السرد مرات عديدة من قبل في أفلام أخرى إلا أن الموضوع نفسه كان مثيرًا للاهتمام. ومع ذلك، فقد قلل هذا النوع من المعالجة من أي دراما تمت إثارتها أو الاشتغال عليها لمشاهدة "لي ميلر" وهي تقاتل من أجل البقاء على قيد الحياة من رصاص العدو وقنابله إبان الحرب العالمية الثانية".
ولعلّ هذه مقاربة أخرى تستكمل ما كنا قد تحدثنا عنه بصدد أنساق السرد المتشابهة والتي وجد هذا الناقد مثالًا لها من خلال فيلم تيتانيك الذي يقوم على استذكار تلك العجوز أحداث رحلتها وذكرياتها على ظهر تلك السفينة وما جرى من وقائع في حينه.
ربما كان هذا الجانب فيما يتعلق بإدارة أفعال الشخصية الرئيسية كافيًا لإحالتنا إلى نوع السيرة الذاتية وهو ما حاولت المخرجة إيجاد توازن فعال في أدوار الشخصيات خاصة الشخصية الرئيسية لكن ذلك التوازن لم يصل إلى هدفه ونهاياته بل تشعب إلى جوانب متعددة من جوانب حياة وسيرة "لي" ولهذا مثلا بدت علاقتها مع رولاند الذي أحبته وتزوجته وكأنه علاقة سطحية وليست ذات تأثير كبير على مسارها بينما تعمقت في شخصية صديقها ديفيد، وهكذا اختلت التوازنات المنطقية والموضوعية بين الشخصيات.
أما إذا انتقلنا في إطار المعالجة السينمائية إلى دور الاسترجاع – فلاش باك – في السرد الفيلمي وهل كان حقا بمثابة قوة دافعة وإيجابية للأحداث أم أنه سبب للتراجع، واقعيًا إننا كنا أمام إشكالية تتعلق بوجود أساليب عديدة في طريقة معالجة قصص السيرة الذاتية فضلا عن البناء السردي وأنساق السرد لكن يبدو أن المخرجة لجأت إلى أكثر المعالجات تحفظًا فلم تغامر في اتخاذ مسار آخر مختلف قد تواجه صعوبة في السيطرة على مساراته مع أن غزارة القصة الفيلمية كانت مشجعة بما فيه الكفاية لخوض مثل تلك المغامرة.
...
إخراج: إيلين كوراس
عن كتاب – حياة لي ميللر للكاتب أنطوني بينروس
سيناريو: ليم دوس، ماريون هيوم، جون كولي
تمثيل: كيت وينسليت – بدور لي ميللر، اندي سومبيرغ – في دور ديفيد، اليكسندار سكارسغارد – في دور رولاند.
التقييمات: آي أم دي بي 7 من 10 روتين توماتو 71 من 100، ميتاكريتيك 74 من 100.